اكذوبة عدالة الصحابة (17) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (17) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
 
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا و ما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .. آمين .

  نحن كنا قد قررنا في هذا المبحث الذي عنوناه بعنوان أكذوبة عدالة الصحابة أن نبين نماذج من تاريخ هؤلاء تثبت بطلان القول بعدالتهم أجمعين سبق منا أن كررنا ونبهنا مراراً أنّا لا نُشكل على القول بعدالة بعضهم هذا نلتزم به.
  نحن نلتزم بأن في أصحاب رسول الله أو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من هو مؤمن حقاً عادلٌ حقاً ونفخر به ونعتبره من النقلة الحقيقين لهذا الدين العظيم وهذه الشريعة المقدسة أما إشكالنا على أهل الخلاف أنهم يغلون في هؤلاء ويرفعونهم فوق مرتبتهم الطبيعية ثم يعممون الحكم بالإيمان والعدالة على جميعهم وهذا مرفوض لأن هذه النماذج التي نعرضها والتي بعضها من كتاب الله تبارك وتعالى وبعضها من سنة نبيه صلى الله عليه وآله وبعضها من المستفيضات التأريخية التي لا يختلف عليها أثنان كلها تثبت أن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من كان منافقاً من كان فاسقاً من كان مرتداً من كان عاصياً من كان مرتكباً لكبائر الذنوب التي لا تجتمع مع الحكم بعدالتهم .
  عمر بن الخطاب كان سكيرا
  كنا قد توقفنا في ختام المحاضرة السابقة عند هذا النموذج وهو نموذج السكير عمر بن الخطاب لعنة الله عليه حيث كنا قد نقلنا رواية الزمخشري في ربيع الأبرار والتي تثبت أن عمر كان معاقراً للخمرة حتى أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وأدى ذلك إلى أن يقوم النبي صلى الله عليه وآله بضربه تأديباً لأنه سكر وهذى وبدأ يرثي قتلى المشركين في يوم بدر وهي رواية مطولة مرت معنا وذكر فيها أن الله تبارك وتعالى تدرج في حكم تحريم الخمر فأنزل ثلاث آيات واستمر عمر طوال نزول هذه الثلاث آيات في شرب الخمر .
  تحريم الخمر أصيلا في الشريعة الإسلامية
  كنا قد ذكرنا أننا نختلف مع المخالفين في هذه الجزئية نحن نعتقد أن تحريم الخمر كان أصلاً أصيلاً في الشريعة الإسلامية بل في شرائع جميع الأنبياء وأنه ما بُعث نبيٌ إلا بتحريم الخمر ولا نقر بما يزعمه المخالفون من أن الخمر كانت محللةً ثم تدرج الله تبارك وتعالى في تحريمها من خلال ثلاث آيات التي ذكرت وهي قوله تبارك وتعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} هذه الآية في سورة النساء ، الآية الأخرى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} هذه الآية هي في سورة البقرة والآية الثالثة التي يقال أنها ذات دلالة تحريمة قاطعة هي الآية التي يقول فيها جل وعلا {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} هذه الآية في سورة المائدة ومرّ معنا أن سورة المائدة كانت آخر سورة نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله أي أن هذه الآية على أقل أو على أبعد تقدير كانت قد نزلت قبل مضي رسول الله واستشهاده بشهرين فقط لأن سورة المائدة نزلت بعد حجة الوداع .
   مراوغة واحتيال عمر بن الخطاب
  عمر طوال هذه الفترة استمر في شرب الخمر ولم ينتهي ولعله من هذا الباب قام المخالفون وأدعوا بأن التحريم لم يكن قاطعاً وإنما بشكل متدرج نحن نقول لا التحريم كان قاطعاً مند البداية منذ الآية الأولى وإنما نزول هذه الآيات المتلاحقة إنما هو من باب تشديد التحريم قوله تبارك وتعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} عندنا مفهومه واضح أن الإنسان الذي يصلي أي الأنسان المؤمن لا يمكن له أن يقرب الخمر ويسكر نرى أن هذه الآية دالة على التحريم القطعي وكذلك {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} ودليلنا على ذلك أيضاً ما فهمه سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله غير عمر أنه لما نزلت الآية الأولى فهموا أنها ذات دلالة في تحريم الخمر أما عمر كان يحاول أن يتملص كان يحاول أن يراوغ ويحتال فزعم بأن هذه الآية ليست ذات بيانٍ شافٍ وهذا الذي رواه كما نقلنا في ختام الحلقة الماضية الحاكم في المستدرك في الجزء الثاني الصفحة مئتين وثمانٍ وسبعين والترمذي في سننه في الجزء الرابع الصفحة ثلاثمئة وتسعة عشر والبيهقي في سننه في الجزء الرابع الصفحة مئة وثلاث وأربعين وأحمد في مسنده الجزء الأول الصفحة ثلاث وخمسين واللفظ للأول أي للحاكم يروي هذه الرواية عن أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أبو ميسرة (قال أبو ميسرة : لما نزلت تحريم الخمر) دققوا في تعبير أبي ميسرة أنه يعبر عن الآية الأولى أي قوله تبارك وتعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} يقول هذه الآية ذات دلالة في تحريم الخمر تدل على تحريم الخمر يعني نحن فهمناها على أنه تحرم علينا الخمر بلا نقاش فمن هنا نستفيد ماذا؟ نستفيد أن الآيات كانت قاطعةً واضحةً في تحريم الخمر أما عمر حاول أن يتملص وأن يراوغ ويحتال لأنه كان يرغب بالإستمرار في شرب هذا المنكر لا أكثر ولا أقل دققوا في الرواية (يقول أبو ميسرة لما نزلت تحريم الخمر) أي الآية التي فيها تحريم الخمر قال عمر رضي الله عنه هذا كما بالنص وناقل الكفر ليس بكافر (قال عمر رضي الله عنه: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافيا) أي عمر هاهنا يزعم بأن قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ليست ذات بياناً شافيٍ في تحريم الخمر لا لا ما زال هنالك مجال ما زال هنالك متسع لاحتساء الخمر يقول قال عمر اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافيا فنزلت الآية الثانية التي في سورة البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} وهي أيضاً تدل على التحريم ، الإثم حينما يكون أكثر من النفع فهو تحريم إذا صدر من لدن المولى الجليل جل وعلا بل حتى هذا النفع الذي يكون في الخمر في الحقيقة هو ليس نفعا وإنما نفع ظاهري، المحرمات فيها منافع ظاهرية وليست حقيقة يعني هذا الذي يتعاطى الخمر ويتاجر به قد يربح مالاً فيظن أن فيها نفع له لكن هو في الحقيقة ليس نفعاً إنك ستعاقب على ذلك في العالم الآخر بل حتى في هذه الدنيا في هذا العالم هذا المال الذي تجنيه من بيع هذا المنكر سينقلب عليك وعلى أبنائك شراً ووبالا، لأنه لا بركة في بيع المنكرات والإتجار بالمنكرات فإذاً الله تبارك وتعالى تجوزاً عبر هكذا أنه فيهما نفع ليس في الخمر والميسر نفع عبر هكذا يقول في ظاهر الأمر عندكم فيهما نفع ومع ذلك إذا أفترضنا أن فيهما نفع  فأثمهما أكبر فإذا أجتنبوا عن ذلك فهذا بيانٌ في التحريم (يقول فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر} التي في سورة البقرة فدعي عمر) أي تم أستدعاؤه (فقرئت عليه) لأنه نزلت آية أخرى تؤكد أمر تحريم الخمر نحن كلنا فهمنا ذلك لم أنت مصر على أن هذا ليس بياناً شافياً في التحريم لم هذا التشبث والتعلق بالخمر يا عمر بن الخطاب (فقرئت عليه فقال اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافيا) مرة أخرى يكرر نفس الكلام يحاول أن يخدع نفسه ويخدع الناس بأن هاتين الآيتين اللتين نزلتا ليس فيهما دلالة على تحريم الخمر (يقول أبو ميسرة فنزلت التي في المائدة) أي قوله تبارك وتعالى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} الآية الثالثة (فنزلت التي في المائدة فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال عمر أنتهينا أنتهينا) هذه الآية التي في المائدة متى نزلت؟ قبل شهرين من مضي رسول الله واستشهاده صلى الله عليه وآله ، إذاً عمر كان على أقل تقدير منذ البعثة النبوية الشريفة ثلاثة وعشرين سنة يعاقر الخمر، هب أن الخمر كانت محللة كما يزعم هل أن من صفة المؤمن أن يعاقرها أن يحتسيها يعني يعقل أنه ولو يوم واحد لم يستيقظ ضمير عمر وفطرته وما استجاب إلى نداء الفطرة الذي يقول إن هذا أمر يفقد الإنسان عقله ويبعده عن ربه فإذاً عليك أن تجتنب عنه خصوصاً أنك أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ووالد زوجته إحدى زوجاته أيضاً يعقل هذا !! هب أنها كانت محللة كما يزعم المخالفون أيحتسيها عمر كما روى الزمخشري وشهاب الدين الأبشيهي ومن أشبه يحتسيها ثم يقعد ينوح على قتلى بدر من المشركين ويأخذ لحي بعير ويضرب به رأس عبد الرحمن بن عوف حتى يشجه وينزل منه الدم ، ثم إذا كان الرجل قد شرب مادة محللة لماذا غضب النبي صلى الله عليه وآله كما تقول رواياتهم (فخرج مغضباً يجر رداءه فرفع شيئا كان بيده فضربه به!.) لم ضرب عمر بن الخطاب وأدبه؟ فقال عمر أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله هذه كلها تساؤلات تنبؤنا أجوبتها المنطقية أن عمر كان في قرارة نفسه منافقاً جاهلياً ما زال متشبثاً متعلقاً بتقاليد الجاهلية وعلى رأس تلك التقاليد شرب الخمر ومعاقرتها هذه الرواية تكشف أن القوم فهموا أن الخمر محرمة منذ الآية الأولى ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله بيّن ذلك حتى قبل نزول هذه الآية وكرره إلا أن عمر كان يحاول أن يراوغ ويتملص ويدعي أن البيان الشافي إلى الآن لم ينزل ، فلما نزلت الآية الثالثة القاطعة القاصمة عمر زعم أنه سينتهي فقال أنتهينا أنتهينا لكنه في واقع الأمر لم ينتهي .
  عمر كان عاشقا للخمر
  أولاً علينا أن نعلم أن نزول هذه الآية الثالثة كان أمراً صعباً على عمر جداً بل حتى الآيات السابقة نزولها كان ثقيلاً على عمر جداً لم يكن يتحمل أن يحرم الله تبارك وتعالى الخمر وشرب الخمر فمثلاً يروي السيوطي في الدر المنثور في الجزء الثاني الصفحة ثلاثمئة وسبعة عشر (عن أبن جرير عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} -الآية- كرهها قومٌ لقوله فيهما أثمٌ كبير، وشربها قومٌ لقوله ومنافع للناس حتى نزلت {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة حتى نزلت { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } يعني الآية الثالثة ، ثم دقووا معي هاهنا فقال عمر: (ضيعةٌ لك اليوم قُرنْتِي بالميسر) عمر كان عاشقاً للخمر لا يقدر أن يتحمل مسألة أنه يتم تحريم الخمر هكذا فتأسف على أن الله تبارك وتعالى قرن الخمر بالميسر بالرهان فقال ضيعة لك اليوم أيتها الخمر الجليلة قرنتي بالميسر كان الأمر صعباً جداً على عمر ، هذا يكشف أن عمر ما كان جاداً في مسألة إدعائه أنه سينتهي عن شرب الخمر بقوله أنتهينا أنتهينا لأنه حين يتأسف على أن الخمر قد قرنت بالميسر فهذا معناه أن الرجل لم يكن جاداً في الأمر وبالفعل أثبتت سيرته أنه حتى بعد نزول هذه الآية الثالثة وبعد كل التأكيدات الإلهية والنبوية على حرمة الخمر وحرمة تعاطيها فإن عمر استمر في شرب الخمر تحت عنوان النبيذ .
  تعريف النبيذ
  أيها الأخوة ما هو النبيذ؟ النبيذ تمر زبيب شئ من هذا القبيل ينبذ في الماء ينقع في الماء ثم بعد ذلك يُغلى فهذا يتحول إلى شراب مسكر كالخمر هذا يسمى نبيذ أشتق له هذا الأسم لأنه ينبذ ، فعمر استمر بشرب النبيذ حتى آخر لحظة من حياته حتى آخر لحظة سكير، سكير وكان يعبر عن غرامه بالنبيذ وبالذات صنفٌ من أصناف النبيذ وهو النبيذ الذي يصنع في الطائف ، لاحظوا هذه الرواية التي يرويها المتقي الهندي في كنز العمال في الجزء الثاني عشر الصفحة ستمائة وستة وعشرين عن أنس قال: عن أنس بن مالك أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله انظر الفضائح كيف يفضحون أنفسهم بأنفسهم كيف يفضحون بعضهم بعضا (عن أنس قال: كان أحب الطعام إلى عمر الثُفل -الثفل أي الثريد- وأحب الشراب إليه النبيذ)  أنس يعترف على عمر بأنه كان غرامه أحب الشراب إليه النبيذ هذا الشراب المسكر الذي يضاهي الخمر مجرد اسمة متغير فليس فقط الخمر محرمة بل كل شراب مسكر محرم أما هذا يسمى خمر لأنه يؤخذ من العنب هذا يسمى نبيذ هذا يسمى فقاع هذه أنواع من المسكرات وعمر كان كما قلنا مغرماً حتى الثُمالة بالنبيذ حيث يروي السرخسي في المبسوط في الجزء الرابع والعشرين الصفحة الثامنة (أن عمر ذات مرة أوتي بنبيذ الزبيب) جاءوا له بنبيذ الزبيب حتى يشربه (فدعى بماءٍ وصبه عليه) حتى يخفف لأنه عمر كان عنده نظرية مضمونها أنه إن رابكم شيئا من النبيذ أرتبتم أنه حلال حرام خففوه ضيفوا عليه ماءاً أكسروه بالماء حتى يخف قليلا إسكاره يخف ثم أذهبوا واشربوه فهو حلال (فدعى بماءٍ وصبه عليه ثم شرب وقال أن لنبيذ الطائف غراما) بعد ما شرب وارتوى من نبيذ الطائف من هذا الرجس من هذا المنكر عبّر عن غرامه وهيامه بهذا النوع من النبيذ وهو نبيذ الطائف فيقول أن لنبيذ الطائف غراماً .
   تبرير عمر لشربه النبيذ
  بعض المسلمين كانوا ينكرون عليه أنه لا يجوز شرب النبيذ فكان إحدى تبريراته أنه شرب النبيذ يساعده على الهضم لأن عمر يحب أكل لحوم الأبل ولحوم الأبل صعبة الهضم فيقول أنا أشرب النبيذ حتى يساعدني على الهضم .
  يروي البيهقي في سننه في الجزء الثامن الصفحة مئتين وتسع وتسعين (عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: إنا لنشرب من النبيذ نبيذاً يقطع لحوم الأبل في بطوننا من أن تؤذينا) هذا كان تبرير الرجل لشربه الخمر .
  عمر لا يفارق النبيذ ولا يفارقه
  من المهازل أن عمر بن الخطاب في الوقت الذي كان يُدعى أمير المؤمنين طبعاً كذباً زوراً بهتاناً لأن أمير المؤمنين هو الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الوقت الذي كان يعتبر خليفة رسول الله زعيم المسلمين وهذا طبعاً كذبٌ وبهتان واغتصاب لحق أهل البيت صلوت الله عليهم ومقامهم بل تجاسر على رسول الله صلى الله عليه وآله إذ يدعي في نفسه أنه هو خليفة هذا النبي العظيم الذي لم يقرب الخمر أو النبيذ قط ولعن الله محدثي المخالفين الذي أفتروا على رسول الله ونسبوا إليه أنه قد شرب النبيذ في بعض الأحيان وإن كانوا يقولون في فترة الجاهلية على أية حال في هذا الوقت الذي الرجل يعتبر رمز الدين الإسلامي ورمز المجتمع والأمة الإسلامية كان له قِرْبة خاصة للنبيذ أينما ذهب ينقلها معه لا يتحمل فراق تلك القربة إذا ما سافر يأخذ تلك القربة معه يحتضنها إحتضاناً لأنه لا يتحمل أن يمر يومه وليله دون أن يشرب من هذا الرجس ، والمهزلة أين ؟! (أنه ذات مرة رجل من المسافرين معه جاء وشرب من قربة عمر دون أن يعلم حتى سكر فوقع عليه عمر وإذا به يأمر بأن يجلد الحد فقال الرجل إنما شربت من قربتك) فإذا أردت تحدني تجلدني ثمانين جلدة لشرب الخمر فأجلد نفسك أنت صاحب القربة (فيقول عمر له : إنما جلدتك لسكرك لا لشرابك) ..
  روى أبن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد في الجزء الأول الصفحة ثلاثمئة وواحد وأربعين أنه هذا الرجل حاصل القضية رواية مطولة هو هذه التي نقلتها لكم فلما أعترض الرجل قائلاً : (إنما شربت من قربتك قال له عمر: إنما جلدتك لسكرك لا على شرابك) المصدر موجود ارجعوا إليه العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسي الجزء الاول الصفحة ثلامئة وواحد وأربعين .


  عمر يعاقر الخمر لآخر لحظة في حياته
 واستمر غرام عمر بالخمر والنبيذ حتى آخر لحظات حياته ، فيا ليت هؤلاء من قصاصي المخالفين والوهابين ومن أشبه الذين ينظمون حلقات الدروس ويعقدون المجالس والبرامج في وسائل الإعلام للحديث عن مثائر سيدنا عمر وما أدري فضائل سيدنا عمر وتاريخ وسيرة سيدنا عمر لم لا يعرضون هذه الفضائح من سيرة سيدنا عمر طبعاً سيدهم .. لِمَ لا يعرضون هذا التاريخ لم لا يبينون أن عمر قدوة لأصحاب البارات قدوة لأصحاب جلسات السكر والخمر والعربدة لم لا يبينون هذه الفضائح أليست من سيرة سيدكم عمر؟ أفخروا به بعد حتى آخر لحظة من حياته كان يستمر بشرب النبيذ ويعاقر الخمر .
  روى الخطيب في كتابه الشهير تاريخ بغداد والخطيب صاحبنا أعني صاحبنا أي هو الذي عقدنا هذا المبحث للرد على كلامه التافه في عدالة جميع من يسميهم صحابة ، الحلقة مرت عليكم أنّا ناقشنا كلامه ورددناه فهو ذاته هذا الخطيب الذي يزعم ويؤكد على أن جميع أصحاب رسول الله كما يقول (سادة عدول أتقياء نزه الله أصحاب النبي عن أن يلزق بهم شئٌ من الوهن) شئ من القبائح فبالله عليك أنت بنفسك تروي هذه القبائح عن واحد تعتبرونه ثاني أعظم صحابتكم وهو عمر بن الخطاب آخر لحظة في حياته يقال له ماذا تريد أن تشرب يقول إئتوني نبيذاً أسقوني نبيذاً أريد أن أمتلأ بالنبيذ قبل ما أذهب إلى جهنم .
  روى الخطيب في تاريخ بغداد في الجزء السادس الصفحة مئة وأربعة وخمسين (عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر) أي حضرت عند عمر حين طعن لما قام المؤمن البطل الشريف أبو لؤلؤة فيروز النهاوندي رضوان الله تعالى عليه بتطبيق القصاص أو إقامة  أو إجراء القصاص على عمر لعنه الله فطعنه حتى يعجل بروحه إلى جهنم وبئس المصير (يقول شهدت عمر حين طُعن أوتيَ بنبيذ شديد فشربه) دققوا هنا في هذه الرواية المخالفون يزعمون أن النبيذ حلال إذا لم يكن شديداً أي لم يكن مسكراً وكل هذا بسبب محاولاتهم لتصحيح أفعال عمر بن الخطاب وقبائحه حتى يصححوا كونه معاقراً وعاشقاً للخمور وأنواع النبيذ ومغرماً بها فقالوا إذا نبيذ غير مسكر فهو حلال يعني المهم أن لا يكون شديداً ، هذه روايتكم (عن عمرو بن ميمون شهدت عمر حين طعن أوتي بنبيذ شديد) يعني كان النبيذ مسكراً فيه شدة وعمر شربه معناه أن الرجل كان يشرب النبيذ المسكر وسيأتي أن النبيذ حتى الخفيف هو مسكر هو نوع ما كان كثيره مسكر فقليله حرام أيضاً  نفس الشئ النبيذ أساساً يصنع للإسكار لغرض الإسكار حتى القطرة الواحدة منه محرمة فلا يمكن أن أذهب للسوق وأشتري قنينة خمر والعياذ بالله وأشرب منها يومياً بمقدار قطرة واحدة  فلا يسكرني فإذا هذا حلال لا من قال لك هذا؟! صحيح أنت الآن لا تسكر بسبب ذلك لكن هذا مسكرٌ الحرمة متعلقة بجنس هذه المادة بنفس هذه المادة هذه المادة محرمة فحتى إذا تأخذ منها ذرة فهي حرام مع هاهنا عمر أيضاً كان يشرب النبيذ الشديد لا النبيذ العادي الخفيف ، أيها الرجل الآن ما تخاف الله على الأقل تب إلى الله أنت على وشك أن تلاقي ربك لاقيه بالإستغفار لاقيه بالذكر بقرآءة القرآن بصلاة ركعتين أنت على بعد لحظات فقط وتنتقل إلى العالم الآخر اختم حياتك بعاقبة حسنة ، أما لاحظوا عمر هذا الخسيس هذا الفاسق هذا الفاجر يريد أن يقابل ربه بماذا بالنبيذ ينتقل إلى العالم الآخر وتفوح من فمه النجس رائحة النبيذ والخمر والمسكر بالله عليكم أهذا يقال عنه أنه مؤمن يقال عن هذا رجل شريف يترضى عنه أو يترحم عليه ، أي أمرءٍ هذا الذي يتبجح بغرامه للنبيذ أي أمرءٍ هذا الذي يقبل على ربه وآخر أعماله في دار الدنيا شرب النبيذ ثم أنتقل إلى ملاقات ربه بالله عليكم الله عز وجل كيف يجازيه، يقدم عليه هذا العبد وتفوح منه رائحة النبيذ أين يضعه ؟ يضعه في الجنة أم يضعه في النار!
  رواية أخرى يرويها البيهقي في سننه في الجزء الثالث في الصفحة مئة وثلاثة عشر وفيها تفصيل عن أواخر لحظات حياة عمر(يقول فحمل عمر إلى منزله فأتاه الطبيب) جاءه الطبيب فالرجل مطعون الدم ينزف منه (فقال أي الشراب أحب إليك؟ فقال النبيذ) أعطوني النبيذ هذا أحب الشراب إليّ (فدعي بالنبيذ) جاءوا له بالنبيذ (فشرب منه فخرج من إحدى طعناته) من الثقوب التي في بطنه في أمعائه القذرة كان يخرج هذا الشراب فقط يريد أن يلتذ بالنبيذ .
   لنا الحق أن نفتخر بأئمتنا
  سود الله وجه عمر ومن يتبع عمر نحن حينما نفخر بأئمتنا صلوات الله عليهم يحق لنا أن نفخر هل وجدتم في التاريخ أحداً من أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم شرب نبيذاً شرب خمراً (الإمام الهادي صلوت الله عليه استدعاه المتوكل العباسي اللعين في مجلسه وعرض عليه شيئاً من الخمر والنبيذ والعياذ بالله فقال له الأمام علي بن محمد الهادي صلوت الله وسلامه عليهما والله ما خامر لحمي ودمي قط) أي في هذه عروقي في دمائي لحمي أبداً ما اختلط بالنبيذ وبالخمر وبالمنكر وبهذا الرجس فليس مثلكم أنتم أهل الخمر والسكر والعربدة خلفاء بني العباس حكام ملوك بني العباس ملوك بني أمية الذين كلهم يرجعون إلى هؤلاء أبو بكر عمر عثمان ومرّعليكم في سلسلة كيف زيف الإسلام أن أبا بكر أيضاً كان يشترك في جلسة الخمر وفي بار الصحابة الذي كان في المدينة المنورة وليلياً يذهبون ويتعاطون الخمور ، هذا التاريخ يشرف من بالله عليكم؟! يشرف مَنْ هذا؟! المسلم الحق ينبذ هؤلاء الذين كانوا يشربون النبيذ والخمور المسلم الحق يكره هؤلاء يستحقر نفسه أن احترمهم الآن بالله عيلكم إذا تسمعون أحد من مشايخ الطائفة البكرية أنتم أيها البكريون الحمد الله أنتم متشيعين بس أقصد حينما كنتم إذا كنتم تسمعون أنه واحد من مشايخكم الكبار كان يشرب النبيذ يتعاطى الخمر تحترمونه تبجلونه تصلون وراءه فلم لا تحكمون بمثل هذا الحكم يا معشر المخالفين .. أحدث الجميع كل من يسمعنا لم لا تحكمون بمثل هذا الحكم على أمثال عمر هذا عمر أمام وجدانكم أمام ضميركم أحكموا عليه لا يضحك عليكم فقهاؤكم مشايخكم الكذابين يقولون لا النبيذ ليس حراماً الشديد منه هو الحرام المسكر هو الحرام أما مطلق النبيذ ليس فيه شئ ..أولاً ثبت معكم أن عمر كان قد تعاطى الخمر قبل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله حسب رواياتكم ضربه تأديباً ثبت أنه يشرب النبيذ الشديد كما في رواية عمرو بن ميمون وهي رواية الخطيب من كبار علمائكم ومع ذا نثبت لكم هاهنا من معاجم اللغة ارجعوا إلى لسان العرب لإبن منظور وانظروا كيف يعرف النبيذ ما هو النبيذ ؟ إذا أردنا أن نعرف ما هو مطلق النبيذ هو شراب المسكر الشراب الذي يصنع بغرض حصول حالة الإسكار في الإنسان هذا هو النبيذ فإذاً حتى لو شرب عمر منه قطرةً واحدة يكون مجرماً يكون عاصياً واليوم كذلك النبيذ يكون محرماً بالأصل .
   النبيذ هو كل شراب مسكر
  أفتحوا لسان العرب لأبن منظور في الجزء الثالث الصفحة خمسمئة وأحدى عشر حتى تعلمون أن العرب إنما تطلق لفظ النبيذ على الشراب المسكر ولكن الذي يُهيئ بطريقة خاصة ينبذ هذا الشئ في الماء ويغلى فيصبح شراباً مسكراً يعني كما سموا هذا خمر قالوا هذا نبيذ وقالوا عن شئ ثالث هذا فقاع وقالوا شئ رابع هذا عصير عنبي مغلي وهكذا يقول ابن منظور في لسان العرب في مادة نبذ النبيذ معروف شئ معروف شراب معروف واحد الأنبذة يعني جمع النبيذ أنبذة وحكى اللحياني نبذ تمراً لأنه قلنا النبيذ يمكن أن يصنع من الزبيب يمكن يصنع من التمر أيضاً نبذ تمراً أي جعله نبيذا وحكى أيضاً أنبذ فلان تمراً قال وهي قليلة يعني هذا التعبير قليل إذا أن يقال أنبذ فلان تمرة وإنما سمي نبيذاً هنا محل الشاهد والمهم في الموضوع (وإنما سمي نبيذاً لأن الذي يتخذه يأخذ تمراً أو زبيباً فينبذه في وعاء أو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً) .. أي بالنص في المعاجم أن النبيذ يصنع بهذه الكيفية حتى يصبح مسكراً فإذاً هو مادة مسكرة فشربها مطلقاً حرام تعاطيها مطلقاً حرام الإتجار بها حرام نقلها من مكان إلى مكان حرام تصبح مادة نجسة إذا مست بدنك أو مسستها فعليك أن تغسل بدنك الشئ الوحيد الذي يجوز بالنسبة إليها أن تكسر قنانيها فقط وتهرقها على الأرض فهي مادة رجس منكر من صنع الشيطان من عمل الشيطان هذا عمر كان يتعاطاه ويحب هذه المادة ومغرم بها وبالخمور وبالأنبذة وبأنواع المسكرات حتى آخر لحظة من حياته .
   إذا عمر بن الخطاب غير عادل
  هذا يثبت أن عمر بن الخطاب كان فاسقاً فإذاً هو ليس بعادل وبما أنه ثبت لدينا على الأقل أن واحد من هؤلاء الذين تسمونهم صحابة وهو عمر على أقل تقدير كان متعاطياً للمسكر فهو فاسق إذاً لا يحق للإنسان أن يقول كل الأصحاب عدول كل أصحاب رسول الله عدول هذه مبالغة على أي أساس تكفرون من يقول بأنه ليس كل أصحاب رسول الله عدول فيهم الفسقة كعمر بن الخطاب لا إشكال في ذلك هذا منهج إسلامي نناقش الأفراد كما هم لا كما نريد لهم أن يكونوا مشكلة المخالفين أنهم يتعاملون مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كما يريدون هم لهم أن يكونوا يعني يفترض هو حينما يتعامل مع هذا الصحابي حسبما يقولون أنه هو في قمة التقوى قمة الإيمان قمة الإلتزام قمة التدين فيرتب أحكامه بنائاً على هذا التصور الذي عندهم هذا هو الهوى هذه أهواء ما أنزل الله بها من سلطان تريد أن تصف هذا الإنسان تريد أن تنزله منزلته الحقيقية  تريد أن تجعله في موقعه الشرعي فعليك أن ترتب الحكم عليه هو لا على ما تريده أن يكون ترتب الحكم على صفاته على أفعاله كما هو هو وهذا الذي نصنعه نحن شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم نحن ندرس تاريخ هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فمن كان منهم تقياً من كان منهم عادلاً حقاً قلنا بعدالته وتقواه ونعبر عنه حينما نذكر اسمه برضوان الله تعالى عليه ونترحم عليه نقول رحمه الله كان بالفعل من الأصحاب الخيرين أما من يثبت عندنا كعمر مثلاً لعنه الله بأنه كان مجرماً طاغيةً أنه كان فاسقاً معاقراً للخمر والنبيذ فهذا لا نحترمه فوراً نقول بمنهج إسلامي معتدل وبشكل حيادي متجرد عن كل هوى عن كل عصبية نقول هذا الإنسان لا يستحق الإحترام لا إعتبار أو إعتداد به شرعاً لا يؤخذ الدين منه ومن أمثاله وإنما نأخذه من أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ومن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الأبرار المنتجبين الخيرين هذا خلاصة الكلام لو أن المخالفين تدبروا في الأمر طبقا للأصول الشرعية طبقاً لنداء العقل لنداء الضمير والوجدان والفطرة السوية لانحازوا إلينا في هذا ولآمنوا بالذي نؤمن به هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين .

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp