البحوث القرآنية (14) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
البحوث القرآنية (14) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 القول مني في الاشياء قول آل محمد ( عليهم السلام ) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في الحلقة السابقة ..

{ يا أيها الناس ضرب مثلا فاستمعو له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقو ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ماقدروا الله حق قدره إنّ الله لقوي عزيز }

كنا قد توقفنا عند هذه الاية الكريمه وانتقيناها كمثال على عمق بلاغه القرآن الحكيم وفصاحته بما يعجز البشر .  نحن انما اردنا في هذه الحلقات ، في هذه الاجزاء الاخيره من سلسلتنا هذه بعنوان البحوث القرآنيه أن نجيب على هذا التساؤل وهو كيف حكمنا بأن هذا القرآن معجز ؟ قلنا أنّ اعجازه في الفصاحه والبلاغه بحيث أنّ احدا لم يتمكن بأن يبلغ هذا المبلغ في الفصاحه والبلاغه في التعبير عن المعاني ؟  وحتى لايكون كلامنا مجملا او ادعائا انتقينا بعضا من آيات القرآن الحكيم وذكرنا او حاولنا أن نقترب من اوجه الاعجاز البلاغي فيها ..

هذا الآيه الكريمه ذكرنا انها جائت باسلوب التحقير والتسفيه ، ولكن مع فخامه في اللفظ .  وجائت ايضا على صيغت الايضاح بعد الابهام لزيادة التشويق والانتباه ، وجائت فيها المحسنات التعبيريه الجماليه ، المحسنات البديعيه ففيها طباق بين قوله : { يسلبهم } و { يستنقذوه } ، وفيها جناس في الكلمتين { الطالب والمطلوب }، ثم الفتنا الانتباه الى هذه النقطه وهي إنّ الله ( تبارك وتعالى ) لم يقل : "وإن يختلسهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه" ، وانما قال : { وإن يسلبهم }، وفي ذلك فصاحة اكثر وبلاغه اكثر .  اما الفصاحه فلأن كلمة يسلبهم اخصر واكثر توافقا مع الوزن القرآني في هذه الآيه ، واما بلاغة اكثر فلأن الاختلاس قد يكون من وراء الظهر ، اما السلب فيكون امام العين اي قهرا ، وحيث إنّ الله ( تبارك وتعالى ) ، اراد أن يحقر تلك الالهه المزعومه ، ويبين عجزها فإنه لم يستخدم كلمة الاختلاس ، وإن كانت تثبت عجزها لكن بأقل من درجة العجز فيما لو استخدم كلمة يسلبهم فإنها تظهر عجزا اكبر .

ثم ايضا قلنا انه لماذا لم يقل الله ( تبارك وتعالى ) : إنّ الذين تدعون من دون الله جميعا لن يخلقو ذبابا" ؟ مع أنّ ذلك اخصر وقد بينا أنّ الفصاحه من شروطها خلوص الكلام من التعقيد والتنافر ومراعات ماقرب طرفاه كما ذكره الخليل ابن احمد الفراهيدي ، اي مراعات الاختصار وحذف الفضول من الكلام . فهنا كان يمكن مثلا أن يختصر الله ( عز وجل ) قوله : { إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقو ذبابا ولو اجتمعوا له } ، بأن يختصر هذه الكلمات الثلاث { ولو اجتمعو له } ، بكلمه واحده وهي جميعا .  فلماذا لم يصنع ذلك وقال : { إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقو ذبابا ولو اجتمعو } ؟ 

الوقفه السابعة في الاعجاز القرآني البلاغي للآية الكريمة ..

قلنا لأن افراد الاجتماع لاحقا هو ابلغ في اظهار العجز وفي بيانه ، ومازلنا في رحاب هذه الآيه الكريمه محاولين تلمس اوجه الاعجاز البلاغي فيها ، ولذا ننتقل الى هذه النقطه وهي انه لماذا قال الله ( تبارك وتعالى ) : { يسلبهم الذباب شيئا } ، ماذا يسلب الذباب من ذلك الوثن او الصنم الموجود ؟  يعني الحين احنا نعلم بأن الذبابه انما يحط ويقوم لا اكثر ولا اقل فكيف يعبر بأنه يسلب ؟يعني فالنتخيل الموقف الآن هذا الذباب يأتي فيحط على ذلك الصنم ثم يقلع ثانيه فماذا يسلب ؟مالذي يسلبه ؟

هنا ايضا جانب من جوانب بلاغة القرآن الحكيم .  العين المجرده قد لاترى سلب الذباب مما يحط عليه ، ولكن الشعور المقرون بالفهم العلمي لحقائق الاشياء يوصل الانسان الى معرفة أنّ الذباب حين يحط على شيء فإنه يستلب من ذلك الشيء شيئا .  الاصنام التي كانت في الجاهليه كثيرا ماكانت تطلى بالعسل مثلا وبالطيب .  كانوا يطلونها بالطيب بالعسل واحيانا يقلدونها شيئا من التمر ، احيانا يمسحون بعض ذبائحهم بتلك الاصنام للبركه حسب اعتقادهم .  يعني يذبح ثم يأخذ هذا اللحم الذي قطعه ويمسحه بإيمائه على الصنم ، واحيانا يضعون تمرا ، واحيانا يطلون ذلك الصنم بالعسل ، وفي بعض الاحيان يطلونه بالطيب مسك مثلا ..

فلذلك لم يكن الصنم مجرد حجر كان تعلق عليه عوالق هذه العوالق .  كانت تؤدي الى أن تأتي بعض الحشرات ومنها الذباب هذا المخلوق الحقير يأتي ويحط على الصنم ويسلب شيئا من هذه الامور التي طلي بها الصنم ، لأنه الذباب يغتذي على هذه الجزيئات التي تتراكم من الطعام وغيره على بعض الامكنه ، فلذلك الذباب هذا حين كان يحط على ذلك الصنم فإنه حين كان يقوم او يقلع فإنه كان يلتقط شيئا معه على نحو الاستلاب ، وكأنه يسلب هذا الامر امام عيني الصنم .  يعني رغما عن انف ذلك الاله المزيف يأخذ شيئا منه فلذا عبر الله ( عز وجل ) بهذا التعبير العظيم : { وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه } ، لايتمكن هذا الصنم هذا الاله المزيف لايتمكن حتى أن يستنقذه هذا المقدار الضئيل الذي يسلبه منه هذا المخلوق الحقير الذي هو ذباب فكيف تعبدون مثل هذا ؟

وهل يعقل أنّالاها لايستطيع أن يدفع عن نفسه الذباب أن يسلب منه شيئا رغما عن ارادته امعقول أن يكون الاها ؟يُستعان به ويدعى من دون الله ( تبارك وتعالى ) ؟

هذا التصوير الجمالي الرائع حين نرجعه الى واقع الحال الى ماكان بالفعل يقع من قبل المشركين في مكه في تعاملهم مع اصنامهم فإنا ندرك مافي هذا التعبير من البلاغه والعمق .  انقل لكم هنا روايه تفسر لنا هذه الآيه اكثر والروايه رواها شيخنا الكليني رضوان الله ( تعالى ) عليه في كتابه الكافي الشريف عن امامنا وسيدنا ابي عبد الله الصادق ( صلوات الله عليه وآله الطاهرين ) ، قال : { كانت قريش تلطّخ الاصنام التي كانت حول الكعبه بالمسك والعنبر وكان يغوث قبال الباب } غوث احدى الاصنام يغوث ويعوق ونسر { وقالوا لاتذرون الهتكم ولا تذرون ودا ولا وسواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا } هذه الاصنام الخمسه التي كانت في زمان نوح ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) ، ثم الله ( عز وجل ) لما اغرق البشر حين ذاك وانجى نوح ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) ومن معه دفنت هذه الاصنام في الرمال ، ولكن مع مرور الزمن فتش الناس عن تلك الاصنام مره اخرى واخرجوها من الرمال وعبدوها مره اخرى { وقالوا لاتذرون الهتكم ولا تذرون ودا ولا وسواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا } فكان هنالك يغوث ويعوق وبقيه الاصنام موجوده حول الكعبه .

قال الامام الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم )  : { كانت قريش تلطخ الاصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر وكان يغوث قبال الباب  } يعني قبال باب الكعبه { وكان يعوق قبال الكعبه وكان نسرا عن يسارها وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولاينحنون ثم يستديرون بحيالهم الى يعوق ثم يستديرون بحيالهم الى نسر ثم يلبون ثم يقولون لبيك اللهم لك لبيك لاشريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وماملكت } ، هذا الشعار او هذه الصيغه من التلبه هي في الواقع متوارثه من ابراهيم ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام )  ولكن حرفوها واضافوا اليها هذا المقطع إلا شريك لك تملكه وماملكت .

قال ( صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين )  :  { فبعث الله ذبابا اخضر له اربعت اجنحه فلم يبقي من ذلك المسك والعنبر شيئا إلا اكله } ، هذا الذباب الاخضر ذو الاربعة اجنحه ، هذا الخصم جاء وانها على ذلك المسك والعنبر الذي لطخت به الاصنام حول الكعبه يغوث ويعيق ونسر واكل ذلك .  اكل المسك والعنبر اي التقطه معه اي في الواقع سلبه .

{ وانزل الله ( تعالى ) يا ايها الناس ضرب مثلا فاستمعو له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقو ذبابا } اولا تحداهم في الخلق وخلق هذا المخلوق الضعيف الحقير ، { ولو اجتمعو له } ، حتى لو اجتمعت كل هذه الالهه المزيفه لن تستطيع أن تخلق حتى ذبابه واحد { وإن يسلبه الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب } .

إذا حين استعمل القرآن كلمة يسلبهم فإنه عبر عن الواقع تعبيرا دقيقا حيث كان يرى أنّ هذا الذباب قد جاء وسلب هذا المسك والعنبر الذي كانت تلطخ به الاصنام حتى لايقولن قائل إنّا نشاهد مثلا ذباب يحط على الاشياء ويصعد من جديد ، ولكن العين المجرده لاترى وانت بشعورك تدرك ذلك إذا اقترن مع العلم . الآن ارجعو الى العلماء الاحياء وما اشبه قولو له الذباب حين يحط على شيء ويقلع من جديد يسلب شيئ ما او لا ؟يقولون نعم .  كيف ؟

انه في ارجل ذلك الذباب وفي اجزائهم هناك زغب وهذه الماده يلتصق بها شيء مما تحط عليه ، وهذا يساعدها في تناوله في تحويله الى مادة تكون قابله بأن يتناولها هذا الذباب فهنا لاحظو أنّ الله ( عز وجل ) ، حين عبّر عن السلب فإنه عبر بما هو قمة البلاغه بل فوق البلاغه من التعابير ، وكان ذلك حاكيا لواقع موجود ، وإن لم يكن يُرى بالعين المجرده تماما ثم الملاحظه الاخيره في هذه الآيه أنّا نجد أنّ الله ( عز وجل ) ، ختم الآيه التي تليها بقوله : { إنّ الله لقوي عزيز } ، لماذا لم يقل مثلا هنا "إن الله لعظيم حكيم" ، مثلا { إنّ الله لغفور رحيم } لماذا قال : { لقوي عزيز } ؟ هنا نلاحظ انه يجب أن يكون هنالك تجانس مع المعنى الذي  جاء فيه سياق الآيه التي قبلها خُتمة بـ { ضعف الطالب والمطلوب } ، فكان الله ( عز وجل ) في سياق أن يستحقر ويستضعف الطالب والمطلوب ، اي العابد والمعبود ، هذا العابد المشرك الذي يطلب من معبود هو اعجز منه هذا الصنم الاله المزعوم .


فلذا الله ( عز وجل ) ثنى بقوله : { ماقدروا الله حق قدره إنّ الله لقوي عزيز } ، الله ( تبارك وتعالى ) هو القوي الذي يدفع عن نفسه ويدفع عنكم ، هو القادر على أن يخلق الذباب هو القادر على كل شيء ( تبارك وتعالى ) ، اما الهتكم هذه فغير قادره حتى أن تستنقذ شيئا يسلبه الذباب منها ، فلذا كان لابد أن يقع هنا تجانس في المعنى ، فحيث اشار هنا الى الضعف ، يشير هناك الى القوه .  هذا السياق بهذا التركيب ، بهذه الصورة الساحره ، بهذا الاسلوب البديع ، بهذا التصوير البلاغي لم يستطع احد أن يعبر بمثله عن نفس الموضوع او عن نفس المعنى لم يتمكن احد .  وهذه هي ميزت القرآن الحكيم كما بينا .

تعريف الفصاحة والبلاغة ..

قبل أن انتقل الى آية اخرى ايضا هي من اعاجيب الآيات القرآنيه الحكيمه ، اريد هنا أن اعود لتعريف الفصاحه والبلاغه من جديد ، حيث قلنا بأنّ لما رجعنا الى كلام الخبراء عرفنا بأنّ الفصاحه والبلاغه لهما ركنان ، ركنان اساسيان : 1- اناقة اللفظ . 2-  عمق المعنى .  وبعباره اخرى أن اللفظ يكون خالصا من فضول الكلام ، فيكون مختصرا وسالما من التعقيد والتنافر في الحروف والكلمات .  هذا يسمى كلاما فصيحا .  فلو افترضنا أنّ هنالك كلام قد طوّل اكثر من اللازم ، ولم تكن له فائده ، اي كان فضلا من الكلام فإنه نجد أنّ هذا الكلام لايعبر عنه عند العرب بالفصيح لايعبر عنه بذلك .


طيب البلاغه قلنا هي من بلوغ المكان وتبلغه بتعبير وباستخدام كلمات توقع المعنى بما ، يهز الاعماق ويكون النظم والتركيب مقتضيا للحال على أن ينطوي ذلك المعنى على ماذا ؟على معاني عميقه بعيده ، معاني جليله حتى تستقر في النفس استقرارا جيدا وتتمكن من أن تبلغ حاجتك جيدا .  لأن ماحاجتك من الكلام ؟ أن تؤثر في السامع او المستمع تؤثر فيه فتبلغ مكان هدفا .

لقد نقلنا آنفا بعضا من تعريفات الخبراء لـ البلاغه على سبيل المثال ، نقلناها من كتاب العقد الفريد نقلنا مثلا شهادة الخليل ابن احمد الفراهيدي وهو احد اعلام اللغه أنّ البلاغه هي ماقرب طرفاه وبعد منتهاه .  وكذلك ايضا نقلنا شهادة ذلك الاعرابي وتعريفه ايضا من العقد الفريد انه لما سئل ما البلاغه ؟ قال : حذف الفضول وتقصير الكلام .  فهنا ركنية تقصير الكلام واختصاره على أن لايخل بعمق المعنى هذا واضح في مسار البلاغه والفصاحه .  الذي اردته هنا اني اليوم راجعت كتاب العقد الفريد مره اخرى ووجدت في غير ذلك الموضع الذي نقلت منه سابقا تلك التعريفات من الخبراء في اللغه ، تلك التعريفات بالفصاحه والبلاغه .  وجدت في نفس كتاب العقد الفريد تعريفا للبليغ والبلاغه لإمامنا وسيدنا جعفر ابن محمد الصادق ( صلى الله عليهما وآلهما الطيبين الطاهرين ) ، ولكن في غير هذا الموقع يعني في غير مضان البلاغه او الفصول المتعلقه بالبلاغه ، في كتاب العقد الفريد وجدته في جزء آخر وفي جزء آخر وحقيقه العباره شدتني جدا ولذا ارتئيت أن ابلغها اليكم . 

اجراء الله كلمة ( عليه السلام ) على لسان النواصب اللعناء ..

يقول صاحب العقد الفريد وهو يروي هذه الروايه عن امامنا الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصاحب العقد الفريد كما نعلم بكري ناصبي مخالف لأهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ،  ابن عبد ربه الاندلسي وهو كان اموي الهوى بشكل عام يقول هكذا بالنص في العقد .  يقول هكذا بالنص في العقد الفريد : "وقال جعفر ابن محمد عليه السلام"، لايقول رضي الله عنه  وإن كان في مواضع اخرى يقول رضي الله عنه ولكن هنا في هذا الموقع سبحان الله ، الله ( تعالى ) اجرى على لسانه السلام على هذا الامام المعصوم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

وانتم تلاحظون انه الطائفه البكريه مع عدم اعتقادها بأن الائمه (صلوات الله وسلامه عليهم )  هم حجج الله على خلقه وانهم ينبغي أن يعبر عنهم في التعظيم والاكرام بما يعظم به الانبياء .  يعني لما يقولون ابراهيم يقولون ( عليه السلام ) ، ايضا نوح ( عليه السلام ) ،فكذلك وكثير من علمائهم وفي كثير من كتبهم المعتبره يعبرون فقط عن ائمة اهل البيت ( عليهم السلام ) بذكر السلام عليهم ، يقولون قال علي ( عليه السلام ) مثلا وهذا موجود حتى في البخاري للعلم ولكن الناس ماملتفته جيدا .

فهنا في العقد الفريد لاحظ جعفر ابن محمد ( صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما الطاهرين ) لم يساويه .  يعني لاتجد مثلا هنا في العقد الفريد انه يقول مثلا قال مالك ابن انس عليه السلام ابدا .  هكذا شيء لايصدر منه مع انه يعتقد بأن مالك ابن انس ارفع من الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، مالك ابن انس امام مذهب عندهم ، اما الامام الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مجرد فقيه ولم يكن امام مذهب يتعبدون بفتاواه او آرائه كما هم ينظرون الى هذا الامام .  فعجبا فكيف إذا يساوون بينه وبين الانبياء في التعبير يقولون ( عليه السلام ) هكذا لماذا ؟  ماهو السبب؟

هذا الامر راجع حقيقه الى قضيه غيبيه إنّ الله ( تبارك وتعالى ) يفرض احترام اوليائه حتى على اعدائه والمخالفين لأوليائهم .  يعني تجدهم يضطرون لأن يحترمو الامام المعصوم هكذا دون التفات ربما منهم .  انهم لما يفعلون هكذا فإنهم يوقعون في نفس القارئ او السامع أنّ لهؤلاء الائمه من اهل بيت النبي ( صلوات الله عليهم اجمعين ) هؤلاء لهم مقام خاص يختلف عن مقام الآخرين وإن كنا نعظمهم ونعتبرهم ائمة وفقهاء .

اجعل نفسك انت في موقف هذا الشاب البكري الذي للتو نشأ وبدأت تتفتح مداركه وبدأ يطلع ويتعلم ويتعرف على الامور ، فيقرأ تراث وكتب الحديث والعلم فيجد انهم لما يقولون قال جعفر ابن محمد ( صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما الطاهرين ) يفاجئ بأنه الموجود بعد هذا الاسم الشريف ( عليه السلام ) .  وفي نفس الوقت لما يقولون عيسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) يقولون ( عليه السلام ) في حين لايجد هذا مثلا بالنسبه الى مالك ابن انس او حتى عمر ( لعنهما الله ) مثلا . هل تجد؟انا لااتذكر حتى مورد واحد انه قالوا عمر عليه السلام مثلا ، ماموجود هذا الشيء او قال ابوبكر عليه السلام ماموجود !

ولكن موجود بالنسبه الى ائمة اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم ) حتى لا اتذكر انه يوجد موضع واحد في كتب الحديث او كتب السيره او كتب التراث العقد الفريد او غيره انه مثلا عائشه عليها السلام .  الآن طالعين شويه بعد الضجه المفتعله من قبل انصار عائشه ( لعنة الله عليهما ) بسبب الاحتفال المبارك الذي قمنا به السنه الماضيه بدأ بعضهم هكذا يغالي فيقول عائشه عليها السلام ياشين السرج على البقر كما قلنا .

ولكن بالنسبه للزهراء ( صلى الله عليها وآلها الطيبين الطاهرين ) ، تجد هذا الشيء . تجد انهم يعبرون عن الزهراء بـ (عليها  السلام ) في اكثر من موضع ، من اكثر عالم من علمائهم ، في اكثر من كتاب من كتبهم المعتبره ومنهم البخاري .  يعني البخاري اتذكر انه يروي اكثر من روايه عن الزهراء ( صلوات الله وسلامه عليها وآلها الطاهرين ) ، ويقول عن فاطمة ( صلوات الله وسلامه عليها وآلها الطاهرين )يقول عنها ( عليها السلام ) . هكذا فهذا المتلقي الآن لما يقرأ مثل هذه الامور يعرف بأن هؤلاء لا لهم مقام خاص ، لهم مقام جدا عالى بحيث انا من احترامنا لهم لابد أن نتأدب ونقول عليهم السلام .  وكأنا نجعلهم مع الانبياء ( على نبينا وآله وعليهم افضل الصلاة والسلام ) ، وإن لم يكونو انبياء لكنهم اوصياء الانبياء فلهم مقام خاص.  يعني حجج من الله سفراء الهيين اما عائشه ابوبكر ( لعنهم الله ) كذا رضي الله عنه يعني هذا مستواه يعنى . 

 

فهنا العقد الفريد هكذا يقول ابن عبد ربه الاندلسي يقول : "وقال جعفر ابن محمد عليه السلام" ، حتى لايضنن المخالفون الآن انا خطابي مع المخالفين على العموم انه التعبير بالتسليم بـ عليه السلام او سلام الله عليه او عليه الصلاة والسلام بالنسبه الى الائمه صلوات الله عليهم هذا امر يختص بهم الشيعه .  ليس الشيعه وحدهم من يقولون عن ائمتهم عليه السلام وانما علمائكم ايضا يقولون ذلك فعليكم بأن تتأدبو وتحترمو ائمة اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ، فلا تعبرو عنهم بـ رضي الله عنهم وكأن مقامه كمقام الآخرين مماتعتقدون بهم وتسمونهم صحابه وتابعين وما اشبه كلا .

تتأدب وتقول الامام جعفر ابن محمد ( عليه السلام ) ، علي ابن محمد الهادي ( عليه السلام ) هكذا تعبر . اما ابوبكرك او عمرك فقول رضي الله عنه بالنسبه الى عقيدتك يعني .  إذا اعترضت على الشيعه قلت هذه مغالات ، هؤلاء ليسو انبياء فلماذا نحن نعبر عنهم بتعبير كهذا ونقول ( عليهم السلام ) ؟! وجّه الاشكال الى علمائك ومنهم البخاري وابن عبد ربه الاندلسي وكثير منهم النسائي ، الترمذي ، كتب الحديث هم موجوده يعني هذه تعابير متداوله موجوده يقول علي ( عليه السلام ) ، فاطمة ( عليها السلام ) ، الحسن ( عليه السلام ) ، الحسين ( عليه السلام ) .  فتأدبو ولتجتمع الامه هذه على تعبير موحّد عن ائمة اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ) ، انتم تقولون نريد الوحد طيب لماذا اذا تنقصون من مقامات اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ) ، وتعبرون عنهم كما تعبرون عن الآخرين قولو عنهم ايضا (عليهم السلام ) حتى الجميع كل مسلم هكذا ينبغي أن يصنع هذا جانب من جوانب الوحده ايضا وهم مطلوبون .


يقول ابن عبد ربه الاندلسي في كتاب العقد الفريد : "وقال جعفر ابن محمد ( عليه السلام ) { سميّ البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه }"  ، هذه العبارة من الامام الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم )  في تعريف البليغ هي ابلغ العبارات التي رأيتها انا الى الآن في تعريف البليغ والبلاغه ، لقد قلنا إنّ البلاغه لاتنفك عن الفصاحه ، لكن الفصاحه قد تنفك عن البلاغه هذا امر طويناه وشرحناه .  ثم قلنا بأن البلاغه والفصاحه لهما ركنان اساسيان اناقت اللفظ واختصاره وعمق المعنى .  البلاغه من عمق المعنى من بلوغ المكان ، استخدام اللفاظ وجمل وتركيب الكلام بنحو يجعلك تبلغ هدفك في ايقاع المعنى في نفس المستمع او المتلقي وكل هذا يعتمد على ماذا ؟

على ماقرب طرفاه اي على الكلام المختصر بلاتطويل ، الامام الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جمع كل هذا في عبارة واحده في معنى واحد واعطاك بالدقه مامعنى البليغ قال : { سمي البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته } ، اي حاجته في ايقاع المعنى في شرح المعنى { يبلغ حاجته بأهون تعيين } ، لايتكلف في الكلام ولايعقد الكلام ولايزيد ويطيل في الكلام فيكون مخلا بالفصاحه والبلاغه ، وانما بلفظ واحد بكلمه بكلمتين بثلاث بكلمات معدوده يتمكن بأن يبلغ حاجته .وحاجته هي أن تجعلك تتأثر بالكلام الذي تقوله انت ويرتسم المعنى امام ناظريه ويقع في قلبه موقعا جليلا .

فإذا عبارة الامام الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم )  عباره هي ابلغ مايكون في شرح معنى البليغ والبلاغه ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : { سمى البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه } ، بسعي هيّن بسيط هذا هو البليغ الذي يتمكن من أن يختصر الكلام دون تكلّف ، يعنى كل اجهاد للنفس هكذا وكأنه يرتجل ويتمكن أن ينطق ويوصل المعنى لك بدقّه ويجعلك تتأثر . 

هنا إذا استوعبت هذا الامر اعد مره اخرى الآن على ذهنك قوله ( تبارك وتعالى ) : { ضعف الطالب والمطلوب } ، شوف انتا هذي الكلمة من الله ( عز وجل ) ، اي عمق بلاغي فيها !وانظر كيف تهزك وكيف تجعلك تتأثر تأثر شديدا { ضعف الطالب والمطلوب } ، اجعل نفسك انت في موقع او موقف ذلك المشرك الذي تربى على تقديس هذه الآلهة المزيفة ، فيخاطب هكذا بقوله عز من قائل : { ضعف الطالب والمطلوب } ، اي فصاحه وبلاغه باهرة هذه !  اتمنى أن يكون الاخوة قد استذوقو شيئا من الفصاحه والبلاغه لأني في الحقيقه اجد الامر صعبا لماذا ؟

لأنه مع الاسف كما قلنا معضمنا ابتعد عن اللغه العربيه فلايتمكن بأن يستذوقها جيدا . انا انما احاول الآن في هذه الحلقات أن اقرب اكثر معنى الفصاحه ، يعني اجعلك تستطيع أن تميز بين العبارات بين الجمل بين الكلمات حتى تتذوق فصاحة وبلاغة القرآن الحكيم ، هذه الفصاحه المعجزه وهذه البلاغه المعجزه .

نقف على حضرت آية اعجازية اخرى ..

ننتقل الى آيه اخرى وهي ايضا في نفس السياق المعنوي للآيه التي مرت معنا ، وهي سياق التحقير و التسفيه للعقائد الوثنيه الباطله .  ماذا يقول الله ( تبارك وتعالى ) في سورة العنكبوت ؟ وهذه الآيه حقيقه من اعاجيب القرآن العظيم وواقعا مهما يجتهد البشر على أن يعبرو بعبارة ابلغ وافصح من هذه العبارة عن نفس معناها فلن يتمكنو ، لن يتمكنو لاحظو ماذا يقول الله ( عز وجل )  يقول : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن اوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون } ، اكثر من نقطه ايضا هنا نتوقف عندها في تحليل فصاحة وبلاغه هذه الآيه الشريفه .

النقطة الاولى في تحليل اعجاز الآية القرآنية العظيمة ..

اول النقطه الاولى أنّا نجد ايضا اسلوب تحقير وتسفيه بأروع تشبيه وابلغ عبارة ، إن بيت العنكبوت هذا سهل التدمير ، بسرعه .  بيت اشبه بالبيت الغلامي فجأه يتدمر يروح فتضطر العنكبوت الى أن تنتقل لمكان آخر .  الله ( عز وجل ) ، يشبّه هذا البنيان العقائدي العظيم الكبير الذي صنعه المشركون عبر القرون والعقود . هذا البنيان العظيم هذا من العقيده عندهم انه هذا كله مع مانسجتموه كبيت العنكبوت ، وإنّه لأوهن البيوت .  كلمة واحد لااله إلا الله كله انهار ذلك البيت ، راح ولذلك انتو لاحظو التاريخ لما نطق بهذه الكلمه لا اله إلا الله كأنه زلزال وقع في المجتمع القرشي زلزال .

ماسبب هذا الزلزال ؟  إنّ البيت هذا البناء العقائدي الذي عندهم كبيت العنكبوت ، الآن هذا بيت العنكبوت الموجود شوية ريح تأتي تدمره ، قطره من السماء ، نقطه مطر يروح .  هذا البيت حركه واحده من مخلوق آخر يروح هذا البيت ينتهى { وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت } ، فحقّر عقيدتهم تحقيرا بليغا بأروع تشبيه وابلغ عباره .


النقطة الثانية في تحليل اعجاز الآية القرآنية العظيمة ..

لماذا قال الله ( عز وجل ) : { اولياء } ولم يقل : { آلهه } ؟لماذا ؟نحن نتبع نفس الاسلوب في تحليل الآيه السابقه ، نتبع نفس اسلوبنا هنا .  انه كما قلنا حتى نتلمس الفرق شويه نحاول نغيّر في الآيه الكريمه نشوف يمكن الاتيان بأفصح منها نبدل كلمه بدل كلمه نغير نعدّل نشوف نقدر؟هنا الله ( عز وجل ) قال : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت } ، لم لم يقل آلهه هؤلاء اتخذوا اللات والعزى ومنات الثالثه الاخرى ويغوث وهبل ويعوق ونسر وايساف ونائله وغيره وهذي اصنامهم اللي موجوده ، ثلاث مئة صنم اتخذوها آلهه من دون الله والله ( عز وجل ) ، في مرات عديده في القرآن ذكر لفظة آلهه فلماذا الآن استخدم لفظة الاولياء ؟

ايضا هذا له دخاله في البلاغه في سياق الآيه ، لاحظو هنا انتبهو جيدا العنكبوت لماذا يصنع بيته ؟لأنه يحتمي بهذا البيت ، هو انما يصنع بيت له حتى يحتمي بهذا البيت ويعيش في هذا البيت ويجعله سببا لعيشته وبقائه فإذا هنا السياق هو ماذا ؟ اساسا هو اي مخلوق لماذا يتخذ بيتا ؟ حتى بقيّه عوامل الطقس ، عوامل الشمس ، القمر ، الرياح وما الى هنالك .  المخلوق هذا يحتمي بالبيت الذي يتخذه لهذا الامر فلذا ناسب الكلام هنا أن يقول الله ( عز وجل ) : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء } ، وليس "آلهه" ، ليس السياق سياق العباده ، سياق الدعاء والطلب : { الذين تدعون من دون الله } شوفو الله ( عز وجل ) لما يأتي بمثال او تشبيه يستخدم الفاظ ، كلمات تعابير تكون منسجمه مع ذلك التشبيه .

لقد بينا بالامس انه لو أنّ الله ( عز وجل ) قال : "إنّ الذين تعبدون من دون الله لن يخلقو ذبابا" ، البليغ البليغ يوقفك لأن مابعدها المثال الذي ذكره او التشبيه الذي ذكره وهو { له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقو ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب } .  هذا السياق سياق اثبات العجز فيتطلب ذكر الدعاء { الذين تدعون } ، طلب من الادنى الى الاعلى ، وحيث أنّ الاعلى ثبت عجزه فهو ادنى فإذا القضيه معكوسه هذا شرحناه بالامس مفصلا .

هنا نفس الشيء لو انك عرضت هذه الآيه مع تبديل كلمة اولياء الى كلمة آلهه على البيلغ ، البليغ مثل ذلك الاعرابي في موقفه مع الاصمع الذي نقلناه في هذه المحاضرات المتأخره .  لو عرضتها هذه الاية هكذا على ذلك البليغ الذي اصلا لم يقرأ هذه الآيه ، ولم يطلع عليها ، ولم يطلع اصلا على سورة العنكبوت ، ولم يكن مسلما اصلا فهنا يستوقفك ويقول لك هنالك خلل بلاغي في هذه الآيه  "مثل الذين اتخذوا من دون الله آلهه كمثل العنكبوت اتخذ بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون" ، لا ؟  شنو ربط الآلهه بهذا التشبيه ، بهذا المثال الذي ذكره شنو ربط العبوديه والالوهيه بهذا المثال لا .

حينما تقول له : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء } ، يقول لك نعم صحيح هذه عباره بليغه هنا البلاغه ، هنا البلاغه في هذا التشبيه لأن العنكبوت اتخذت بيتا حتى تحتمي به فناسب ذلك أن يعبر الله ( عز وجل ) عن عقيدة المشركين في الايمان بهذه الآلهه بالموالاة .  لأنه لماذا يتخذ الانسان وليا ؟حتى يحتمي به حتى يكون ذلك الولي حاميا له ، يقول هذا وليي اي يحميني عندي تحالف معه .  طيب كيف يحميك ايها المشرك هذا هبل كيف يحميك مثلا ؟

يقول يوم القيامه يشفع لي عند الاله الاكبر فهو يحميني هكذا مثلما قال الله ( تبارك وتعالى ) : { والذين اتخذوا من دونه اولياء مانعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى } ، يعني شفعاء يقربون فإذا نحتمي بهم يحامون عنا ، المعنى يدور هنا كله حول محور المحامات فلهذا كان المناسب .  ولماذا الله ( تبارك وتعالى ) يستخدم هذا الاسلوب ويستخدم هذه اللفظه بالتحديد يقول : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء } ، يريدون أن يحتمو بهؤلاء الاولياء فيشفعون لهم ويقربونهم زلفا كمثل من ؟

كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ، العنكبوت ايضا اتخذت هذا البيت لتحمي نفسها من العوامل والمتغيرات الموجوده ، { وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت } ، مع اي تغير طفيف في الطقس هذا البيت كله ينهار ، { لو كانوا يعلمون } فأنتم عقيدتكم هكذا او تظنون انكم باعتقادكم بهؤلاء الاولياء اي الآلهه المزيفه انكم هاهنا قد حميتم انفسكم ؟كلا ، واإ كنتم قد اسستم عبر القرون اسستم بناء عقائديا عظيما ، ولكن هذا البناء كله بما فيه من خيوط كثيره .

لأنه انت انظر الى عقيدة المشركين كانت عقيده متشعبه كثيرا ، فيها كثير من الخيوط ، شيئا من دين ابراهيم ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) ، شيئا من الاديان الاخرى ، شيء من عادات وثنيه جاهليه مخلوط ، كله على بعضه مكونين الهم دين .  بس له مبادئ له افكار كثير من الجوانب فمع هذه الشبكه المعقده من الخيوط العقديه التي لديكم والتي كونت هذا البنيان العظيم إلا أنّ هذا البنيان ينهار بسرعه ويتفكك بسرعه لماذا ؟لأنه كبيت العنكبوت ، شلون هذاالبيت بسرعه هكذا يتمزق ، هذا كله ايضا يتمزق وقد تمزق بكلمة واحده هزتكم لا اله إلا الله .
شسوت هذه الكلمه في مشركي قريش؟!

فأرأيتم هنا البلاغه كيف تكون ، مازال في هذه الآيه اسرار ايضا في فصاحتها وبلاغتها نرجئها إن شاء الله ( تعالى ) في محاضراتنا المقبله وصل الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومخالفيهم فضائلهم ومناقبهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين .. آمين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp