ملخّص الليلة الثالثة والعشرون

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة الثالثة والعشرون

23 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة الثالثة والعشرون، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

حتى لا يبقى كلامنا بغير شاهد أو دليل فلا بد في افتتاح هذه الجلسة الشواهد على ما قلناه في ختام جلسة البارحة وهو أن الغدر بعلي عليه السلام اتخذ أشكالا متنوعة ومنها: احترام قاتله عبد الرحمن بن ملجم.

طائفة كبيرة تنسب نفسها للتشيع تحترم بن ملجم وهي الطائفة النصيرية التي تسمي نفسها بالعلوية، ولا نقول أن أكثر أبنائها تحمل هذا الاحترام.

كتب الطائفة المنحرفة (النصيرية) عادة ما تكون في طي الكتمان ولكنها في هذا الزمن انتشرت وتسربت. عندهم كتاب عنوانه: الرسالة الرستباشرية للحسين بن حمدان الخصيبي، ويعتبر مهندس النصيرية.

الحسين بن حمدان الخصيبي هو نفسه مؤلف كتاب الهداية الكبرى ودون فيه أحاديث الأئمة عليهم السلام ليهديه لحكام حلب آنذاك وكانوا شيعة فلا بأس بأخذ الروايات فيه أما كتبه الأخرى فلا.

في كتاب الرسالة الرستباشية ص276: وأما المحمودون باطناً في حال المذمومين ظاهراً: فهم أكثر من أن يحصوا، وقد فسّرنا منهم من أمكن ذكره وتفسيره، منهم من قاتل مع عائشة الناكثة: الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص مع الباغية، وعبد الله بن مسعود في المرجئة، وأبو سعيد الخدري في السنة، وجابر بن عبد الله الأنصاري في الشيعة. ومن المذمومين ظاهراً وهم محمودون باطناً: طالب في المشركين، وعقيل في المخالفين، وعبد الله بن جعفر في المقيمين، وعبد الرحمن بن ملجم في المختبرين.

قد يروق لكثير من معممي هذا الزمان أن تتطابق نظريتهم مع النصيرية في جزئية الموقف من عقيل. يقول النصيرية أن عقيلا ظاهره مذموم وفي الباطن ممدوح. يزعم بعض الشيعة أن عقيل ذهب لمعاوية ليكون عينا لأمير المؤمنين عليه السلام على معاوية.

يزعم النصيري أن عبد الله بن جعفر في الظاهر هو مذموم لأنه أقام ولم يرحل مع الحسين عليه السلام، ولكنه في الباطن ممدوح. ولعل ما تقدم يروق لبعض معممي الشيعة اليوم ولكن هل يتابعون النصيرية في الموقف من ابن ملجم حيث قالت النصيرية أنه في المختبرين.

يكمل الخصيبي في الرسالة الرستباشية ص277: وكان أبو نواس الحسن بن هانيء من المختبرين، وممن صبر على احتمال ما احتمله عبد الرحمن وزيد في المجاهدين!

قال النصيري محمد بن شعبة الحراني في رسالة اختلاف العالمين ص3: أعلى هذه المرتبة درجة المختبرين ويحلها ثلاث أشخاص الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن ملجم وأبو نواس الحسن بن هانيء وقد ذكر أن المختبرين اثنان أعلاهم وسيدهم عبد الرحمن بن ملجم بن المرادي.. إلخ.

يعلل النصيري محمد بن شعبة الحراني في رسالة اختلاف العالمين ص3: لأن مولانا أمير المؤمنين منه الرحمة لما أراد الغيبة عزم أن لا يغيب عن أعين البشر قال على منبره وأهل ملكه بأسرهم بين يديه من منكم يتحمل في اللعنة إلى يوم القيامة فلم يتكلم أحد لسبق إرادة المولى فيهم.

في المصدر السابق: وألهم عبد الرحمن بن ملجم النطق فقال أنا يا مولاي أتحمل فيك اللعنة إلى يوم القيامة فجعله رأس درجة المختبرين وأول مراتب العالم الصغير فأظهر عند ذلك المولى الغيبة عز من لا يغيب عن عين البشر على يده فمن يكن ويكون المولى قد خصه بهذه المنزلة.

في المصدر السابق: وظهرت الغيبة على يده وكيف يكون من هذا الخلق أم كيف يجري عليه شيء من الأحوال الدنيوية مثل الأكل والشرب وقد روي عن العالم منه السلام أنه سئل عن عبد الرحمن بن ملجم فقال هو الولي.

في الرسالة الرستباشية للخصيبي ص280: وأما المذمومين باطنا في حال الممدوحين ظاهرا فالعباس بن موسى وزرارة بن أعين ومحمد بن أبي يعفور وأبو بصير الثقفي لا الأسدي وأبو بكر الحضرمي ومحمد بن مسلم.. وأبو جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي! وهؤلاء كلهم ثقات الأئمة.

لماذا نجد النصيرية يعادون ثقات الأئمة عليهم السلام وخصوصا الكليني صاحب الكافي؟ لأنهم حفظوا أحاديث الأئمة عليهم السلام ونشروها وخصوصا كتاب الكافي فهدم الاعتقاد النصيري.

النصيرية شر من الإباضية، حيث أن الأولى امتدحت ابن ملجم باسم محبة علي عليه السلام على خلاف الإباضية. إنك لن تجد شيعيا واحدا يتأثر بقول الإباضي لأنه مدرك بانفكاكه عنا، ولكن الخطورة حينما يُقدس ابن ملجم باسم علي وأولاد علي عليهم السلام فقد يتأثر الجاهل من الشيعة.

النصيرية كانوا شيعة فجاءهم محمد بن نصير الغالي الملعون وبعده الحسين بن حمدان وغيره حيث جاؤوا إليهم باسم علي وأولاد علي عليهم السلام فَضّل طائفة من الشيعة واستحوذ عليهم الشيطان.

أتصور تفهمون كلامي جيدا وتدركون لِمَ أكون حاملا بشدة على أولئك الذين هم معدودون منّا ومحسوبون علينا ويجملون صورة أبي بكر وعمر وعائشة فهذا الأمر خطر جدا قد ينشئ فرقة أخرى!

يصعد عميد المنكر (الذي يسمونه عميد المنبر) ثم يتقوّل على علي عليه السلام بالقول: أن عليا قال للنبي صلى الله عليه وآله إن الله طهّر نعلك فكيف لا يطهر عرضك! والإمام والله ما قالها.

إن أحمد الوائلي لا يختلف عن الحسين بن حمدان الخصيبي ولا محمد بن شعبة الحراني النصيريان. النصيرية عملت على تحويل عدو علي إلى ولي كعبد الرحمن بن ملجم والوائلي عمل على تحويل عدوة علي إلى طاهرة مطهرة كعائشة وباسم علي عليه السلام.

يزعم الوائلي أن ما جرى بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله هو عبارة عن مشاكل عائلية عادية كما تجري بين الرجل وابن عمه! يخفف من عظم الجريمة والانحراف.

إذا تُرك المنحرفون هكذا فإنهم سيتحلون إلى غدة سرطانية كما انحرفت النصيرية، فلا تتعجب إن وجدت ابنك يترضى على أبي بكر وعمر بعد عشرين سنة.

وجب استئصال هذه الغدة السرطانية وتطهير الساحة الدينية من الانحراف. إن الدين ما جاء إلا بدماء وأرواح أزهقت ما جاءنا مجانا بلا تضحيات.

نحن أشداء على من ينتمي للتشيع أكثر من شدتنا على البكرية، لأن تأثيره على الشيعي العامي أكبر من البكري. العمامة تخدع العامي أما الشماغ الوهابي فلا لذا نشد على المنتسبين إلينا أكثر.

بعدما سمعتم العقيدة النصيرية سختموها لأنها تحترم بن ملجم، ولا يقل سخافة عنهم ذاك الذي يحترم عائشة قاتلة النبي صلى الله عليه وآله.

ذاك الذي يحترم عائشة يسخف بالعقيدة النصيرية لأنها تحترم قاتل أمير المؤمنين عليه السلام، وهو أسخف منه لاحترامه قاتلة النبي صلى الله عليه وآله.

هناك فئات من الشيعة تحمل النزعة الخبيثة التي تحترم قتلة الأنبياء والأوصياء. إن الأجيال الشيعية الناشئة ستضحك على أصحاب هذه النزعة.

ستضحك الأجيال الشيعية النقية القادمة على حسن نصر الله الذي جرح قلب فاطمة صلوات الله عليها بترضيه على قتلتها! وكل من تولى رئاسة الحزب كانت له طعنة في قلب فاطمة عليها السلام.

عندكم نظام يقارع الدنيا في إيران "الجمهورية الإسلامية" بل والله إنها الجمهورية العمرية في إيران.

جمهورية إسلامية تسمي شوارعها باسم عمر بن الخطاب وتكتب "رضي الله عنه"! هذا جمهورية إسلامية؟! إي إسلام هذا؟! هذا إسلام السقيفة وليس إسلام فاطمة الزهراء صلوات الله عليها الذي يسمي شوارع دولته باسم قاتلها وظالمها وهي استشهدت غاضبة تلعنه في كل قنوت من صلواتها.

تمجّد في إعلامك وفي مناهجك الدراسية قتلة النبي صلى الله عليه وآله وعترته وتسمي دولتك جمهورية إسلامية؟! عندي المناهج الدراسية في إيران وفيها تبجيل لأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحتى معاوية في بعض الجوانب.

الغدر بأمير المؤمنين عليه السلام مستمر حتى في أوساط "شيعته" وهم ممن ينتحلون التشيع. من أجل المصلحة يغدر بعلي صلوات الله عليه.

ابن تيمية الحراني لعنه الله أيضا طابق قول النصيرية والإباضية من وجه حيث قال في "منهاج السنة" أن عليا لم يكن موفقا في قتال الخوارج لأنهم ملتزمون بشعائر الإسلام!

ابن تيمية يكذّب حديث النبي صلى الله عليه وآله أن عليا مأمورا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، ويراه رأي من علي أريق به ألوف مؤلفة من "المسلمين" يا لمذمة ذاك الرأي، ولم يحصل مصلحة من القتل بل زاد الشر في دينهم ودنياهم!

في "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية م6 ص356 في ذكر إنكار أمير المؤمنين عليه السلام على عثمان في إنفاق أموال المسلمين على أقاربه: ونحن لا ننكر أن عثمان كان يحب بني أمية، وكان يواليهم ويعطيهم أموالا كثيرة. (يعترف بجرائم عثمان). وما فعله من مسائل الاجتهاد التي تكلم فيها العلماء الذين ليس لهم غرض. (لابد أن يغمز في علي دفاعا عن عثمان) كما أننا لا ننكر أن عليا ولى أقاربه، وقاتل وقتل خلقا كثيرا من المسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويصلون!

يقول ابن تيمية: لكن من هؤلاء من قاتله بالنص والإجماع، ومنهم من كان قتاله من مسائل الاجتهاد التي تكلم فيها العلماء الذين لا غرض لهم. وأمر الدماء أخطر من أمر الأموال، والشر الذي حصل في الدماء بين الأمة أضعاف الشر الذي حصل بإعطاء الأموال! (طعن بعلي عليه السلام!).

يقول ابن تيمية في "منهاج السنة" م8 ص522: والذي عليه أكابر الصحابة والتابعين أن قتال الجمل وصفين لم يكن من القتال المأمور به وأن تركه أفضل من الدخول فيه، بل عدوه قتال فتنة. وعلى هذا جمهور أهل الحديث، وجمهور أئمة الفقهاء. فمذهب أبي حنيفة فيما ذكره القدوري أنه لا يجوز قتال البغاة إلا أن يبدأوا بالقتال، وأهل صفين لم يبدأوا عليا بقتال. وكذلك مذهب أعيان فقهاء المدينة والشام والبصرة، وأعيان فقهاء الحديث كمالك وأيوب والأوزاعي وأحمد وغيرهم... أنه (علي) لم يكن مأمورا به... وهو قول جمهور أئمة السنة، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الباب بخلاف قتال الحرورية والخوارج أهل النهروان، فإن قتال هؤلاء واجب بالسنة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وباتفاق الصحابة وعلماء السنة.

إذاً كما ترون أن قول ابن تيمية يقترب من قول الإباضية ورثة الخوارج أنهم يضعون الملامة علي عليه السلام في قتال الخوارج.

نترك الرد لابن حجر العسقلاني حيث قال في تلخيص الحبير ج4 ص84: حديث علي: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. رواه النسائي في الخصائص والبزار والطبراني والناكثين: أهل الجمل؛ لأنهم نكثوا بيعته، والقاسطين: أهل الشام؛ لأنهم جاروا عن الحق في عدم مبايعته، والمارقين: أهل النهروان لثبوت الخبر الصحيح فيهم: "أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".

وكذلك يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري م13 ص85: وقد أخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقال: كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف؟ قالوا. فما تأمرنا؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الحق.

كرهوا عليا عليه السلام لأنه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولم يكن جالسا في داره غاضا طرفه عن الأقارب والأبعدين. إن الرجل المؤمن حينما يتصدى للباطل يُلام ويضرب له المثل بمن يكون جليس الدار همه الصلاة والصيام تاركا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إن الذين ينكرون علينا تصدينا للباطل سواء كان عند الإباضية أو البكرية أو المتصوفة أو عند "الشيعة" أو حتى بين أوساطنا فكأنهم ينكرون على علي قتاله الناكثين والقاسطين والمارقين.

علي عليه السلام لم يكن ينكر على أصحاب معاوية فقط ويغض الطرف عن أصحابه وأقاربه، بل كان كما ينكر على أصحاب معاوية كان ينكر على أصحابه وأقاربه.

علي عليه السلام خاض ثلاث حروب رئيسية بغض النظر عن المناوشات الجانبية، وهذا لا يعني أنه صلوات الله عليه لم يكن مهتما بدماء المسلمين أو لا يريد وحدة إسلامية بل لحكمة قالها: القتل يقل القتل. هي حكمه عظيمة جدا.

حكمة أمير المؤمنين عليه السلام: القتل يقل القتل. القتل إن كان جزاء وفاقا فهو يقل القتل ظلما، فلو أن كان هناك عصابة مكونة من 100 فرد وقتل كل واحد منهم 100 لكان عدد المقتولين 10 آلاف فوجب قتلهم كي يقل القتل.

هذا الأخرق ابن تيمية الحراني لعنه الله يلوم عليا عليه السلام لأنه ابتدأ بعض المنحرفين بقتال، فهل يلوم النبي صلى الله عليه وآله الذي خاض حروبا استباقية ضد بعض القبائل ليقل القتل؟!

خاض النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين حربا تقريبا كان فيها عدد القتلى لا يتجاوز الألف. وهي أنظف حروب قامت في شبه الجزيرة العربية حيث تقع في الحرب الواحدة أعداد كبيرة. استبق النبي صلى الله عليه وآله بعضهم ليقل القتل.

لو أن هؤلاء الذين ادعوا أنهم مسلمون ناصروا عليا ومضوا معه في حروبه حتى آخر نفس لقل القتل. تخيل لو أن عليا صلوات الله عليه لم يُخن ولم يوقفوا حرب صفين في لحظاتها الأخيرة بعد رفع المصاحف لقتل معاوية واستقرت الدنيا بأسرها ويبث أمير المؤمنين علومه.

لو لم يُخن أمير المؤمنين عليه السلام وقتل معاوية بعد حبس عائشة في دارها وقتل طلحة والزبير لاستقرت الدنيا وما قامت دولة بني أمية ولا دولة بني العباس ولا الدولة العثمانية ولا هذه الدول الآن ولا نشأت لنا هذه الجماعات الإرهابية التي قامت على منهج السقيفة.

لو قرأتم التاريخ الإسلامي وفتحت كتابه، بمجرد فتحه ينقط الكتاب دما على ما ارتكبت جرائم في التاريخ. كل "ميليشيا" تأتي بسلاحها فتقتل وتحكم! التاريخ البكري تاريخ دموي إجرامي.

هذه الدماء جرت ومازالت تجري لعدم اعتماد مبدأ أمير المؤمنين عليه السلام (القتل يقل القتل)، امتنعوا عن قتل جماعة معاوية الذين لا يزيد عددهم عن الآلاف فنزف التاريخ بدماء مئات الآلاف.

تلوم عليا عليه السلام على قتاله الخوارج الذين كانوا كالدواعش اليوم. هل ترضى أن تمتنع عن قتال الدواعش الذين يسفكون دماء الأبرياء شرقها وغربها؟! إن لم تقتل الدواعش فإنهم سيقتلون مئات الآلاف من البشر، فكذلك صنع علي عليه السلام.

كان علي عليه السلام محتاطا جدا في إسالة الدماء محافظا جدا على الوحدة الإسلامية، لذا قتل القاتلين كي لا يسرفوا في سفك الدماء.

في الكافي ج5 ص28: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقاتل حتى تزول الشمس ويقول: تفتح أبواب السماء وتقبل الرحمة وينزل النصر، ويقول: هو أقرب إلى الليل وأجدر أن يقل القتل ويرجع الطالب ويفلت المنهزم.

تعلّم من إمامك عليه السلام فليس معنى أنك حريص على الألفة أن تترك النهي عن المنكر وتحارب الانحراف. لابد من توازن تزن به الأمور.

في مصنف بن أبي شيبة ج8 ص724: عن يزيد بن بلال قال: شهدت مع علي يوم صفين، فكان إذا أتي بالأسير قال: لن أقتلك صبرا، إني أخاف الله رب العالمين، وكان يأخذ سلاحه ويحلفه: لا يقاتله، ويعطيه أربعة دراهم. هذا هو علي عليه السلام وهذي رأفته ورحمته.

الأمة التي ابتلي بها علي عليه السلام أمة غادرة عاقة وجاهلة، وكذلك ابتلينا بها اليوم! الفتنة في الحق ممدوحة، يقول الصادق عليه السلام: تمنوا الفتنة فإن فيها هلاك الجبابرة.

أختم حديثي الليلة بشكوى أمير المؤمنين عليه السلام إلى ربه في آخر ليلة من حياته من هذه الأمة، جاء في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر م2 ص2 عن إسماعيل بن عبد الله الصلعي: فخرجت متوجها إلى الكوفة فأمسيت دونها، فبت قريبا من الحيرة، فلما جن لي الليل إذ أنا برجل قد أقبل حتى استتر برابية، ثم صف قدميه فأطال المناجاة، فكان فيما قال: اللهم إني سرت فيهم بما أمرني رسولك وصفيك فظلموني، وقتلت المنافقين كما أمرتني فجهلوني. وقد مللتهم وملوني و أبغضتهم وأبغضوني، ولم تبق خله أنتظرها إلا المرادي، اللهم فعجل له الشقاء وتغمدني بالسعادة، اللهم قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذا سألتك، اللهم وقد رغبت إليك في ذلك، ثم مضى، فتبعته فدخل منزله، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام قال: فلم ألبث إذ نادى المنادي بالصلاة، فخرج وتبعته حتى دخل المسجد فعمه ابن ملجم لعنه الله بالسيف.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp