• إن البعض قد يحتار في استعمال أسلوب الرفق أو السطوة، ويرغب أن يمضي على أسلوب واحد، فنقول كلا نتركك، بل عليك أن تتوازن بين هذه الصفات المتضادة.
• فما دمت قد تصديت إلى التبليغ الديني وسعيت إلى هداية الأمم وإلى نور الإسلام والتشيع والرفض، فعليك أن تتوازن وإلا فترجّل حتى يتقدم غيرك ممن يمكن له أن يجمع بين هذه الصفات المتضادة وأن ينجح كما نجح مالك الأشتر.
• إن الفقيه لما يتلقى الأدلة الشرعية قد فيما بينا تعارضا أوليا، فيحاول حل هذا التعارض كأن يحمل بعض الأحاديث على أنها كانت منسوخة وبعضها الآخر ناسخة، أو أن هذا التعارض يرتفع بحمل الأول على كونه دليلا مطلقا أما الثاني دليل مقيد وما أشبه.
• إن الفقه والتفقه هو الكفيل بوضع كل حديث من أحاديث المعصومين ومواقفهم عليهم السلام في موضعه الصحيح فيرتفع التعارض والتضاد، ونتعلم بهذا كيف ومتى نفعل هذا أو ذاك.
• في كتاب تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة الطوسي "سمعت شيخنا أبا عبد الله أيده الله يذكر أن أبا الحسين الهاروني العلوي أن يعتقد الحق ويدين بالإمامة فرجع عنها لما التبس عليه الأمر في اختلاف الأحاديث وترك المذهب، ودان بغيره لما لم يتبين له وجوه المعاني فيها.
• وهذا يدل على أنه دخل فيه على غير بصيرة واعتقد المذهب من جهة التقليد، لأن الاختلاف في الفروع لا يوجب ترك ما ثبت بالأدلة من الأصول.
• وذكر -الشيخ المفيد- أنه إذا كان الأمر على هذه الجملة فالاشتغال بشرح كتاب يحتوي على تأويل الأخبار المختلفة والأحاديث المتنافية من أعظم المهمات في الدين ومن أقرب القربات إلى الله تعالى.
• إذا كان في ذلك الزمان مع افتقارهم للكتب، برز إلينا هذا الشاب الذي ألّف كتاب تهذيب الأحكام وهو محمد بن الحسن الطوسي، والذي لم يتجاوز عمره حين ألفه أربعة وعشرين عاما، فما بالكم يا شباب الرافضة وأنتم تعيشون في هذا الزمان المتطور.