البحوث القرآنية (15) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
البحوث القرآنية (15) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد ( عليهم السلام ) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني ، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في الحلقة السابقة ..

نحن بإزاء الوقوف على بعض من آيات من القرآن الحكيم التي تظهر اعجازه البلاغي .  هي آيات انتقيناها في محاوله لتلمس جوانب الفصاحه والبلاغه الفائقتين فيها وذلك بالشرح والبيان والتحليل .  كنا قد ذكرنا هذه الآية الكريمه : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } . كانت لدينا وقفات في خصوص هذه الآيه الكريمه ، اما الوقفه الاولى فذكرنا فيها أنّ اسلوب هذه الآيه كان اسلوبا تحقيريا وتسفيهيا بأروع تشبيه ينبني على مقتضى الحال ، وابلغ عباره تنسجم مع احوال المخاطبين ، ثم تسائلنا في الوقفه الثانيه انه لم قال الله ( سبحانه وتعالى ) اولياء ولم يقل آلهه !

فقلنا في الجواب أنّ سياق الآيه كان في بيان أنّ هذا البنيان العقائدي الذي اتخذتموه يامعشر الكفار والوثنيين رغم انه كان بنائا عظيم الخيوط ، وذو شبكة نسجت عبر التاريخ ، وهو بذا لاشك انه بناء عظيم ، لكن حيث انه المراد من وراء هذا البناء اي الهدف من هذا البناء هو الاحتماء بؤلائك الاولياء فإن هذا البنيان كله ينهدم وهذه الحمايه تنتفي لأن هذا البنيان الذي هو على باطل هو من اوهن البيوت كبيت العنكبوت الذي هو اوهن البيوت .  لذلك كان مناسبا هنا اذ السياق في معنى الحمايه واتخاذ مايحتمي به الانسان كما أنّ العنكبوت انما تتخذ هذا البيت لكي تحتمي به من عوامل الطقس مثلا ومما سوى ذلك ، كان المناسب هنا أن تذكر كلمة الاولياء ، لأن الانسان انما يتخذ وليا حتى يحتمي به حتى يحميه حتى يقربه .

فهذا التشبيه الوارد هنا هو ابلغ تشبيه في الواقع ، يعني يريد الله ( عز وجل ) أن يبيّن لؤلائك الكفار انه كما أنّالعنكبوت تتخذ بيتا املا في أن تحمي نفسها فيه من اعدائها ومن العوامل الطقسيه ، ولكنها من جانب آخر بيتها هذا الذي تصنعه انما هو من اوهن البيوت ، ريح قليله تأتي وإذا بهذا البيت يتمزق وينهار .  قطره واحد تصيبه من ماء فإنه ايضا يتمزق وينهار ، اقل حركه من عدو او مااشبه يتمكن فورا من أن يصل الى مافي داخل هذا البيت وينقض عليه فكذلك هو بنيانكم انتم يامعشر قريش فإنه يتمزق فورا وينهار بكلمة واحده ، وقد شهد ذلك اذ كانت الكلمة لااله الا الله .


بعض جوانب الاعجاز في الاية الكريمة : { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } .

مازلنا هنا نسير في طريق تلمس بعض جوانب الاعجاز في هذه الآيه الكريمه .  وحقيقتا إنّ لي مع هذه الآيه قصه ، انا حين اخذت هذه الآيه و بحثت في شأنها لاشك انها جعلتني انجذب كثيرا لما فيها من بداعة التصوير ، ولكن استوقفني آخر مافي هذه الآيه وهو قوله ( تبارك وتعالى ) : { لو كانوا يعلمون } ، قلت في نفسي ما الداعي لأن يقول الله ( عز وجل ) : { لو كانوا يعلمون }؟ اهذا شيء لايعلمه احد ؟ أنّ بيت العنكبوت اوهن البيوت!اعيد لكم الآيه من جديد وتأملو { مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } .

ما السر في قوله ( سبحانه وتعالى ) : { لو كانوا يعلمون } ؟

انا هنا تسائت مالذي لايعلمونه حتى الله ( عز وجل ) يشير الى انهم لو كانوا يعلمون ؟ انهم يعلمون إنّ بيت العنكبوت اوهن البيوت ، يعني لانحتاج لهذه الزياده العناكب وبيوتها امر كان مشاهدا عند العرب جميعا الذين نزل عليهم هذا القرآن .  كانت العناكب في بيوتهم ، وفي محالاتهم ، وفي اسواقهم ، وفي رحلاتهم حين يرحلون هنا وهناك كانوا يشاهدون العناكب في الجبال في غيرها ، ولا شك انهم كانوا واقفين على أّنّبيوت العنكبوت اوهن البيوت .  يعني الاصبع هذا هكذا يمر على هذا النسيج الذي تنسجه العنكبوت فيتمزق ، وتعجبت اني في التفاسير ماوجدت انه المشركين مثلا اعترضوا على هذه الآيه ؟ انه نحن نعلم فلماذا تقول لنا { لو كانوا يعلمون } وكأننا لانعلم بأن بيت العنكبوت لأوهن البيوت ، هذا امر الكل يدركه ويعرفه فما الداعي؟

انا حقيقه استوقفني هذا الامر فبحثت اكثر كأني هنا وجدت سرا في ذكر هذا المقطع من الآيه ، لأني اعلم بأن الله ( تبارك وتعالى ) ، لا يأتي بشيء في الآيه إلا ويكون له حكمه ومعنى خاص ، وإن لم يُلتفت اليه .  ربما نحن الان ايضا لم نلتفت الى المعنى الحقيقي ، ولكن في المستقبل مع تطور الفكر الانساني والادراك الانساني فإنه يقف على بعض من الحقائق ، فيتمكن بأن يفسر انه لم جائت الآيه على هذا النحو ؟

اعجاز الآية الكريمة ليست فقط بلاغيا وانما في ادق التفاصيل العلمية ؟!

حقيقة بحثت في هذا الامر فوجدت حقيقة ابهرتني بمعنى الكلمه ، ماكنت اتصور انه هذه الآيه العظيمه كما انها معجزه في البلاغه فأنها ايضا معجزة بلاغية من باب حقائق العلم التي تكتشف على مر الزمن ، يعني هذا التشبيه تشبيه جدا عظيم .  إن الله ( تبارك وتعالى ) شبه هذا البنيان العقائدي للمشركين ببيت العنكبوت كيف ؟ تأملو البحث جدا مشوّق !  لقد بحث في شأن بيوت العنكبوت فأوّل ما اثار انتباهي إنّ علماء الاحياء يقولون الآن بأن هذه الخيوط التي تنتجها العنكبوت على خلاف مايتصوره البعض من انها خيوط ليست بصلبه خيوط واهنه .  هذه الخيوط هي من اصلب مايكون واصلب حتى من الفولاذ الى هذه الدرجه . 

يعنى نسبة صلابتها هذه الخيوط لما حللوها وجدوها اصلب حتى من الفولاذ ، ولكن لأنها حادة جدا ورفيعة جدا فإنها تتمزق وإلا هي من ناحية الصلابة بما هي هي فإنها اصلب من الفولاذ وكانوا يفكرون انه لو استطعنا أن ننتج مثلا للجنود الجيش ننتج لهم البسه من خيوط العنكبوت ، فميزة خيوط العنكبوت أنّ هذه الماده كما انها اصلب من الفولاذ ، ايضا هي مرنه .  فلذلك يتمكن هذا الجندي أن يتحرك بها فتخيل الجندي يلبس الآن فولاذا فالرصاصات التي تأتيه لاتؤثر لأنها ترتد يحميه هذا اللباس الفولاذي ، لكن مشكلته أن يقيد الحركه فقالوا لدينا ماده اخرى ينتجها العكبوت وهي اصلب حتى من الفولاذ ، لكن المشكله الوحيده انهم ماقادرين يجمعون العناكب كلها في مثلا انتاج واحد حتى تجتمع هذه الخيوط بعضها مع بعض فتكون ماده واحده يمكن أن يفصّلوها كلباس لهذا الجندي ماقادرين .

والا يتأملون أن يصلو الى شيء من هذا القبيل لأن بالفعل هذه الماده لولا مادة السمك هي رفيعه جدا .  هذه الخيوط لو افترضنا انه يصير انتاج هذه الخيوط تضم بعضها الى بعض في انتاج واحد حتى تتشابك حتى تصبح مادة واحده ، المشكله هي هنا لو افترضنا انه هكذا عندنا عنكبوت عملاق وانتج خيط واحد بسمك كبير فهذا الخيط إذا ضربت فيه رصاصه الآن لايؤثر ترتد الرصاصه ، لو افترضنا أن هذا الخيط سمكه كبير جدا ، لماذا؟ لأنه اصلب حتى من الفولاذ .

فهنا توقفت عند هذا إنّ الله ( تبارك وتعالى ) قال : { وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت } ولو كان قد قال : { وإن اوهن الخيوط لخيط العنكبوت } لكان الخطأ فاحشا !! لا ، هنا قال البيت وكأنه هنا يشير الى شيء .  إنّ لديكم ارتباطا قويا بعقائدكم انت المشركون بهذه الاصنام ، كأنه بين هذا الانسان المشرك ومع الاصنام خيوط هكذا وكل خيط اصلب من الفولاذ ، ولكن المجموع واهن يتمزق بسهوله .  بالفعل المشركين كان عندهم نوع من الارتباط الشديد بآلهتهم ولذا لما حملوا السيف دفاعا عنها ؟ الامر واضح كانوا يقدسون هبل ، العزى ، الات الى ماهنالك ، ولكن المجموع كل هذه الخيوط التي تأصلت عبر الزمن لكنها ماذا ؟ تبقى بيتا واهنا لأن هذه الخيوط رفيعه فتتمزق ولذلك لم يقل الله ( عز وجل ) : " وإنّ اوهن الخيوط مثلا لخيط العنكبوت " ، قال : { إنّ اوهن البيوت } ، هذه مسأله الى الآن لم اعرض لكم الذي فاجأني اكثر ، ولكن هذه المسأله التي ذكرتها ايضا تشير لنا جانبا من جوانب الاعجاز والدقه البلاغيه القرآنيه .

الامر الذي فاجأني حقيقه لما توقفت عند قوله ( سبحانه وتعالى ) : { لو كانوا يعلمون } ، وتسائلت انه ما الامر الذي لايعلمونه حتى يقال لهم : { إنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت } ؟ وهذه قضيه بديهيه بالنسبه اليهم فمالسر في أن يؤكد على { لوكانوا يعلمون } وكأنها هنالك حقيقه اخرى لايعلمونها ولو علموها لعرفوا أنّ بيت العنكبوت لبيت العنكبوت ؟ اني قرأت في كلام العلماء في الاحياء عن شخصية العنكبوت ــ إن جاز التعبير ــ ففوجأت بأن بيت العنكبوت اوهن البيوت من جهة اخرى ايضا لاجهة فقط أنّ الخيوط تتمزق ، وانما إنّ هذا البيت في ذاته الذي يحصل فيه انه دائما معرض للإنهيار ، ليس فيه استقرار . هذا بيت العنكبوت يعني البيت الاسري اسرة العنكبوت ليس فيها استقرار لماذا ؟

بيت العنكبوت اوهن البيوت اعجاز من القرآن ومن روايات آل محمد عليهم السلام ..

يذكر العلماء إنّ عنكبوت الانثى لما يقوى امرها وهي نسجت هذا البيت فإنها تنقض تاليا على ذكرها اي على زوجها ــ إن جاز التعبير ــ تنقض عليه وتقتله وبعدما تقتله فإنها تتغذى على شيء منه من نفس ذكرها هذا ، اي أنّ انثى العنكبوت خائنة دائما ماتخون زوجها ثم هكذا تنطلق الى زوج آخر ويبنيان بيتا ينسجان بيتا ثم لما يشتد امرها ايضا تقتل زوجها وتتغذى على ماتبقى منه ، فليس هنالك وفاء ليس هنالك ترابط في هذا البيت ، ليس هنالك ترابط اسري ليس مثلا كبيت النحل النحل لا . ليس مثلا كبيوت الحشرات الاخرى لا .


ليس عندها هذه الحاله من الخيانه اما بيت العنكبوت عنده هذه الحاله انه تقتل زوجها وتأكله فيما بعد فهذا واقعا اوهن البيوت كأن الله ( عز وجل ) استخدم التعبير بأوهن البيوت لامن الجهه الاولى وهي جهة أنّ الخيوط تتمزق وينهار هذا البيت ، وانما من جهه اخرى ايضا إنّ هذا الترابط فيما بين افراد البيت ايضا هو ترابط هش بسرعه ينهار ، والذي فاجأني ايضا اكثر في هذا الامر أنّ هذا الشيء اشارت اليه الروايات ايضا .  يعني هو شيء حقيقه قادني الى شيء ، العلم الحديث يقول إنّ العنكبوت تخون زوجها فبيتها واهن يعني ليس فيه استقرار اسرى ، ليس فيه وفاء فلذلك هذا الذي يحصل .

الروايات الشريفه عندنا عن ائمة اهل البيت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، انه قال { إن العنكبوت مسخ لأنها كانت تخون زوجها شيء } ، عجيب هذا الآن في العصر الحديث او في العصور المتأخره توصلوا بعد مراقبة بيوت العنكبوت إنّ انثى العنكبوت تقتل ذكرها وينهار ذلك البيت فيما بعد تخونه وتقتله ، في زمان نزول القرآن الحكيم ماكانت هذه الحقيقه معروفه عند العرب وعند المشركين ، ماكانوا يعرفونها ولكن في نفس الوقت انبأ بها رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتحدث عن أنّ العنكبوت مسخ لهذا الامر بعينه .  فطابق هذا التنبؤ هذا الاخبار الجديد من علماء العصر الحديث . 

لاحظو مثلا انتم هذه الروايه التي يرويها شيخنا الصدوق في خصاله عن الامام ابي عبد الله الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه ) عن آبائه عن امير المؤمنين ( صلى الله عليه وآله وسلم )  قال سألت رسول الله الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن المسوخ [جمع المسخ] فقال : { هم ثلاث عشر } وتمضي الروايه الى أن تصل الى { وإنّ العنكبوت كانت امرأه تخون زوجها } ، فهذه الصفه في أنّ العنكبوت تخون زوجها مستمره الى يومنا واكتشفها العلم الحديث مجددا في هذه العصور المتأخره ، نحن نعلم أنّ المسخ يمسخ صحيح انه لايبقى ولكن صفات الممسوخ تشترك مع صفات ما مسخ اليه ، وإلا لما مسخ يعني هنالك صفات مشتركه ولذلك يمسخ هذا الانسان الى ذلك الحيوان لأن ذلك الحيوان فيه تلك الصفه التي اقدم عليها الانسان المرأه التي خانت زوجها لماذا مسخة لعنكبوت ؟لأن العنكبوت في طبيعتها تخون زوجها وتقتله ، فكذلك تلك المرأه الانسان مسخت عنكبوت لهذا الشأن لهذه العله لأنها خانت زوجها وقتلته مثلا فالامر عجيب !

تأويل بيت العنكبوت في باطن علم القرآن عدوة الله عائشة لعنة الله عليها ..

وأعجب من هذا انا نجد في بعض الروايات في تفسير هذه الآيه الكريمه إنّ المراد بالعنكبوت في باطن التأويل عدوة الله عائشه ( لعنة الله عليها ) ، امر عجيب افتحو انتم كتاب بحار الانوار للعلامه المجلسي رضوان الله ( تعالى ) عليه تجدونه يخرج هذه الروايه عن الامام ابي جعفر الباقر ( صلى الله عليه وآله وسلم )  والتي رواها الكوارجي في كنز الفوائد لما سأل الامام الباقر ( صلى الله عليه وآله وسلم )  انه ما المراد بـ { كمثل  العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } ؟ قال : { هي الحميراء } ، يعني عائشه فهنا اشاره خفيه الى أنّ عائشه ( لعنة الله عليها ) قد خانت رسول الله الاعظم  ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، خانته ولذلك شُبّهة بالعنكبوت في باطن تأويل هذه الآيه الكريمه .

وهذا هو الحق اذ تنطلق انت في الروايات الاخرى والادله الاخرى فتجد سيرة هذه المرأه سيرة خيانه للنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بعده ، خانته لافي الدين فحسب ولا في الاخلاق فحسب ولا في الوصايا فحسب ولا في حرمات بيته الشريف فحسب ولا في الفراش فحسب ، لأنها خانت ايضا في الفراش كما نعلم اذ نكحت طلحه في طريق البصره ، وانما خانته بقتله ايضا عينا كالعنكبوت اليوم التي تخون زوجها ، تنقض عليه تقتله ثم تأكل شيء منه .  عائشه ( لعنة الله عليها ) هكذا صنعت كما انبأنا ائمة اهل البيت ( عليهم افضل الصلاة و السلام ) قتلة زوجها رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دست له السم وانقضت عليه وعلى اهل بيته من بعده ، وعلى دينه من بعده ، وعاثت فيه فسادا وقال فيها الشاعر مامضمونه انه :

جائت مع الاشقين في جحفل تسوق للبصرة اجنادها                كأنها في فعلها هرة تريد أن تأكل اولادها

لأنها تدّعي هؤلاء اولادي وكأنها كانت تأكلها ، تقتل الواحد تلو الآخر وهذه خيانه للنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأن هؤلاء المؤمنين في ذمة رسول الله الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكل مؤمن فهو من رسول الله المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا عينا كصفة العنكبوت هذا الحيوان .  العنكبوت تخون زوجها وتقتله ولذلك تحدثت الروايات عن أنّ العنكبوت مسخ لإمرأة كانت تخون زوجها ، وحين تحدّثت الروايات عن أنّ المراد هاهنا الحميراء عائشه ( لعنة الله عليها ) ، كما قال الامام الباقر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكأنه اشار اشاره خفيه الى أنّ عائشه ( لعنة الله عليها ) خانت رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقتلته كما أنّ العنكبوت اليوم في هذا القرن في هذه الايام المعاصره اكتشف انها تخون زوجها وتقتله فانظر الى هذا السر والى هذه الحقيقه والى هذا المعنى الذي كان في عمق هذه الآيه الكريمه ، ولم يكتشف إلا متأخرا .

بضم هذه الادله بعضها الى بعض مع ما اكتشفه العلم الحديث انظر الى هذا المعنى الآن والآن تعلم لماذا الله ( عز وجل ) قال : { لو كانوا يعلمون } ، لأن الذي كان يعلمه كفار قريش أنّ بيت العنكبوت اوهن البيوت من ناحية انه ينهار يتمزق بسرعه ، اي البناء المادي لهذا البيت هذه الخيوط ، لكن الذي لايعلمونه أنّ هذا البيت ينهار لأن الانثى فيه تخون الذكر ، هذا ماكانوا يعرفونه ولأنهم لايعرفون هذا ولايعلمونه الله ( عز وجل ) ، اعطاهم اشاره واعطى للبشريه اشاره شغلو عقولكم { لوكانوا يعلمون } ، كأنه هكذا يقول: [{ وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون } أنّ انثاه تقتل وتخون ذكره ] لافقط هو اوهن لأنه تتمزق هذه الخيوط بسرعه ، هذا الذي لايعلمونه والذي تطلب اشاره وتنبيها هكذا انه لو كانوا يعلمون وهم لايعلمون انما كشفت ذلك الروايات وانضم اليها العلم الحديث فانظرو هنا الى اعجاز القرآن ، كنز هذا القرآن واقعا قلت لكم انا حقيقتا ماكنت اعرف يعني اثناء بحثي في هذه الايه اكتشفت هذا الامر فتعجبت انه كيف عندنا روايات في هذا المعنى !

اول ماتسائلت فيه انه لماذا اصلا { لوكانوا يعلمون } هذا الشيء يعلمونه يعرفونه !فبحثت اكثر اكتشفت هذا المعنى العجيب الغريب الذي نبهتني عليه الروايات الشريفه ونوّهت به وهو قد وافق ايضا مايقوله علماء الاحياء اليوم من واقع دراستهم المكثفه والمراقبه الدقيقه لـ العناكب وكيف تؤسس بيوتها وكيف أنّ هذا البيت لايستمر بسبب هذا التفكك بين الانثى والذكر ، فتخون زوجها وتقتله ثم تنتقل الى بيت آخر ولذلك ليس لها بيت واحد تستقر فيه ، وحالة الاستقرار ليست موجوده عندها هنالك حاله من الانانيه في كل عنكبوت .

{ مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } ، لوكانوا يعلمون حقيقه بيت العنكبوت ماهي ، مشركو قريش اصلا ماكانت عندهم امكانيه أن يميزو انثى العنكبوت عن ذكره وين عندهم ذاك الوقت علم ومجهر عشان يميزو بين انثى العنكبوت وذكر العنكبوت حشرات .  وحتى هنا ايضا ملاحظه تبين مدى دقت القرآن في التعبير انه قال :  { كمثل العنكبوت اتخذت بيتا } فوصف التي تتخذ البيت انها انثى ماقال كمثل العنكبوت اتخذ بيتا . شنوالسبب ؟ لأنه بالفعل انه الآن العلم الحديث اكتشف أنّ الانثى هي التي تنسج ذلك البيت وتتخذه وتقيم ذلك البيت .

فنحن امام معجزه باهره عجيبه غريبه تجعلنا يوما بعد يوم نكتشف مزيدا من الحقائق ، وحتى هذه الايه نحن الآن نضن اننا وصلنا الى كل اسرارها ؟كلا ، اصبر الآن حين يظهر امامنا صاحب الزمان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ايضا يستخرج لك من نفس هذه الايه علوم كامله لا اقول حقائق ، يعني العلم فيه حقائق وقواعد والى ماهنالك . هو يكشف لك وإذا تأخر ظهوره ( صلى الله عليه وآله وسلم وعجل الله فرجه ) لاسمح الله يتأخر ظهوره فنفرض بعد مئة سنه نجد ايضا عالم آخر يتحقق ويدقق اكثر في هذه الآيه الكريمه يستخرج كثيرا من الحقائق والاسرار ، وكل آيات القرآن هكذا وهذا هو السر في عظمة القرآن واعجازه وانه كيف ابهر العقول .

الاعجاز البلاغي في كتاب الله المقدّس  في قوله ( سبحانه وتعالى ) : { لو كانوا يعلمون } ..

ننتقل الى آيه اخرى ايضا في سياق التدليل على اعجاز القرآن في بلاغته ، ترا هذا الكلام يجر الكلام لأنه شوفو نحن في الآيه السابقه توقفنا على { لو كانوا يعلمون } ، ونحن بيّنا أنّ البلاغه تقتضي اختصار الكلام كما يقول امامنا الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مثل مانقلته لكم في المحاضره السابقه انه قال : { سمي البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه } ، يعني أن تختصر الكلام ، البلاغه تدور حول هذا .

فلماذا الله اطال الكلام { لو كانوا يعلمون } قد يأتي قائل مثلا وهو لم يفقه الحقيقه العلميه التي تختزنها هذه الآيه الكريمه ، فيقول هذا الامر كان معروف عند جميع العرب فليس هنالك حاجه في قوله { لوكانوا يعلمون } هم يعلمون إنّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت ليش يؤكد على { لوكانوا يعلمون } ، فهذا مخالف لمجرى البلاغه فيتوهم انه قادر هكذا على أن يشكل على بلاغه القرآن الحكيم ، وانه معجز في بلاغته يقول هذا مخالف للإعجاز مخالف ايضا للبلاغه .

ولكنه حين يقف على هذا المعنى الدقيق ، يقف على هذه الحقيقه العلميه لا ، هنالك مالايعلمونه عن بيت العنكبوت ، له دخاله في وهنه وضعفه وانهياره وعدم استقراره فلذلك اشار او نبه هكذا وقال ( سبحانه وتعالى ) : { لوكانوا يعلمون } ، هنا يرتعد ويقف ويقول اشهد أن لا اله الا الله واشهد أنّ محمد رسول الله واشهد أنّ عليا ولي الله صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما . يقول عجيب هذا شلون هذي الامور تطلع من هذا الكتاب !

وهذه هي البلاغه ماجاء بـ { لوكانوا يعلمون } إلا لغرض .  هنالك حقيقه ما لايعلمونها ولذلك اشار اليه { لوكانوا يعلمون } ، وترك القضيه للزمان خل يطول 1400 5000 سنه وبعدين يكتشفوه المهم هو الله ( عز وجل ) ، يريد من البشر أن يتعبون على انفسهم ويكتشفون الحقائق ولذلك القرآن مليء بالرموز والاشارات ، يحتاج فقط  الواحد يصفي ذهنه ويبحث جيدا في مثل هذه الامور .  مع الاسف ليس عندنا مجتهدون في القرآن في هذه الايام إلا يمكن من ندر يعني عندنا مجتهدون في الاصول ، لنا مجتهدون في الفقه ، عندنا مجتهدون في المعارف مثل اللغه في الكلام في علم الكلام مجتهد في مثلا الرجال ، الدرايه ايا يكن ، مجتهد في الرياضيات ، في الهندسه ، عندنا مجتهدون بس مجتهد حقيقي بمعنى المجتهد الفحل في القرآن نادرا ماتجد ، هذا بحاجه ايضا الاخوه الطلبه في الحوزات يهتمون لهذا الامر ، اصلا لازم يؤسس في الحوزات هذا العلم الاجتهاد في القرآن ، في فهم القرآن والاستنباط في القرآن ، والوقوف على اسرار القرآن ، واعجاز القرآن ، ومعطيات القرآن ، ورموز القرآن ، فك الرموز هذه ، هذا فهم عميق عميق عميق اصلا واحد لازم يتفرغ نهائيا يلم بالعلوم الضروريه ثم ينطلق فقط يتخصص في هذا الجانب حتى يصير عندنا مجتهد في القرآن ، ماعندنا ، قليل جدا .

الاعجاز البلاغي في القرآن الحكيم .. آية اخرى

هذه الآيه قبل أن اتلوها على مسامعكم لها قصه وهي ايضا من الآيات الاعجازيه في القرآن ، وكل آيات القرآن اعجازيه وهي آيه بديعه حقيقتا ، بديعه جدا .  القصه هذه روية عن الاصمعي الذي مر ذكره في الحلقات المتقدمه هو من كبار اعلام ادباء ولغويي العرب ، الاصمعي ماذا يقول ؟يقول اجتزت ببعض احياء العرب فرأيت صبيتا معها قربة فيها ماء ، لما يقول اجتزت ببعض احياء العرب يعني قصده العرب الاعراب ، عاده الذين كما بينا في الحلقات الماضيه نشؤوا بفطرتهم على اللغة الفصحى البليغه فيقول : "اجتزت ببعض احياء العرب فرأيت صبيتا معها قربه فيها ماء وقد انحلّ وكاب فمها" ، القربه لها فم الذي منه الماء او يسقى منه الماء او يسقى الناس مائها من خلاله من خلال هذا الفم ، هذا فم القربه فم القربه له وكاء الوكاء هو مايشد به هذا الفم خيط او مااشبه او حبل صغير ، سمه ماشئت يصنعونه بطريقه ما بحيث يسمى وكاء ، هذا الذي يشد به كذلك ايضا هناك وكاء السروال كانوا يشدون به السروال وهكذا كل مايشد به الاشياء يسمى وكاء .

فهذه كانت معها قربه طالعه تجيب ماء مثلا لأهلها صبيه "فانحل وكاء قربتها" ، فماذا يحصل الماء سيتساقط الى الارض ، يهراق الى الارض فقالت ياعم لأنها صبيه صغيره والقربه ربما هي كبيره عليها لاتتمكن من أن ترفعها خصوصا الماء ثقيل فقالت : "ياعم ــ تخاطب الاصمعي ــ قالت ياعم ادرك فاها قد غلبني فوها لاطاقة لي بفيها"، فاها يعني فمها ، فوها كذلك ، فيها كذلك ، ولكن في الاولى تكون منصوبه ، في الثاني تكون قد غلبي فوها تكون مرفوعه ، وفي الثالث تكون مجروره ، هذا لأن كلمة فيه هذه من الاسماء الخمسه المعروفه فو ووابو و حمو والى آخره ..  هذه الاسماء فلذلك تنصب وتجر وترفع على هذه الطريقه ، فقالت وهذي ايضا عباره بليغه للعلم وجائت هذه الفتاه او الصبيه التي هي من الاحياء العربيه ، جائت بسليقتها نصبت ورفعت وجرت هكذا قالت "ياعم ادرك فاها" يعني ادرك فم القربه "قد غلبني فوها"  لأنه انحل الوكاء وكأنه شبهة فم القربه ، كأنها قد غلبها فيخرج الان مافيه من الماء ، "لاطاقة لي بفيها".. هكذا

يقول الاصمعي طبعا هذي عبارة كما قلنا فصيحه بليغه ايضا ، ولكن ليست بتلك البلاغه ، ولكن فصيحه وبليغه بالذات هي فصيحه لأن فيها الرفع والجر والى آخره يقول "قد اعنتها وقلت ياجاريه" ، ساعدتها وشديت القربه حتى لايضيع الماء "وقلت ياجاريه ما افصحك فقالت ياعم وهل ترك القرآن لأحد فصاحه !" ، هنا الشاهد : "ياعم وهل ترك القرآن لأحد فصاحه ! وفيه آية فيها خبران وامران ونهيان وبشارتان" ، في نفس الآيه هذه هي الفصاحه التي ذكرناها بعنوان اناقة اللفظ مع الاختصار والخلو عن التعقيد والزيادات وتنافر الحروف والكلمات هذه تمسى الفصاحه التي هي مأخوذه من افصح اللبن .

تقول : "وهل ترك القرآن لأحد فصاحه وفيه آية فيها خبران وامران ونهيان وبشارتان"  ،  في نفس الآيه "قلت وماهي ؟" الاصمعي مايعرف تخيلو وهذي الصبيه التي نشأت بلسيلقتها على اللغه الفصحى تعرف قالت : "قوله ( تبارك وتعالى ) ، { واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين } ، هذي الآيه العجيبه الاصمعي اندهش وقال :"فرجعت بفائده" ، رجعت بفائده ، إّن هذه الآيه فيها بالفعل خبران وامران ونهيان وبشارتان .  "فرجعت بفائده وكأن تلك الآيه مامرت بمسامعي من قبل" ، لأني اكتشفت فيها هذا الامر هذي الفصاحه العجيبه في هذه الآيه .

كل شي فيها اثنان اين تجد في الكلام مثل هذا ؟في مقطع واحد؟الله ( عز وجل ) جعل في هذه الآيه بهذا النظم والسبك والتركيب العجيب ، كل شيء اثنان ، إذا خبر اكو خبر آخر ، إذا نهي اكو نهي آخر ، بشاره اكو بشاره اخرى كل شي اثنان على ما سأفصله لكم . { واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنّا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين } ، هذي الآيه حقيقه من بدائع القرآن كل شيء فيها اثنان كيف ؟

هي الجاريه تقول فيها خبران وامران ونهيان وبشارتان  ، شنو الخبران ؟ اوحينا هذا اول خبر ، الخبر الثاني ماذا؟ { فإذا خفت عليه } خوف أمُّ موسى على موسى ( على نبينا وآله وعليهما افضل الصلاة والسلام ) خبر آخر فهذان خبران .  وإذا لاحظت هنا هم دققو كلا الخبرين ماذا ؟عباره عن فعل ماضي واوحينا فعل ماضي وبعد { خفت عليه } فعل ماضي ، فكما أنّ الآيه فيها فعل ماضي ، لابد أن يكون فيها فعل ماضي آخر خبر وخبر ، زين ، وفيها امران شنو الامران ؟

{ أن ارضعيه } هذا الامر الاول { فألقيه } ، هذان فعلان بصيغة الامر ارضعيه والقيه كما انه عندك فعل امر لابد أن يكون عندك في نفس الآيه فعل امر آخر ، وبعد فيها نهيان شنو النهيان اين نجدهما ؟ { ولا تخافي ولاتحزني } هذا نهي اول لاتخافي وذاك نهي ثاني لاتحزني . شوف كل شيء اثنان وتقول امران ونهيان وبشارتان ما البشارتان ؟ { انا رادوه اليك } هذي البشاره الاولى راح يرجع اليك ابنك ، { وجاعلوه من المرسلين } مادام اكو بشاره اولى لابد أن تكون هنالك بشاره ثانيه ، والعجيب هنا ايضا ماهو ؟ انه تجد كلتا البشارتين على وزن ماذا؟ على وزن اسم الفاعل ، { رادوه } { جاعلوه } ، فكما عندنا اسم فاعل واحد لابد أن يكون معه اسم فاعل ثان رادوه جاعلوه شوف كل شيء اثنين .

ونضيف ايضا غير الكلام الذي قالته الصبيه عن تلك الآيه حقيقه نكتشف انه كل شيء اثنين في الآيه ، ماذا نجد في الآيه ؟نجد في الآيه اسمي مفعول ، هناك اسمان فاعل وزن اسم الفاعل اللي هو { رادوه} و{جاعلوه } ، زين عندنا ايضا اسم المفعول وزنان على اسم المفعول ماهو ؟موسى ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) ، { واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنّا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين } ، المرسلين المرسل الذي منه مرسل ، فإذا هنا عندنا وزنان من اسم المفعول النبي موسى ( عليه السلام ) مرسل كذلك . وعندنا ايضا اسمان خاصان اللي هو موسى وام موسى ( عليهما السلام ) امه هذا ايضا يعتبر اسم هذا كله في التحليل اللغوي في الآيه دققو جيدا .

ايضا عندنا اسمان خاصان ايضا ، عندنا تكرر حرف الى مرتين { واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنّا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين } { الى } و { اليك } ، يعنى الى هذي ايضا الى اخرى تدمج الى غيرها لاحظو تكرر الحرف الى مرتين في نفس الآيه .

ايضا هنا عندنا تكرر الفاء فاء الجواب تكررت في نفس الآيه مرتين { واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنّا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين } { فإذا } اول وحده ، { فألقيه } الثانيه . عجيبه هذه الآيه حقيقه بديعه معجزه كل شيء فيها اثنان فعل ماضي اثنين ، خبر اثنين ، حتى الحروف فاء الجواب الامر النهي كل واحد منها مادام في واحد لابد تلقى ثاني في نفس الآيه .  مع هذا التركيب والنظم والاسلوب العجيب اين تجد في كلام العرب منذ بدو اللغه العربيه الى الآن عبارة فيها مثل هذا النظم والدقه الحسابيه ؟!  كذلك التي هي من باب الفصاحه لأنه الفصيح والبليغ يكتشف انه التي كل مفرده فيها على وزن ما لابد أن يكون لها ثان ولاتجد ثالث حتى يختل ، يعني ماتجد مثلا اسم المفعول ثلاثه واسم الفاعل اثنين .  او مثلا الفعل الماضي اثنين ، ومثلا الحروف الاشاره ثلاثه او اربعه وهكذا .. او البشارات ثلاث والنهي واحد ، لا.كل شيء اثنين ، النهي اثنين ، البشاره اثنين ، كل شي اثنين في نفس الآيه الكريمه .

هذا هو الامر الذي اعجب كبار علماء اللغه وادبائها وبلغائها وفصحائها في القرآن الحكيم ، انه لاينظم مثله لايسبك مثله من هنا جاء اعجاز القرآن الحكيم في فصاحته وبلاغته ونظمه وتركيبه هذا وصل الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp