تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (20) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (20) 

استمرارا بجولته الثانية في الرد على الرسائل الواردة إلى مكتب سماحته في لندن، واصل الشيخ الحبيب في الجلسة العشرين من جلسات «الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة» استعراض باقة جديدة من سيل الرسائل القادمة إليه عبر البريد الالكتروني لموقع القطرة، بعد أن بدأ سماحته هذه الجولة في الجلسة السابعة عشر من سلسلة الجلسات.

وكانت أولى الرسائل المستعرضة في هذه الجلسة الجديدة هي رسالة الأخ دسوقي من السودان، والذي ضمّن في رسالته سلامه وتحيّته الطيّبة مع فائق تقديره للشيخ الحبيب وكلمته المباركة في الاحتفال بذكرى هلاك عائشة لسنة 1431، مثنيًا فيها على دقة البراهين المطروحة ومعرّفا نفسه بأنه متصوّف بكري شاهد حديث الشيخ فراعه وأغضبه في بادئ الأمر لصعوبة استيعابه هذا الكلام بعد 37 عاما من العمر، معترفا أنه و قومه كانوا من المغيّبين كل هذه الفترة عن هذه الحقائق لما تلقوه ودرسوه في بداية نشأتهم حول سيرة عائشة و رسول الله، واعدًا الشيخ بأن يحاول الاستماع أكثر لما يطرحه في دروسه ومحاضراته ومن ثم التدبر بها لفك الطلاسم التي تدور في ذهنه، وفي ختام رسالته دعا الأخ المرسل لنفسه بالهداية والنجاة.
 
من جانبه علّق الشيخ الحبيب على رسالة الأخ دسوقي من السودان، بردّ التحيّة والسلام وبحمد الله تعالى على وقوف المرسل على تلك الحقائق والبراهين، قبل أن يبدي سماحته استيعابه لحالة الصدمة لدى المرسل الكريم والتي تلامس أوهامه ومسلّماته التي يعتقد بها، ككون عائشة هي المبرّأة من فوق سبع سماوات، موضحًا له أن الحكيم وحده هو الذي يبحث فيما وراء الطرح الصادم عن طريق التفتيش في ما لدى الطارح من أدلة وبراهين إن وجدت لديه وذلك دون أن يستعجل أو يتردد في البحث.

وأبدى سماحته استياءه من قيام مشايخ الفرقة البكرية بتحريض عوامهم ضد الالتفات لأقوال الشيعة وتحريم بعضهم قراءة الكتب الشيعية والتحدث مع الشيعي ومخاطبته لئلا يفتتنون بالتشيع، مقارنا هذا الأمر بانتفاء وجوده في الوسط الشيعي حيث يشجّع كل مراجع الشيعة كافة العوام المكلفين على ترك التقليد في أصول الدين فيوجبون على مقلديهم مطالعة الأدلة والبراهين التي تحتم عليهم الاعتقاد بتوحيد الله والقول بعدله والإيمان بأنبياءه والتسليم لأوصياء خاتم الرسل للبشرية وبحسابه الله لهم يوم القيامة، فاتحين بهذا باب البحث على مصراعيه في كل المناهج والأديان الأخرى.

وحذر سماحته صاحب الرسالة من الوقوع في فخ مرحلة التأويل والتي تأتي بعد عرض الأدلة والبراهين على شيوخه الذين يقومون بليّ المعاني الصريحة للأحاديث وصرفها عن دلالاتها الواضحة لأجل إبراز حججهم الواهية بزخرف القول مستخدمين كعادتهم لعبة الأسناد و اللف والدوران والتشكيك والتدليس، وعقب هذا التحذير دعا سماحته صاحب الرسالة إلى الالتجاء لله تبارك وتعالى كيلا يزل ويبقى على عقيدته الباطلة المظلمة التي جاء بها أعداء الإسلام المنافقون لحجب رؤية شمس ولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

داعيًا إياه للدخول في رحلة بحث طويلة يسأل فيها سماحته ما يشاء، منوها «حفظه الله» إلى عدم التقليل من خطب جرائم عائشة، قبل أن يؤمّن على دعاء المرسل لنفسه بالهداية والنجاة سائلا المولى عز وجل أن يراه بعد فترة وجيزة وقد التزم بالإسلام الحق ليرزقه الله الجنة بشفاعة محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

وأردف سماحته تعليقه على رسالة الأخ دسوقي بتوجيه خطابه إلى المؤمنين الذين ينكرون عليه هذا الأسلوب، مؤكدا لهم أنه قد فلسف هذا الأمر في بعض مقالاته السابقة، والتي كان من بينها مقالة بعنوان (لأننا نحبكم نؤلمكم)، مبيّنـًا «حفظه الله» أن أسلوب الصدمة هو أكثر الأساليب اللافتة للانتباه وكإشارة لمثال على صدق ذلك الرسالة الأخيرة التي علّق عليها، وبيّن فيها المرسل الكريم كيفية بداية اكتشافه للأمور.

وشدد سماحته على أن هذا الأسلوب هو أسلوب نبوي اتخذه الأنبياء والأوصياء ولم يأت به من كيسه، وقد اتخذه نبي الله إبراهيم كما اتخذه النبي الأعظم (صلوات الله عليهما وعلى آلهما) فأثار قومهما الهلع من وراء ذلك بدلا من أن يقارعوا الحجة بالحجة لعلمهم المسبق أنهم غير قادرين على القيام بالمحاججة.

وفي رسالة ثانية مهمة عنوانها (دعوة إلى المباهلة) تلا الشيخ رسالة من جهة المأبون محمد عبد الرحمن الكوس وهو إمام لأحد مساجد الوهابية في الكويت، جاء في صدرها آية المباهلة الكريمة وتحديد مكان المباهلة بأن تكون منقولة على الهواء مباشرة عبر الأثير من قناة فضائية معيّنة أو عبر غرفة من غرف البالتوك الصوتية، فأعلن سماحته عن قبوله الدعوة على الفور بكل ثقة، محددًا موضوع المباهلة بأصل الدعوى وهي أن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة في النار، داعيًا الطرف المقابل إلى أن يتفكر في الأمر قبل أن يرمي بنفسه في التهلكة فيلقى بذلك العذاب الإلهي الشديد، منذرًا إياه أنه لن يتوقف عن مطالبته بالمباهلة إلا إذا آمن بالتشيّع.

أما الرسالة الثالثة في هذه الجلسة فقد حملت توقيع مجموعة من المؤمنين من خدمة زوار الحسين بمدينة الناصرية في العراق كتبها عنهم أخ اسمه علي، شكروا فيها العاملين بموقع القطرة وقناة فدك والشيخ المجاهد ياسر الحبيب، وقد شكرهم الشيخ على رسالتهم ووفائهم قبل أن يرد عليهم التحية والسلام.

ثم جاء سماحته على آخر رسالة سمح بها وقت الجلسة، وكانت مرسلة من أخ اسمه حسين، والذي قد ضمّنها بعد سلامه والصلاة على محمد وآل محمد ولعن أعداءهم عتابه على الشيخ الحبيب لمضيّه في النقاش والحوار العلمي مع المخالفين، مختزلا طائفة المخالفين بالوهابية والنواصب، ومعبرا بعفويته عن جهود الشيخ في هدايتهم عبر ثلبه لرموزهم المقدسة بقوله أن سب الشيخ ولعنه لهذه الرموز لن يغيّر من الواقع شيء لأن الطرف المقابل لا يريد الحق، وأضاف في رسالته.. أن أسلوب معممي العالم الأول لا ينفع في هذا الزمن بوجود (الشيطان الأكبر) أمريكا حسب تعبيره ومن خلفها إسرائيل، ولذلك اتخذ مراجع الشيعة أسلوب معممي العالم الثاني حسب تعبير الشيخ، مردفا أن المرجع السيستاني والمرجع (القائد) والمرجع الشيرازي يمنعون سب ولعن رموز المخالفين علنـًا لدفع ضرر مشروع أبي سفيان المستمر بالوهابية الذين كل هدفهم هو القضاء على شيعة أهل البيت عليهم السلام على حد أقواله وتصوراته، خاتما رسالته القصيرة بدعوة الشيخ الحبيب إلى أن يتخذ الحذر وتكون له نظرة بعيدة المدى!

من جانبه شدد الشيخ الحبيب على أن المرسل الكريم قد لبست عليه كثير من الأمور، مفندًا قول المرسل (بأن سب الشيخ ولعن الشيخ لرموز الضلال لا يغيّر من الواقع شيء) ببيان سماحته لمنهجيته في دروسه ومحاضرته وهي أنه لا يسب ويلعن رموز المخالفين جزافا واعتباطا وإنما يأتي باللعن والسب إذا ما جاء على أسمائهم في سياق كلامه العلمي الذي يحوي فيه دليلا واضحا على استحقاق الملعون منهم للعن أو المسبوب منهم للسب، وكمثال على ذلك القول (لعنة الله على عائشة التي طعنت في نبوة خاتم الأنبياء) وذلك بشكل طبيعي كما يلعن الخطباء الحسينيون يزيد ويذمونه، مؤكدًا «حفظه الله» أنه يلتزم بنفس المعيار السائد في التعامل مع يزيد إلا أنه يطبقه مع من أسسوا أساس الجور والظلم ليزيد وأمثال يزيد لظلم أهل البيت عليهم السلام.

وشدد سماحته على أن اللعن والسب المشفوع بالبرهان والدليل العلمي يفيد في تسقيط يزيد كما يفيد في تسقيط سائر الشخصيات الملعونة التي لعنها الله تعالى ولعنها أهل البيت الأطهار، وذلك دون أي فرق أو تمييز بين هذه الشخصيات.
وأضاف سماحته أن اللعن بحد ذاته له فوائد أخروية ودنيوية أهمها أنه يزيد في عذاب الملعون في الآخرة كما أن الصلاة على محمد وآل محمد تزيد الكرامة لرسول الله الأعظم وآله الطاهرين في الجنة، وقد نص أمير المؤمنين على أن اللعن لأعداء الله يقرب العبد لربّه أكثر من الصلوات على محمد وآل محمد، بل أن اللعن يغيّر الواقع الدنيوي وقد أمر به رسول الله إلى جانب أمره بالإكثار من سب أهل الريْب والبدع لما فيه من إبعاد للناس في المجتمع عن الشخصية المذمومة وإسهامه في التحذير منها.

وأرجئ سماحته الرد على قول المرسل بأن حلقات الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة هي معرض استغلال الوهابية للتقطيع منها واستغلال المقاطع في التحريض على الشيعة، أرجئها سماحته للجلسة المقبلة.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp