بدت تهاليل الفرح واضحة على وجه سماحة الشيخ الحبيب في يوم الجمعة الموافق 28 شوال 1431 هجرية، حيث بدأ سماحته الجلسة السادسة والعشرين من سلسلة تعليقاته للرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة بحمد الله تبارك وتعالى على توفيقه للدخول في قائمة أنصار محمد وعلي (صلوات الله عليهما) عبر مباهلة تاريخية مع أحد أبناء عائشة الخبثاء الأصل والمنبع ألا وهو الناصبي محمد الكوس، تلك المباهلة التي انتقلت عبر الفضاء وعلى الهواء مباشرة إلى منازل الملايين من البشر لتقيم الحجة عليهم يوم القيامة. وكشف الشيخ أن هذه المباهلة قد أشعرته بأنه يعيش وقائع حرب الجمل، يقاتل في الميدان جنبا إلى جنب مع أمير المؤمنين ضد جند عائشة وطلحة والزبير وأشياعهما. مؤكدا على استعداده للشهادة على أيدي أنصار عائشة كما استعد لذلك مسلم العبدي الذي دعا قومها إلى كتاب الله فقتلوه وشجروه أمام عينيّ الحميراء الفاجرة التي كانت تأمرهم بالبغي. ووجّه الشيخ (حفظه الله) رسالة إلى أنصار عائشة، يؤكد لهم بها عدم جدوى السعي لإنهاء حياته لأن حق آل محمد هو الذي سيبقى وباطل أعدائهم هو الذي سيزول وينكسر، كما نوّه على أن المباهلة هي دعاء كسائر الأدعية قد يجيبه الله تعالى وقد لا يجيبه وقد يعجّل الاستجابة وقد يؤخرها، داعيا سماحته المؤمنين والمؤمنات إلى أن يتوجهوا بالدعاء على الخصم الناصبي الذي لم يستح من دفاعه عن عائشة وأبي بكر وعمر وعثمان الذين آذوا رسول الله، وذلك كي يعجل الله في هلاكه ببركة دعاؤهم وتوسلهم. كما شدد الشيخ على أن وضع مكافأة قيمتها 15 ألف دولار لمن يقطف رأسه هي جائزة بخسة الثمن، داعيا الجهة الممولة للعملية أن ترفع قيمة المكافأة حتى يتشجع بعض أشياع عائشة لقتله والتعجيل في شهادته ورحيله من الدنيا، مضيفا أيضا.. أن الآثار العقابية للمبطل في المباهلة يجب أن تكون من الله دون تدخل من بني البشر، وأن عدم استجابة الله بتعجيل النتيجة قد تأتي من باب إرادة الله بقاء الامتحان والافتتان الإلهي للعالمين. وعاد الشيخ الحبيب إلى محور حديثه في هذه الجلسات وهو تعليقه على ردود الفعل الصادرة ضد الاحتفال المبارك بهلاك عدوة الله عائشة في السابع عشر من شهر رمضان لسنة 1431 هجرية من قبل أنصار عائشة وأخوانهم بالرضاعة من معممي العالمين الثالث والرابع، ووصل سماحته إلى ما تفوّه به المدعو كمال الحيدري الذي انتصر للحميراء دون خجلٍ من الله ورسوله، وشدد الشخ على أن كمال الحيدري هو أحد عمائم العالم الرابع الخارج عن التشيّع لميله إلى الفلسفة والتصوف والعرفان الباطل، مؤكدًا أنه من أحط الفئات التي ترتدي العمامة والتي حالها من حال علي الأمين ومحمد حسين فضل الله وغيرهم من المضلين. كما أكـّد سماحته عدم رغبته في بادئ الأمر في الرد على هذا الرجل، كيلا يؤخذ كلامه من جملة الأسلحة التي يستقوي بها أهل الخلاف لمواجهته وهو الذي يظهر في الزمن المعاصر في وسائل الإعلام كمدافع عن عقيدة أهل البيت عليهم السلام وكمحارب لعقيدة الوهابيين وعقيدة ابن تيمية ومن أشبه على شاشات نظام طهران الفضية، إلى جانب عدم رغبة سماحته في فتح جبهات داخلية، إلا أنه لم يجد محيصا إلا أن يرد على الانحرافات التي تسوّق مع عدم أخذ القضية شخصية، فأفاد: نحن عندما نقرأ أو نسمع أن كمال الحيدري يقول أن عائشة "سيّدة" مثلاً ، أو "أم المؤمنين" بالمعنى التشريفي و "لا يجوز الطعن بها" مع الاستدلال باستدلالات باطلة فلابد لنا أن نرده لأن غرضنا تنقية العقيدة الشيعية الشائعة من الشوائب التي جائت من ثقافة أهل الخلاف. وبكل هدوء ردّ الشيخ الحبيب على تهجم الحيدري بالقول أنه عندما تأتينا عبارة «أهل البيت منهم براء!» ، والتي ارسلها الحيدري وكأنه قد اصبح الناطق الرسمي بلسان أهل البيت عليهم السلام ، كما تأتي أي إنسان مؤمن فإنها أشد علينا ممن يذكر أمهاتنا، أو عبارة «طعنهم في عرض النبي الأكرم!» التي توجّه إلينا رغم أننا لم نفعل ذلك وكررنا رد هذه التهمة الباطلة ألف مرة وهي أن عائشة بانت عن النبي فهي ليست عرضًا له كأي إمرأةٍ أخرى طلّقت من زوجها فإنها لا تبقى عرضـًا له إلى أبد الآبدين، فما تفوّه به الحيدري يعتبر "مغالطة" لأننا لا نقر له بأننا نطعن في عرض النبي الأكرم، ومثله كمثل البكري الجاهل حين يقول أن الشيعة يطعنون في عرض النبي الأكرم لأنهم يقولون عائشة قد خانت عهد رسول الله صلى الله عليه وآله من بعده بإقرارها في بيتها ونافقت وخانت في العقيدة ...إلخ، وبعد أن ينتهي كلامه نجيبه بالجواب الشائع: وهل طعن القرآن في عرض النبي نوح وعرض النبي لوط «عليهما السلام» إذ أكّد على كفر زوجتيهما على خيانتهما في العقيدة مثلاً؟ ثم نجيب: كلا لأنه ما دامت المرأة قد كفرت فقد بانت عن زوجها النبي أو العادي. وأردف الشيخ «حفظه الله»: أن القرآن لم ينف فقط العلاقة المستعارة بل نفى حتى العلقة الاعتبارية بين الأب وإبنه إذا كفر – كما في قضية نبي الله نوح وابنه الكافر كنعان الذي عصاه – فعليه يكفينا أن عائشة قد كفرت من بعد رسول الله وحاربت الوصي الشرعي من بعده فبانت من النبي وذلك لو أعرضنا عن الأحاديث الشريفة التي تذكر أن عائشة قد طلـّقت، فعائشة الآن في عالم الواقع ليست عرضـًا للنبي ولكن كانت في فترةٍ ما عرضًا للنبي مثلما كانتا إمرأة نوحٍ وإمرأة لوط في فترة من الزمن عرضين لهذين النبيين وكذلك الحال مع قتيلة بنت قيس وأسماء بنت النعمان وغيرهن. ونقل سماحته تسائل أحد السائلين بخصوص تطليق المدعو كمال الحيدري لزوجته وهو هل أن زوجته المطلقة بقيت عرضـًا لهُ وستبقى إلى أبد الآبدين أم بانت عنه؟ ووجّه الشيخ هذا التسائل إلى كمال الحيدري ليجيب عليه، وعلّق بعد ذلك إن ما تفوّه به كمال الحيدري في هذا المورد يعتبر عين الجهالة والعبط. وأضاف «حفظه الله» أننا لو افترضنا أننا مشتبهون فيكفينا في مقام العذر أمام الله تبارك وتعالى أننا لا نعتقد أن عائشة عرض للنبي صلى الله عليه وآله وليس لها تلك العلاقة الاعتبارية به التي تمنع من ثلبها أو القدح فيها أو قذفها، فهذا بحد ذاته عذر عقلي اجتهادي مبني على أحاديث ونصوص لوقائع تثبت خيانتها لرسول الله بمعصيته في خروجها من بيتها ومحاربة إمام زمانها؛ فنحن من الأساس لا نقصد ”الطعن في عرض رسول الله“ حتى يأتينا من يرتـّب حُكمًا على ذلك! ولذا فلينتظر من ينطق بلسان أهل البيت ويقول: «أهل البيت منهم براء» أن تسلخ هذه الكلمة جلده يوم القيامة. هذا ووضح سماحته لجوء كمال الحيدري إلى الكذب والافتراء على علماء الشيعة بلغة التعميم في بعض الموارد، في زعمه أن ”كل“ علماء مدرسة أهل البيت يعتقدون بأن ”كل“ أزواج النبي هن أمهات المؤمنين!، وزعمه أن علماء مدرسة أهل البيت ”كلهم“ يعتقدون أن أزواج النبي الأكرم بل أزواج جميع الأنبياء لا يصل لعرضهن شيء من السوء والفحشاء والمنكر! وأشار الشيخ الحبيب أنه على هذا القول يكون من الضروري إلقاء حديث الإمام الباقر عليه السلام «لقد نكحوا أزواج رسول الله من بعده» في البحر، مع اعتبار الحديث الموجود في الكافي الشريف، وذلك حتى نسلّم بما تفوّه به هذا الرجل الذي دعا إلى تجنب الإساءة لعائشة وأضرابها من أزواج رسول الله الطالحات، مبيّناً سماحته إصرار المذكور على الكذب والافتراء في لغة التعميم حيث قوله أن ”جميع“ الحوزات والمراكز العلمية الشيعية توضح إصرارًا من ”أكابر“ علمائنا على طهارة أعراض النبي صلى الله عليه وآله من أي فحشاءٍ أو منكر!، إلى جانب تفاهة إدعاءه العصمة الجبرية لأزواج الأنبياء بقوله: «إن أزواج الأنبياء ”حقيقةً وواقعًا“ جميعهن مطهرات من أي فحشاءٍ وأي شيءٍ يلوّث أعراض الأنبياء جميعًا!«. وبيّن الشيخ «حفظه الله» أهم الملاحظات في لغة المذكور والتي طغى عليها التسفيه والتسقيط والجرأة التي ربما لم يتمكن أن يطرحها في أعلام النواصب، مؤكدًا أنه في مقام الاحتجاج العلمي لا يتم تسقـيط الشخص بل يكتفى بمناقشة الموضوع، فما شاهدناه في الواقع يدعو للضحك حين يأتي المذيع ليكمّل على تسقيطات ضيفه فيضيف أن هؤلاء ”نكرات“، ويضحك على ذقن أحد المتصلين هاتفياً بالقول: صدّقني يا أخي الكريم أنه هؤلاء لا يصلون إلى مستوى أن يكونوا أصغر طالب عند أصغر طالب عندنا في الحوزة فضلاً عن العلماء! وفي ختام الجلسة التي اضطر لإنهاءها لضيق الوقت طالب سماحته بالابتعاد عن لغة التجني مبديًا استعداده لمناظرة كمال الحيدري نفسه بكل احترام على مسألة عدم جواز الطعن في أعراض الأنبياء وهل أن عائشة من أعراض النبي صلى الله عليه وآله أم لا؟ موجهًا له الدعوة للمناظرة حتى مسألة خيانة عائشة لرسول الله في الفراش، كي يظهر للملأ العام من الذي عنده علم وتحقيق ومن الذي يحمله الجهل. وأفاد الشيخ أن على المناوئين لنا أن يردوا علينا بما نقول لأن لغة التسقيط لن تنفعهم بل ستدفع الناس إلى أن تنفر منهم وتلتزم بما نقول، بالإضافة إلى أنهم سيسقطون في الاختبار بأكلهم في لحمنا واصطفافهم مع المخالفين في هذا الجانب. وأرجأ سماحته إكمال الرد إلى الجلسة المقبلة، وانتهت الجلسة كما بدأت بارتفاع الأصوات بالصلاة على محمد وآله الطاهرين.