المبادئ الخمسة لِلَمِّ شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم في رؤية الشيخ

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
المبادئ الخمسة لِلَمِّ شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم في رؤية الشيخ

21 شوال 1438

جوابا على سؤال وُجِّه إليه من المغرب أثناء انعقاد جلسات التواصل التلفزية المباشرة؛ طرح الشيخ الحبيب رؤيته لِلَمِّ شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم وذلك من خلال الالتزام بالمبادئ العملية الخمسة التي ذكرها، والتي تمثّل طوق النجاة للأمة الإسلامية إذا ما أرادت الاجتماع على كلمة واحدة ولم شملها وتوحيد صفها. وفيما يلي مختصر لهذه المبادئ:

1- ضمان الحرية الفكرية وحرية التعبير:

إذا أردنا أن نجتمع حقاً فلابد أولاً وقبل كل شيء أن نضمن لكل طرف حريته الفكرية، وأن لا يكون هنالك جورٌ وقمعٌ على الناس. فكلٌّ له حرية طرح أفكاره على طاولة البحث، وله أيضاً حرية التعبير وما يجول في فكره ومعتقده ومذهبه، وأن يقع هذا التناقش الإيجابي ما بين الطرفين للوصول إلى كلمةٍ سواء.

فلا يمكن أن يصعد أحدهم المنبر في المسجد ويخطب خطبةً يعظّم فيها شخصية عائشة - على سبيل المثال - ويمنع في المقابل صعود شخصٍ آخر المنبر ينتقد شخصية عائشة معبرا عن وجهة نظرٍ مغايرة عنها، فهذا خلاف الحرية الفكرية وحرية التعبير.

فلابد إذن من الإقرار بالتعددية الفكرية، وأن الأمة الإسلامية مختلفة في هذه الشخصيات وأنها ليست ذات رأي واحد فيهم. فلا يمكن الاتحاد ما دام هنالك سلبٌ لحرية الآخر.

2- المصارحة والمكاشفة، وعدم التملق أو المجاملة:

إذا أردنا أن نتحد ونجتمع وأن نلمَّ شعثنا، فلابد أن نتصارح أولاً. فحين الجلوس على طاولة النقاش أو الحوار، لابد من التصارح ما بين الأطراف، وكلٌّ يصارح الآخر بما يؤمنُ ويعتقد به.

أما البدء بالتملق والمجاملة والمداهنة والكلام المعسول، فلن يوصل الأطراف إلى نتيجة. لأن من المفترض على الأطراف المجتمعة أن تناقش الأمور الخلافية بكل صراحة وبدون مجاملة، ومن ثمَّ الوصول إلى كلمةٍ سواء.

وما يحدث في مؤتمرات التقريب بين المذاهب الإسلامية من هذا القبيل، فإنها لا تناقش الأمور الخلافية، بل تناقش المشتركات! ولذلك لا نجد لها أثراً واقعياً على الأمة الإسلامية.

3- طلب الحق، لا المغالبة:

إن الذي يحدث حالياً في أغلب النقاشات الفكرية والمناظرات هو طلب الغلبة على الطرف الآخر كيفما اتفق، لا طلب الحق وإحقاقه.

4- التعاون في المشتركات الوطنية والقومية والمدنية وعدم جعل الاختلاف الديني سبباً للقطيعة.

ينبغي على المجتمعين إعذار بعضهم بعضاً في الاختلافات الدينية إذا لم يتوصلوا إلى كلمةٍ سواء، وينبغي عليهم أن يجتمعوا على المشتركات العملية لبناء الأمة والوطن، وعدم جعل تلك الاختلافات سبباً للقطيعة.

فإن الله تعالى يقول {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (22) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}

5- التسوية في الحقوق والواجبات:

كما أن هنالك حقاً للطائفة البكرية في أن تؤسس مسجداً طبقاً لعقيدتها، كذلك للطائفة الشيعية أن تؤسس مسجداً طبقاً لعقيدتها. وهلمّ جرا في بقية الحقوق والواجبات، ليشعر الجميع بالمساواة والعدالة فيشيع الود والإخاء فيما بينهم.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp