20 شهر شوال 1439
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة لشاعر أهل البيت عليهم السلام الأستاذ مرتضى علي من لبنان:
بتريةً ضلّتْ وأنتَ مسدَّدُ
إبليسُ نجمُهمُ، ونجمُك أحمدُ
ولقد فقِهتَ عن الأئمةِ نهجَهم
وصَدَعتَ تجهرُ، والضلالَ تفنِّدُ
ونهلتَ من نبعِ العقيدةِ سابرًا
غورَ الحقيقةِ تجتلي وتجدّدُ
ونفضتَ عن أفقِ العقولِ غبارَها
لتزيلَ أصنامًا تُطاعُ وتُعبدُ
ودحضتَ دعوى كلِّ أحمقَ غرَّهُ
وهمَ عتيقٍ في الدجى يتوالدُ
زلزلتَ عرشَ ضلالِهم فتصدّعتْ
أركانُه، ويكاد ينعاهُ الغدُ
وفضحتَ كلَّ رموزِهم، عرّيتَهم
لا ثوبَ يسترُهم، وأنتَ الفرقدُ
حطّمتَ أصنامًا عتيقا زيفُها
جيلًا نَشلْتَ، لها تعوَّدَ يسجدُ
صنعوا لهم غيرَ التشيعِ مذهبًا
فيه السياسةُ قبلةٌ بل معبدُ !
صَبّوا حماستَهم بجذوةِ سُلطةٍ
ورَمَوا بهم في حَومةٍ تتوقّدُ
يتخرّصونَ بوَحدةٍ مزعومةٍ
لو شاءَها المولى إذًا لتوحَّدوا
هيهاتَ يُمزَجُ أبيضٌ مع أسودٍ
ويظلُّ أبيضَ لم يُصِبْه الأسودُ !
ولهم قضايا دون ذلك جمّةٌ
ميدانُها حمقٌ وليستْ ترشُدُ
أعظمْ به جُهدا جِهادا حينما
منهم تحرِّرُ مَن بهم يتقيّدُ
بُورِكتَ من شيخٍ عظيمٍ خيرُه
يُغضي حياءً حين يُلفى يُحمَدُ
ويرى الذي يُزجيه من فيضِ العطا
نزْرًا قليلا، وهو نِعْمَ المَقصِدُ !
بعمامةٍ بيضاءَ، ظنّي أنه
سوداءَ ينظرُها الإمامُ السيّدُ
"سلمانُ منا" قالها خيرُ الورى
نسَبُ العقيدة ذاك نِعمَ المَحْتِدُ
يا شيخَنا، كان الضبابُ غِشاوۃً
بعيونِنا، والآن بانَ المشهدُ
بانَ الضلالُ، وكلُّ أقنعةِ الغِوى
سقطتْ، وأهلُ البترّ حقلًا أجردُ
هذا صنيعُك والإلهُ موفِّقٌ
والعِلمُ مَركِبُك المتينُ الأجودُ
بِدرايةٍ تعطي الروايةَ حقَّها
وكذا الأدلةُ بالقرائنِ تُرفَدُ
وحباكَ ربُّكَ فطنةً وفراسةً
بهما أطاعَك غامضٌ ومعقّدُ
وفصاحةً فوقَ اللسانِ وقورةً
من ثغرِكَ البرهانُ دُرّاً يُنضَدُ
للقلبِ أنتَ جلاؤُه وشفاؤُه
للعقلِ أنتَ سحابُه المتجدِّدُ
علّمتنا الرفضَ المجيدَ وإنّهُ
في القلبِ صارَ وفي اللسانِ يُرَدَّدُ
منّي إليكَ سلامُ تلميذٍ لكم
إلا برؤيةِ نورِكم لا يَسعَدُ
وكذا السلامُ إلى الأحبةِ كلِّهم
في هيئةِ الخُدّامِ تنقشه اليد
لكنْ من القلبِ المحبِّ مدادُه
طولَ السماءِ على المدى يتمدّدُ
فهمُ أسودُ الرفضّ حقٌّ صوتُهم
حتى العدوُّ لهم يُقِرُّ ويَشهدُ