أعوذ بالله السميع العليم من من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني..
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين.
يستمر كلامنا في تفنيد ما يستدل به المخالفون على النظرية التي يسمونها عدالة الصحابة وبعدما أبطلنا إستدلالاتهم بالكتاب العزيز كنا قد دخلنا في فصل جديد وهو إبطال ما يستدلون به من الأحاديث التي جُلها كما نعلم منحولةٌ موضوعةٌ على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ومع أنه يمكن لنا أن نقول منذ البدء أننا لا نؤمن بهذه الأحاديث وأنها أحاديث مكذوبة وأنتم ترونها فلا نلتزم نحن بها أقول رغم أنه يمكن لنا أن نردها هكذا لكننا لا نكتفي بذلك فحسب وإنما نردها من العقل من الموازين والمباني العلمية حتى على مبانيهم هم أملاً في أن يؤدي ذلك إن شاء الله تعالى إلى هداية المخدوعين منهم إذ يكتشفون أن هذه الأحاديث لا يمكن أن تكون صحيحةً لا يمكن أن تكون معتبرةً لا يمكن أن تكون صادرةً عن مقام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم فنحن نظهر في هذه الأحاديث العلل التي كمنت فيها..
بطلان حديث لا تسبوا أصحابي
من جملة الأحاديث التي يستدل بها المخالفون على ما يسمى بعدالة الصحابة ما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الخدري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما بلغ مثل مُد أحدهم ولا نصيفه)
معنى هذا الحديث على ما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله حرم سب أصحابه في قوله لا تسبوا أصحابي ويعلل ذلك بأنه لو أن أحدكم أنفق يعني أنفق في سبيل الله من ماله مثل أحدٍ مثل جبل أحد ذهباً لو أفترضنا أنك أيها الإنسان المسلم تنفق مقدار جبل أحد من الذهب في سبيل الله فلن تكون قد بلغت مقدار ما أنفقه أحدهم وهو المُد هذا المكيال المعروف بل ولا حتى نصف المُد أي المعنى أنه مهما فعلتم أنتم مهما أنفقتم في سبيل الله فلن تصلوا إلى مستوى ما فعله هؤلاء يعني أجر هؤلاء أعظم من أجوركم حتى وإن أنفقتم ما أنفقتم أو بذلتم ما بذلتم، فيقولون المستفاد من هذه الرواية عدالة ما يسمى بالصحابة وأنهم أفضل منا وأعظم وأنه مهما اجتهدنا نحن في الخيرات والمبرات فإنا لن نصل حتى إلى مستوى مُد أحدهم ولا حتى نصيفه وهذا يقتضي منا أن نترحم عليهم ونترضى عليهم ونبجلهم ونحترمهم ونكف عما شجر عنهم أو شجر بينهم وأن نعتقد بأنهم أفضل منا وأنهم عدول مطلقا أي كل واحدٍ واحدٍ منهم هو عادل، هذا هو استدلالهم الواهي بهذا الحديث الموضوع المكذوب وضمن مناقشتنا لهذا الحديث نقول:
أولاً: أن هذه الرواية كما هو ظاهرٌ لكل من يفهم اللغة العربية ولا نطلب منه أن يكون عالماً أو فقيهاً، نقول أنت الآن أيها العربي حينما تسمع رسول الله صلى الله عليه وآله فرضاً قال لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مثل مُد أحدهم ولا نصيفه، هل تفهم من هذه الرواية أن الرسول صلى الله عليه وآله يحكم بعدالة أصحابه، أين العدالة ؟ أين العدالة هاهنا؟ هذا الحديث لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد ببيان عدالة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وإنما هو مجرد توجيه أخلاقي، النبي يوجهنا أخلاقياً ألا تسبوا أصحابي هذا هوغاية ما يستفاد من هذه الرواية والتعليل لأنهم أفضل منكم لا أكثر ولا أقل أما أنهم جميعاً عدول ليسوا بفسقة ليسوا بظلمة لم يرتد أحدٌ منهم هذا أجنبي عن الإستدلال عن مفاد هذه الرواية..
أنا حقيقةً أتعجب كأن القوم حقيقةً تعوزهم الأدلة في إثبات هذه النظرية السخيفة فيتشبثون بكل قشة، هكذا نجد آيات لا ربط لها بمطلوبهم يربطونها بمسألة عدالة الصحابة، أحاديث أيضاً لا ربط لها بذلك على الإطلاق وهم يطلبون منا أن نؤمن بما يسمى عدالة الصحابة بناءاً عليها، كيف يعني إلى متى هذا الأسلوب عندكم أيها المخالفون أسلوب التأويلات الفاسدة والتمحلات إلى متى؟ هذا ليس منهجاً علمياً..
إذاً هذه الرواية لا علاقة لها ببيان العدالة وإنما هي مجرد توجيه أخلاقيٍ على فرض صحتها صحة صدورها مجرد توجيه أخلاقي بعدم سب الأصحاب، ثم هذا التوجيه الأخلاقي لو تدبرتم جيداً لا يمكن تعميمه على جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أي بعبارة أخرى لا يمكن لنا أن نقول أن النبي صلى الله عليه وآله وجهنا بأن لا نسب جميع أصحابه لماذا لأن الخطاب منه صلى الله عليه وآله على فرض صدور هذه الرواية إنما هو موجه إلى أصحابه أنفسهم، من الذي كان يسمع رسول الله حينما ذكر هذا الحديث حينما قال لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، من كان يخاطب؟ كان النبي في ذلك الوقت يخاطبنا نحن؟ أم كان يخاطب أصحابه؟ حينما يستخدم أسلوب الخطاب هذا يقول فإن أحدكم ؟ أنتم من ؟ أحدكم من هو؟ هؤلاء أصحابه، لا يمكن لك أن تقول هؤلاء ما كانوا أصحابه سيما على مبناكم حيث تعتقدون أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله ولو للحظة هو صاحبٌ للنبي صلى الله عليه وآله، قد تتعجب وتقول هل هذا معقول؟! أقول لك نعم هذا هو القول المعتمد عند المخالفين أنه حتى لو كان الرجل قد رأى النبي صلى الله عليه وآله ولو لحظة واحدة فهو صحابيٌ عندهم، لاحظوا ماذا يقوله النووي في شرح صحيح مسلم في الجزء الأول الصفحة خمسة وثلاثين يقول (فأما الصحابي يُعرف الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ولو للحظة) هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب ابن حنبل وأبي عبد الله البخاري صاحب صحيح البخاري في صحيحه والمحدثين كافةً هذا هو القول المعتمد عندهم، هذا قول أحمد ابن حنبل إمام الحنابلة إمام السلفية إمام أهل الحديث هذا هو قول البخاري هذا هو قول مسلم كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله ولو للحظة شامي عامي صحابي رضي الله عنه وأرضاه ، على هذا فالنبي صلى الله عليه وآله حينما يقول لا تسبوا فإن أحدكم يوجه الخطاب لمن؟ لا شك للذين رأوه لا شك للذين جالسوه الذين سمعوا منه هذا الخطاب.. فإذاً هل يعقل أن يمنعهم من سب أنفسهم ؟ لا.. لا تسبوا أصحابي يوجه الخطاب لمن؟ يا عمر لا تسب نفسك لا تسب عمراً هذا ليس خطاباً عقلائياً ليس خطاباً حكيماً لو كان الأمر هكذا لقال لا تسبوا أنفسكم لا يعبر عن أصحابه وكأنهم أفراد خارجون عن هذه الدائرة التي يتحدث إليها إلى من هم فيها.. إذاً لا بد من حمل الأصحاب المعنيين هاهنا في قوله لا تسبوا أصحابي على أصحابٍ مخصوصين فئة من الأصحاب جماعة من الأصحاب ليس الكل وهذا في الواقع هو الذي نص عليه ابن حجر العسقلاني وأقر به قال أنه المقصود من قوله صلى الله عليه وآله لا تسبوا ليس كل أصحابه وإنما أصحابٌ مخصوصون فئة من الأصحاب لاحظوا ماذا يقول ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري في الجزء السابع الصفحة أربعة وثلاثين، يقول: قوله فلو أن أحدكم فيه إشعارٌ بأن المراد بقوله أولاً أصحابي أصحابٌ مخصوصون لا الجميع وإلا فالخطاب كان للصحابة هو كان يخاطب من تسمونهم صحابة يخاطب هؤلاء فحينما يقول لهؤلاء لا تسبوا أصحابي لا بد أن يكون المعنى جماعة خاصة من أصحابه ليس الجميع وإلا الخطاب هو للجميع فإذا كان يقصد الجميع يقول لا تسبوا أنفسكم، انتهى فما دام الأمر هكذا تسقط نظرية عدالة الصحابة أجمعين أكتعين أبصعين لأن الخلاف كما بيّنا مراراً بيننا وبينكم هو أن المخالفين يقولون عدالة كل الأصحاب ونحن نقول عدالة فئة مخصوصة منهم فقط..
إذا ما دام هذا الحديث لا يشمل الجميع لا يعم الجميع فإذاً تسقط نظريتكم وتثبت نظريتنا لو صححنا هذا الحديث فنحن نعتقد بأنه لا يجوز سب الفئة المخصوصة الصافية الطاهرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كأبي ذر مثلاً كعمار كسلمان ، المقداد ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، خالد بن سعيد بن العاص ومن أشبه من أصحابه صلى الله عليه وآله الأصفياء المنتجبون لا شك يحرم سب هؤلاء ويحرم سبهم لا لكونهم مجرد أصحاب للنبي صلى الله عليه وآله بل لأنهم أناس مؤمنين يحرم سب المؤمن المؤمن يحرم سبه لاحظتم هاهنا هذا أمر..
الأمر الثاني: علينا أن نلقي نظرة على سبب هذا الحديث على ما يرويه المخالفون من باب الإلزام وإلا نحن لا نعتقد أساساً بصدور هكذا حديث عن النبي صلى الله عليه وآله، هذا الحديث على ما يروون سببه هو أن خالد بن الوليد سيفهم المسلول وهو سيف الشيطان المسلول لا سيف الله والعياذ بالله سيف الله لا يقتل المسلمين الأبرياء كمالك بن نويرة رضوان الله تعالى وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ويزني بامرأته في نفس الليلة هذا لا يكون سيفاً لله هذا يكون سيف الشيطان المسلول خالد بن الوليد سيف الشيطان شئتم أم أبيتم سيفكم هذا على ما تروون في سبب هذا الحديث لما قال النبي لا تسبوا أصحابي سيفكم هذا سب إما عبد الرحمن بن عوف أو أبا بكر بن أبي قحافة ،عندهم روايتان أن خالد بن الوليد تشاجر مع أبي بكر فسبه فقال النبي لا تسبوا أصحابي يعني وجه الخطاب لخالد ومن يسمع، وعندهم رواية أخرى أن المسبوب كان عبد الرحمن بن عوف فقال النبي لا تسبوا أصحابي روى مسلم في صحيحه في الجزء السابع الصفحة مئة وثمانية وثمانين عن أبي سعيد الخدري الرواي لذلك الحديث، قال: (كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شئٌ كان بينهما خلاف فسبه خالد خالد بن الوليد سيف الله المسلول يسب يسب واحداً من أصحاب رسول الله السابقين نعم أنتم تروون ذلك هذه أخلاق خالد بن الوليد السباب أنتم لم تشكلون علينا إذا ما سببنا خالداً مثلاً هو كان سباب هو كان لعَّان هو كان فحَّاش هو كان بذيئ اللسان الساب يسب كما أن القاتل يقتل اللاعن يلعن كما أن القاتل يقتل إذا لم يكن سبه شرعياً إذا لم يكن لعنه شرعياً إذا لم يكن قتله شرعياً ولا يمكن لفقيه من فقهائكم أن يجوز سب عبد الرحمن بن عوف أو أبا بكر بن أبي قحافة الذي تسمونه بالصديق فلم لا تطبقون هذا الحكم على خالد بن الوليد، لمَ؟ هذا ما يرويه مسلم في صحيحه الذي تقولون عنه صحيح أي كل ما فيه صحيح تعبرون عنه هكذا طبعاً لاحظوا أن البخاري قام وحذف سبب هذه الرواية قام وحذفها فوراً روى عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله لا تسبوا أصحابي أما مسلم روى السبب لم يحذف (كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شئٌ فسبه خالد فقال رسول الله لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) هذه رواية مسلم في رواية أخرى رواها أبن حجر في فتح الباري في الجزء السابع الصفحة أربعة وثلاثين من طريق أبي فتح الحداد يقول: (كان بين خالد بن الوليد وبين أبي بكرٍ شئٌ فسبه خالد) أي ليس بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إذاً حيث لاحظنا سبب هذه الرواية على ما تروون وتزعمون نعلم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يسبون بعضهم بعضا وهذا كاشف عن عدم إعتقادهم بنظريتكم السخيفة المضحكة التي تسمى عدالة الصحابة، هم ما كانوا معتقدين بعدالة أنفسهم ولذلك كانوا يسبون بعضهم بعضا هم ما كانوا معتقدين بأن من يسب أحدهم يكون كافراً فلم تقولون اليوم أن من يسب أصحاب النبي يكون كافرأ أو فاسقاً عجيبٌ أمركم هم لا يعتقدون بهذا الإعتقاد لم تصبح أنت ملكياً أكثر من الملك، كان أصحاب النبي يسبون بعضهم بعضا ماذا يعني ذلك أنهم كغيرهم من البشر وهكذا كانوا ينظرون لبعضهم بعضا أنه حالنا كحال العالم لا مزية لنا على أحد، نعم من وفىٌّ في الصحبة من كان وفياً في مصاحبته للنبي صلى الله عليه وآله ولم يخن وأصبح من الحواريين من الأصحاب المنتجبين نعم هذا لا شك يتفاضل ويتكامل إلى أن يصبح أفضل من غيره أما البقية فكانوا ينظرون إلى أنفسهم نظرة الرجال العاديين وما كانوا يتوقعون أنه سيأتي أقوام من بعدهم يغلون فيهم ويقولون فيهم ما لم يكونوا يعتبرونه في أنفسهم، هات لي رواية واحد من أصحاب رسول الله يقول فيها الصحابي عندكم أننا كلنا عدول وإياكم أن تسبونا إياكم أن تنتقدونا إياكم أن تجرحونا على أي أساس هؤلاء كغيرهم من البشر كانت تصدر منهم موبقات كانت تصدر منهم جرائم كانت تصدر منهم ذنوب وكانوا يسبون بعضهم بعضا ويعترفون بذلك أمام النبي صلى الله عليه وآله كما تروونه أنتم أيها المخالفون..
الصحابة يسب بعضهم بضعا
روى الذهبي في كتاب الكبائر في الصفحة مئتين وخمسة وثلاثين عن أنسٍ قال، قال أُناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إنَّا نسبُ .. الذهبي يروي عن أنس بن مالك أن أناساً من أصحاب رسول الله دقق قالوا أنا نسب يعترفون أمام النبي أنهم كانوا يسبون، يسبون بعضهم بعضا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أنا أتذكر لما أُعتقلت في الكويت وسجنت تنقلت بين ثلاث سجون في السجن الثاني أودعوني في السجن المركزي فأتذكر بعدما أودعت في السجن المركزي ما مضى يوم أو يومان وإذا بإدارة السجن يعني تريد الترجيب بقدومي الميمون فوضعت أو ألصقت لافتات على جدران السجن يعني الأروقة والممرات ما بين عنابر السجن هذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعاً عندهم من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أنا حقيقة كنت أنظر وأضحك إلى هذه الدرجة دينكم مهزوز بحيث شخص واحد ويدخل السجن تحت رحمتكم ، لا تتحملون وتضعون كل هذه اللافتات في كل مكان تنفيساً عن أحتناقكم وغضبكم وتعلمون أساساً هذا الحديث ما هي مناسبته ما هو سببه هو أنه نفس أصحابكم كانوا يسبون قالوا إنَّا نسب هذه هي روايتكم فقال النبي من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أعرفوا أولاً من الذي سب قبل الذي تتحدثوا إنكم بهذا الحديث الذي ألصقتموه على الجدران تدينون نفس صحابتكم أنفسهم تدينونهم لأنهم هم السبب في هذا القول من النبي صلى الله عليه وآله على فرض صحة صدوره، إذاً أصحاب رسول الله كانوا كغيرهم يسبون يشتمون يلعنون بعضهم بعضاً وهذا كاشف عن عدم عدالتهم فالحق أنه بإمكان المرء أن يأخذ هذه الأحاديث لا تسبوا أصحابي ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله إلى آخره يأخذها دليلاً على بطلان نظرية عدالة الصحابة أجمعين لأن هذه الأحاديث تثبت صدور السب من بعضهم على أقل تقدير وصدور السب من إنسان تجاه مسبوبٍ لا يصح شرعاً سبه لا شك أنه مسقط للعدالة أسألوا الفقهاء فلان سب فلاناً هذا الساب إذا كان سبه لشخصٍ بغير وجه شرعي هل تسقط عدالته أم لا كلهم يجمعون على أنه ساقط العدالة، إذاً خالد بن الوليد ساقطُ العدالة لأنه إما أنه سب أبا بكر أو سب عبد الرحمن بن عوف على أقل تقدير هو خالد بن الوليد لا يمكن أن تقول عنه أنه عادل أيكون عادلاً هذا الذي يسب الناس بالباطل، بل يجب أن تقول إن خالد بن الوليد كان فاسقاً حسب الموازين الشرعية يجب أن تقول ذلك لماذا لأنه البخاري يروي في صحيحه في الجزء السابع الصفحة أربعة وثمانين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
فالذي يسب مسلماً يكون فاسقاً بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله طبق هذا الحكم من النبي صلى الله عليه وآله على خالد بن الوليد يكون خالد بن الوليد فاسقاً لأنكم أنتم تروون مسلم يروي في صحيحه أن خالد بن الوليد سب عبد الرحمن بن عوف طبق هذا الحكم على خالد بحسب رواية ابن حجر من طريق أبي الفتح الحداد يكون خالد بن الوليد أيضاً فاسقاً لأنه سب أبا بكر ابن أبي قحافة طبق هذا الحديث على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في الجملة تعلم أن فيهم فسقة في الجملة لأن الذهبي يروي في كتابه الكبائر أنهم اعترفوا أمام رسول الله صلى الله عليه وآله بقولهم إنَّا لنسب أو إنَّا نسب، طبق قوله من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين تعلم أن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لأنه سب وسيأتيكم فيما بعد إن شاء الله تعالى نماذج من سبابهم لبعضهم بعضا وهذا نموذج من النماذج نُعجل به..
نموذج من سب الصحابة لبعضهم بعضا
روى ابن ماجة في سننه في الجزء الأول الصفحة خمسة وأربعين عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعدٌ فذكروا علياً فنال منه، نال منه يعني سبه فغضب سعدٌ وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله يقول من كنت مولاه فعليٌ مولاه تتجرأ أيها اللقيط أيها الوغد أيها الطليق على سب أمير المؤمنين علي وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله (من كنت مولاه فعليٌ مولاه) وسمعته يقول (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وسمعته يقول (لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله) فإذاً معاوية كان يسب علياً لم لا تقولون عن معاوية أنه فاسق وأن الله يلعنه وكذا الملائكة والناس أجمعين لم؟ بل كان معاوية يأمر الناس بسب علي بن أبي طالب كما هو مشهور ومعروف ولا يحتاج إلى إستدلال لكننا زيادة في التبيين نذكر.. روى مسلم في صحيحه في الجزء السابع الصفحة مئة وعشرين أمَر معاوية بن أبي سفيان سعداً سعد بن أبي وقاص فقال ما منعك أن تسب أبا تراب؟ لماذا لا تسب أبا تراب علي بن أبي طالب كنية علياً أبي تراب الذي كان يعتز بها لأن النبي صلى الله عليه وآله لقبه وكنَّاه بهذه الكنيّة في قصة مفصلة تدل على زهد عليٍ وعبادته سيأتي لكم أن أبا بكر إن شاء الله حينما نتقدم في البحث بحوله تعالى أن أبا بكر سب فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها إلى هذه الدرجة، لم لا تطبقون حكمكم على أبي بكر؟
نماذج أخرى من سب الصحابة بعضهم بعضا
روى البخاري في صحيحه في الجزء الثاني الصفحة تسعمئة و أحد عشر حديثاً فيه أن نساء النبي صلى الله عليه وآله أرسلن زينب بنت جحش إلى النبي صلى الله عليه وآله فأتته فأغلظت أغلظت زينب على النبي اشتدت وقالت أن نسائك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة يعني النساء تطلب من النبي أن يعدل بينهم وبين بنت ابن أبي قحافة يعني عائشة لعنها الله فرفعت صوتها رفعت زينب صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها زينب أم المؤمنين عندكم سبت عائشة أم المؤمنين عندكم هنيئاً لكم بهذه الأخلاق هنيئاً لكم وأين؟ في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله أيقول عاقل بعد هذا أن عائشة وزينب عادلتان يعني واحد من أمرين إما أن سب زينب كان شرعياً فعائشة تسقط عدالتها وإما أن عائشة عادلة فتسقط عدالة زينب لا أمر ثالث، حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إلى عائشة لينظر إلى عائشة هل تكلم أو هو تتكلم ترد عليها أم لا ؟ قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها يعني ردت السباب عليها، قال فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر طبعاً قاموس شتائم يعني عائشة متربية على السباب والشتائم والقذارة اللسانية والفعلية والبدنية فشئ طبيعي، هذا كما قلنا نقوله من باب الإلزام بما تروونه أنتم وتعتقدون بصحته، هذه تسب الأخرى وكلتاهما ليستا من الصحابة فقط وإنما من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله يعني يفترض أن يكن من الكمل على مبناكم لكن تبين لكم كن فاسقات سباب المسلم فسوق إذا صحت هذه الرواية كما تزعمون فعائشة فاسقة أو زينب فاسقة لا أمر ثالث ما عندنا أمراً ثالثاً ..
نموذج آخر من سب الصحابة بعضهم بعضا
نموذجٌ آخر يرويه مسلم في صحيحه في الجزء الرابع الصفحة ألفين وخمسة عشر وكذلك البخاري في صحيحه في الجزء الخامس الصفحة ألفين ومئتين وثمانية وأربعين عن سليمان بن صرد قال: (استب رجلان ثَّم النبي) أي عند النبي صلى الله عليه وآله دققوا هذه الرواية تحتاج إلى تدقيق (استب رجلان ثَم النبي فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه من كثرة السباب) بين الطرفين أحدهما أحمرت عيناه وأنتفخت أوداجه (قال رسول الله صلى الله عليه وآله أني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد وهي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) النبي يقول هذا الذي أحمرت عيناه وأنتفخت أوداجه لو قال هذه الكلمة تذهب عنه هذه الحالة الغضبية الهستيرية وهي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لاحظوا هنا ماذا يرد عليه ذلك الرجل بكل وقاحة، فقال الرجل وهل ترى بي من جنون هل ترى أنني مجنون حتى تنصحني بأن أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انظروا إلى الأدب والخلق الرفيع يعني في محضر رسول الله خاتم الأنبياء يسبون بعضهم بعضا استب رجلان، رجلان من؟ رجلان من الروم من الفرس؟ لا يا أخي رجلان من أصحابه ولما ينصح النبي صلى الله عليه وآله أحدهما بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم يرد عليه بكل وقاحة و هل ترى أنني مجنون حتى تذكر لي ذلك، هذه نماذج مخزية تبين لنا أن هؤلاء القوم كغيرهم من البشر ليسوا عدولاً بالمطلق وإنما فيهم الفاسق فيهم الفاجر فيهم غير العادل على أقل تقدير يذنبون يعصون الله تبارك وتعالى لا يتأدبون في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله يرفعون أصواتهم عليه ألم يثبت القرآن أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله رفعوا أصواتهم عليه ووردت روايات المخالفين أن المقصود في هذه الآية:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }
أن المقصود في هذه الآية الكريمة هما أبو بكر وعمر راجعوا صحاحكم وكتبكم، تنوّروا قليلا أفتحوا عقولكم هذا كله يكشف أن هؤلاء ليسوا من العدول مطلقاً وأن أصحاب رسول الله كغيرهم من البشر كانوا يسبون بعضهم بعضا وإذا ما أردتم أن تطبقوا القواعد فكل من يثبت أنه قد سب يكون فاسقاً ويكون مشمولاً بلعنة الله والملائكة والناس أجمعين فإذاً يجب أن نبحث هذا هو المطلوب يجب أن نبحث لنرى من منهم عادل وتقي ومؤمن فإذا ما سُبَ من أحدهم يكون الساب فاسقاً ومن منهم لا؟ كان يسب ويشتم ويرتكب الذنوب والجرائم والموبقات فهو فاسقٌ أيضاً، مع هذا كله نقول على فرض صحة الحديث فإن قوله صلى الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي لا يشمل المنافقين منهم، لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن نقول أنه صلى الله عليه وآله حينما نهى عن سب أصحابه فإنه يقصد المنافقين لا يمكن هذا حتى وإن أُطلق على بعضهم أنهم أصحابه توضيح لهذا المطلب..
النبي يقول إن من اصحابي إثنا عشر منافقا
أيها الأخوة الخلاف وبيننا وبين المخالفين أننا نقول بعضٌ من أصحاب رسول الله منافقون كأبي بكر كعمر كعثمان كخالد بن الوليد عبد الرحمن بن عوف سالم مولى أبي حذيفة سعد بن أبي وقاص أبو عبيد بن الجراح أبو موسى الأشعري هؤلاء منافقون يقولون كلا هؤلاء وصفوا بأنهم أصحاب رسول الله أُطلقت عليهم وصفة الصحبة صفة الصحبة فهؤلاء لا يكونون من المنافقين، المنافقون جماعة مخصوصة مميزة عبد الله بن أبي بن سلول وأمثاله نحن نقول كلا من أصحابه أصحابه منافقون هذا هو الذي بيّنه بنفسه صلى الله عليه وآله هو بنفسه أطلق على المنافقين صفة أنهم أصحابه، تقول لي أين؟ آتيك ببعض الروايات من كتب المخالفين ومصادرهم تدل على هذا الأمر..
روى البخاري في صحيحه الجزء السادس الصفحة ستة وستين أن عمر قال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق يقصد عبد الله بن أبي بن سلول فقال صلى الله عليه وآله دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، النبي ينهر عمر عن أن يقتل المنافق عبد الله بن أبي بن سلول الذي هنالك إجماع على نفاقه أنه من رؤوس أهل النفاق وحينما ينهاه عن ذلك لماذا؟ يقول لا أريد أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه إذاً هو قد عبرعن عبد الله بن أبي بن سلول أنه من أصحابه صحابي على حد قولهم هو من أصحابه، قد تأتي وتشكك وتقول أن النبي يقصد أن الآخرين يعبرون هذا التعبير الآخرين الأعراب باقي الناس من غير المسلمين يعبرون هذا التعبير لا أن النبي يعترف بأنه هو من أصحابه حقاً نقول لك هذه رواية أخرى أكثر تصريحاً ودلالةً على المطلوب وهو أن النبي كان يعبرعن المنافقين بأنهم أصحابه أيضاً وهو ما رواه مسلم في صحيحه في الجزء الثامن الصفحة مئة وأثنين وعشرين أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في أصحابي (دقق ضع خطاً تحت هذه الكلمة) في أصحابي النبي صلى الله عليه وآله يقول لا يقول في غير أصحابي في البعداء عني يقول في أصحابي، ماذا في أصحابه ؟ يقول في أصحابي إثنا عشر منافقاً يعني رسول الله سمى هؤلاء المنافقين الأثني عشر بأنهم أصحابه هكذا أطلق عليهم في أصحابي إثنا عشرة منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط يعني في ثقب الأبرة الجمل لا يمكن أن يدخل في ثقب الإبرة يعني مستحيل تعبير هكذا كان يعبر العرب أنه مستحيل هؤلاء يدخلون الجنة منافقون لكن أصحاب رسول الله ليس هنالك مانع من أن تجتمع الصفتان في شخص واحد في نفس الوقت يكون من أصحاب رسول الله المتظاهرين بصحبته والملازمين له أينما ذهب يذهب أينما حل يحل ولكنه في الباطن منافق يعني يمكن، عمر بن الخطاب مثلاً هو في ظاهره صاحب رسول الله لا شك ولا ريب كان ملازماً لرسول الله مصاحباً له لكن ما أعلمكم بباطنه تقول لي كيف أكتشف باطنه أقول لك من الأحاديث من الآيات والأحاديث ومصادر التاريخ والسيرة، تعرض تاريخه سيرته على الموازين الشرعية إذا وجدته قد صدر منه ما يخالف الإيمان ما يخالف العدالة فوراً حكمت عليه بأنه منافق، هذا منافق المنافق هو الذي يرد على الله ورسوله شئ واضح بينه القرآن الحكيم بينته الأحاديث الشريفة عمر بن الخطاب علناً رد على رسول الله كراراً ومراراً في رزية الخميس في صلح الحديبية في غير ذلك كان يرد على النبي حتى بعد حياته أي بعد استشاهده صلى الله عليه وآله كان يؤتى عمر بن الخطاب بكتاب كتبه رسول الله وختمه فيمزقه ويدوس عليه، انظر الحقد انظر الدناءة انظر التحدي لله ورسوله ويقول إنما هو مُلك قد أنصرف، الآن أنا الملك وليس محمد صلى الله عليه وآله، هذا موجود في مصادر المخالفين وسنوثقه إن شاء الله وسنأتي به لأني أتعمد أن آتي بالجزء والصفحة من كل مصدر حتى لا يُقال أنه يرسل الكلام إرسالاً، لا.. آتيكم بالنص من موضعه..
رسول الله يسمي ستة وثلاثين صحابي منافق
روى أحمد في مسنده في الجزء الخامس الصفحة مئتين وثلاثة وسبعين عن أبي مسعود قال خطبنا رسول الله خطبةً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ان فيكم منافقين يخاطب من؟ أصحابه الجالسين في المسجد الذين يخطب عليهم .. فمن سميت فليقم الذي أسميه أذكر أسمه فليقم يعني أراد أن يفضحهم قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال أن فيكم أو منكم فاتقوا الله يعني أنتم منافقون أتقوا الله، ستة وثلاثين رجل لاحظ أيضاً المخالفين حجبوا أسماء هؤلاء لم لم تبيونها لم لا تفعلون كما فعل الرواة الشيعة، لما يشير النبي صلى الله عليه وآله إلى منافق فورا رواة الشيعة حينما يكتبون ذلك يسمون ذلك يسمون هذا المنافق لا يحجبون أما البخاري مسلم أحمد بن حنبل يحجب يقول قم يا فلان ما يذكر اسمه لماذا أليس في ذكر هؤلاء حاصنة لنا تحصيناً لنا من أن ننخدع بهم على الأقل نميز بين أصحاب رسول الله الأصفياء وبين المنافقين منهم أما تجد دائماً محاولات تعتيم دائماً حتى الرواية التي يرويها البخاري في صحيحة في الجزء الخامس الصفحة خمسة وثلاثين عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة من الفجر يقول أللهم ألعن فلاناً وفلاناً وفلانا بعد ما يقول سمع الله ومن حمده، هؤلاء الذين لعنهم رسول الله من أصحابه ثلاثة أشخاص من هم؟ لم لا تذكرون لم تحجبون هذه الحقائق..
بقيت مسألة أخيرة وهي إستدلالهم بذيل الحديث محل موضوعنا وهو قوله فلو أن أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مثل مد أحدهم ولا نصيفه هم يستدلون بذيل هذه الرواية على أنهم مفضلون علينا يستدلون على أفضليتهم وأخيريتهم أنهم خير منا أفضل منا مهما اجتهدنا نحن في الخيرات والمبرات نقول أن هذا مردودٌ بروايات أخرى تدل على أننا نحن أفضل منهم وأجرنا أفضل من أجرهم، المستفاد من رواية لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا أن أجرهم أعظم من أجرنا يعني أنا أن صليت فأجري أقل من أجر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله نقول كلا هذا مردود بروايات أخرى صحيحة أيضاً عندكم تثبت العكس، من بين هذه الروايات ما رواه بن ماجة في الجزء الثاني من سننه في الصفحة ألف وثلاثمئة وواحد ثلاثين وأبو داود في سننه في الجزء الثاني الصفحة ثلاثمئة وأربعة وعشرين والترمدي في سننه في الجزء الرابع الصفحة ثلاثمئة وثلاثة وعشرين وقد صححه الألباني بمجموع طرقه في سلسلته الصحيحه فراجعوا..
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (أن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر) يخاطب أصحابه أنه من بعدكم ستأتي أيام صعبة على المسلمين الصبر فيهن، الصبر على الإيمان مثل القبض على الجمر (للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم) العامل الذي يعمل في ذلك الزمان له أجر خمسين رجل منكم يا أصحاب النبي، (قال عبد الله بن المبارك وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم فقال صلى الله عليه وآله قال بل أجر خمسين منكم) يا أصحابي يعني نحن الآن بإمكاننا أن نصبح أفضل من أصحاب رسول الله وأجرنا يصبح كأجر خمسين رجلاً عاملاً منهم..
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين .