ملخّص الليلة الحادية والعشرون

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة الحادية والعشرون

21 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة الحادية والعشرون، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

صلى الله على مولانا علي بن أبي طالب يعسوب الدين وإمام المتقين.. صلى الله عليه وعلى من تولاه وآمن به واتبعه ووفى بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله فيه، ولعن الله قاتليه وخاذليه والمنحرفين عنه.

نرفع إلى المقام الأسمى ونقترب من الناحية المقدسة إمامنا المهدي المنتظر الخليفة الشرعي الثاني عشر الحجة بن الحسن المهدي صلوات الله وسلامه عليهما؛ نرفع إليه بخالص العزاء في هذه الليلة التي تهدمت فيها أركان الهدى باستشهاد مولى الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام.

قد علمتم أيها المؤمنين في الليالي الماضية أن هذا الإمام صار غريبا وحيدا مستوحشا ممن هم حوله، وقد رأى أن ممن حوله كثير ممن حوله منافقون غادرون خائنون وكان بعضهم من أقاربه.

كان المفترض أن يكون ممن حوله رجال يعينونه، ولكنهم كانوا منافقين سيرتهم تشهد على نفاقهم ويعملون ما يخالف أقوالهم.

كان من المفترض أن يكون ممن حول أمير المؤمنين عليه السلام رجاله الذين يعينونه على تطهير الساحة الإسلامي فإذا هم الداء فكيف يمكن له صلوات الله عليه أن يداوي بهم؟!

قال أمير المؤمنين عليه السلام مشتكيا ممن حوله: أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي، كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أن ضلعها معها (مثل عربي يعني كيف يمكن استخراج شوكة بشوكة تميل لأختها)، اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي، وكلت النزعة بأشطان الركي.

يستذكر أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه الأوفياء الذين كانوا معه فرحلوا: أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه. وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها.

قال أمير المؤمنين عليه السلام مستذكرا أصحابه الأوفياء: وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفا صفا. بعض هلك وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى.

قال أمير المؤمنين عليه السلام مستذكرا أصحابه الأوفياء بعدما سئم ممن هم حوله: مره العيون من البكاء. خمص البطون من الصيام. ذبل الشفاه من الدعاء. صفر الألوان من السهر. على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذاهبون. فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم.

في خطبة أخرى يستذكر أمير المؤمنين عليه السلام فقد إخوانه الأوفياء بعدما سئم ممن حوله من المنافقين أصحاب الطمع الدنيوي: أيها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم. وأديت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم. وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا.

يستمر أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: وحدوتكم بالزواجر فلم تستوثقوا. لله أنتم! أتتوقعون إماما غيرى يطأ بكم الطريق، ويرشدكم السبيل؟ ألا إنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلا، وأقبل منها ما كان مدبرا، وأزمع الترحال عباد الله الأخيار، وباعوا قليلا من الدنيا.

يستمر الإمام عليه السلام متأوها: لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى. ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء؟ يسيغون الغصص ويشربون الرنق. قد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم، وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم.

يستمر أمير المؤمنين عليه السلام: أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة. ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء.

قال عليه السلام: أوّه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة وأماتوا البدعة. دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه.

فقدوا الثقة بإمامهم وقائدهم لأنه ما عاملهم بطبقية، وعدل في الأمة، فما أعجبهم عدله. علي عليه السلام هو العدل والعدل هو علي عليه السلام.

آثر أمير المؤمنين عليه السلام أن يصبح وحيدا وسط أجواء مظلمة خيرا من أن لا يعدل في أولئك المنافقين.

كان يعلم النبي صلى الله عليه وآله أن عليا سيبقى وحيدا، ويفدّيه بأبيه، وينبئ باستشهاده. روت عائشة: رأيت النبي التزم عليا وقبله ويقول: "بأبي الوحيد الشهيد! بأبي الوحيد الشهيد!".

سئم علي عليه السلام ممن حوله وسئم من الحياة حتى كان يرجو الشهادة عاجلا.

رواية في مصنف بن أبي شيبة يرويها أحد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الأوفياء وهو من بني مراد نفس قبيلة ابن ملجم لعنه الله: ما يحبس أشقاها أن يجيء فيقتلني، اللهم إني قد سئمتهم وسئموني فأرحني منهم وأرحهم مني.

في كتاب الغارات للثقفي م2 ص444: رأيت عليا عليه السلام أخذ بلحيته وهو يقول: والله ليخضبنها من فوقها بدم فما يحبس أشقاكم؟!

كان في الأخبار المتقدمة رجاء أمير المؤمنين عليه السلام الشهادة عاجلا في السنة الأخير من حياته صلوات الله عليه.

في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد م1 ص14: لما دخل شهر رمضان كان عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر فكان لا يزيد على ثلاث لقم، فقيل له في ذلك فقال: يأتيني أمر ربي وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب في تلك الليلة.

إرشاد المفيد: يقول عليه السلام لابنته أم كلثوم: يا بنية إني أراني قل ما أصحبكم، قالت: وكيف ذلك يا أبتاه؟ قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي ويقول: يا علي لا عليك قضيت ما عليك، قال: فما مكثنا إلا ثلاثا حتى ضرب تلك الضربة، فصاحت أم كلثوم، فقال: يا بنية لا تفعلي فإني أرى رسول الله صلى الله عليه وآله يشير إلي بكفه ويقول: يا علي هلم إلينا فإن ما عندنا هو خير لك.

في آخر ليلة من حياة أمير المؤمنين عليه السلام أوصى: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وآله، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. ثم إني أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. الله الله في الأيتام، فلا تغيروا أفواههم، ولا تضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة، كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النار. الله الله في القرآن! فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم. الله الله في جيرانكم! فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى بهم، وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. الله الله في بيت ربكم! فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا و أدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة! فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم. الله الله في الزكاة! فإنها تطفئ غضب ربكم. الله الله في شهر رمضان! فإن صيامه جنة من النار. الله الله في الفقراء والمساكين! فشاركوهم في معائشكم. الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم! فإنما يجاهد رجلان: إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه. الله الله في ذرية نبيكم! فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم. الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا! فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث. الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم! فإن آخر ما تكلم به نبيكم صلى الله عليه وآله أن قال: "أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة الصلاة! لا تخافوا في الله لومة لائم، يكفيكم الله من آذاكم ومن بغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم، وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والتقاطع و التدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

إن معظم الشيعة اليوم تخاف لومة اللائمين التي نهى عنها علي عليه السلام. يخاف الشيعة اليوم لومة اللائمين فيبرر لنفسه بالقول أنه يعمل خلف الكواليس ولا يواجه لأنه يخاف لومة اللائمين. يتقاعس الكثير عن اقتلاع رموز الكفر والضلالة كأبي بكر وعمر لدرجة أنهم أسقطوا حتى اللعن في زيارة عاشوراء!

من شدة خوف البعض صاروا حتى لا يصحبون الصلاة باللعن فيكتفون بـ: اللهم صل على محمد وآل محمد، من دون وعجل فرجهم والعن أعداءهم حتى لا يُحسبوا على جهة ما.

يا من كتمتم الحق أو تقاعستم عنه جبنتم خوفا من الأذى؟! ثم ماذا؟! كيف تسلمون ممن لم يسلم منه أنبياء الله؟!

وصية أمير المؤمنين عليه السلام كما هي موجهة للحسن ولأهل بيته فإنها موجهة لنا أيضا. موجهة لي ولك ولكل من يتبعه صلوات الله عليه.

أعقد العزم الليلة وقم الحق ولا تخف في الله لومة لائم. أوصى أمير المؤمنين عليه السلام: ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم. نجد شرارنا ولاة علينا اليوم لأننا تركنا وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كثر الفساد اليوم ولا تجد من ينكر المنكر، وأعظم المنكر ولاية قتلة رسول الله صلى الله عليه وآله.

نجد في مناهج التعليم في البلاد التي نكون فيها الأكثرية، نجد في المناهج التعظيم لعمر بن الخطاب الذي لطم فاطمة الزهراء وكسر ضلعها وأسقط جنينها. لو وجدتم كلمة في تلك المناهج تعظم صدام لأحرقتموها! أهكذا رخصت الزهراء عندكم؟!

لماذا محيتم كل كلمات التعظيم لصدام والبعث في المناهج التعليمية وتركتم التعظيم لقتلة النبي وآله صلوات الله عليهم. إن إنكار المنكر في هذه المسألة عيني على كل فرد إذ لم يقم من بهم الكفاية.

عليكم أن تدعو أبناءكم لتمزييق تلك الصفحات! عليكم أن تضجوا! عليكم أن تثوروا ثورة رجل واحد! على الشعب كله أن ينكر المنكر. لا تكن الزهراء عليها السلام رخيصة عندكم إلى هذا الحد!

آخر ما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام: إياكم والتقاطع و التدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp