الشهيد الشيرازي.. صور أربعة للعظمة 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
الشهيد الشيرازي.. صور أربعة للعظمة 

تقرير لمحاضرة الشيخ الحبيب بعنوان: (الشهيد الشيرازي.. صور أربعة للعظمة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أهل بيته الطيبين الطاهرين, ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين


عند الحديث عن شخصية المفكر الإسلامي الكبير آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره الشريف تتراءى لنا أربع صور رائعة وهاجة

الصورة الأولى: صورة الأدب العالي الرفيع
 فكل ما ذكر الشهيد السيد حسن رضوان الله عليه كلما أستحضر الذهن ذلك القلم المبدع وذلك الأديب والشاعر القدير, الذي أستطاع بكتاباته وخطاباته ومؤلفاته أن يؤسس مدرسة خاصة في الأدب الإسلامي .
كان الشهيد رضوان الله عليه, يهتم إهتماما كبيرا بما يمكن أن نطلق عليه الصنعة الأدبية في التبليغ الإسلامي , ولذلك نراه قد ألف كتابين مهمين وقيمين جدا في هذا المضمار إلا وهما كتابا  "العمل الأدبي والأدب الموجه"
كان يدعو الشهيد إلى إن يقدم الإسلام والمشروع الحضاري الإسلامي بأروع الصور الأدبية, ولذلك نلاحظ أن مؤلفاته مثلا عندما نقرأها ونطالعها  فأنها تأسرنا من الغلاف إلى الغلاف, هذا لأن الشهيد رضوان الله عليه كان يهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا حتى أنه ينقل في أحواله إنه حينما كان يبدأ بتأليف بعض المؤلفات كانت السبحة الحسينية في يده وفي مئات المرات كان يتوقف ليستخير الله عز وجل في ارتقاء هذه الكلمة أو هذه العبارة وفي هذا الموقع إلى هذه الدرجة كان الشهيد يهتم بالصياغة الأدبية وبالفعل الصياغة الأدبية أمر مهم جدا, وكما نعلم فإن أي سلعة إذا أريد تسويقها بشكل جيد وحض الناس على الإقبال عليها فأننا يجب أن نقدمها بالصورة الجميلة, والملفتة للأنظار هذه هي الصورة الأولى.

الصورة الثانية : صورة الإخلاص العظيم والولاء العميق لأهل البيت صلوات الله عليهم .
 لاحظوا علمائنا الأبرار , كانوا دائما لله الحمد والمنة في قمة الإخلاص والولاء لأهل البيت عليهم السلام, ولكن بالنسبة إلى الشهيد السيد حسن الشيرازي يمكننا أن نقول أن إخلاصه وولائه لأهل البيت صلوات الله عليهم كان نموذجا فريدا, لماذا نقول هذا الكلام؟ لأنه من المعروف أن كل من يتحرك تحرك اجتماعيا واسعا ويتخالط ويحتك بالمذاهب والطوائف والأديان ورموز الطوائف الأخرى فإنه عادة ما يتأثر هذا الاحتكاك, فيترك تأثيرات على شخصية الآخرين ومع الأسف الشديد البعض ممن نصب نفسه متحركا باسم الشيعة حينما بدأ يجول في مختلف المجتمعات, ويلتقي بهذا وذاك فأنه في أحيان كثيرة يحرج ويضطر  لتنازل عن المتدنيات العقائدية والمباني الفكرية التي نعتقد بها نحن معاشر شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم, كان مثلا حينما يتحرك يعود إلينا, دعونا نتناسى ماجرى على الزهراء البتول صلوات الله عليها أو مثلا ينادي بإلغاء الشهادة الثالثة في الأذان, أو ينفي أو يشكك في مظلومية الزهراء وفي مفردات هذه المظلومية لماذا؟ لأنه يشعر بالنقص يشعر بأنه لا ينسجم مع هذا المحيط الأكبر الذي يتحرك فيه.
الشهيد الشيرازي كان وفي نفس الوقت الذي يلتقي بمختلف الرموز وبمختلف شخصيات الأديان و الأطياف , خصوصا في لبنان مثلا, هذا البلد المتنوع ذهنيا وعقائديا, في نفس الوقت الذي كان فيه يتفتح منه على الآخرين لكنه كان متمسكا بأصالته وهويته الشيعية بأقصى حد وكل ثقة أقول هذا الكلام على الشهيد الشيرازي رضوان الله عليهم على عدم أي تنازلا عقائديا واحداً, وبالعكس نراه يدافع مثلا عن أشد الشعائر الحسينية إثارة للغيض, وكتابه الشعائر الحسينية نجد فيه أنه فقط يدافع عن الشعائر؟ لا...وأنما يفسحها ويجعلها عنوانا للمجد, وهذا ما افتقدناه في غيره  مع الأسف من الشخصيات التي تحركن ليؤثر في الآخرين لا أن تؤثر فيه
ولذلك معروف عن الشهيد رضوان الله عليه أنه حتى في تحركاته في لبنان , كان متمسكا بهذه الهوية الولائية الشيعية إلى أقصى درجة. حتى أنني مع الأسف قرأت في أحدى الصحف اللبنانية التي كانت تتحدث عن تاريخ الشهيد, قرأت مايشبه الإنتقاد له من ذلك الكاتب, إن مشروع الشهيد السيد حسن وهو تأسيس جماعة العلماء في لبنان كان مشروعا على حسب تعبيره "غارقا في المذهبية" في قبال المشروع الآخر, هذا الذي أنتقد خُفي عليه إن الشهيد رضوان الله عليه كان لا يجد في التشيع في كل مفرداته وبكل خصوصياته معابة أو عارا والعياذ بالله وبالعكس وأتذكر أيضا أنه في الكويت ألتقيت بأحد علماء المذهب الآخر وكانت هذه الشخصية  شخصية جدا كبيرة وتعتبر رمز لتيار كبير. هذا الشخص نقل لي بالحرف الواحد, أنني حقيقة كنت أتأثر بالشهيد السيد حسن في فترة السبعينات حينما كان الشهيد يتردد على الكويت, فكنت أتأثر به وكنت حقيقة أعجب بشدة ما يطرحه, ولكني كنت ألاحظ أنني كلما طرحت مع الشهيد ما يُسمى بمشروع الوحدة الإسلامية فكنت أقول له أنه يا سيدنا إذا أردنا أن نتحد فيجب عليكم أنتم الشيعة أن تكفوا عن الإنتقاد أو التظلم من تعتبروهم أعداء وقتلة أهل البيت, لأن هولاء رموزنا. كنت أطرح عليه هذا الشيء أنه كفوا عن هذا الأمر لاتثيروه في مجالسكم ولا في كتاباتكم ولا في نتاجكم الفكري والثقافي فأنا نتحد معكم, يقول هذا الشخص أنني كنت ألاحظ أن الشهيد كان يصرف النظر تماما ويغير من جادة الحديث بمجرد أن أطرح عليه هذا الأمر و علمت لماذا ؟ لايريد أن يتنازل .
فعلاٌ لايريد أن يتنازل عن حقنا في الدفاع عن أئمتنا وفي أنكار عمن ظلمهم. وهذا الأمر فريد في شخصيته, وهذا الشهيد العظيم العملاق حقيقة فريد. هذه هي الصورة الثانية صورة الولاء العميق لأهل البيت .

الصورة الثالثة : صورة الحياكة الفطنة .
 كما ورد في الحديث الشريف " المؤمن , كيس فطن حذر" , الشهيد رضوان الله عليه حقيقة كان يتميز بالفطنة, وفكرا ثاقباً ونظرة بعيدة وواسعة, وإنجازاته تدل على ذلك.
الإنجازات التي حققها الشهيد الشيرازي لم تكن إنجازات عادية , لاحظوا جيدا يمكن أن نقول أن العالم الكذائي مثلا حقق إنجازا تمثل في بناء مسجد, مدرسة, حسينية أو ما أشبه أو أنه يخرج جيلا من العلماء, هذا الأمر معتاد ولكن غير المعتاد والفريد أن نجد عالما يستطيع يغير الطقس الشيعي والخريطة الشيعية بأكملها, نقول هذا الكلام حينما نلاحظ إنجازات الشهيد, حينما يستطيع أن يدفع العلويين في سوريا مثلا وهم أربعة ملايين نسمة ... يدفعهم إلى إعلان تشيعهم لأهل البيت ويضمهم إلى هذه الأمة الشيعية العريقة فتتغير معادلة الثقل الشيعي في العالم, يدخل إلينا في رصيد التشيع أربعة ملايين إنسان هذا الأمر ليس بالقليل. حقيقة يغير من موازيين الخريطة الشيعية القائمة على الأرض, هذا نموذجا من مشاريع الشهيد في هذا الخصوص حقيقة لو أستكمل مشروع الشهيد لإستطعنا أن نضيف أكثر من هذا الوصف, نضيف أكثر من هذا العدد فهناك حوالي عشرين مليون علوي في تركيا, ولكن لا أحد مع الأسف يلتفت إليهم في القطر المناسب.
 الشهيد كان لافتا عليهم حينما يحقق إنجازا يغير من الطقس الشيعي أو من الخريطة الشيعية أن جاز التعبير. من الثقل الشيعي العالمي الذي حققه الشهيد في سوريا مثلا, بتأسيس حاضرة علمية متكاملة هناك وأين؟ بعاصمة الأمويين. هذا الأمر حقيقة  أيضا يلفت الإنتباه, وأن تضاف أو تأسس حاضرة علمية وتضاف إلى الحواضر العلمية الشيعية وتكتف بخطوات وثابة إلى الأمام, وتنتج فضلاء, علماء, ومجتهدين. هذا الأمر أيضا يعتبر إنجازا فريدا من نوعه, وأتذكر هنا أو أذكر نموذجا آخر على مدى ما كان يتمتع به الشهيد من  فطنة  وذكاء.
 نحن نعلم أن الشهيد رضوان الله عليه كان يحمل هم البقيع الغرقد, والمراقد المهتوكة لأئمتنا الأربع هناك صلوات الله عليهم" المجتبى والسجاد والباقر والصادق ." كان يحمل هذا الهم في قلبه كثيرا, كان يسعى بكل ما أوتي من قوة لأن يعاد بناء هذه الأضرحة المقدسة, ينقل في أحواله رضوان الله عليه أنه ذات مرة أشترى سجادة فخمة شاهية جدا وغالية, وذهب في وفد رسمي إلى الملك تلك البلاد السابق "الملك فيصل" وأهداه هذه السجادة الفاخرة له, فطبعا عادة الملوك يعجبوا بما يهدي إليهم خصوصا إذا كان من النوع التراثي أو ما أشبه, فحينما أهداه السجادة طرح عليهم مسألة إعادة بناء البقيع وقال له: الملك بالطبع تردد قي الأمر لكنه وجد نفسه محرج من الموقف فقال: نحن لنا هيئة علماء هنا إذا أستطعت أن تذهب وتقنعهم فأنا ليس لدي مانع, فالشهيد أيضا أنتهز الفرصة, قال أنا أريدها منكم, أنا أدري أني لن أستطيع أن أقنعهم ولكن أنت الملك ..أنت تقنعهم, فبعد مفاوضات عديدة وبعد إصرار ومتابعات من قبل الشهيد رضوان الله عليه أخيرا أبلغه ذلك الملك بإنني فعلا اقنعتهم وليس لدي مانع ولكن بشرطين الشرط الأول: إن يكتب لي الملك العرقي بذلك "فترة الملكية بالعراق" والأمر الثاني: أن يمول هذا البناء بالكامل من قبل حوزتكم العلمية, طبعا نحن نعلم أن القدر لن يمهل الشهيد لمتابعة هذا المشروع أكثر. كذلك أنه لم يمهل ذلك الملك لأنه قتل في قصة مفصلة "قتله احد أبناء ـسرته أبناء عمومته" وعاد موضوع البقيع مع الأسف إلى المربع الأول .
شاهدنا أين؟ شاهدنا كيف أستطاع الشهيد إقناع ذلك الحاكم في قضية من أعقد القضايا الشيعية, وكم كان عمره آنذاك؟! أقل من ثلاثين سنة. لاحظوا هذا الشيء أقل من ثلاثين سنة  يعني في العشرينيات من عمره لا يملك ذلك الوزن أستطاع أن يقنع ذلك الملك في قضية مهمة وحساسة إلى أبعد درجة إذا قال أحد ليس بهذا التعقيد فليحاول مع هذا الحاكم هذا نموذج من قدرة الشهيد على الإقناع وفطنته وكياسته .

الصورة الرابعة والأخيرة : تضحية الشهيد
صورة التضحية الجميلة الرائعة جداً حقيقةً, نحن نعلم أن علمائنا جميعا رضوان الله عليهم يضحون في سبيل أهل البيت, ولكن  عندما نلاحظ حياة الشهيد نلاحظ محطات فائقة في التضحية, محطات مميزة. فمثلا يضحي الشهيد بحاجته الجسدية لا يأكل ولا ينام  )نقل لي أحد المؤمنين الذي كان ملازما للشهيد وخادما له في فترة وجوده في لبنان أن الشهيد كان أحياناً كل 48 ساعة لاينام أكثر من ساعة واحدة وكان يتكأ على الجدار حينما يقوم, وبعد فترة من الجوع، بيوم أو يومين لم يأكل شيئا يكتفي بشرب الشاي فقط وينام إلى هذه الدرجة من التضحية. كان الأمر لا يستطيع تحمله إلا القليل خصوصا إذا نظرنا أن نقول هذا الذي يضحي بحاجته الجسدية إلى هذه الدرجة وكان لتوه خارج من سجون لاقى فيها أنواع التعذيب فكيف تكون بنيته الهزيلة والضعيفة, يضحي في حاجته الأسرية وحاجة كل إنسان إلى الزواج وفي الأبناء. لماذا يضحي بالزواج مع توارد عشرات الفرص أمامه لأنه ابن علماء وأخ علماء وعالم كبير كل من تتمناه وكل الأسر تتمناه لفتياتها؟ لأنه لا يريد أن تنقطع عزائمه في مقارعة الظالمين, إذ أن لما يكن عند زوجة وأبناء يخشى عليهم ويخاف أكثر وتكون جرأته أقل .. وضحى بهذا الأمر ولم يتزوج إلى آخر حياته من أجل أن يكون مقداما لتصدي لحكومة البعث الجائرة ولا يخشى ولا يحسب أية حسابات.
نموذج آخر ..حقيقة هذه القصة حينما نقلت إلي وأنقلها لكم وربما تنقل . حقيقة أنتابني التعجب والدهشة في شأن هذه الشخصية العملاقة, ينقل في أحواله رضوان الله عليه أنه في فترة تواجده في كربلاء ونحن نعلم بأن الشهيد السيد حسن كان في مثابة الساعد الأيمن لأخيه الأكبر الإمام المجدد الشيرازي رضوان الله عليه وكان تلميذه الأبرز ومعاونه الأول وأول من يصطف وراءه في الصلاة في الصحن الحسيني عند المعصومين صلوات الله عليهم, كان أول حضور في درسه في الخارج وملازما له كالظل في كل اللقاءات الإجتماعية وكل المحافل وهذا أمر معروف. فجأة لاحظ أهالي كربلاء أن السيد الشهيد أمتنع عن الصلاة خلف أخيه الأكبر, تخيلوا هذا الأمر. أمتنع عن حضور درسه وامتنع عن المشاركة في أية محفل أو أي إجتماع أو أي نشاط وحفل يشاركه فيه الشهيد ليس بيوم أو يومين... لا لفترة. حتى شكل هذا الأمر ظاهرة وبدأ الناس يتهامسون أنه ما السبب لهذا الإنقطاع؟ هل من المعقول أن يحصل هذا الأمر بين السيدين بين هاذيين العالمين الجليلين؟ فذهبوا ليكلموا الإمام المرجع رضوان الله عليه وسألوه فعبر أنه لا يحب أن يقول لما هذا الانقطاع وما السبب فذهبوا إلى السيد حسن وسألوه وإذا به يلتزم الصمت فعلموا بأن هناك شيئيا ما بين السيدين ورأى وجهاء المدينة "وجهاء كربلاء" أن إستمرار هذه الوضعية بين السيدين أمرا لا يفضي إلى خير وهذا الأمر حقيقة غير معقول أن السيد حسن هكذا يتعامل مع أخيه الأكبر وهو المرجع ..على كل حال تقرر بواسطة الوجهاء أنه يعقد جلسة للمصالحة بين الأخوين ومعرفة أسباب هذه القطيعة, فاتفقوا على أن يدعوا كلا السيدين الجليلين إلى ذلك المجلس, فدعوا أولاً الإمام المجدد رضوان الله عليه وجاء وسلم وحضر في ذلك المجلس الذي كان يضم كبار الوجهاء, ثم دعوا السيد حسن وبمجرد أن جاء الشهيد السيد حسن ورأى أخاه الأكبر موجودا بذلك المجلس وإذا به فورا يعتذر ويسلم على الجميع ويخرج, فأثر ذلك على شخصيته إلى أقصى درجة. وبدأ الناس يأخذون فكرة خاطئة عنه, أنه هل من المعقول هكذا أن يهين أخاه والعياذ بالله ويهيننا نحن الوجهاء؟ لما هذا التصرف؟ ولما هذا العمل؟ وهكذا مع الأسف أخذوا فكرة عنه وبدأ الناس يتساءلون  لماذا أقدم السيد حسن على مثل هذا العمل البعيد عن الأخلاق والبعيد أصلا عن شخصيته؟ بعيدا عن بيت المرجعية تماما, ماعرفوا بالسبب الذي جعل الشهيد يقدم على هذا الأمر إلا بعد مضي نحو شهر أو شهرين, حيث أقدمت السلطات البعثية الجائرة على إعتقال الشهيد وإيداعه السجن, تخيلوا هذه التضحية؟ تضحية بالمكانة الإعتبارية والشخصية أمامهم, وهذا أمر جداً صعب على النفس البشرية, السيد الشهيد أراد أن يوهم السلطة بأنه على خلاف وهمي مع أخيه الأكبر وعائلته لماذا؟ لأنه كان في تلك الفترة يتحرك ويجري إتصالات وإجتماعات مكثفة مع كبار شخصيات العراق, مع السياسيين, مع العسكريين, مع علماء الدين من مختلف الشخصيات على أمل إيجاد طريقة تطيح بهذا النظام الجائر ويتم التخلص منه إلى الأبد. وأدرك الشهيد في تلك الفترة أني إذا أُكتشفت و أعتُقلت فلن أذهب أنا فقط ضحية هذا المشروع وإنما أيضا أخي الأكبر وإخواني وعائلتي, فأراد بنحو أو بآخر أن يبعدهم عن هذه المشاكل وأن يوفر عليهم هذا الخطر, فحاول أن يجعل الخطر مقتصرا عليه فقط, فإضطر إلى فعل الشيء أمام الناس فهذا أن دل على شيء فإنما يدل على عمق نظره  وعلى إستعداده بالتضحية حتى بشخصيته ومكانته أمام الناس في سبيل الدين.
وأخيرا الشهيد السيد حسن ضحى بأغلى مايملك كل إنسان كما نعلم, ضحى بروحه وبدمه في سبيل الإسلام, وفي سبيل العدالة, وفي سبيل العراق, وليته كان حاضرا بيننا اليوم ليرى ماذا يجري في العراق العزيز .
رضوان الله عليه وأسكنه فسيح جناته وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp