اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد ( عليه السلام ) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين
في المحاضرة السابقة
بعد أن عرضنا نماذج من اعجاز القرآن الحكيم حين توقفنا عند بعض الآيات الكريمات الاتي اظهرت مدى اعجاز القرآن في فصاحته وبلاغته ، إنا قد ذكرنا أنّ جميع محاولات معارضة القرآن الحكيم والاتيان بمثله بائت بالفشل وذكرنا مثال في الحلقة الماضيه فشل محاولة الزنادقه الثنويه معارضة القرآن الحكيم .
نقلنا قصته مع ابي عبد الله الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه ) حين اجتمعوا في باحة المسجد الحرام وقرر كل واحد منهم انينقض ربع القرآن ويأتون من قابل ويجتمعون في هذا المكان حتى ينقضو القرآن كله ، كان هؤلاء اربعه من كبار الزنادقه الثنويه وكانوامن البلغاء والادباء والشعراء . احدهم كان عبد الكريم ابن ابي العوجاء والثاني ابوشاكر الديصاني والثالث عبد الملك البصري والرابع عبد الله ابن المقفع ، وذكرنا أنّ محاولتهم بالفشل فكل واحد منهم توقف عند آية ما وقال لم اتمكن من أن اعارض القرآن حين رأيت هذه الآيه .
فمر عليهم امامنا الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) وذكر قوله (سبحانه وتعالى): {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، هنا نستمر في هذا المبحث الذي نجيب فيه على هذا التساؤل وهو هل عورض القرآن الحكيم؟
محاولة بائسة لمعارضة القرآن العظيم ..
نقف هنا على دعاوى المدعين من بعض من المستشرقين انه قد عورض القرآن الحكيم وإنّ هنالك من عارضه واستشهد هؤلاء ببعض القصص التاريخيه ، هنا نقف عند بعض هذه الدعاوى لكي ننظر فيها هل أنّ احدا تمكن بالفعل من معارضة القرآن ام لا ؟
ونقول سلفا إنّ جميع تلك المحاولات بائت بالفشل ، على أنّ بعضها لم تكن محاولات بالفعل لمعارضة القرآن الحكيم وانما اشتبه الامر على بعض المستشرقين فعدوا بعضا من تلك المؤلفات بأنها المقصود بها معارضة القرآن ولم تكن كذلك .
مسيلمة الكذاب ومحاولة تخريفيه لمعارضة كتاب الله العظيم ..
احدى ما ادُّعي أنّ مسيلمه الكذاب ( عليه لعائن الله ) عارض القرآن الحكيم حيث ذكر المؤرخون انه جاء بآيات من لدنه وقال اولئك المستشرقون وما اشبه إنّ هذه تعارض القرآن مثلا ، يقولون مسيلمه ( لعنة الله عليه ) جاء بهذه الآيات على زعمهم "والمبذرات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والعاجنات عجنا والخابزات خبزا والثاردات ثرداوالاقمات لقما اهله وسمنا لقد فضلتم على اهل الوبر [الوبر معروف هذا الصوف فأهل البور يعنى اهل البوادي لأنه يكثر بينهم لبس هذا الصوف الوبر] لقد فضلتم على اهل الوبر وما سبقكم اهل المدر" .
اهل المدر الطين وحيث أنّ المدن في ذلك الزمان تكون مبنيه من الطين فلما يقال اهل المدر يعني اهل المدن فمقصود كلام مسيلمه بأنه انتم من آمنتم من قومي فضلتم على اهل البوادي واهل الحواضر اهل الصحراء الباديه الوبر واهل المدن المدر .
"لقد فضلتم على اهل الوبر وما سبقكم اهل المدر ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه [ المعتر يعني هذا الانسان المسكين الفقير الذي يعترّك اي يتعرّض لك يريد منك أن تعطيه شيئا او أن تؤويه وهنا يقول ] المعتر فآووه والباغي فناولوه" . هنا لايخفى أنّ هذا الكلام من مسيلمه ( لعنة الله عليه ) يحاول فيه مجارات سورة الذاريات قوله ( تبارك وتعالى ) : { بِسْمِاللَّهِالرَّحْمَنِالرَّحِيمِوَالذَّارِيَاتِذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِوِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِيُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِأَمْرًا * إِنَّمَاتُوعَدُونَلَصَادِقٌ * وَإِنَّالدِّينَلَوَاقِعٌ} .
يعني الرياح التي تذري في الاشياء اللقاح والطلح وما اشبه ، { فَالْحَامِلَاتِوِقْرًا } : وقر يعني ثقل حاملات هذا الثقل يعني السحب تحمل هذا الثقل هذا الماء المتبخر ثم يتكثف ويهبط امطار { فَالْجَارِيَاتِيُسْرًا} : يعني السفن التي تسري وتجري في البحار { فَالْمُقَسِّمَاتِأَمْرًا} : المقسمات امرا يعني الملائكه التي يقسم الله ( عز وجل ) بها الامور يدبر بها الكون هذي تسمى المقسمات امرا . { إِنَّمَاتُوعَدُونَلَصَادِقٌ * وَإِنَّالدِّينَلَوَاقِعٌ} .
بلاغة القرآن اعجازية في نظمها ومعناها ..
حين يقرأ البليغ والمتضلع باللغه هذه الآيات الكريمات من سورة الذاريات يستشعر بلاغتها لافقط بوزنها ونظمها وانما لمعناها ، كذلك قلنا البلاغه هي من بلوغ المكان انه ما المعنى الذي تريد أن توصله للسامع المتلقي على أن يكون ذلك المعنى عميقا .
الله ( تبارك وتعالى ) في هذه السورة جمع الاسباب الطبيعيه لالحياه الطبيعيه لهذا الكوكب رياح وامطار ، ثم الذي يستفيد من محصول هذه الرياح والامطار هذي الدورة الطبيعيه للأرض ، تلك السفن التي تنقل البضائع تنقل محاصيل وكل هذا يكون تحت ادارة المقسمات امرا وهم الملائكه .
فالله ذكر هنا اربعة اسباب تمثل اعمدة دورة الحياه على الارض { وَالذَّارِيَاتِذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِوِقْرًا } ، لولا الرياح لايصير هنالك تلقيح كما نعلم لولا المطر لاينبت النبات ، طيب لولا السفن ، لولا حركة النقل البشري ينتفع البشر ايضا يموتون لابد من أن يكون هنالك نوع من النقل حتى تستمر الحياة { َالْجَارِيَاتِيُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِأَمْرًا } : الملائكه تدبر كل ذلك تأمر الرياح أن تجري وتذري ، تأمر المطر بأن يهطل ، تسقط المطر تدير شأن السفن تدير شأن الحياة فهي التي تقسم الامور { فَالْمُقَسِّمَاتِأَمْرًا } ، الله يقسم بهذه الامور التي هي مجالي ومظاهر عظمته وخلقته فالمقسمات امر { إِنَّمَاتُوعَدُونَلَصَادِقٌ * وَإِنَّالدِّينَلَوَاقِع } ، اين هذا الكلام الفصيح البليغ العميق الفخم بهذا الكلام السخيف المتهافت الذي ذكره مسيلمه !؟
سخافة مضحكة يسمونها معارضة للقرآن ..
والمبذرات زرعا يعني النسوان يروحون يبذرون حتى يزرعون يبذرون البذور والحاصدات حصدا زين وبعدين ! والذاريات قمحا والطاحنات طحناوالعاجنات عجنا والخابزات خبزا والثاردات ثرداثريد ناكل والاقمات لقما اهاله وسمنا لقد فضلتم على اهل الوبر وماسبقكم على اهل المدر ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه والباغي فناوؤه !!!
اين هذا من ذاك حتى يسمى ذاك الثاني يعارض الاول ؟ لاقياس اصلا !اصلا كل هذا الكلام الذي ذكره مسيلمه يدور حول البطن والمعده ما ادري جايع او وضعه ما ادري ، مثلا شوفو هذا عنده ايضا مماتنسب اليه من آياته آيات مسيلمه . يقول والشاء والوانها واعجبها السود والبانها والشاة السوداء واللبن الابيض انه لعجب محض وقد حرم المذق المذق يعني اللبن مع الماء فمالكم لاتمجعون تمجعون يعني تشربون هذا اللبن مع التمر . مالكم لاتمجعون اكلو لبن مع تمر .
ماهو معنى المعارضة ؟ والفرق بينها وبين التقليد !
شنو هذا الكلام السخيف الركيك ليس فيه حتى مسحة البلاغه ليس حتى عليه مسحة البلاغه هذا الكلام . واساسا كما تلاحظون هذه العبارات التي كتبها مسيلمه او قالها مسيلمه اراد فيها أن يحاكي القرآن الكريم ، هذه ليست من المعارضه في شيء ، ليست المعارضه أن تحاكي تأخذ كلمة وتضع بدلها كلمة اخرى وتستخدم نفس الوزن . ليست معارضه هذه .
المعارضه في اللغه العربيه لها اصولها وهذه نتركها الآن نرجئها الى حلقه قادمه إن شاء الله ( تعالى ) ، لأن فيها تفصيلا سنضرب امثله على المعارضات التي كانت تقع بين الشعراء ، مثلا عند العرب حتى نتلمس معنى المعارضه وإلا هذا الذي تصوره المستشرقون ومن اشبه انها معارضات هي ليست من المعارضات في شيء ، هذه مجرد محاوله لتقليد القرآن الحكيم وهذا يتمكن منه اي انسان هل يسمى معارضا ؟
مسيلمة الاحمق اضحك البلغاء والفصحاء على نفسة ..
تعرض ذلك على البلغاء والفصحاء واهل الخبره في العربيه يضحكون عليك ، يضحكون على جهلك يقولون هل تضن أنّ هذا من معارضه القرآن ليس من ذلك . ولذلك بالفعل ضحكوا من مسيلمه .
مسيلمه اضحك الناس على نفسه بهذا الذي دعاه بأنه يعارض به القرآن وانه منزل . وكل المحاولات الذي حاول فيها اصحابها أن يعارضوا القرآن الحكيم ماجرّت عليهم إلا الخيبه والفضيحه قديما وحديثا ، وسنأتي إن شاء الله ( تعالى ) في المستقبل لذكر نماذج مما كتبه بعض المعاصرين من النصارى والملحدين وزعموا فيه انه يعارضون القرآن في ذلك ، وسنعرض هذه النماذج ونعلّق عليها .
على اية حال واضح أنّ هذا الكلام الذي جاء به مسيلمه كلام ركيك لايقترب الى القرآن في شيء ، في بلاغته وفصاحته ولهذا السبب بعض من الناقدين حتى في زماننا هذا استبعدوا أن تكون هذه الكلمات من مسيلمه ( لعنه الله ) ، قالوا يعني هذه الكلمات من اخس مايكون في النظم العربي ولاتتقبل نفوسنا أن يكون مسيلمه ( لعنه الله ) يعني الى هذه الدركه من الانحطاط في لغته .
مسيلمه ( لعنه الله ) في النتيجه ابن العرب ولايعقل أن يأتي بمثل هذا الكلام ويزعم فيه انه وحي ويعارض به القرآن الحكيم ! مثلا شوفو من بين مانسبه المؤرخون الى مسيلمه ( لعنه الله ) قوله الفيل ماالفيل وما ادراك ماالفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل !
لايكاد احد يصدق انه مثل هذا الكلام لركاكته وخسّته عن مراتب الفصاحه والبلاغه يمكن أن يكون صادرا بالفعل من رجل كان فصيحا . للعلم هو مسيلمه ( لعنه الله ) كان فصيحا ، أن يكون منه صادر هكذا ويزعم به انه يعارض القرآن الحكيم .
لذلك قالوا انه نستبعد والظاهر انه هذه منسوجات بعد من جاؤوا بعد ذلك من اجل أن يضحكون الناس او ليجرونهم الى مايقوله بعض القصاصين ، هكذا يعني اصطنعوا اقوالا على اساس انه هذا قرآن مسيلمه ( لعنه الله ) حتى الناس تلتفت يصير عندهم حالة التشوق والاثاره حتى يبحثو وراء ذلك .
مثلا من بين الامور التي نسبوها اليه مثلا قوله : "يا ضفدك بنت ضفدعين نقي ماتنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين " ، يقولون هذا ماجاء به مسيلمه .
ولذلك بعض النقّاد الآن يقولون نستبعد أن يكون هذا الكلام منسوبا لمسيلمه ( لعنه الله ) ، على كلا الفرضين يعني ايا يكن سواء كانت هذه بالفعل اقواله او لم تكن ، في كلا الحالين من الواضح انه هذه الكلمات لاتعارض القرآن وليست بمرتبت معارضه القرآن الحكيم ، يعني هذا امر واضح مو لخبراء اللغه يعني حتى انتم عوام الناس تلاحظون الفرق بين القرآن الحكيم وبين هذه العبارات الركيكه .
ممن ادعى معارضة القرآن .. الحمقاء سجاح بنت حارث
ممن ادعي انه عارض القرآن كذلك هذه المرأه المتنبأه سجاح بنت الحارث التميميه ( لعنها الله ) هذه المرأه ايضا تنبأه وزعمة انها نبيه ومما نسبوها اليه على اساس هذا وحي وتعارض به القرآن .
تقول : "عليكم باليمامه" ، اليمامه التي فيها مسيلمه لأنها هي وقومها في البدايه ارادت أن تحارب مسيلمه ولكن مسيلمه كان ذكيا عقد صلح معها وتزوجها وقال نبي يتزوج نبيه وخلاص انتهى الموضوع ، ونتقاسم نحن الثروات وكذا فهي في فترت ماتحرّض على التوجه لليمامه لمقاتلة مسيلمه وقومه قالت : "عليكم باليمامه ودفّو دفيف الحمامه فإنها غزوة صرامه لاتلحقكم بعدها ملامه" .
وهذا الكلام واضح انها فقط تتقصد أن تختم كل فقرة من هذه الفقرات بقافيه وتجعله اقرب الى الشعر ، وبعيد تماما عن اسلوب القرآن الحكيم وعن بلاغته وفصاحته ، كذلك مما نسب اليها ايضا في التحريض على قتال مسيلمه ( لعنه الله ) ، قولها : "ادعو الركاب واستعدو للنهاب ثم اعبرو على الرباب فليس دونهم حجاب وقاتلوهم " .
أين هذا من القرآن !!!
زين هذا اين من القرآن ؟! أين من فصاحة وبلاغة القرآن ؟ كلام ركيك وليس فيه شيء من مسحة البلاغه وليس فيه إلا انه سجع هكذا تتسجّع تأتي بفواصل متشابهه آب آب آب هكذا نهاب رباب ركاب هكذا..
القرآن ليس هكذا القرآن على مافصلنا ، على اية حال تذكر الروايات التاريخيه أنّ هذه المرأه لما اجتمعت بمسيلمه ( لعنهما الله ) وراسلها واهدى اليها هدايا عظيمه حتى يعدلو من القتال الى الصلح ، اجتمعت عنده فهذا قام يغازلها ويستدعو شهوتها الجنسيه فهي اولا قالت له اقرء عليّ مايأتيك به جبرائيل ( عليه السلام ) فقال [ شوفو هذا قرآن مسيلمه يعني! ] قال انكن معشر النساء خلقتن افواجا وجعلتن لنا ازواجا نولجه فيكنّ ايلاجا .
كلام قبيح تفحّش كان أراد أن يستثير هذا الامرأه بهذا الكلام وهذا ايضا هذه العبارات واضحه انها لاتقترب الى القرآن في فصاحته ابدا فقالت له لما سمعت هذا :صدقت فأنت نبي . يعني هذه آية صدقك انك صحيح نبي لأنك قلت هذا الكلام .
فقال لها : "الا هبّي الى المخدع" [تعالى الى الفراش فقد هيّئ لك المضجع] فإن شئتي فملقات [ يعني انكحك وانت ملقات ] وإن شئتي على اربع وإن شئت بثلثيه وإن شئت به اجمع ".
كلام متسافل فيه تفحّش واضح فبالنتيجه الرجل نكح هذه المرأه وكفو قوميهما القتال ، بذلك شاهدنا هنا انه هذه الكلمات واضح امام الجميع انها ليست من القرآن في شيء ولاتجاري القرآن في اسلوبه وفي فخامة الفاظه وحسن سبكه .
محاولة تخريفية مضحكة اخرى لمعارضة كتاب الله تعالى ..
من بين من ذكروا ايضا طبعا هذا كله كما قلنا على فرض صحة نسبت هذه الاقوال لأصحابها ، لأنه كما قلنا احتمال هذا اختلاق القصاصين لجلب الانظار فقط وإلا الكلام يعني يعرفه اي متضلع في العربيه انه كلام ركيك ليس بشيء . من الذين ذكروا انه عارض القرآن ايضا شخص متمدّن يقال له اذيل ابن يعفور ( لعنه الله ) هذا زعم انه استطاع أن يعارض سورة التوحيد الاخلاص كيف ؟
قال هكذا : "قل هو الله احد الاه كالاسد جالس على الرصد لايفوته احد" ، هذا كلام واضح السخف هو شنو انت عارضت سورة التوحيد وهي سورة التوحيد التي تنفي الشبيه ، تنفي الكفؤ عن الله ( سبحانه وتعالى ) .
{ قُلْهُوَاللَّهُأَحَدٌ * اللَّهُالصَّمَدُ * لَمْيَلِدْوَلَمْيُولَدْ * وَلَمْيَكُنلَّهُكُفُوًاأَحَدٌ } ، {اللَّهُالصَّمَدُ } :الذي يصمد اليه الناس ، { لَمْيَلِدْوَلَمْيُولَدْ * وَلَمْيَكُنلَّهُكُفُوًاأَحَدٌ} ، معاني عظيمه اختزلتها هذه العبارات الاربع تأتي انت هنا الآيات تلك تنفي الشبيه والنظير عن الله ( تبارك وتعالى ) { وَلَمْيَكُنلَّهُكُفُوًاأَحَدٌ } ، وتأتي انت وتشببه وتقول : "الاه كالاسد جالس على الرصد!" ؟
شروط المعارضة ..
المعارضه من شرائطها شنو معنى المعارضه ؟ لا اريد الآن أن ادخل في هذا المبحث ولكن هكذا اشاره لأني سأفصله إن شاء الله في الحلقات القادمه . المعارضه هي أن تأتي بمقصود الشخص الذي قال الكلام الاول ، تأتي بمقصوده ولكن بعبارات افصح . اما اقصر وعبارات ابلغ واعمق في ايصال ذلك المقصد المعنى الى ذهنك .
هذا معنى المعارضه وليس معنى المعارضه انه لا ، اصلا تغير المعنى نهائيا مجرد تأتي بكلام يشابه ذلك الكلام في وزنه مثلا ، هنا نعم نفس وزن السورة قل هو الله احد سورة التوحيد ، اله كالاسد استخدم نفس الاسلوب ، قلّد في الواقع بس المعاني مختلفة كيف ؟
المعاني تختلف ثم نفس هذا الاسلوب لاترابط معنوي بين تلك الكلمات ، لابلاغه لاشيء من هذا القبيل ، ولا حتى فصاحه فإذا هذه ايضا محاوله تعتبر فضيحه لهذا الرجل الذي هو اذين ابن يوفوع .
هنالك رجل آخر اسمه اذيل ابن واسع ، هذا الرجل زعم انه من ولد النابغه الذبياني ، وقيل انه عارض سورة الكوثر قيل لهذا الرجل ماقلت مالذي قلته في معارضة سورة الكوثر قال : "انا اعطيناك الجواهر فصل لربك وجاهر فما يردنّك الا فاجر" .
يأس اعظم البلغاء عن الاتيان بمعارضة لآية من القرآن ..
هذه ايضا عباره بعيده تماما البعد عما جاء في سورة الكوثر ، هو مجرد نوع من التقليد ليست المعارضه أن تقلّد وإلا هذا متاح لكل واحد من البشر ، لما لم يصنعه العرب يعني الله ( تبارك وتعالى ) تحداهم بهذا القرآن ، النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحداهم بهذا القرآن سنوات ، طوال 23 سنه وكان فيهم اعاظم الفصحاء والبلغاء والشعراء ، لماذا لم إذا كان الامر بهذه السهوله وهذا انا وانت نقدر نسويه لماذا لم يصنعوه ، إذا حتى يبطلو حجة النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويكفو انفسهم القتال ويكفو انفسهم هذه الانشقاقات التي حصلت في المجتمع القرشي ، لماذا ؟
لأنهم يعلمون أنّ هذه فضيحه ، هم عرب وبلغاء وفصحاء وادباء وشعراء يعرفون مامعنى المعارضه ، لذلك لا يقبلون على انفسهم أن يأتو بمثل هذا الكلام الركيك الذي يقلدون به الكلام الاول ، ثم بعد ذلك يزعمون انهم عارضوا القرآن . اهل الجاهليه كانو اعرب ولو كان الامر بهذه السهوله لجاؤوا به شنو "انا اعطيناك الجواهر فصل لربك وجاهر فما يردنك الا فاجر" انزين بعدين ايّة جواهر وشنو فصل لربك هناك "فصل لربك وانحر" .
شال كلمة وانحر وحط كلمة وجاهر ، انزين شنو يعني ؟! هذا سهل أنّ الواحد يبدل ويتلاعب في مواضع الكلمات ويبدل ويغير فيها مو شيء صعب ولكن هذي ليست معارضه . اللطيف أنّ هذا الرجل كما ينقلون ظهر عليه السنوري فقتله وصلبه على العمود فعبر عليه رجل من الرجال بعدما هذا المدعي معارضة القرآن فقال له مستهزئا : "انا اعطيناك العمود" يعني هذا العمود الذي صلبت عليه "فصل لربك من قعود بلاركوع ولاسجود فما اراك تعود" .
ادعاء معارضة القرآن العظيم ، هل يوجد من ادعى ؟!
يعني كانت قضيه استهزائيه في الواقع ، الكل كان يستهزء بمثل هذه الكلمات التي زعم فيها معارضة القرآن . فإذا هذه كلها كانت امثله للركاكه والسخف ولايمكن بحال من الاحوال أن يصدق عاقل انه هذه من المعارضه في شيء ، انما الذي نتوقف عنده حقيقه هو امر روج لهم المستشرقون كثيرا وبعض الملحدين المعاصرين ايضا وهي محاوله جديره بالتأمل والدراسه انه احد الشعراء المعروفين وهو ابوالعلاء المعري الذي ينتسب الى معرة النعمان في اعالى الشام يقولون هذا الرجل عارض القرآن والّف كتابا في معارضة القرآن .
وبالفعل لما نظرنا في الكتاب على حسب زعم اولئك وجدناه بالفعل كتاب بليغ فصيحا عميقا في معانيه وهو يعارض به القرآن الحكيم ابو العلاء المعري من هو ؟هو احمد ابن عبد الله ابن سليمان القضاعي التنوخي المعري ولد هذا في سنة 363 وتوفي في سنة 449 معنى ذلك انه من رجال القرن الخامس .
هذا الرجل كملاحظه اوليه لشخصية هذا الرجل كان زنديقا دهريا وكان يحاجج ويناظر اهل الملّه والدين ومن بين من ناظرهم كان السيد المرتضى علم الهدى رضوان الله تعالى عليه ، وتجدون المناظره بينهما في كتاب الاحتجاج للطبرسي لأن هذا الرجل كان دهريا زنديقا ينكر وجود الله ( تبارك وتعالى ) وصارت بينه وبين السيد المرتضى تلك المناظره بل مناظرات وهناك اكثر من قصه منقوله في ذلك الشأن وينقل في احواله انه بعدما خرج من عند المرتضى سألوه انه كيف وجدت السيد المرتضى علم الهدى فكان يقول انه وجدته عنده بيتين من الشعر في مدح السيد المرتضى مضمونه هكذا انه ..
وجدت البلاد في ارض وجدت الناس في واحد
يعني جمع علوم الناس كلهم في شخص هذا الواحد وقصص انه وقعت اشكالاتبينه وبين المرتضى وانه كان يتمثّل بشعر المتنبي ..
إذا اتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي اني كامل
فالسيد المرتضى قال اخرجوه عني خلوه يولّي والى ماهنالك .. وانه مره من المرات دخل على السيد المرتضى وكان المعرّي اعمى فدخل المعرّي وشق الصفوف يعني لأن مجلس المرتضى كان مجلسا عظيما ، فعثر برجل احد وسقط عليه فقال ذلك الرجل انه من ذلك الكلب فهذا قال له فورا بسرعة بديهته الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما .
على اية حال ، بعض الاقوال أنّ هذا الرجل زندقته والحاده كان في بدو شبابه وانه لما تقدّم به السن تاب او بدأ يرجع الى الله ( تبارك وتعالى ) ولذا الّف بعض المؤلفات في الزهد والتقوى والورع واللجوء الى الله وما الى ذلك لكن شاهدنا ..
اهم نقطة التي نريد أن نبحثها انه هل الرجل عارض القرآن وهل ادعى معرضة القرآن ام لا ؟
ماهو مرجع هذه التهمه الموجهه الى ابوالعلاء المعري ؟ مرجعها يعني اقدم من وجدته انه ينسب هذه التهمه اليه هو ياقوت الحموي في معجم الادباء ، ياقوت الحموي له كتابان شهيران معجم البلدان ومعجم الادباء . في معجم الادباء لما ترجم لشخصية ابو العلاء المعري ذكر هذه التهمه التي وجّهت لأبي العلاء المعري .
اولا : هو بدأ يعرّف المعري ويذكر حياته ومن بين ماقاله ياقوت الحموي فيه يقول : "والناس في ابي العلاء مختلفون فمنهم من يقول انه كان زنديقا وينسبون له اشياء مما ذكرناها ومنهم من يقول كان زاهدا عابدا متقللا يأخذ نفسه بالرياضه والخشونه والقناعه باليسير والاعراض عن اعراض الدنيا" ، على اية حال شخصيه مختلف فيها على اية حال التهمه اين ذكرها ؟
ذكرها في ترجمته في معجم البلدان تتذكرون حين تكلّمنا عن مايسمى بالقول بالصرفه او مذهب الصرفه أنّ جماعه قالوا بأن وجه الاعجاز في القرآن الحكيم أنّ الله ( سبحانه و تعالى ) صرف البشر عن يأتو بمثله لا انه فوق مقدور البشر في فصاحته وبلاغته ، وإلا هنالك ماهو افصح وابلغ منه او يمكن أن يؤتى بمثله في فصاحته وبلاغته ، او حتى افضل منه لكن لم يستطع احد لأن الله صرفهم عن ذلك هذا مذهب قال به بعض المخالفين ، وبعض الشيعه كذلك وهو مردود رددناه مفصلا على حلقات مضت .
فهنا في ترجمة ابي العلاء المعري يذكر هذا ياقوت الحموي هذا الامر يقول : "قرأت بخط عبد الله ابن محمد ابن سعيد ابن سنان الخفاجي الشاعر في كتاب له الّفه في الصرفه [ انه هذا الخفاجي الشاعر كان يقول كذلك بالصرفه يقول ] زعم فيه أنّ القرآن لم يخرق العاده بالفصاحه حتى صار معجزتا للنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإن كل فصيح بليغ قادر على الاتيان بمثله إلا انهم صرفوا عن ذلك ، لا أن يكون القرآن في نفسه معجز الفصاحه وهو مذهب لجماعه من المتكلمين والرافضه منهم بشر المريسي والمرتضى ابو القاسم
"
يعني السيد المرتضى قال في تضاعيفه وقد حمل جماعه من الادباء قول اصحاب هذا الرأي على انه لايمكّن احد من المعارضه بعد زمان التحدي على أن ينظمو على اسلوب القرآن واظهر ذلك قوم واخفاه آخرون ، يقول : "انه لا .فقط زمان التحدي صرف الناس وما مكّنوا أن يعارضو القرآن ولكن بعد زمان التحدي وبعد استقرار القرآن لا هنالك من استطاعوا أن ينظموا على اسلوب القرآن واظهر ذلك قوم واخفاه آخرون".
فهنا يعلّق طبعا كل ذلك نقلا عما يقوله الخفاجي الشاعر قال : "ومما ظهر منه [ اي مما الذين اظهروا معارضتهم للقرآن قول ابي العلاء في بعض كلامه قوله في بعض كلامه اقسم بخالق الخيل والريح الهابت بليل ما بين الاشراط ومطالع سهيل إنّ الكافر لطيّول الويل وإنّ العمر لمكفوف الذيل اتق مدارج السيل وطالع التوبة من قبيل تنجو وما اخالك بناج " ، طبعا هذا بالفعل كلام بليغ هذا كلام بليغ بالفعل زين .
ايضا من قوله : "اذلّت العائذة اباها واصاب الوحده ورباها والله بكرمه اجتباها اولاها الشرف بما حباها ارسل الشمال وصباها ولا يخاف عقباها" ، شوفو هذي هنا ختم هذه العبارات بهذه الآيه الكريمه { وَلايَخَافُعُقْبَاهَا } ، فاستنتج هؤلاء من قول ابا علاء من هاتين المقطوعتين ونظائرهما أنّ الرجل قد عارض القرآن الحكيم طيب هاتان المقطوعتان في اي كتاب من كتبه ؟
هو كتابه الذي يسمى الفصول والغايات ، ابو العلاء له اكثر من كتاب من ابرز كتبه لزوم من لايلزم . هذا كان كتاب في الشعر والبلاغه وعنده هذا الكتاب ايضا الذي يسمى كتاب الفصول والغايات ، في هذا الكتاب ضن هؤلاء أنّ ابا العلاء انما يعارض به القرآن الحكيم ، لأنه وجدوا فيه هذه العبارات البليغه والفخمه وكان كثيرا ماكان يستشهد بآيات القرآن الحكيم ويجعلها خواتيم لتلك الفصول .
ولما كان يختمها كان يقف يعني هكذا يمليه على من كان يستمليه منه ، يقول غايه اي هنا وصل الى غاية الكلام فنبدأ بكلام آخر . فيقولن هو حقيقتا عارض القرآن لأنه القرآن فيه ايضا فصول وآيات تختتم بالغايات ، وتنقل من فصل الى فصل هكذا ايضا هو صنع . جعل الامر يمشى على هذا النظم وعلى هذه الطريقه وبالفعل جاء بكلام بليغ مع قطع النظر انه تفوّق على القرآن ام لم يتفوّق طبعا الادباء والبلغاء يقولون انه لم يتفوّق على القرآن هذا واضح .
ولكن الكلام انه عارض القرآن هل استطاع أن يعارض مع قطع النظر أنّ هذه المعارضه تفوّقت ونجحت ام لا ولكن هذا يعارض ذاك هذا واضح . هذا على حسب ماهم ضنوه ونسبوا اليه كلاما نسبوا الى هذا الرجل ابا العلاء المعري انه لما قال قوله هذا الّف كتاب الفصول والغايات قيل له ماهذا الا جيّد هذا كلام جيّد غير انه ليس عليه طلاوة القرآن .
ماعليه تلك الطلاوه والحلاوه القرآنيه وهو دون القرآن لاشك ولكن كلام جيد بليغ فقال حسب مانسب اليه : "حتى تسطله الالسن في المحاريب اربع مئة سنه وعند ذلك انظروا كيف يكون" ، يقول انتم الآن ترونه اقل من القرآن ولكن خلو الناس تقرأه في المحاريب مثل ماتقرء القرآن وتصقله وتهتم به وترتّله وتجوده بعد ذلك تجدون انه لا ، تفوّق على القرآن .
فهو يجعل التفوّق القرآني راجع الى هذا الصقل في المحاريب وشدّة الاهتمام بالقرآن ، طبعا للعلم هذا الذي هو منقول عن ابا العلاء هذه الكلمه الاخيره هي منسوبه اليه ولايمكن عزوها اليه على نحو القطع لأن الرجل في الحقيقه كان له كثير من الخصوم .
كمعظم الشعراء ، كان لهم خصوم وكان لهم اعداء فلذلك كانوا يفترون عليهم لتسقيطهم . من بين الامور التي نستنتج وقد استنتج غيرنا انها كانت افتراء على ابي العلاء وتحاملا عليه انه جاء بما يعارض القرآن وقال هكذا حتى تصقله الالسن في المحاريب اربع مئة سنه والا اصل القضيه تبدوا باطله ، لماذا ؟
اولا قلنا إنّ مرجع هذا التهمه واصل هذه التهمه كان في كتاب ياقوت الحموي معجم الادباء ، وياقوت الحموي نجد حين ترجم لأبا العلاء كان فيه شيئا من التحامل عليه ولذلك يقوله ، هكذا يعني يكفينا هذا القول لأبي العلاء لإثبات انه كان متحامل على ابي العلاء المتعري حين يصفه ويقول : "كان المعري حمارا لايفقه شيء" هذه العباره واضح انه فيها شيء من التحامل ، فإذا لايمكن لنا أن نسلم بكل ما اتهمه به في هذا الكتاب .
مانسبوا اليه من انه عارضه القرآن انما هو منتقى من كتابه الفصول والغايات . يقول ياقوت الحموي نقلا عن احد مستملي ابي العلاء يعني الذي كان يملي عليهم هذا الكتاب يقول : "كتاب مختلف الفصول فمنه طائفه على حروف المعجم وقبل الحرف المعتمد الف مثل أن يقال في الهمزه بناء ونساء[ يعني هكذا رتب على حروف المعجم ولكن قبل الحرف المعتمد يبدأ بألف ثم يأتي بباء حتى يكون الكلام حقيقه مسبوك سبكا عجيبا ] مثل أن يقال في الهمزه بناء ونساء وفي الباء ثياب وعباب ثم الى هذا الى آخر الحروف ومنه فصول كثيره على فاعلين " يعني على وزن فاعلين .
"مثل باسطين وقاسطين وعلى فاعلون [ اي على وزن فاعلون ] مثل حامدون وعابدون وفيه ماهو على غير هذا الفن والغرض أن يأتي بعد انقضاء الكلام آية من الكتاب العزيز مثل قوله اياك نعبد واياك نستعين [ انه بعد ما يأتي بالكلام يستشهد بآيه من القرآن العزيز ] وربما اقتصر على بعض الآيه او جيء بآيتين او اكثر منهما إذا كانت الآيات من ذوات القصر كآيات عبس ونحوها ومقدار هذا الكتاب اربع مئة كرا " .
يقول : "وكان السبب في تأليف هذا الكتاب أنّ بعض الامراء سأله [ اي سأل ابا العلاء المعري ] أن يؤلف كتابا برسمه ولم يؤثر أن يؤلّف شيئا في غير العضات والحث على تقوى الله فأملى هذا الكتاب " .
كان المطلوب منه انه تعال الّف لنا كتاب في العظه الموعظه وفي الحث على تقوى الله ( سبحانه وتعالى ) ، فألّف هذا الكتاب فإذا منشأ التأليف كان منشأ خيرا وبالفعل انت حينما تقرأ في فصول هذا الكتاب كتاب الفصول والغايات تجد فيه أنّ الرجل يصرّح يدعو الى التقوى الى الورع ، الى حسن السمت ، الى حسن الحال ، الى العباده يعني هو كتاب موعظه لاتجده انه يتقصّد به المعارضه . هو اساسا لايصرح بذلك انه انما يريد بذلك المعارضه وانما ذاك هو فهم المتحاملين عليه والذين اخذوا عليه زندقته التي كان عليه سابقا .
هسه على فرض انه استمر في زندقته مهما يكن من حال وإن كان هذا محل نظر عندنا لأننا في آخر حياته نجد منه امور تشير الى انه كان قد رجع وتاب . على كل حال الكتاب حينما ننظر اليه نجده كتاب مواعظ كتاب حكم وليس من المعارضه للقرآن كيف وهو يستشهد بالقرآن في نفس الكتاب !
اسمع اليه ماذا يقول مثلا على طريقة نظمه لكتابه يقول : "علم ربنا ماعلم اني الّفت الكلم آمل رضاه المسّلم" : اي الذي يسلمني من النار يعني انا الّفت هذا الكتاب وهذي الكلم والله يعلم مني انما اريد رضاه الذي يسلمني من النار ، "واتقي سخطه المؤلم فهب لي ما ابلغ به رضاك من الكلم والمعاني الغراب غايه" : هنا يكتب غايه ، شوف هذا واضح لما في كل فصل ينتهي يكتب غايه او يكتب كلمه غايه يعلم انه لايعارض القرآن بشيء ، لماذا ؟
القرآن ليس فيه أنّ بعد كل آيه يقول غايه او هنا قف مثلا او هنا وقفه او هنا مقصد ، لا ابدا وانما هكذا يأتي فإذا هذا بعيد تماما عن المعارضه .
"ماتصنع ايها الانسان بالسنان انك لمغتر بالغرار كفت المنيّه ثائرا ما اراد ليت قناتك بسيف عمان وحسامك ما ولج حديده النار وريش سهامك في اجنحت نسور الايار ليستيقظ جفنك في تقوى الله ويهجع نصلك في القراب غايه ، مالك عن الصلاة وانيا قم إن كنت موانيا فشم البارق يمانيا ساري لتهامة مدانيا يجتذب عارضا سانيا سبّح لربّه عانيا وهطل بإذنه سبعا او ثمانيا واقترب وهو لمّاع الاقراب غايه " .
لم يكن يعارض القرآن ..
هذه نماذج مماقاله في كتابه ونحن لانجد فيها ايّ قصد لمعارضة القرآن المعارضه كما اسلفنا وكما سيأتي إن شاء الله ( تبارك وتعالى ) ، انه يأخذ المعنى القرآني وينظمه بما هو ابلغ واعمق وافصح ويدّعي انه انما اعارض القرآن بهذا ، انما هذا على احسن الفروض دعوى أنّ ابا العلاء يعارض القرآن هذا على احسن الفروض ، إن لم نتهم اعدائه اولئك بالتحامل عليه هذا على احسن الفروض ، سوء فهم منهم ولكننا حين ننظر الى الكتاب لانجد شيئا مما قالوه بل على العكس .
حينما نطالع كتب الرجل الاخرى لأنه عنده كتب اخرى هنالك كتاب له اسمه رساله الغفران في هذا الكتاب الرجل ينصّ على أنّ القرآن معجز يعترف بأن القرآن لايمكن لأحد من البشر أن يأتي بمثله فكيف يجتمع مع قوله هذا تأليفه لكتاب في ابطال اعجاز القرآن و رغبته في معارضته ؟
هذا لايستقيم لاحظو مثلا هو بنفسه ينص في كتابه رساله الغفران على اعجاز القرآن وعدم امكان معارضته إذ يقول : "واجمع ملحد ومهتد وناكب عن المحجه ومقتد[ يقول هذا اجماع حتى الملحدين يجمعون على أنّ القرآن لايمكن معارضته ] إنّ هذا الكتاب الذي جاء به محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهر بالاعجاز ولقي عدوه بالارجاز ماحذي ".
يعني ما احد استطاع أن حتى يحذوا حذوه ، "ماحذي على مثال ولا اشبه غريب الامثال ماهو من القصيد الموزون ولا من الرجز من سهل وحزون ولا شاكل خطابة العرب ولا سجع الكهنه ذوي الارب وجاء كالشمس الائحه نور للمسرّه والبائحه لو فهمه الظب الراكد لتصدّع او الوعول المعصمه لراق الفادره والصدع وتلك الامثال نضربها للناس لعلّهم يتفكرون وإن الآيه منه او بعض الآيه لتعترض في افصح كلم يقدر عليه المخلوقون فتكون فيه كالشهاب المتلئلئ في جنح غسق والزهره الباديه في جدوب ذات نسق" .
يقول انه الآن آيه واحد خذها او بعض الآيه اجعلها ضمن كلام يقوله البشر تجد في هذا المقطع في هذه الآيه فقط لذلك السامع يجد فيها تلؤلؤ ، وإن لم يسمعها من قبل يشعر انه هذا المقطع هذه الآيه فقط تكون في ذلك الكلام الذي هو من افصح الكلم الذي يقدر عليه المخلوقون "كالشهاب المتلئلئ في جنح غسق والزهره الباديه في جدوب ذات نسق" ، فمع هذا التصريح والاعتراف من الرجل بأن القرآن معجز ولا يمكن الاتيان بمثله كيف يمكن نسبة أنّ كتاب الفصول والغايات انما الّفه في معارضة القرآن وابطال اعجازه ، هذا لايمكن قبوله سيما انا حين نظرنا في هذا الكتاب وجدناه كتاب موعظه ، نعم هو بليغ لكنه لايجاري القرآن ولايعارضه ولا يقترب من هذه الساحه مطلقا بل هو يستشهد بآيات القرآن الحكيم بكل وضوح .
هذا وصل الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومخالفيهم ومنكرى مناقبهم وفضائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين رب العاليمن