هل الشيخ ياسر الحبيب (تكفيري)؟ 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
هل الشيخ ياسر الحبيب (تكفيري)؟ 

● إذا كان المقصود من كلمة (التكفيري) هو الشخص الذي يستحل دماء المسلمين فالجواب بكل تأكيد: لا. لأن الشيخ الحبيب يحقن دم كل مسلم مهما كان مذهبه بل يحقن دم كل إنسان غير حربي حتى ولو كان كافراً.
 
● إذا كان المقصود هو الشخص الذي يحكم على بعض المسلمين بالكفر فيجعل حكمهم كحكم الكفار فالجواب أيضاً بكل تأكيد: لا. لأن الشيخ الحبيب لا يحكم بالكفر على أحد ممن يشهد الشهادتين ولا يأتي بناقض من نواقض الإسلام حتى ولو كان مخالفاً في المذهب، بل يجري عليهم جميعاً حكم المسلمين فيجيز دخولهم المساجد والصلاة فيها ويجيز مناكحتهم ويجيز أكل ذبائحهم ويجيز شهود جنائزهم ودفنهم في مقابر المسلمين.. وهكذا تماماً كحكم أي مسلم آخر.
 
● أما إذا كان المقصود هو الشخص الذي يرى أن بعض المسلمين سيكتشفون في الآخرة أنهم كانوا كفاراً في الواقع فالجواب هو: نعم، الشيخ الحبيب يرى ذلك.
كيف؟ الجواب هو في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المتفق عليه: «تفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» ومعناه أن معظم المسلمين سيجدون أنفسهم في الآخرة مع الكفار رغم أنهم كانوا معدودين في الدنيا من المسلمين، وما ذلك إلا لأنهم قد وقعوا في بعض اعتقادات الفرق المنحرفة ألـ 72 التي ليست من الإسلام بل هي من الكفر ولذلك يؤمر بهم إلى النار مع الكفار، ولا ينجو من المسلمين في الآخرة إلا فرقة واحدة من المسلمين حيث سيظهر للجميع أنها هي فقط كانت على الإسلام الحقيقي كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يمكن رد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن ذلك بحد ذاته كفر.
 
ولكن كيف يمكن أن يكون شخص مسلماً في الدنيا وكافراً في الآخرة؟
 
● هذا ليس عجيباً فالمنافق مثلاً مسلم في الدنيا كافر في الآخرة، بمعنى أنه تجري عليه في الدنيا أحكام المسلمين أما في الآخرة فيكون مع الكفار في النار. قال تعالى في سورة المنافقون [آية 5]: «ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ» فشهد سبحانه بكفرهم بعد إيمانهم لكن لم يلزمهم في الدنيا حكم الكافر، أما في الآخرة فقد قال سبحانه في سورة النساء [آية 146]: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا».
 
وهل كفّر أهل البيت (عليهم السلام) أحداً من المذاهب المخالفة؟ لماذا لا يلتزم الشيخ الحبيب بمنهج أئمتنا؟
 
● في الواقع إن هذا السؤال الاعتراضي ينطلق من جهل كبير لأن الأحاديث الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام) مستفيضة في تكفير أهل المذاهب المخالفة، فهناك باب في الكافي الشريف بعنوان: (في صنوف أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة) وتضمن هذا الباب أحاديث عديدة معتبرة منها على سبيل المثال: «عن أبي مسروق قال: سألني أبو عبد الله (عليه السلام) عن أهل البصرة ما هم؟ فقلت: مرجئة وقدرية وحرورية، فقال: لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء». [الكافي ج2 ص409]
وفي نفس الباب أحاديث أخرى في تكفير أهل مكة وأهل الشام بالإضافة إلى أهل البصرة، لأن هذه البلدان في تلك الأزمنة كانت الأكثرية فيها من المخالفين بينما كانت الأكثرية في الكوفة من الشيعة.
 
● لقد قال الإمام الحسين عليه السلام: «ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا، ومن سواهم منها براء». [اختيار معرفة الرجال ج1 ص332] ومعنى هذا الحديث واضح وهو أن كل فرقة تخالف الشيعة هي فرقة ليست على ملة إبراهيم (عليه السلام) أي أنها كافرة. فهل المطلوب منا أن نرد على سيد شباب أهل الجنة ونقول له: أنت تكفيري؟ والعياذ بالله!
 
● في الحقيقة إن أول من أطلق الكفر على كل مخالف هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه قال: «المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك». [الأمالي للصدوق ص61] ومن المعلوم أن الشيعة هم وحدهم الذين لا يخالفون علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولا يشركون به في الولاية غيره ممن تقدّمه كأبي بكر وعمر وعثمان، ومعنى ذلك أنهم وحدهم الذين لم يكفروا ولم يشركوا بخلاف بقية المخالفين لأنهم يعترفون بمخالفتهم للإمام علي (عليه السلام) في أحكامهم وإشراكهم أبا بكر وعمر وعثمان معه في الولاية، وهذا في الواقع كفر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والشيخ الحبيب لا يمكنه أن يرد كلام النبي وأهل بيته الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم) فإن المبدأ الذي يلتزم به هو «القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام» كما يكرره في بداية كل كلمة له، وبهذا يظهر أن الذي يلتزم بمنهج أئمتنا (عليهم السلام) هو الشيخ الحبيب.
 
ولكن هل كان من منهج الأئمة (عليهم السلام) إعلان هذا التكفير للمخالفين كما يفعل الشيخ الحبيب أم كانوا يلتزمون بكتمانه حتى لا يهيج الآخرين؟
 
● الأدلة كثيرة على أن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كانوا يعلنون هذا التكفير حتى يتبين الرشد من الغي، لأنهم إذا سكتوا فسوف يحسب الناس أن المخالفين لهم على ملة الإسلام الحقيقية فيتبعونهم وبذلك لا يتبين الرشد من الغي.
 
● لقد كان أبو بكر بن أبي قحافة أول رمز للمخالفين ومن الطبيعي أنه إذا تم تكفيره علناً سوف يغضبه ذلك ويهيج أتباعه، ولكن مع ذلك نجد أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أعلن كفر أبي بكر كما في خطبة الوسيلة بعد أسبوع من شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر». [الكافي ج8 ص27]
 
● لقد كان عمر بن الخطاب ثاني رمز للمخالفين ومع ذلك وجدنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تعلن كفره في قولها له مباشرة في المسجد: «كذبتَ وكفرتَ». [بحار الأنوار ج30 ص306]
 
● كما أعلن أمير المؤمنين (عليه السلام) كفر عثمان وهو ثالث رمز للمخالفين في قوله: «إن لعثمان ثلاث كفرات». [بحار الأنوار ج31 ص306]
 
ولكننا نجد من الشيخ الحبيب أنه أحياناً يكفّر حتى بعض الشخصيات الشيعية فهل فعل الأئمة (عليهم السلام) ذلك؟
 
● نعم لقد كفّر الأئمة (عليهم السلام) الشخصيات الشيعية المنحرفة لأنها بانحرافها قد خرجت في الواقع عن التشيع الحقيقي وعن الإسلام الحقيقي فأصبح اللازم تكفيرها حتى لا يحسبهم الناس من الشيعة حتى ولو كانوا يدعون التشيع.
على سبيل المثال لقد كان هناك بعض العلماء والفقهاء من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) ككثير النواء وسالم بن أبي حفصة لكنهم انحرفوا بخلطهم ولاية أهل البيت (عليهم السلام) بولاية أبي بكر وعمر (لعنهما الله) فصاروا (بترية)، فقال فيهم الإمام الصادق (عليه السلام): «كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله». [اختيار معرفة الرجال ص230]
وعلى هذا الأساس ينظر الشيخ الحبيب في الشخصيات التي تدعي التشيع فإذا وجدها قد دخلت في الكفر الذي حذر منه الأئمة (عليهم السلام) كـ (البترية) أطلق عليهم وصف الكفر كما فعل الأئمة (عليهم السلام) لكن بالمعنى الذي سبق وهو أنه سينكشف يوم القيامة أنهم كانوا كفاراً في الواقع فيجتمعون مع الكفار في النار، أما في هذه الدنيا فالشيخ يجري عليهم حكم المسلمين.
 
وهل يمكن أن يكون من الشيعة من يدخل النار مع أنهم يتولون أهل البيت (عليهم السلام)؟
 
● نعم، لأن مجرد الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) لا تكفي إذا لم يتم الالتزام بشروطها ولوازمها، ومنها البراءة المطلقة من أعدائهم والمنحرفين عنهم الذين قاموا بتحريف الدين الإسلامي. قال الإمام الصادق (عليه السلام): «كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من أعدائنا». [بحار الأنوار ج27 ص58]
 
● كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعلن أن المسلمين سيفترقون إلى 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة كذلك أعلن الإمام الباقر (عليه السلام) إعلاناً آخر خطيراً وهو أن الشيعة سيفترقون إلى 13 فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقال (عليه السلام): «ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا، اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة». [الكافي ج8 ص224]
 
● قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النُصّاب» [اختيار معرفة الرجال ج2 ص759]  والناصب كافر عند الأئمة حيث يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «وأما الناصب لنا والمعادي لنا فمشرك كافر عدو لله» [الهلالي ج2 ص928]
 
ولكن أليس قيام الشيخ الحبيب بتكفير بعض الطوائف المتعايشة فيما بينها يؤدي إلى البلبلة وينسف هذا التعايش؟
 
● لماذا؟ هذا القرآن الكريم يعلن تكفير النصارى كما في قوله تعالى في سورة المائدة [آية: 74]: «لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» ونحن مازلنا نتعايش مع النصارى ويتعايشون معنا بدون بلبلة رغم تكفيرنا لهم فلماذا لا يمكن أن يتعايش الشيعة مع البكرية بدون بلبلة؟
كذلك يجب على الطوائف الأخرى أن تتفهم ما يطرحه الشيخ الحبيب، لأن ما يطرحه ليس هدفه إحداث البلبلة ونسف التعايش بل هدفه تقديم النصيحة بترك الكفر والضلال، والشيخ الحبيب من أكثر الناس الذين يدعون للتعايش السلمي والإيجابي بين طوائف المجتمع لكنه غير مستعد أبدا للتنازل عن الحق في نقد الطوائف المخالفة وبيان كفرها وضلالها ونصحها كما لا حق للنصارى مثلا أن يشترطوا للتعايش معنا كمسلمين أن نحذف الآيات والأحاديث التي تصفهم بالكفر والضلال، فعلى الجميع أن يكون وسيع الصدر ويتقبل وجهة نظر الآخر فيه ما دام لا يحرض على العنف.
 
وما هو الأثر الإيجابي من طرح مسألة التكفير بهذه الصورة؟
 
● الأثر الإيجابي هو تصحيح مسار المجتمع، فإذا عرف أبناء طائفة ما أن ما هم عليه هو كفر وضلال لا يرضاه الله سبحانه وتعالى فإنهم سيبحثون عن الحق والهدى والصلاح فيجدونه في منهج محمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) وبهذا يكونون قد كسبوا الدنيا والآخرة، في الآخرة يربحون الجنة إن شاء الله وفي الدنيا يبتعدون عن العنف والإرهاب والدمار وينشرون السلام في العالم لأن منهج محمد وآله محمد (صلوات الله عليهم) هو منهج الرحمة والسلام، أما منهج أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة (لعنة الله عليهم) فهو منهج الشر والدمار.
 
● أما حرمان الشيخ من طرح هذه المسألة فهي في الواقع أكبر جريمة في حق المجتمع لأن معنى ذلك السكوت عن الكفر والباطل والانحراف وبقاء الشر والدمار وضياع المجتمع الإنساني بسبب خفاء هذا الكفر والباطل والانحراف وتلبسه بلباس الدين والحق والعدل.
 
● الشيخ الحبيب لا يقبل أبدا تخدير الناس بالأوهام ليتفاجأوا في القبر أنهم كانوا على كفر وضلال وضياع، وهو يرى نفسه محاسبا إذا لم ينطق بالحق حتى ولو كان صادماً ومراً، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «قل الحق ولو كان مرا» [معاني الأخبار ص333] وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من استحيى من قول الحق فهو أحمق» [عيون الحكم ص440]
 
حوار بين رافضي وبكري
 
● البكري: شيخكم تكفيري!
● الرافضي: لماذا؟
● البكري: لأنه كفّرنا نحن السنة.
● الرافضي: هل كفركم فقال أن دماءكم وأعراضكم حلال؟ ألم تسمعوه يقول: «من آذى بكريا فقد آذاني»؟
● البكري: فسر لي ذلك؟
● الرافضي: شيخنا يقول أن دماءكم وأعراضكم وأموالكم حرام، لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، وإذا افترضنا أن شخصا شيعيا قصد الاعتداء عليكم وإيذاءكم فإنه سيكون أول من يقف بوجهه لأنه سيعتبر ما فعله اعتداء شخصيا عليه. لكنه يحتفظ بحقه في أن يقول أن ما أنتم عليه هو كفر وضلال وذلك من أجل أن يوقظكم من غفلتكم فتتداركوا أنفسكم قبل الممات، إنه يحب أن يصارحكم والصديق الحقيقي هو الذي يصارحك لا الذي يخدعك ويجاملك.
● البكري: وهل تقبل أنت أن أقول عنكم أنكم كفار؟ ألا يغضبك هذا؟
● الرافضي: قل فينا ما شئت فإنه لا يغضبني إذا لم يكن في سياق التحريض على قتلنا وسفك دمائنا وسبي أعراضنا كما يفتي شيوخكم الدمويون!
● البكري: ومن هم شيوخنا الذين أجازوا قتلكم وسبي نسائكم؟
● الرافضي: من العجيب أن تسأل عن هذا فهو واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، فاقرأ في كتب مذاهبكم تجد الدموية والإرهاب في أبشع صورهما تجاه المسلمين الرافضة، قال الآلوسي: «ذهب معظم علماء ما وراء النهر إلى كفر الاثني عشرية وحكموا بإباحة دمائهم وأموالهم وفروج نسائهم»!! [نهج السلامة في مباحث الإمامة للآلوسي]
● البكري: لا علاقة لي بشيوخنا الماضين، أريد من شيوخنا الحاليين.
● الرافضي: هذا أيضا مشهور، فخذ على سبيل المثال ما قاله عبد الرحمن البراك: «من المعروف أنَّ الشيعة تعني الرافضة، وهم الإمامية الإثني عشرية، لهم اعتقادات باطلة... وعلى هذا إن كان لأهل السنة دولة وقوة وأظهر الشيعة بدعهم وشركهم واعتقاداتهم فإن على أهل السنة أن يجاهدوهم بالقتال»!! [موقع المنجد 10272]
والآن من هو التكفيري فينا؟ نحن أم أنتم؟ ليس عندنا عالم واحد أفتى بجواز قتلكم وقتالكم بمن في ذلك الشيخ الحبيب الذي تصفونه بالتكفيري ظلما وبهتانا! أما عندكم فحدث ولا حرج!! وكل هذا بسبب اتباعكم لأبي بكر بن أبي قحافة فإنه كان أول تكفيري في الإسلام حيث حكم بالكفر على المسلمين من القبائل العربية التي امتنعت عن مبايعته ورفضت دفع الزكاة له واشترطت أن تبايع الخليفة من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لا يجوز دفع الزكاة شرعاً إلا للخليفة الشرعي، فأصدر أبو بكر حكمه بتكفير كل هؤلاء وقتلهم وسبي نسائهم مع أنهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله!! [راجع محاضرات الشيخ الحبيب في الليالي الرمضانية 1436]
 
حوار بين رافضي وبتري
 
● البتري: شيخكم تكفيري!
● الرافضي: لماذا؟
● البتري: لأنه يكفّر الآخرين.
● الرافضي: أي (آخرين)؟
● البتري: إخواننا أهل السنة.
● الرافضي: هل تعلم أن شيخنا يجري عليهم حكم المسلمين؟
● البتري: فما معنى أن يصفهم بالكفار إذاً؟
● الرافضي: إنه لا يقصد سوى وصف عقيدتهم بالكفرية لأنها ليست العقيدة الإسلامية الصحيحة فهو يميز بين (المعتقِد) بكسر القاف فيجري عليه أحكام المسلم و(المعتقَد) بفتح القاف فيصفه كما هو من الكفر والضلال.
● البتري: حتى هذه لا أقبلها! عليه أن لا يطلق الكفر على معتقِد أو معتقَد فهذا تطرف!
● الرافضي: إذاً فإمامك الخميني تكفيري متطرف!
● البتري: كيف تقول هذا؟ إمامنا كان داعية الوحدة ولم يكفر أحداً من المسلمين كما فعل شيخكم!
● الرافضي: متأكد؟
● البتري: نعم متأكد.
● الرافضي: معلوماتك خاطئة فإمامكم الخميني قد مارس التكفير فعليا فقد كفّر الشاه وصدام والسادات وكل من ينتمي لهم وقال عنهم أنهم كفار بشكل صريح في خطبه وأقواله!
● البتري: هؤلاء يستحقون ذلك فهم ليسوا مسلمين حقا لأنهم قد خانوا الإسلام وخانوا المسلمين.
● الرافضي: وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان ليسوا مسلمين حقاً لأنهم قد خانوا الإسلام وخانوا سادة المسلمين وهم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتكبوا أعظم جناية في التاريخ الإسلامي! فلماذا يجوز للخميني أن يكفّر من يعتبرهم خونة ولا يجوز للحبيب أن يكفّر من يعتبرهم خونة مع أن خيانتهم أعظم؟! على الأقل إن شيخنا لا يكفّر إلا الذين كفّرهم آل محمد (صلوات الله عليهم) بصريح الأحاديث والنصوص ولم يحكم على أتباعهم بالكفر والقتل كما فعل الخميني الدموي عندما دعا إلى (الإعدام الثوري) لكل أتباع الشاه وتم تنفيذ هذا الحكم في الآلاف ممن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله ولكنهم كانوا سياسياً مع الشاه لا مع الخميني!!
 
حوار بين عالم وجاهل
 
● الجاهل: الحبيب لا يمثلني!
● العالم: لماذا؟
● الجاهل: لأنه يكفّر الآخرين، وهل من سيرة علمائنا تكفير الآخرين كما يفعل هذا الشيخ المتطرف؟!
● العالم: هل يمثلك الشيخ الصدوق؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: الشيخ الصدوق كفّر الآخرين! قال: «واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم» [الاعتقادات ص103]
● الجاهل: عجيب!
● العالم: هل يمثلك الشيخ المفيد؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: الشيخ المفيد كفّر الآخرين! قال: «اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار» [حق اليقين ج2 ص189]
● الجاهل: عجيب!
● العالم: هل يمثلك الشيخ الطوسي؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: الشيخ الطوسي كفّر الآخرين! قال: «المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم  الكفار إلا ما خرج بالدليل وإذا كان غسل الكافر لا يجوز فيجب أن يكون غسل المخالف أيضا غير جائز» [التهذيب ج1 ص335]
● الجاهل: عجيب!
● العالم: هل يمثلك العلامة المجلسي؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: العلامة المجلسي كفّر الآخرين! قال: «اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار» [بحار الأنوار ج23 ص390]
● الجاهل: عجيب!
● العالم: هل يمثلك العلامة المامقاني؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: العلامة المامقاني كفّر الآخرين! قال: «يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثني عشرياً» [تنقيح المقال ج1 ص208]
● العالم: هل يمثلك السيد الخوئي؟
● الجاهل: طبعا.
● العالم: السيد الخوئي كفّر الآخرين! قال: «ثبت في الروايات والادعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم وإكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم أي غيبتهم لانهم من أهل البدع والريب بل لا شبهة في كفرهم» [مصباح الفقاهة ج1 ص323]
● الجاهل: كل هؤلاء؟!
● العالم: نعم وأكثر! فلقد قال الشيخ الجواهري: «والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا» [جواهر الكلام ج6 ص62]
● الجاهل: يعني جميع علمائنا متفقون على كفر المخالفين!!
● العالم: نعم ولكن الاختلاف بينهم هو في أن المخالف في هذه الدنيا هل يجري عليه حكم المسلم أم لا؟ فهناك من رأى أنه مسلم وهناك من رأى أنه كافر أما في الآخرة فالجميع متفقون على أنه كافر، والشيخ الحبيب يرى نفس الرأي الذي يراه السيد الخوئي الذي يقول: «الصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثني عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة» [التنقيح ج2 ص87]
والآن إذا كنت تعتبر الشيخ الحبيب تكفيريا متطرفا لا يمثلك فيجب أن تعتبر كل علمائنا تكفيريين متطرفين لا يمثلونك لأن قول الشيخ هو نفس قولهم بالضبط فمن يمثلك بعد ذلك؟!!
 
الخلاصة
 
● الشيخ الحبيب ليس تكفيريا دمويا.
● الشيخ الحبيب ليس تكفيريا يحكم على المخالفين بالكفر بل يحكم عليهم بالإسلام.
● الشيخ الحبيب ليس تكفيريا يدعو إلى إلغاء الآخر بل يدعو إلى التعايش الإيجابي بين جميع الطوائف بالحب والسلام والتفاهم لكن من دون التنازل عن الرؤية الشرعية للآخر.
● الشيخ الحبيب يرى فقط كفر المخالفين في الآخرة وهذا أمر طبيعي لأن الحق واحد لا يتعدد ولا بد أن يكون المخالف للحق كافراً ضالاً عند الله سبحانه وتعالى حيث يقول: «فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ» [سورة يونس: آية33]
● الشيخ الحبيب لا يختلف في هذه الرؤية عن رؤية كبار علماء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp