التنبيه الخامس: ما ينبغي تحصيله والتحلّي به لمن يطلب الحديث وفقهه

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
التنبيه الخامس: ما ينبغي تحصيله والتحلّي به لمن يطلب الحديث وفقهه

1 نوفمبر 2016

ثمة مقوّمات وشرائط وآداب ينبغي أن تتوفر في طالب الحديث والمتفقه فيه حتى يبلغ مُرامه في هذا المجال ويحوز على أهلية الخبرة فيه. من تلك:

- إتقان علوم اللغة وقواعدها نحوىً وصرفاً وبلاغةً إذ بغير ذلك لا يمكن فهم الحديث لكونه باللسان العربي الفصيح البليغ.

- الإلمام بكتاب الله المجيد وأسباب نزول السور والآيات وتفسيرها إذ إن الأحاديث الشريفة تتشابك معها روحاً ولفظاً ومعنىً (1) وتفريعاً (2).

- الإلمام بسيرة المعصومين صلوات الله عليهم والمراحل الزمنية التي عاشوا فيها وما كان فيها من أحداث، إذ إنها تفسّر ما يرد في الأحاديث وتساعد على فهمها كما تساعد على تمييز ما قد يكون منحولاً منها أو متصرّفاً فيه عمداً أو سهواً (3).

- الإحاطة بأشباه الأحاديث ونظائرها لردّ المتشابه منها إلى محكمها (4). فعن الرضا صلوات الله عليه: من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هُدي الى صراط مستقيم. ثم قال عليه السلام: إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن، فرُدّوا متشابهها إلى محكمها ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا (5).

- أن لا يكون طلبه للحديث لمنفعة دنيوية. فعن الصادق صلوات الله عليه: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيبا، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة***.

- أن يكون على طهارة ما أمكنه حين تلقي الحديث أو المطالعة فيه أو قراءته، فإن ذلك يفتح عليه أبواب النور والتوفيق الإلهي.

- أن لا يتسرع في تفسير الحديث والبناء عليه بمجرد الظفر به بل عليه أن يتأمل ويراجع ويحقق ويسأل شيخه لئلّا يكون قد فاته شيء قد يقدح في ثبوت الحديث أو تفسيره له.

----------------------------------------

(1) لابد من معرفة كتاب الله عز وجل لأن الأحاديث تتشابك وتترابط معه، فمن لا يفهم كتاب الله عز وجل لا يفهم الأحاديث، ومن لا يفهم الأحاديث لا يفهم كتاب الله عز وجل، لأنهما عدلان لن يفترقا يفسران بعضهما بعضاً، وإنّ روح وألفاظ ومعاني القرآن هي روح وألفاظ ومعاني الأحاديث.

(2) أي: ان الروايات تفرّع على معاني القرآن.

(3) لابد من معرفة سيورة المعصومين عليهم السلام والمراحل الزمنية من حياتهم لأن عصر كل إمام يختلف عن الآخر، وكذلك الأجواء والظروف تختلف. ويُكتشف بقرينة الزمن والظرف الذي عاشه المعصوم عليه السلام هل أن الحديث الكذائي المنسوب إليه منحول أم لا، أو أنه قد صُحّف أم لا. مثال للتصحيف: لقد وقع التصحيف في رواية استشهاد الزهراء صلوات الله عليها، فهناك نسختين للرواية: الأولى تقول (خمسة وسبعين يوماً) والثانية تقول (خمسة وتسعين يوماً) بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله. فبقرينة السيرة والأحداث نعرف أي معنى أو نسخة للرواية هي الصحيحة.

(4) لابد أن يكون الطالب محيط بالأحاديث، أن يعرف أي حديث يشبه الآخر، أي حديث نظير للآخر. فاذا وقف أمام حديث متشابه له معاني كثيرة ولا مرجح لأحدها، فيعرف بضميمة أحاديث محكمة المعاني الصحيحة، فيرد المتشابه من الأحاديث إلى المحكم منها، كما تُردّ آيات القرآن المتشابهة إلى المحكمة منها.

(5) عيون أخبار الرضا، للشيخ الصدوق، ج١ ب٢٨ ص٢٦١ ح٣٩، طبعة قم المقدسة، ١٣٧٨هـ

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp