تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة الثامنة عشر (18) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة الثامنة عشر (18) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول ال محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في الحلقة السابقة ..
مررنا في المحاضره السابقه وما سبقها ايضا مررنا على السيره التي ترفع الرأس لرجالات التشيع الذين استبسلوا في اسقاط رموز الباطل كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشه (لعنهم الله)، فعرضنا نماذج لما أقدم عليه هؤلاء أمام معاشر المخالفين من قدح وثلب وفضح لؤلئك الذين خانوا رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) في عترته. قاموا هؤلاء الأجلاء رغم ماكان بين هؤلاء واعلام أهل الخلاف، رغم ماكان بينهم من الصلاة والعلاقات الوثيقه تلك الصلاة والعلاقات التي فرضتها حركة تلقّي الحديث كما بينّا عرضنا اربعة نماذج ونعرض الآن نماذج اخرى تدلّل على هذا الذي نقول. النموذج الخامس من منا لايعرف اباحمزه الثمالي (عليه السلام) ؟

النموذج الخامس من سيرة علمائنا الكرام وطعنهم في الرموز المقدّسة للطوائف المنحرفة ..
جميعنا يعرف انه ذلك الرجل الجليل الذي كان من اصحاب الائمه السجاد والباقر والصادق والكاظم (عليهم افضل الصلاة و السلام)، ذلك الرجل الذي يقول فيه امامنا علي ابن موسى الرضا (عليهما افضل الصلاة و السلام): {ابوحمزه في زمانه كلقمان في زمانه}. كلنا يعرف هذا الرجل لأن اسمه تخلّد بالدعاء الذي يرويه عن امامنا زين العابدين (صلوات الله و سلامه عليه)، ذلك الدعاء الذي نقرأه في اسحار شهر رمضان الدعاء الذي يحمل اسمه دعاء ابي حمزه الثمالي، هل يعلم الأخوه أنّ هذا الرجل الثقه الجليل كان ايضا ممن ينال من رموز الطائفه الاخرى ؟ لاحظوا مثلا مارواه الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال عن عبد الله ابن موسى قال: ( كنا عند ابي حمزه الثمالي فحضر ابن المبارك [أحد فقهاء أهل الخلاف المعروفين] فذكر ابوحمزه حديثا في ذكر عثمان فنال في عثمان فقام ابن المبارك ومزق ماكتب [اي مزق ماكتب عن ابا حمزه من الأحاديث ومضى]). هذا يدلّكم على أنّ أجلّاء أصحاب الأئمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) كانوا يهتمون بالنيل من ائمة الكفر والباطل والنفاق، كانوا يهتمون بالنيل منهم حتى أمام المعتقدين بهم من اهل الخلاف، وعليه فما يدّعيه بعض الجهله اليوم من أنّ ذلك لم يكن من سمة اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) ماهو إلّا الهراء منشئه الجهل بالسيرة الحقيقيه لأتباع مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام).

طعن ابو حمزه الثمالي و كميل ابن زياد عليهما السلام في عثمان لعنة الله عليه ..
ابوحمزه الثمالي صاحب الدعاء المعروف كان ينال من عثمان هذا هيّن بالقياس الى مافعله كميل ابن زياد (عليه السلام) صاحب الدعاء المعروف بإسمه، ايضا راجعوا انتم كتب التواريخ لتعرفوا أنّ كميل ابن زياد (عليه السلام) كان من جملة قتلت عثمان ابن عفان (لعنة الله عليه)، لا أنه فقط كان ينال منه استحضروا هذه المعلومه كل ليلة جمعه وانتم تقرأون دعاء كميل الذي رواه عن مولانا امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام)، هذا الرجل لم ينل فحسب من رموز الآخرين وإنما شارك في قتل أحدهم. بعد أن تستحضروا هذه المعلومه في اذهانكم انظروا هل يتبقّى في نفوسكم احترام لؤلئك المعمّمين الجهله الذين يزعمون لكم انه لايجوز النيل من رموز الآخرين. اقرأوا تاريخ صاحب رسول الله وصاحب امير المؤمنين (عليهما و آلهما السلام)، عمر ابن الحمق الخزاعي (عليه السلام)، هذا الرجل الذي شارك ايضا في قتل الطاغيه عثمان (لعنة الله عليه) وطعنه تسع طعنات بعدما جلس على صدره. روى محمد ابن سعد في طبقاته الكبرى: ( أنّ عمر ابن الحمق وثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق [عثمان ابن عفان (لعنة الله عليه) كان لايزال به رمق في آخر لحضات حياته] فطعنه تسع طعنات وقال أمّا ثلاث منهن فإني طعنتهن لله (تبارك و تعالى) وأمّا ست فإني طعنت اياهن لما كان في صدري عليه [اي على عثمان(لعنة الله عليه)]). هؤلاء هم رجال التشيع الابرار عمر الحمق الخزاعي، كميل ابن زياد النخعي، ابوحمزه الثمالي (عليه السلام)، هؤلاء هم الذين نفخر بهم لإستبسالهم في مواجهت الباطل ورموزه هل تعلمون أنّ عمر ابن الحمق وكميل ابن زياد قد قُتلا شهيدين بسبب قتلهما للطاغيه عثمان (لعنة الله عليه) ؟

اصحاب امير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه وقتلهم المأبون عثمان ابن عقان لعنة الله عليه ..
وإياكم أن تتوهموا أنّ امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) لم يكن يرتضي قتل عثمان كما قد يوهمكم بعض المعممين الجهله ايضا، كلا. كان (عليه افضل الصلاة و السلام) راضيا بذلك وإن لم يكن يشارك فيه لماذا كان راضيا ؟ لأن عثمان (لعنة الله عليه) مهدور الدم شرعا ولولا أنّ امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) كان راضيا بقتل عثمان، لما كان الذين قتلوا عثمان من كبار اصحابه وجنده الذين كان يدافع عنهم ويحميهم كعمر ابن الحمق، مالك الاشتر، محمد ابن ابي بكر وغيرهم (عليه السلام). هؤلاء كانوا من قتلت عثمان (لعنة الله عليه) وكانوا من كبار اصحاب امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام)، وإنما جرت المعارك بين امير المؤمنين وعائشه وطلحه والزبير ومعاويه، انما جرت هذه المعارك لأن امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) لم يُسلّم اصحابه الكرام يقتلونهم بدم عثمان (لعنة الله عليه)، لماذا؟ لأن عثمان (لعنة الله عليه) مهدور الدم شرعا فئذا لاقصاص على هؤلاء، وأكثر ما يؤكد أنّ امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) كان يرتضي قتل عثمان (لعنة الله عليه) ويقف مع الذين قتلوه، قول صريح له جاء في الروايات الشريفه بطرق متعدده كان (عليه افضل الصلاة و السلام) يقول:{ من كان سائلي عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه}، إذاً انا مع الذين أجرى الله قتل عثمان على يدهم، إذاً كان يرتضي قتل هذا الطاغي (لعنة الله عليه).علي اية حال استرسلنا على قضية قتل عثمان (لعنة الله) من باب الشيء بالشيء يذكر، وللتدليل على أهميّة مطالعة السيره والتاريخ بدقّه قبل أن نصدر الأحكام ونصّور واقعاً غير موجود.

إنّ رجالات التشيع كانوا هم الذين يحملون تخليص الأمة من رموز الطغيان والباطل، وذلك يتأتى تاره بإنهاء الوجود المادي لتلك الرموز الإجراميه، ويتأتى تاره اخرى بإنهاء الوجود الاعتباري لها وهذا الأخير يتحقق بمثل النيل والتسقيط وهذا ما ينبغي أن يعمل عليه اليوم المخلصون من الشيعه.

النموذج السادس من سيرة علمائنا الكرام وطعنهم في الرموز المقدّسة للطوائف المنحرفة ..
المثال الآخر وهو النموذج السادس رجل هو من جملة أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما افضل الصلاة و السلام) يُدعى يونس ابن خباب الاسيدي، وهذا الرجل كان كسابقيه على تواصل مع أعلام أهل الخلاف والرواة منهم، لكنه مع هذا التواصل والمخالطه لم يخفي ترفضّه عنهم ولم يستر عنهم نيله من ائمتهم.  يصفه ابو داوود صاحب السنن بقوله : (انه شتّام للصحابه)، ويقول فيه الدار قطني: (رجل سوء فيه شيعيّه مفرطه كان يسب عثمان)، ويقول يعقوب ابن سفيان الفسوي: (مشتهر عنه انه يتناول عثمان). من مواقف هذا الرجل الشجاع تصريحه بأن الطاغية عثمان قتل بنتي رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) رقيه وام كلثوم (صلوات الله و سلامه الله عليهما)، تصريحه بذلك أثناء تحديثه بفضيله من فضائل امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) كما رواه ابن عدي في كتابه الكامل يقول عن عباد ابن عباد قال : (اتيته [يعني يونس ابن خباب الأسيدي] فسألته عن حديث عذاب القبر فحدّثني به فقال هنا كلمة اخفاها الناصبه قلت ماهي قال انه يسأل في قبره من وليّك فإن قال علي نجا فقلت [القول لعباد ابن عباد] والله ماسمعنا بهذا بآبائنا الأولين فقال من اين انت ؟ قال من أهل البصره قال انت عثماني خبيث انت تحب عثمان وانه قتل بنتي رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فقلت قتل واحده فلما زوجه الاخرى). ليس شأننا أن نجيب على هذا الاحمق العثماني الخبيث عباد ابن عباد في أنّه لم زوجه النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بنته الأخرى، فصلنا ذلك فيما سبق في محاضرات وبييّنا أنّ وجه الحكمه في ذلك هو تعطيل قدرت عثمان وقومه على الشغب في سنوات الإسلام الاولى، واتمام الحجه عليه وإلحاق السيدتين الجليلتين رقيه وام كلثوم (عليهما افضل الصلاة و السلام) بمقام آسيه بنت مزاحم التي صبرت على فرعون، فبنى الله لها بيتا في الجنه كل ذلك قد اوضحته الروايات والآثار الشريفه عن ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام)، على اية حال هذا ليس موضوعنا إنما الذي يهمنا هنا هو هذا الموقف الشجاع كيف أنّ هذا الرجل الشيعي لم يكتم برائه من واحد من أهم رموز أهل الخلاف، وكيف صرّح بجريمته القبيحه بقتل بنيتي رسول الله (صلى الله عليه و آله و آله)، لم يجاملهم لأجل أن يحافظ على علاقاته معهم او أن يبقى في محل الصدق والثقه عندهم، لم يجاملهم لأن يبقى عندهم محل الصدق والثقه، كلا.

فرض نفسه عليهم كأنه يقول هنا هائنا ذا أبغض أئمتكم وسلفكم وألعنهم وأشتمهم وأبيّن جرائمهم فإن قبلتموني وقبلتم الحديث عنّي فبها، وإن لم تقبلوني بما أنا فهذا شانكم أنا ليست محتاجا لكي تأخذون مني الحديث ولكي تتلمذوا على يدي ولكي تقرّوا لي بالصدق والوثاقه، أن اتنازل عن مبدأي الرافضي لست محتاجا لذلك لست مضطرا لذلك, بمثل هذه الثقه بالنفس كان يتحلّى رجالات التشيع سابقا هذا الثقه التي فقدنها اليوم مع شديد الاسف، انظروا كيف أنّ يونس ابن خباب مع ما اشتهر به في أوساط المخالفين في شتمه لصحابتهم إلا انهم اعترفوا بصدقه ووثاقته واخرجوا عنه الاحاديث في صحاحهم. من جملة الذين اعترفوا بصدقه ووثاقته يحيى ابن معين يقول فيه: (هو ثقه ويشتم عثمان)، هكذا كان يفرض الشيعي نفسه على الآخرين، انا اشتم عثمان واضطرك أن تعترف اني ثقه واني صادق واني صدوق ويشتم عثمان ،اي انه يقر انه يشتم عثمان ولكنّه لايجد بدا من انه رجل ثقه. وقال فيه ابن ابي شيبه: (ثقة صدوق)، وقال فيه الساجي: (صدوق في الحديث تكلوا فيه من جهت سوء رأيه).اي سوء رايه في شيخيهم وعثمان واسلافهم من ائمة الباطل. ولكن بالنتيجه هو صدوق صادق ثقة ولهذا اخرج عنه الاحاديث كل من ابن ماجه في سننه، والترمذي في سننه، والنسائي في سننه، رغما عن انوفهم هكذا كان الشيعي سابقا اين نجد في مثل هذه النماذج في زماننا ؟

النموذج السابع من سيرة علمائنا الكرام وطعنهم في الرموز المقدّسة للطوائف المنحرفة ..
النموذج السابع رجل يقال له ابومحمد عبد الرحمن ابن صالح الازدي، هذا الرجل لم يكتفي فقط بالتّحديث بمثالب ابي بكر وعمر وعثمان وعائشه وحفصه وانما الف كتابا في ذلك. ومع كل هذا فرض نفسه على اهل الخلاف فأذعنوا لكونه ثقه صدوقا واستمر احمد ابن حنبل في مجالسته ومنادمته، امر عجيب لكنه ليس بعجيب ان عرفنا او ادركنا او وقفنا على نفسيه الشيعه الابرار انذاك، وكيف انهم لم يكونوا يعانوا من عقدة النقص والحقاره امام الآخرين حتى يضطرون ان يتراجعوا عن معتقداتهم ومواقفهم امام الآخرين.

ينقل المزّي في تهذيب الكمال عن موسى ابن هارون قوله في عبد رحمن الازدي هذا يقول: (هو ثقة وكان يحدّث بمثالب ازواج رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) واصحابه)، هو ثقه مع انه كان يحدث بمثالب من ؟ الازواج والاصحاب تخيّلو، وقال ابوداوود صاحب السنن: (لم ار أن اكتب عنه ابو داوود السجيستاني) يقول هذا لماذا ؟
قال: (وضع كتاب مثالب في اصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ).ينقل المزّي ايضا في تهذيب الكمال عن يعقوب ابن يوسف المطوعي قوله في عبد الرحمن ابن صالح الازدي : (كان رافضيا يغشى احمد ابن حنبل[اي يزور احمد ابن حنبل] فيقرّبه ويدنيه فقيل له فيه [اي قيل كيف تقرب الذي يضع كتابا في الذي يطعن في الاسلاف] قال سبحان الله رجل احب آل النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) وهو ثقة). هو وان كان ذو موقف رافضي شديد ضد ابوبكر وعمر وعائشه ومن اشبه ولكنه يحب آل رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) وهو ثقة يؤخذ منه الحديث.
هكذا فرض الرجل احترامه عليهم لا لأنه تنازل عن مبادئه الرافضيه، وانما لصدق لهجته لأمانته لوثاقته الى حد ان يحيى ابن معين قال فيه كما يرويه المزي : (يقدم عليكم رجل من اهل الكوفه يقال له عبد الرحمن ابن صالح ثقة صدوق شيعي لأن يخر من السماء احب اليه من ان يكذب في نصف حرف). رجل صدق، كما ترون ايها الاخوه ان نيل رجالات الشيعه من ابي بكر وعمر وعثمان وعائشه ومن اشبه من ائمة الباطل كان امرا معهودا عنهم منذ القرون الاسلاميه الاولى، لقد حدثوا بمثالبهم قدحو فيهم والفوا الكتب في فضحهم هذا عبد الرحمن ابن صالح الازدي يؤلف كتاب كما هم يقولون في معايب بعض ازواج النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) ولا شك انه انما اخرج الاحاديث التي تثبت خيانة وشقاوة عائشه وحفصه (لعنة الله عليهما).

تشيّع عيسى ابن مهران المستعطف رضوان الله تعالى عليه وهجوم النجس البغدادي عليه ..
وهنالك رجل آخر هذا عيسى ابن مهران المستعطف يؤلف ايضا كتابا يكشف فيه مخازي من يطلق عليهم الصحابه حتى أنّ الخطيب البغدادي يهاجمه بقوه فماذا يقول ؟ يقول: (كان من شياطين الرافضه ومردتهم وقع الي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابه وتكفيرهم، فلقد قف شعري وعظم تعجبي مما فيه من الموضوعات والبلايا)، على حد زعمه هذا الابله هذا عيسى ابن مهران وذاك عبد الرحمن ابن صالح.
وهذا عبد الرحمن ابن خراش وهذا الرجل كان من ائمتهم وكبار اعلامهم وحفاضهم البارعين يأخذون بتوثيقاته وتضعيفاته للرجال، يعتمدون على اقواله ولكن يتفاجؤن بأنه في أواخر حياته يترفّض فيصنف كتابا يخرج فيه مثالب شيخيهم ابي بكر وعمر (لعنة الله عليهما). يقول الذهبي في ترجمته: (الحافظ الناقد البارع ابومحمد عبد الرحمن ابن يوسف ابن سعيد ابن خراش المروزي)، ثم البغدادي قال ابونعيم ابن عدي: (مارأيت احدا احفظ من ابن خراش). وقال ابو زرعه محمد ابن يوسف الحافظ: (خرج ابن خراش مثالب الشيخين وكان رافضياً)، متى صار رافضياً ؟ هذا ماتبيّنه باقي الترجمه وقال ابن عدي: (قد ذُكر بشيء من التشيّع وأرجوا انه لايعمد الكذب سمعت ابن عقده يقول كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئا في التشيّع يقول هذا لا ينفق إلا عندي وعندي [اي أنّ هذا لايروج إلا عندي أنا الذي اميل للتشيع وانت يا ابن عقدة الذي تميل الى التشيع] وسمعت ابن حماده يقول حمل ابن خراش ابى بندار عندنا [اي الى تاجر عندن] جزئين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بالفي درهم [اعطاه الفين درهم]  بنى له حجرتين ببغداد ليحدّث فيها فمات حين فرغ منها).
الرجل كان منهم ثم على ضاهر هذا الذي نقلوه ترفّضه في آخر حياته ولهذا هاجموه بشدّه مع اعترافهم انه كان حافظا بارع ناقدا، إلا انهم هاجموه تاليا، مثلا ابن حجر بعدما ينقل ترجمته يقول: (هذا والله هو الشيخ المغتر الذي ضل سعيه فإنه كان حافظ زمانه وله الرحله الواسعه والاطلاع الكثير والإحاطه وبعد هذا فما انتفع بعلمه فلا عتب على حمير الرافضه)، اقول بل الحمير هم امثالك من الناصبه يابن حجر فلولا أنّ حافظكم ابن خراش انتفع بعلمه لما ترفّض وختم حياته بثلب شيخيكم وإن زعمتم والله العالم بحقيقه الحال، نحن لانعوّل على أقوالكم وإن زعمتم انه ألّف ذلك الكتاب ليحصل على هديه من ذلك البندار من ذلك التاجر، على أيّة حال هذا يكشف عن حقيقة أنّ الذي يكون رافضيا او الذي يترفض يتشيع انما يمضي في هذا الاتجاه اي اتجاه هو ؟ هو اتجاه النيل من ائمة الباطل ورموز الضلاله محاولة كشف مثالبهم ومخازيهم بأيّة وسيله ممكنه، حتى تعرف الناس حقيقتهم فلا تتبعهم ولاتمضي على هذا الوهم الذي تعتقد به.

هذه سبعة نماذج مع لواحقها تؤكّد لنا بشكل قاطع أنّ سيرة اعلام التشيع كانت هي هذه، النيل من رموز الباطل وأعلام الضلاله. والآن بعد هذه الجولة الطويله في المحاضرات السابقه صار واضحا كذب الادعاء بحرمة النيل مطلقا من رموز الآخرين، وصار واضحا ايضا كذب الإدّعاء بأن هذا لم يكن من سيرة ائمتنا واصحابنا، لقد ضهر جليا أنّ هذا النيل إنما هو شرعي مطلوب ومستحب. نجد مصاديقه في كتاب الله (سبحانه و تعالى) وسيرة الانبياء وسيرة الاوصياء (عليهم افضل الصلاة و السلام) وسيرة الاصحاب وسيرة العلماء (عليهم الرحمه). بل كانت هذه سمة الرافضه على مر التاريخ، مامن علم رافضي او شيعي إلا وتجده ينتهز اي فرصه لإسقاط باطل الرموز المنحرفه المضلّه رغم ضروف الإرهاب والجور والظلم، رغم أنّ كثير من هؤلاء كانت التقيّة مباحه لهم، إلا انهم مع ذلك اصرّوا على المضي قدما في طريق هدم الباطل ورموزه وحمل هذه الرساله المقدّسه والمبدأ العظيم، مبدا المعارضه لكل شخصية طاغيه او منافق او مبتدع او مضل.

كم هو عظيم تاريخ اسلافنا واعلامنا كم هو عظيم أن ترى الواحد منهم مع تمسكه الشديد بالرفض، مع تمسّكه الشديد بإظهار البرائه لا يخشى احدا إلا الله (تعالى)، لايخاف أن ينقطع رزقه او أن يخسر صداقاته او علاقاته من يعيش معه من اهل الخلاف، ومع ما يأخذه منهم ويأخذون منه بل تراه عنيدا على مبدأه يقولها صراحه، انا رافضي انا رافضي انا العن اعداء آل النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)، انا لا أٌوالي ابابكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) بل اعادايهم وانال منهم، انهم الذين حرفوا الاسلام ظلموا عترة سيد الانام (صلى الله عليه و آله و سلم)، لم تكن ترى رجالات وعظام التشيع يشعرون بالخوف او الحرج وهم يعبّرون عن مبادئهم، لم تكن ترى الرجل منهم يتراجع عن ذلك او يكتمه اويجامل اهل الخلاف حتى يرضو عنه، إن رضوا به كما هو فأهلا وسهلا، وإن لم يرضى فهذا شأنهم لست انا بحاجه لأن اغير مبادئي لكي يرضى عني الآخرون، لست بحاجه لأن اوقف سعيي الى هدم الباطل حتى يرضى عنّي المعتقدون بهذا الباطل وبرموزه, عليهم هم أن يقبلوا بهذا الواقع وأن يتكيّفوا معه هذا هو السبيل للتعايش الأهلي بيننا.
ابقا انت على ماتعتقد ونبقى نحن على ما نعتقد، لا تطلب مني أن اعترف برموزك او أن اثني عليهم او اترضى عنهم حتى تتعايش معي. عليك انت أن تفهم انّك انت الملام انت الملام بموالاتك لهؤلاء الضالمين، المشكله هي لديك انت انت الذي تتعدّى على مشاعرنا حين توالي من قتلنا نبينا واهل بيته الطاهرين (عليهم افضل الصلاة و السلام) لا نحن الذين نتعدّى على مشاعرك حين ننطق بكلمة الحق فيهم ونقول انه قتله مجرمون ضلمه. هذا هو الواقع هذا هو التاريخ نحن حين ننطق كلمة الحق في هؤلاء لا نتعدّى عليك إنما نقوم بوضيفتنا الشرعيه ونريد لك ولقومك الخير، إن قبلتوا اهلا وإن لم تقبلوا فلا اكراه في الدين، نحن لانكرهك على أن تتخلّى عن هؤلاء وإن كنا نتألم لبقائك مواليا لهؤلاء الظلمه الذين خدعوك، خدعوا هذه الامه ابعدوك عن الائمه الشرعيين عن القياده الشرعيه التي جعلها الله (تبارك و تعالى) لنا وهم ائمة ال محمد (صلوات الله و سلامه عليهم) شأنك. لا تريد أن تتخلى عن هؤلاء هذا شأنك، لكن ليس من شأنك أن تمنعنا من المجاهره عن اجرام هؤلاء، هذا حقنا الطبيعي الشرعي بل اعلم اننا حين نسكت عن ابقائك مجاهرا بمدح هؤلاء وممجدا لهم، نحن هاهنا نتنازل كثير حين نسمح لك بأن تنطق بهاذا نتنازل كثيرا ونضغط على اعصابنا كثيرا حين تنطق بموالاتك لهؤلاء وتمجّدهم بهم. نضغط على اعصابنا كثيرا حين نمنع ابنائنا وانفسنا بأن لايقابلوك بعنف، وانت تستفز مشاعرنا بترضيك وترحمك على الذين قتلوا رسول الله واهل ابيته الطاهرين (عليهم افضل الصلاة و السلام) وحرّفوا فيه.

نحن الذين نضغط على اعصابنا، نحن الذين نتمالك انفسنا، كل ذلك حتى نحقق تعايش سلميا بيننا وبينك، لا نريد أن نجور عليك كما نريدك أن لا تجور علينا، لكم دينكم ولي دين هكذا نحقق التعايش السلمي، هكذا نحقق الألفه لكم دينكم ولي دين. لكم موالاتكم لابي بكر وعمر وعائشه وما اشبه (لعنة الله عليهم)، ولنا برائتنا منهم هكذا تتحق العداله والمساواه فيما بيننا، ألا ليت اصحابنا اليوم يتحلّون بهذه الثقه بالنفس بهذه النفسيه الشجاعه في مواجهت التحديات، بهذه النفسيه بالتعامل مع مختلف الطوائف، ليتهم يتعلمون من سيرة نبينا وأهل بيته الاطهار (عليهم افضل الصلاة و السلام)، ليتهم يتعلمون من اصحابهم الابرار ، ليتهم يتعلمون من علماء التشيع ورجالهم الأبطال، ليتهم يعودون الى تلك السيرة العطره حتى تعيد الينا عزتنا وكرامتنا وحتى ننهض بهذه الامة التي اغرقناها في الانهزام والاستسلام والخنوع والذل. المستقبل هو بأيدينا بإمكاننا أن نصنع مستقبلا مشرقا، نحن الذين نسود فيه ونحن الذين نعلوا فيه ولايعلى علينا، بإمكاننا بأن نصنع ذلك بإمكاننا أن نصل الى تلك المرحله إن لم يكن نحن فأبنائنا هذا الجيل الجديد الذي نريد أن نخرجه دون عقد دون امراض نفسيه تجنح به الى الذل.
نحن نحتاج حقا الى أن نبني جيلا جديد صحي يتحلى بالشجاعه يتحلى بالثفه بالنفس، ويعرف انه يحمل رساله عظيمه ومبدأ كبيرا لايتنازل عن إظهاره والجهر به، لايتخلى عنه ارضاء للآخرين هو هذا الجيل الجديد نحن نعول عليه جيل الشباب الشيعي الرافضي الابي الذي يصعد اليوم نحو المجد وينزّه نفسه عن الافكار المغلوطه المريضه، هو هذا الجيل الذي نطلب ونريد، {وإن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وماذالك على الله بعزيز}.
هذا وصل الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله قتلتهم وأعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين  .. آمين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp