- في مستهل محاضرته الأخيرة وفي ضوء قوله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" طرح #الشيخ_الحبيب تساؤلا عما يدفع المُبطل للعناد ومخالفة يقين ضامره، مؤكدا أن هذه الدوافع إنما هي مصلحية لا مبدئية، ولا يصعب اكتشافها على الفطن النبيه
- من هؤلاء المبطلين الذين كانوا يخالفون يقينهم الداخلي؛ أبو جهل لعنه الله. فهذا الخبيث كان يعادي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أشد المعاداة رغم أنه في الباطن كان موقنا بنبوته، إذ كان يقول لبعضهم على انفراد: والله إني لأعلم أنه لنبي! ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا؟!
- من هذا يتضح أن دوافع أبي جهل وأضرابه لجحد النبوة الخاتمة ومعاداتها لم تكن مبدئية، وإنما مصلحية. إنهم لا يريدون فقدان مراكزهم الدنيوية وزعاماتهم التي ستنتقل للبيت المحمدي من ذرية هاشم وعبد مناف إنْ أقرّوا بها. هذا نموذج لجاحد كافر.
- ثم ثنّى سماحته بذكر نموذج آخر هو لجاحد منافق، إذ يقول عمر بن العزيز: كان أبي إذا خطب فنال من علي تلجلج! فقلت: يا أبتِ إنك تمضي في خطبتك فإذا أتيتَ على ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟ قال: أو فطنتَ إلى ذلك؟ يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده!
- ثم ثلَّث سماحته بذكر نموذج ثالث وهو مروان بن الحكم؛ الوزغ بن الوزغ لعنهما الله، فلقد كن يعترف بطهارة وبراءة أمير المؤمنين عليه السلام وأنه مع قومه من بني أمية إن يشتمونه على المنابر "لأن ملكهم لا يستقيم إلا بذلك"!
- وأضاف سماحته أن الذين تربوا تحت منابر الأمويين ومن تلاهم من المخالفين رغم أنهم استُغفلوا وضُللوا إلا أنه محال أن يتحقق الاستقرار النفسي التام لديهم ما داموا على اعتقاد باطل، فذلك ما قاله صادق العترة عليهم السلام: لا يستيقن القلب أن الحق باطل أبدا، ولا يستيقن أن الباطل حق أبدا
- ثم شرح سماحته قول الصادق عليه السلام فأوضح أن القلب يبقى مرتابا مضطربا تجاه الباطل فلا يمكن أن يستيقن أنه حق، ولهذا لا يمكن للمخالف المقيم على اعتقاد باطل أن يشعر بالاستقرار النفسي وأنه على يقين من اعتقاده حتى وإن كابر
- ولكي يبرهن سماحته على صحة كلامه؛ دعا المخالف لأن يجري هذا الاختبار النفسي ليختبر هل أنه فعلا مطمئن قلبيا لمذهبه أم لا؟
ويتلخص الاختبار في أنه إذا عَلِمَ أنه يتلقى مذهبه من سفلة كانوا ينشدون الأشعار في هجاء المصطفى صلى الله عليه وآله؛ فهل سينام قرير العين مطمئنا أم سيظل يؤرقه ذلك؟
- هذه حقيقة وليس خيالا! فهذا الخبيث الذي يصفه الذهبي بـ "الإمام أبي سلمة الفأفاء" وهو من رجال صحيح مسلم وأجمعوا على وثاقته؛ مضافا إلى أنه "كان ينال من علي" فإنهم ذكروا أنه كان ينشد لبني مروان الأشعار التي هُجي بها المصطفى صلى الله عليه وآله!
- فهل يا ترى يمكن للمخالف أن يطمئن قلبه إلى مذهبه ويستقر نفسيا بعدما عرف هذه الطامة! وهي أنه يتلقى الدين من رجال كالفأفاء الخبيث؟!
لا يمكن أن يطمئن أو يستقر حتى لو جَدَّ في العثور على أجوبة حيال هذه الكارثة من شيوخ الضلال، لأنه - وإن كابر - يعرف في قرارة نفسه أنها ركيكة غير مقنعة
- وأردف سماحته بذكر قصة لرجل فارسي كان من النواصب الذين يؤذون الشيعة ويتقربون بذلك إلى الله، فردوا عليه بالمثل في أحد الأيام حتى امتلأ غيظا وأخذ يستنصر أهل مذهبه للانتقام فوعدوه على ذلك في الغد، ولكنه في ليلتها لم يستقر ضميره ولذلك سأل الله أن يريه هل أن الحق مع الشيعة أم مع غيرهم
- القصة التي ذكرها سماحته من أروع القصص التي يمكن أن نسمعها، فيها أن الرجل تشيع بعدما رأى #سيدة_الجنة عليها السلام في المنام، وتذكر كيف أنقذه الإمام المهدي عليه السلام من الهلاك في صباه.. وكان تشيعه في حرم الكاظمين عليهما السلام ببغداد بشهادتي الولاية والبراءة.
- كانت الإشارة المهمة من سماحته أن القصة حصلت في القرن الثامن وفيها أن كبراء الشيعة عندما أخذوا الرجل ليتشيع بين يدي الكاظمين علموه شهادة الولاية وشهادة البراءة معا، ما يعني أن ما نقوم به عندما نلقن الداخلين في التشيع الآن "ليس بدعة"كما يظن الجهلة، فهذه سيرة الشيعة الأبرار منذ قرون
- وعقَّب سماحته: أنُلام نحن لأننا أحيينا سيرة الشيعة الأبرار؟ ونُبهت بأنها فتنة وطائفية مع أن الباهتين يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم لا يقولون الحقيقة!
من العجب أن يُتهم الأصيل بالابتداع من قبل الدخيل!
انظر كيف يعيِّر قِسًّا بالفهاهة باقلُ!
- إنما مثل أولئك المعاندين من مدعي التشيع كمثل أولئك المشركين الذين حاربوا النبي وأولئك المنافقين الذين حاربوا الوصي عليهما وآلهما السلام وحاربوا الصلحاء من رجالات التشيع الأبرار بالدعايات المضادة السوداء لا لشيء سوى حرصا على مراكز الزعامة التي يخشون فقدانها إذا سلّموا بما نقول.
- كانت هذه خلاصة ما تفضل به #الشيخ_الحبيب في محاضرته الأخيرة بعنوان:
محال أن يكون من يدعي التسنن في استقرار نفسي!
يمكنكم مشاهدتها كاملة ومعرفة كل التفاصيل على هذا الرابط: