البحوث القرآنية (20) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
البحوث القرآنية (20) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد ( عليهم السلام ) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني ، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

تحدي القرآن المعجز لجميع الامم . .

قال تعالى : {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَاعَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} ،هاتنا الآيتان اللتان وردتا في القرآن الحكيم تمثل تحديا مباشرا تحدى به القرآن جميع الامم وكل بني البشر بأن يأتو بسورة من مثله من مثل هذا القرآن ، حتى وإن استعانو بشهدائهم ونطق القرآن هاهنا بأنهم لن يفعلو { َإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْتَفْعَلُوا} فجاء هذا القرآن بلسان التحدي الواضح والصريح وبلسان التأكيد على أنّ احدا لا يقدر على معارضة هذا القرآن وهي كلمة تثير في الخصم ماتثير .

يعنى إذا ما دعاك الخصم الى أن تأتي بمثل كلامه ثم قال لك لن تفعل ذلك ابدا لن تستطيع ، إذا كنت انت مستطيعا فإنه لاشك بأنك ستثيرك هذه الكلمه وستحاول جهدك لكي تأتي بالفعل بمثل ذلك الكلام ، وحيث انا وجدنا انا التاريخ لم يسجّل نجاحا لأحد رام معارضة القرآن فإنا نخلص الى هذه النتيجه .  إنّ هذا القرآن هو بالفعل معجزه الاهيه تدل على صدق رسول الاسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

فشل من رام وراء معارضة القرآن الحكيم ..

كان كلامنا ايها الاخوه فيما تقدم من محاضرات في بيان بعض تلك المحاولات التي حاول اصحابها بها أن يعارضو القرآن الحكيم لكن ذلك ماباء عليهم إلا بالفشل والخيبه والفضيحه ، افتضحوا اولئك الذين حاولوا مجارات القرآن او محاكاته وكان آخر ماتوقفنا عنده مانسب الى ابي العلاء المعري الشاعر المعروف انه في كتابه الاصول والغايات ، انما الّفه لمعارضة القرآن الحكيم .  تلقّف هذا الامر المستشرقون وزعموا انه بالفعل هذا الكتاب عارض القرآن الحكيم .

بعد التحقيق الذي بيّناه لكم في الحلقه الماضيه عرفنا وعرفتم أنّ هذه نسبه غير صحيحه وانما روّج ذلك خصوم ابي العلاء لأن الرجل كان على خصومه كثيره مع كثير من الناس ، حيث اننا نظرنا الى كتابه واستخرجنا مقاطع لاتدل ابدا على انه لم يريد معارضة القرآن الحكيم كيف وقد استشهد بآيات منه كيف وقد ذكر في مقدمته انما الّفه لكي ينال رضا الله ( تبارك وتعالى ) فالكتاب في مجمله عباره عن مواعظ ليس إلا .

اعتراف ابي العلاء المعري بعدم القدرة على معارضة القرآن الحكيم ..

ثم حققنا في كتبه الاخرى وجدناه يقول بكل صراحه في رساله الغفران مثلا انه ليس لأحد أن يتمكن من معارضة القرآن الحكيم ، فهو يقر ويعترف بهذه المعجزه ويؤكّد على أنّ القرآن الحكيم لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله .  من هاهنا نمضي في بيان بعض المحاولات المدعات أنّ اصحابها قد عارضوا بها القرآن الحكيم وننظر هل أنّ هذه المحاولات بالفعل نجحت ام انها بائت بالفشل والفضيحه ؟

محاولة الاحمق الرواندي لمعارضة القرآن الحكيم ..

احد الذين ذكر انهم قد عارضوا القرآن الحكيم رجل مشهور في التاريخ الاسلامي يقال له ابن الراوندي واسمه هو ابو الحسين احمد ابن يحيى ابن الراوندي هذا الرجل كان في بادء امره على ماينقلون ويروون كان من رجال المعتزله كان متكلّما معتزليا ، ثم بعد ذلك صار الرجل فيلسوفا فألحد ارى كتب الفلاسفه فصار ملحدا ، وما من فيلسوف إلا وينتهي به الامر الى الالحاد ، لأن الفلسفه تناقض الدين ، لاتجتمع مع الدين .

هذا الرجل كان يعيش في العصر العباسي في القرن الثالث بعدما صار ملحدا زنديقا بدأ من تأليف مجموعه من الكتب يطعن فيها على الاسلام وعلى النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بل وعلى النبوات جميع يعني اصل فكرة النبوه كان ينكرها ، ثم ارتقى او بالاحرى تسافل فبدأ يطعن حتى في الله ( تبارك وتعالى ) يطعن على الله عز وجل ! ويعتبره الاه ظالم والعياذ بالله والى ماهنالك .

قبل أن نفصّل في كلام هذا الرجل وفي نقل بعض الذي قاله ، الفت الانتباه الى مسأله وهي أنّ الرجل كان كذلك شأنه كشأن ابي العلاء المعري انه كان على خصومات مع كثير من الناس ، فلعلّ مانسب اليه يكون مكذوبا وإن كان الاطمئنان عندي يعني اني اميل اكثر الى الاطمئنان أنّ الرجل قد بالفعل ارتدّ فيما بعد وصار ملحدا والّف هذه الكتب في الواقع ، ولكن لعلّ الرجل كذب عليه كما كذب على غيره ، سيما إذا لاحظنا انه بعد تأليفه كل هذه الكتب التي ادعي انه طعن فيها على القرآن وطعن على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وطعن على الله ( عز وجل ) وعلى الاسلام والاديان    .

ما اصابه مكروه يعني عاش الى أن مات حتف انفه ، هذا قد يبعث على التسائل ، لو كان الامر حقيقه لما سكتت  الدوله ولا سكت الناس ، ولكانوا قد اجهزوا عليه كما اجهزوا على غيره من الزنادقه فعد قيامهم بذلك يبعث على النفس الشك والريبه الى انه هل كان هذا الذي ادعي عليه صحيحا ام لا ؟

هذا جانب ، جانب آخر انهم ذكروا أنّ هذا الرجل بعدما الّف هذه الكتب او حين شرع في تأليف هذه الكتب انما الفها بعد تحالفه مع رجل يهودي يقال له ابن لاوي ، وقد ذكروا في احوال ابن الراوندي هذا انه مات في بيت ابن لاوي هذا ، وانه لإرضاء ابن لاوي فإنه الّف كتب في الطعن على القرآن والطعن على النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والطعن على الاسلام بل الطعن على الله ( عز وجل ) . هذه ملاحظه ثانيه .

هنالك ملاحظه ثالثه انه في بعض التواريخ هنالك دعوه أنّ الرجل عند موته تاب واظهر الندم واعترف بأنه انما كتب هذه الكتب حميّة وانفه من جفاء اصحابه وتنحيتهم ايّاه من جالسهم ، يعني حمله الثأر لكرامته اذ نحاه قومه ، نحاه اهل الاعتزال عن تصدر حلقات العلم والمجالس لأن الرجل كما قلنا إنّ الرجل في بدايته كان من علماء المعتزله ومن متكلميهم حتى انه له مؤلفات يعني يدافع فيها عن الاسلام ومؤلفات يظهر منها في بادئ شأنه انه كان مستقيم العقيده ، اعني انه على الاسلام لا بالمعنى الذي نفهمه انما اقصد انه كان على الاسلام كان يقدس القرآن ، كان يقدس النبي الاعظ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ينافح عنهما فبعد ذلك يبدوا انه وقع بينه وبين عموم المعتزله مشاكل فماكانوا يقدمونه في الصداره .

فهذا بسبب تنحيتهم اياه اندفع حميّه لأن يؤلف هذه الكتب لافي الطعن على المعتزله فحسب ، بل الطعن على الاسلام كلّه ولذا لما اوشك على أن يموت اظهر التوبه والندم ، وكان ذلك في بيت ابن لاوي كما ذكره بعض المؤرخين مما نقل شؤون هذا الرجل .

على اية حال هذه ملاحظات ثلاث حتى تعطينا صورة عن شخصية هذا الرجل وعن تاريخه وسيرته الكتب التي الفها هذا الرجل ، مجموعه من الكتب متنوعه كلها حوت طعونا على القرآن العظيم والاسلام وعلى النبوات ، الّف مثلا كتابا اسمه الزمرّده هذا الكتاب طعن فيه على اصل الاعتقاد بالنبوه ، انه مسأله النبوه هذه خرافه ، الانبياء هؤلاء كلهم خرافه هؤلاء مدّعون للنبوه لاحاجه اصلا للبشر الى انباء لماذا ؟

فلسفته هي هذه أنّ الذي يأتي به الرسول ، هذا ماذكره في كتابه الزمر يقول أنّ الذي يأتي به الرسول اما يكون معقولا او لايكون معقولا فإن كان معقولا فقد كفانا العقل بإدراكه فلاحاجه لرسول ، وإن كان غير معقول فلايكون مقبولا شوفو الاستدلال !

يقول هذا الذي يأتي به رسول او نبي ، هذا الذي يبعث الله الينا على اساس انه نبي ، هذا الذي يأتي به هل هو معقول او غير معقول ، إذا قالنا هو معقول فإذا الله ( عز وجل ) وهبنا العقل فنحن نكتفي بالعقل في ادراك ذلك المعقول لانحتاج الى ذلك النبي ، احنا نقعد نفكر نصل الى ذلك الامر الذي هو مادام معقولا فعقولنا ستكشف عنه ستتوصل اليه فأي حاجهالى النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يرسله الله ( تبارك وتعالى ) وإن لم يكن معقولا فإذا تبطل النبوه كذلك ، لأنه ماكان غير معقول كيف يقبل منه ! مايقبل هذا النبي ولا يقبل هذا الاله الذي ارسله .

حماقة الفلاسفة . .

طبعا هذا استدلال قد يبدوا صحيحا لكن يبدوا صحيحا عند من عند الجاهل عند غير المتعلم ، وعاده معظم استدلالات الفلاسفه هكذا ، للعلم الفلاسفه بارعين جدا في نظم العباره وفي الاقيّسه في وضع مجموعه من القياسات المنطقيه والاستقرائيه وما اشبه ، والعبارات تبدوا للوهله الاولى وهجه علميه هكذا ولكن من الذي ينخدع بها ؟ السذج الذين لايفهمون او لايدركون او لايقفون على مكامن الخلل في هذه العبارات في طريقة الاستدلال ، وفي مؤدى الاستدلال وفي المقدمه التي انبنى عليها هذا الكلام والمقدمه الثانيه والنتيجه والموضوع والمحمول الى آخره ..

هذا يحتاج الى تعلم حتى لاتنطلى هذه العبارات ، شوفوا هذه العباره الاولى قد تبدوا عند الكثيرين صحيحه النبي اما يكون كلامه معقول اوغير معقول إذا معقول خو الله جعل لنا عقولا فإذا نتوصل لهذا المعقول ليش نحتاج للنبي ، إذا غير معقول فأصلا اشلون نقبل كلامه ؟

ولكن هنا شكل خلل انه العقل يدرك ماذا ؟ كلام النبي معقول لكنه يحتاج الى واسطه وهو النبي حتى نتوصل اليه الكلام ، الذي يأتي به النبي المعارف التي يأتي بها النبي هي معارف يدركها العقل ولكن لابمجرده بإستقلاله ، العقل لايستطيع إلا أن يدرك البديهيات استقلالا مثل ماذا ؟

مثل قبح الظلم ، الظلم قبيح هذا امر يدركه العقل وحده استقلالا يدركه اما انه يدرك مثلا انه ماهي العبادات التي يمكن أن تؤدى يوميا او انه ما هو مآلنا بعد الموت الجنه والنار وتفاصيل الجنه وتفاصيل النار وهذه المعارف وهذه الحقائق وهذه الغيبيات وهذه الاحكام وهذه التشريعات لايتمكن العقل أن يتوصل اليها بمفرده باستقلاله لماذا ؟

لأنه يحتاج الى واسطه تثير دفائن العقل كما عبّر امير المؤمنين ( صلوات الله وسلامه عليه ) ماهي هذه الواسطه ؟ انها النبوه ، النبوه وضيفتها هكذا انها تخاطب عقلك ، تحرك عقلك فبهذه الواسطه تستطيع أن تصل الى تلك المعقولات ، تلك الحقائق التي هي معقوله بالوسائط .

دعنا نمثّل بمثال العين وهبنا الله ( تبارك وتعالى) عين لكي نبصر بها هذا صحيح ولكن العين هذه تحتاج الى واسطه ، حتى تبصر ماهي هذه الواسطه ؟ الضوء .  الآن يقعدوك في غرفه من كل الجهات مليانه اشياء يعني مليانه حقائق اكو هنا منضده وهنا كرسي وهنا سجاد وهنا ما ادري ساعه واكو كذا غرفه موجوده ، ولكن يدخلونك اياها معصوب العينين ثم يطفؤون جميع الانوار الاضواء ويحلون ذلك الرباط عن عينك ويخرجون ويقفلون عليك الباب ، لا تتمكن أن تكتشف شيئا ، لن تستطيع من أن تبصر شيئا لماذا مع انه عندك كعين وعينك ترى ولكنها لاترى إلا الظلام لاتستطيع أن تكتشف هذه الموجودات ، لماذا لأن العين هذه تحتاج الى واسطه حتى تبصر ماهي هذه الواسطه انها الضوء .


فالعين بمجردها لاتستطيع من أن تبصر لولا هذه الواسطه .  النبوه كذلك اجعل العقل مكان العين ، واجعل النبوه مكان الضوء العقل موجود صحيح الله وهبنا حتى نكتشف به المعارف ، المعطيات ، ولكن هذا العقل مثل العين يحتاج الى ضوء يجعل هذا العقل يبصر يجعل هذا العقل يتحرك يجعل هذا العقل يدرك هذا الضوء ماذا ؟

يثير دفائن هذا العقل ، هذا الضوء هو ضوء النبوه نور النبوه ، فلولا النبوه يبقى العقل ساكنا لايتحرك إلا في البدهيات فقط ، في الامور البدهيه التي يستطيع استقلالا أن يتوصل اليها .  اما اذا اراد امرء أن يعمل عقله بلا هذا الضوء ، بلاهذا النور نور النبوه ، حتى يتوصل الى التفاصيل حتى يدرك تفاصيل الاشياء تفاصيل الحقائق فإنه يخطئ ، لايمكن له أن يدركها الا بالاوهام والظنون والتخرصات وتلك هي  الفلسفه .

الفلسفه هي هذه ، الفلسفه تتجاوز البدهيات وتقول الفلسفه انه اعتمادا على العقل وحده نتمكن من أن نتوصل الى الحقائق حتى الجزئيات ، حتى التفصيليات نستطيع أن نتوصل اليها، يعني مثلا من خلال العقل وحده نتمكن أن نعرف مثلا كم صلاه مفروضه علينا في اليوم .  وطبيعي مايتمكن فماذا يحصل يحصل ضن ، يحصل اوهام ، يحصل تخرصات ،ويعتمدون مبادئ وقواعد فيما بينهم .  هؤلاء معاشر الفلاسفه ومدارسهم فيقولون نعم هذه نتيجه فلسفيه صحيحه ولكن كله خطأ في خطأ ، غلط في غلط ، انه قد يتوصل انه المفروض يصير علينا من الصلوات عشره في اليوم مو خمسه على حسب قواعدهم مثلا .

او يتوصل كما توصلوا الآن توصلوا الى انه اصلا جنه ونار بالمفهوم هذا الاسلامي هذا هراء ، هذا الجنه يعني نعيم الله ( عز وجل ) ، يعني انك تكون قريب من الله ( عز وجل ) .  ماكو هذه المحسوسات التي انتم تذكرونها انهار من خمر ولبن وحور وعين ، كلها هذه خرافات ، كذلك النار النار كنايه عن البعد عن الله فقط .  اما الحرب وتبديل الجلود وعذاب لاماكو هذا الشيء !هذا حسب مايقول الفلاسفه انه النار داخليه فيك في نفس الروح ، الجنه كذلك داخليه وهي مجرد القرب من الله ( عز وجل ) والبعد عن الله ( عز وجل ) .  القرب من الله ( عز وجل ) هو الجنه والبعد عن الله هو النار ( عز وجل ) ، فقط .


وهذا الوارد في القرآن هذا مجرد تمثيل وتصوير وكذا حتى يعني يتحقق الهدف هذا قولهم !لماذا ؟لأنهم تركوا النقل ، تركوا الاستضائه بنور النبوه بنور الامامه ، ضربوا بأقوال المعصوم ( صلوات الله وسلامه عليه ) عرض الجدار ، ليش نقول انا اعتمد فقط على الفلسفه على قواعدي فقط كافي .  نقول له هذي ليست نتيجه عقليه انت تتوهم انها نتيجه عقليه وهي ليست كذلك هذا تخرص . انت تتخرص ظنون صارت قضيه مزاجيه الان اللي يعجبه ،  يعجبه انه هالشكل يعبر عن الجنه والنار وهذا من اكبر الطعون على الفلسفه انه تجد فيلسوفا يتناقض مع فيلسوفا آخر .

تناقض الفلاسفة دليل بطلانهم .. 

التناقض فيما بين الفلاسفه يدلنا على أنّ هذا ليس علما حقيقيا ، وإن كانت مبادئه تبدوا عقليه ، يعني هو لما يتحرك يتحرك من ارضيه المنطق ولكن النتائج ماهي ؟  نتائج متضاربه ، متباينه ، تناقض القرآن ، تناقض الضرورات الدينيه فضلا عن الروايات والاحاديث الضرورات تناقضها .  فإذا هذه الدعوه من هذا ابن الراوندي صاحب كتاب الزمر هذا الملحد والذي لأنه اشتغل بالفلسفه ، التجأ الى اصلا انكار الدين كليه ، والكفر بالقرآن والكفر بالنبوه ، السبب هو أنّ استدلاله غلط اساسا .

يقول النبي اما أن يكون الذي يأتي به معقول او غير معقول ، إذا كان معقولا فنحن نتمكن بعقولنا أن نتوصل اليه لانحتاج للنبي والعياذ بالله ، إذا كان غير معقول فيرد هذا النبي فعلى الفرضين تسقط النبوه .  هذا الكلام انه هذا الاستدلال خطأ اصلا لأنه إذ انه بعقلك لاتتمكن بأن تصل الى الحقائق إلا بشفاعة هذا النور وبتوسط هذا النور الذي هو كالضوء للعين الباصره حتى تبصر ، فالذي يحرك عقلك ، الذي يحرك دفائن عقلك ، الذي يجعل عقلك يتحرك ويبصر الحقائق ويدرك الحقائق انما هو هذا النور نور النبوه .

حماقة واستحمار ابن الراوندي ..

ايضا في هذا الكتاب بطبيعة الحال ملئه بالطعون والتهكم ، مثلا تهكم على الجنه مثلا ومافيها ، طعن في النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصف غزواته بأنها ماكانت إلا نهبا وسلبا ، وانه شعائر الحج كانت شعائر وثنيه وطقوس هندوسيه مارسها العرب في الجاهليه ، طعن حتى على الملائكه ، انه لماذا لم تأتي الملائكه ( عليهم السلام ) ، لنصرة المسلمين يوم احد وايضا طعن في هذا الكتاب في كتاب الزمر طعن في اعجاز القرآن ، بأنه ليس كتاب فريدا وانه يمكن كتابة نص احسن منه وابلغ منه وافصح منه ولكن عدم مقدرة احد على محاكاته او على معارضته هذا لايرجع لأنه فوق مستوى البشر ولأنه معجز ، وانما لأن العرب كانوا مشغولين بالحروب مشغولين بالقتال قتال كان بينهم وبين المسلمين فشغلهم كله بالقتال .

وكذا فماكان لهم وقت حتى يعارضوا القرآن طبعا هذه دعوه ساقطه واضحة البطلان وتدل على مدى عناد هذا الرجل ، لأنه مامعقول انه رجل بهذه العقليه يكون جاهل لهذه الدرجه يعني مايعرف تاريخ الاسلام ؟ مايعرف أنّ النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان في مكه بلاحرب بينه وبين المشركين وكان يتحداهم في كل نادى ، في كل موقف ، في كل موسم ، انه تعالو هاتو  بمثل هذا القرآن ثلاثة عشر سنه ماكانت هنالك حروب ، ماكانو مشغولين بهذا القتال وبهذه الحروب .

لماذا لم يأتو بهذا القرآن وكان الامر مفترض حسب كلامك سهل ويسير يعني يمكن لأن احد يكتب احسن من النص القرآني ، والقرآن يخاطبهم ويتحداهم بمثل هذه اللغه { وَإِنْكُنتُمْفِيرَيْبٍمِمَّانَزَّلْنَاعَلَىعَبْدِنَافَأْتُوابِسُورَةٍمِنْمِثْلِهِوَادْعُواشُهَدَاءَكُمْمِنْدُونِاللَّهِإِنْكُنتُمْصَادِقِينَ } .  في البدايه عشر سور مفتريات ، يعني حتى ما لوفيها حقائق او حكمه عشر سور ليس فيها إلا النظم والتركيب واسلوب القرآن ، تعالو عارضو القرآن حتى لو بالاسلوب ماعلينا بالمحتوى حتى تعالو هم مااستطاعوا .

{ وَإِنْكُنتُمْفِيرَيْبٍمِمَّانَزَّلْنَاعَلَىعَبْدِنَافَأْتُوابِسُورَةٍمِنْمِثْلِهِوَادْعُواشُهَدَاءَكُمْمِنْدُونِاللَّهِإِنْكُنتُمْصَادِقِينَفَإِنْلَمْتَفْعَلُواوَلَنْتَفْعَلُوا } بهذه الثقه يتحدث القرآن الحكيم ويتحدث النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويتحداهم ويستفزهم على اسماعهم في نواديهم في نوادي قريش { فَإِنْلَمْتَفْعَلُواوَلَنْتَفْعَلُوافَاتَّقُواالنَّارَالَّتِيوَقُودُهَاالنَّاسُوَالْحِجَارَةُأُعِدَّتْلِلْكَافِرِينَ } .

ترا اعدت لكم مادمتم لن تفعلو إذا عليكم أن تقرو بالعجز ، إذا تثبت هذه المعجزه ، إذا تثبت نبوة النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وانتم حيث انكم لم تؤمنوا بذلك تعاندون تجحدون تكفرون { فَاتَّقُواالنَّارَالَّتِيوَقُودُهَاالنَّاسُوَالْحِجَارَةُأُعِدَّتْلِلْكَافِرِينَ } ، انتو وامثالكم فمثل هذا التحدي طوال ثلاثة عشر سنه ماجاء احد من هؤلاء بمثل القرآن ، ابعد ذلك يقال انه كان في مقدورهم ، يعني شوفو المكابره من هذا الرجل ابن الراوندي هذا ( لعنة الله عليه ) انه بعد كل هذا تكابر وتقول لا مااستطاعوا أن يعارضوا القرآن او ماعارضوا القرآن لأنهم كانوا منشغلين بالحروب والقتال شنو هذا !

علما أنّ اللغه ماكانوا يحتاجون الى أن يتصنّعوا ليكتبو شيئا ، وانما اصلا هذه لغتهم على فطرتهم ، هذه فطرتهم اساسا فُطروا على اللغه العربيه ، فُطروا على الفصاحه والبلاغه فُطروا على النثر والشعر والقصائد   والمعلقات والخطب الطوال والقصار والكلمات البليغه والامثال هذه كانت حياتهم .

على الاقل ليعارضون سورة آياتها قليلة (سورة الكوثر الاعجازية مثال ) ..

وثم على فرض كانوا مشغولين بالحروب ، خو بين الحرب والحرب كانت اشهر واحيانا سنوات ، مو كل شخص كان يشارك في نفس الحرب ، يعني الذين شاركوا في الاحزاب مثلا ماشاركوا في قبل ذلك ، تحزبوا حين ذاك وجاؤوا ، فهذي السنوات كلها كانت قبل ذلك . لماذا لم يكن واحد منهم يكفي نفسه وقومه والاحزاب جميعا شر القتال ، بأن يأتي بسورة واحده ولو سورة الكوثر ، مثل سورة الكوثر يعني يعارض سورة الكوثر ويفك نفسه ويخلى العرب يستهزؤون بهذا القرآن !!!

ما استطاع احد منهم وهذه اعظم دلاله على أنّ هذا القرآن بالفعل معجزه فلا مجال للمكابره وهذه دعوى غير مسموعه من ابن الراوندي ( لعنة الله عليه ) ، هذا كتابه الزمرد هذا محتواه ، الكتاب ليس فيه معارضه للقرآن يعني مانظم فيه آيات عارض القرآن ، وانما طعن على القرآن ، مجرد ادعى أنّ الكتاب هذا القرآن ممكن أن احد يأتي بأبلغ منه ، هذا فقط فإذا لاشأن لنا بهذا الكتاب ، احنا نبحث الآن عمن عارض القرآن وننظر في النص الذي ادعي انه عارض القرآن ، نرى انه هل بالفعل هل ينطبق عليه انه معارضه للقرآن ام لا .

كتاب آخر الّفه هذا الرجل اسمه كتاب الفريد ، هذا الكتاب طعن فيه على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :  "إنّ المسلمين احتجوا بالنبوه على كتابهم القرآن الذي اتى به النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )  بأنه معجز لن يأتي احد بمثله ولن يقدر احد أن يعارضه فيقال لهم غلطّتم" ، شوف هذا استدلاله على ابطال هنا نبوة النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإبطال معجزة القرآن ، شوفوا استدلاله هذا سليم ام لا : "يقال لهم غلطتم وغلبة العصبيه على قلوبكم فإن مدعيا لو ادعى أنّ اقليدس لو ادعى أنّ كتابه لايأتي احد بمثله لكان صادقا وإن الخلق قد عجزوا عن أن يأتو بمثله افأقليدس كان نبيا" .

هذا هو محتوى كلامه يريد أن يقول انتم المسلمون زعمتم أنّ النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )  طيب ماآية نبوته ؟ القرآن وإنّ احد لن يأتي بمثله ابدا ، فيقول اقليدس ايضا لن يستطيع احد حسب زعمه بأن يأتي احد بمثل كتابه لو قال قائل : "فلو ادعى مدعي أنّ كتابه لايأتي احد بمثله لكان صادقا وإنّ الخلق قد عجزوا أن يأتوا بمثله افأقليدس كان نبيا" يعني إذا قلتم انه كل كتاب لايستطيع احد بأن يأتي بمثله وأنه الخلق يعجزون عن الاتيان بمثله إذا هذا نبي ، إذا اقليدس يصير نبي .

ولكن واضح إنّ هذا استدلال ايضا سخيف وهو غلط منطقيا غلط ، لماذا ؟اولا : لأنه قياس فاسد ، اقليدس الّف كتابه في الهندسه والهندسه علم لفئه محدوده كانت من البشر ، وهذا العلم انما يتقنه فقط هذه الفئة المحدوده ، اما القرآن فكان كتابا مادته لغة للبشر ، لغة لفئة من البشر جميعهم كانوا يتحدثون هذه اللغه ، لا أنّ فئة منهم فقط كانت تدرك هذه اللغه او تستطيع بأن تأتي بمثل هذه اللغه دعوني اوضّح اكثر .

اقليدس حين يطالب احد بأن يأتي بكتابه لايسعه بأن يقول هذا الكتاب معجز لماذا ؟ لأنه يقال لك اولا علينا أن ننظر فيمن درس في علومك هذه ، درس الرياضيات ، درس الهندسه ، وحين ذلك ننظر انه هل يقول انه انا استطيع أن اؤلف كتاب مثل هذا وثم يأتي ويؤلف هذا الكتاب ام لا ؟ فإذا هذا الكتاب خاص بمجموعه فقط هم طبقة العلماء فقط وفقط ، اما القرآن الحكيم فقد تكوّن من الكلمات والاحرف التي هي على لسان كل انسان ، نزل عليهم القرآن على لسان كل العرب هو مكوّن من كلماتكم من لغتكم من حروف هجائكم ايها العرب ، فكلم تقدرون على أنّ على الفرض تأتون بمثله فحين انكم جميعكم لم تقدروا فإذا هو معجز .

هنالك المسأله تختلف ، هناك يقولون له لا احنا مو كلنا درسنا الهندسه فمايصير تتحدانا في ذلك ليست معجزه ، ذاك الذي انت تتحدانا به ونحن نجهله هل توجّه اقليدس للمهندسين للرياضيين المشتغلين في الرياضيات في هذا العلم في هذا الفن وتحداهم في كتابه كلا ، ولذلك هذي نقطة اخرى تبطل هذا القياس الفارق .

لو كان اقليدس تحداهم وعجزوا وادعى أنّ تحدي اياكم هو على النبوة انه  انا نبي وجئت بهذا الكتاب لكانت تثبت نبوته بذلك ، ولكن ماكان الامر هكذا انما الّف كتابا في علم من العلوم بعد دراسه منه ، بعد تعلّم منه وهذه الكتاب ينحصر في الدائره العلميه لرجال ذلك الفن فقط وفقط ، اما نبينا الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد جاء بكتاب تحدى فيه واقليدس لم يتحدى .

تحدى بهذا الكتاب وقال انا نبي والماده خصبه متوفره لكم جميعا وهي على فطرتكم ماتحتاجون أن تتعلمو اللغه العربيه حتى تأتون بمثل هذا الكتاب ، هي لغتكم اساسا نشأت معكم ولدت معكم بفطرتكم .  فإذا قياس فاسد غلط اصلا ، وهذا يدل على مدى جهل هذا الانسان وانه لايتمكن حتى بأن يأتي بأقيسه سليمه .  إذا هذا الكتاب كتاب الفريد ايضا لايعارض به القرآن غاية مافيه انه يطعن في القرآن بأمثال هذه القضايا انه اقليدس هم كان كتابه لو ادعينا انه لايأتي احد بمثله طبعا جاؤوا بأفضل من كتب اقليدس بأفضل بكثير وهذا معروف يعني ، فهكذا هو يزعم انه لو ادعى مدع اتثبت نبوة اقليدس .  إذا عرفنا أنّ القياس هنا فاسد المهم نحن نريد أن نبحث عما جاء به وعارض به القرآن حسب زعمه .

عجزوا عن معارضة القرآن فذهبوا الى المغالطات في المعاني ..

هنالك كتاب ايضا له اسمه نعت الحكمه هذا الكتاب يطعن فيه على الله ( تبارك وتعالى ) ، ويتهمه بالظلم بأنه يكلّف خلقه مالا يطيقون ماعلينا الآن من هذه الشبهات السخيفه ، كذلك عنده كتاب آخر هذا الكتاب ذكروا فيه انه قد طعن على القرآن ومعاني القرآن ، في هذا الكتاب وقالوا كذلك أنّ هذا الكتاب صنّفه لهذا ابن لاوي اليهودي الذي كان ضيف عنده ومات عنده ،  صنف له هذا الكتاب حتى يفرحه لأنه يطعن في كتاب المسلمين ، فيرضي عنه ذلك اليهودي وكان مما قال في هذا الكتاب في الطعن القرآن لأنا بحثنا فيه انه هل ما يعارض القرآن لا ، وجدنا معرض طعون على معاني القرآن ، معاني القرآن ، آيات القرآن مثلا يقول انما اهل ثمودا لأجل ناقه وماقدر ناقه .

يقول الله ( عز وجل ) اهلك ثمود هؤلاء كلهم من اجل ناقه طيب ناقه ماقيمتها ما شأنها حتى الله يهلك هؤلاء بسببها ، فهو يطعن في القرآن والله ( عز وجل ) والعياذ بالله ظالم انه يهلك قومه بكامله من اجل ناقه .  طبعا واضح أنّ الله ( عز وجل ) تحداهم وجعل هذا الناقه الاحسان اليها وعدم التعدي عليها عباده ، يعني الله ( سبحانه وتعالى ) شرط عليهم ذلك فدليلا على انكم مطيعون الناقه هذه تبقونها على الشرط الذي شرطته عليكم وانتم قبلتم عبر النبي صالح ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام )  فقتلكم لها هو ماذا ؟

هو عصيان لي وقد انذرتكم ، فالقضيه مو مجرد ناقه وانما قضية تحدي لله ( عز وجل ) بعد التحذير والانذار والشرط ، فهذا التحدي استوجب نزول النقمه الالهي ، وإلا هي بس على مجرد ناقه يعني يستوجب العذاب الالهي ، لانقول كلمات هذا الرجل فيه مغالطات كثيره ، فيه مغالطات كثيره كسائر الملحدين والزنادقه يهتمون بأنه يغالطون القارء حتى يشككونه في دينه مثلا يقول ايضا في قوله { لَاتَسْأَلُواعَنْأَشْيَاءَإِنْتُبْدَلَكُمْتَسُؤْكُمْ } ، يقول انما يكره السؤال رديء السلعه لأن لا تقع عليه عين التاجر فيفتضح ، يقول ليش الله منع السؤال عن اشياء هذا مثل التاجر مثل رديء السلعه هذا الذي يريد أن يبيع السلعه لتاجر يقول لاتسأل عن السلعه ليش .

عشان يخفي عيوبها ، فحتى لاتفتضح بضاعته يقول لاتسأل .  هذا ايضا قياس فاسد لأنه هذه الآيه مانزلت في انه لاتسألوا عن المعارك ، لاتسألو عن الحقائق ، وانما نزلت في واقعه محدد وهي انه جماعه من الناس ، جماعه من المسلمين كانوا يسألون النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )  عن آبائهم فالنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يضطر أن يجيب .

كان من بين اولئك عمر ابن الخطاب ( لعنة الله عليهما )  مثلا والنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعض ابائهم هم بالفعل آبائهم يعني ، الذين يدعون اليهم بعضهم لا ابوه الحقيقي كان رجلا آخر زنى بأمه في عهد الجاهليه ، والنبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما كان يُسأل كان يضطر للجواب ، انه نعم انت ابوك الذي تدعى اليه يعني انت ابن طاهر لذلك الرجل .

هذاك لا يقول له ابوك ليس الذي تدعى اليه ، ابوك شخص آخر ، الواقع خلاف ذلك وكانوا يقدمون على سؤال النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأنزل الله ( تبارك وتعالى ) ذلك ، لأنه كانوا يتأذون اولئك الذين يسألون النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آبائهم ليس الذي يُدعون ، اليهم فالله ( عز وجل ) انزل : { لَاتَسْأَلُواعَنْأَشْيَاءَإِنْتُبْدَلَكُمْتَسُؤْكُمْ} ، اين هذا من المثال الذي ذكره انه صاحب السلعه يمنع او يقول لا تسألوا لأنه رديء السلعه ولايريد أن يُفضح ، هذه ايضا مغالطه .

ايضا مثلا قوله انه : { إِنَّكَيْدَالشَّيْطَانِكَانَضَعِيفاً} ، يقول اي ضعفا للشيطان وهو اخرج آدم ( على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام ) وازلّ خلقا .  يقول اشلون يصف الشيطان أنّ كيده ضعيف وهو الذي انزل آدم من الجنه وازلّ خلقا فإذا هو كيده قوي .

هذا الجاهل هم ماقادر يفهم الآيه جيدا ، انه منتهى كيد الشيطان ضعيف لايمكن له أن يبطل الخطه الالهي على الارض يستولي على بعض الناس يزلّ بعض الناس صحيح لكن كيده لن يتمكن من محق خطة الله على الارض خطة الدين .  الدين يبقى ، الايمان يبقى ، والله يرث الارض ومن عليها فهذا الصراع بين الله وبين ابليس لن ينتهى بنجاح ابليس ، فللصراع بين الجماعه المؤمنين وابليس لن ينتهى بنجاح ابليس ، فإذا كيده يبقى ضعيفا يسيطر على بعض الناس ، يسيطر على بعض المراحل التاريخيه لكن في المحصله في النتيجه النهائيه هو فاشل فإذا كيده ضعيف .

هذه كلها مغالطات ذكرها في كتابه هذا كتاب الدامغ الذي زعم بأنه يدمغ به القرآن ويرده ، ولكن ماوجدنا ايضا في هذا الكتاب اي شيء في معارضة القرآن الى الآن نفتش في كتبه الالحاديه التي كتبها طعانا على الاسلام ورسوله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طعنا على النبوات ، ماوجدنا فيها عباره تعارض بها القرآن ، وانما فقط يغالط ويطعن على القرآن ، فإذا هذه ليست محاوله لمعارضة القرآن الحكيم .

إلا اللهم ماذكروه انه الّف كتابا اسمه الدانق او كتاب التاج قالوا انه عارض فيه القرآن الحكيم ، هذا الكتاب لم يصلنا كسائر كتبه ولما بحثنا عن مايمكن أن يبين لنا مافي هذا الكتاب ويقيمه لنا ، ماوجدنا منه إلا استهزائا لا من ذلك المتدين وانما من مثل ابي العلاء المعري نفسه الذي كان معنا في الحلقه الماضيه .  ابو العلاء المعري ذكرنا انه كان عنده انحرافات شيء واضح ، صحيح كُذب عليه انه عارض القرآن لكن عموما كان رجل عنده انحرافات .

الآن نستمع الى شهادة ابي العلاء المعري في كتاب التاج ، هذا الذي زعم ان ابن الراوندي عارض به القرآن ، يعني حاول أن يعارض القرآن وإن يأتي بمثله ماذا يقول ابي العلاء المعري في كتابه رسالة الغفران عن تاج ابن الراوندي ؟ يقول : "واما تاجه فلا يصلح أن يكون فعلا وهل تاجه إلا كما قالت الكاهنه اف وتف وجورب وخف قيل وما جورب وخف قالت واديان بجهنم" ، فهنا يستحقر ابو العلاء المعري يستحقر كتاب كتاب ابن الراوندي الذي زُعم انه عارض القرآن ويقول أنّ هذا التاج لايستحق انه يطلق عليه هذا الاسم وهو مثل محاولة الكاهنه .

الكاهنه كما قلنا الكهنه يتسجعون يقولون سجعا مو مهم المعنى شنو المهم سجع ، هكذا فماذا تقول الكاهنه تقول : "اف وتف" هذا معروف "وجورب وخف" ، طيب شنو دخل اف وتف بجورب وخف ؟  يعني مافي تجانس بالمعاني فهذا يبطل البلاغه ، ليست هنالك بلاغه اصلا مجرد سجع شنو اف وتف فسألوها انه شنو تقصدين من جورب وخف فقالت واديان في جهنم .

يعني اكو وادي اسمه جورب وآخر اسمه خف ، فيقول محاولة ابن الراوندي ( لعنة الله عليه ) هي من هذا القبيل ومن هنا نفهم أنّ هذا الرجل الاحمق إن صح فعلا انه حاول فعلا معارضة القرآن ، انما جاء على التقليد والمحاكات فأبدل كلمه مكان كلمه وحاول أن يجعل الفواصل تبدوا كفواصل الآيات كما صنع غيره مما سنتطرق اليهم إن شاء الله ( تعالى ) في الحلقات المقبله صنعوا هكذا وزعموا انهم عارضوا القرآن العظيم ، وهذه ليست بمعارضه ابو العلاء المعري يفهم معنى المعارضه والرجل كان حقيقة اديبا وبليغا ولذلك استهزء وازدرى بهذا الكلام المكتوب في كتاب التاج او الدانق .

فعلى كل حال هذه المحاوله الذي ادُعي أنّ ابن الراوندي ( لعنة الله عليه ) قد حاول بها معارضة القرآن الحكيم تبيّن انها محاوله فاشله كذلك ، وليس من الصحه من صدق المعارضه نصيب هذا وصل الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومخالفيهم اجمعين الى قيام يوم الدين آمين يارب العالين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp