لماذا يحمل الشيخ ياسر الحبيب بشدة على الشخصيات الشيعية التي تعمل بالتقية عندما تشيد برموز المخالفين؟ 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
لماذا يحمل الشيخ ياسر الحبيب بشدة على الشخصيات الشيعية التي تعمل بالتقية عندما تشيد برموز المخالفين؟ 

بعض الشخصيات الشيعية (مثل محمد باقر الصدر وأحمد الوائلي ومحمد حسين فضل الله) صدرت منها أقوال تشيد ببعض رموز المخالفين (مثل أبي بكر وعمر وعائشة) فنرى الشيخ ياسر الحبيب يتخذ من هذه الشخصيات موقفا غاضبا ويحمل عليها بشدة باعتبار أنها خانت أهل البيت (عليهم السلام) عندما أشادت بقاتليهم وأعدائهم، أليست هذه الشخصية الشيعية معذورة لأنها عندما أشادت بأعداء أهل البيت (عليهم السلام) فعلت ذلك تقية ومن أجل منع الطائفية؟
 
● لا تجوز التقية هنا إلا في حالة الخوف، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إنْ ألجأك الخوف إليه» [وسائل الشيعة ج16 ص229] وإذا لاحظ الشيخ الحبيب أن ما فعلته هذه الشخصيات كان حقاً في حالة الخوف لكان يمكن أن يعذرها لكن الواقع واضح وهو أن هذه الشخصيات التي فعلت هذا المنكر لم تفعله في حالة الخوف بل كانت آمنة مطمئنة مرتاحة البال وغير مضطرة لذلك إطلاقاً لأن لا أحد أجبرها عليه، ولهذا لا يمكن إيجاد العذر لهذه الشخصيات.
 
● لو فرضنا أن هؤلاء كانوا في حالة الخوف فقد قال الفقهاء أن المجتهد لا يجوز له أن يفتي تقية حتى لو كان يخاف الضرر لأن ذلك يوقع الشبهة في نفوس المؤمنين، قال السيد البجنوردي: «وأما التقية في مقام الافتاء كأن يفتي المجتهد بحرمة ما ليس بحرام أو بوجوب ما ليس بواجب أو بالعكس فيهما، أو بالنسبة إلى سائر الأحكام التكليفية أو الوضعية فالامر فيها أعظم، ولعل أغلب عمومات التقية وإطلاقاتها لا تشملها، ومنصرفة عنها، فلا يجوز له الافتاء بمجرد خوف الضرر» [القواعد الفقهية ج5 ص79] لذلك كان على هؤلاء أن يتحملوا الضرر حتى لو فرضنا أنهم كانوا في حالة الخوف فكيف وهم لم يكونوا في هذه الحالة أصلا!
 
● كما أن جواز التقية مشروط عند الأئمة (عليهم السلام) بما لا يؤدي إلى الفساد في الدين، قال الإمام الصادق (عليه السلام): «للتقية مواضع، من أزالها عن مواضعها لم تستقم له، وتفسير ما يتقى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على غير حكم الحق وفعله، فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا يؤدي إلى الفساد في الدين فإنه جائز» [الكافي ج2 ص168] ومن الواضح أن إشادة البعض برموز العداء لأهل البيت (عليهم السلام) يؤدي إلى الفساد في الدين لأن ذلك يدعم الفرقة البترية ويصور (رموز الباطل) بصورة (رموز الحق) وهذا من أعظم الفساد في الدين الذي يؤدي إلى إضلال الناس.
 
● منع الطائفية لا يكون بالتنازل عن الثوابت والمواقف الدينية فهل يجوز لنا مثلا من أجل منع الطائفية أن نشيد بإبليس (لعنه الله) لأنه رمز لبعض المخالفين لنا وهم الطائفة الإيزيدية؟! وهل يجوز لنا من أجل منع الطائفية أن نشيد بأبي بكر البغدادي (لعنه الله) لأنه رمز (خليفة) لبعض المخالفين لنا وهم الدواعش ومن لف لفهم؟! بل يكون منع الطائفية بمنع كل طرف من التعدي على حقوق الآخر وليس المطالبة بتنازل كل طرف عن ثوابته ومواقفه الدينية لأنها لا تعجب الطرف الآخر، فنحن لدينا موقف ديني مبدئي يرفض أبا بكر وعمر وعائشة (لعنهم الله) كونهم حاربوا النبي وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وقتلوهم وأرعبوهم وحرّفوا دينهم وأضلوا الناس عنهم وبالتالي لا يمكن التنازل عن هذا الموقف.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp