بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والعن من اذى نبيك فيها
سماحة الشيخ المجاهد المرابط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله سبحانه أن يحفظكم وينصركم ويشد من ازركم لما فيه خدمة أل محمد وفضح أعدائهم
جناب الشيخ
قبل فترة ليست بالقليلة نشر الشيخ نجاح الطائي كتاب بعنوان (( صاحب الغار أبو بكر أم رجل أخر )) نفى فيه وجود أبو بكر ((لعنه الله )) في الغار مع الرسول في حادثة الهجرة المباركة وعند مطالعتي الكتاب لم أجد فيه حسب فهمي القاصر دليلا على المدعى فما هو رأي سماحتكم في الكتاب والكاتب
ولقد أنكر الكاتب حتى معجزة نسج العنكبوت بيته في مقدمة الغار وبناء الحمامة عشها بدعوى أن الغار كان صغير المساحة جدا وهذة المعجزة لا تقدم شيئا في أبعاد المشركين عن العثور على الرسول ((ص)) في الغار فما رأيكم بذلك
نرجوا ألأجابة بشيء من التوضيح والتفصيل رجاء ولا تنسونا من بركاتى دعائكم المبارك
خادمك
أبو تراب الناصري من العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصلت رسالتكم للشيخ شاكرا ومقدرا وداعيا لكم بكل خير.
أفاد الشيخ أنه واقعاً لا يجد وجهاً لما انتهى إليه البحث المشار إليه بعد التحقيق، وليس فيه دليل على المدّعى غير بعض التقريبات والافتراضات التي لا يجبرها جابر، وفي قبالها أدلة معتبرة وصريحة عن آل محمد (عليهم السلام) بأن الذي كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار هو أبو بكر (لعنه الله) وأنه المُصاحَب لئلا يبلغ المشركين وأنه المذموم بنهيه عن الحزن وحرمانه من السكينة.
وأما معجزة نسج العنكبوت بيتها على باب الغار فثابتة للدليل الخاص فضلاً عن الدليل الكلي الذي مفاده أنه ما من معجزة لأحد من الأنبياء (عليهم السلام) إلا ولنبينا (صلى الله عليه وآله) مثلها وأعظم منها كما ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
1 شهر رمضان 1430
----------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ولعن أعداء محمد وآل محمد..
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظكم الله ورعاكم..
بعد التحية والتبجيل لمقامكم السامي أقول : قرأت في موقعكم الموقر جواب على تقيم كتاب (صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر)
وقلتم في ما قلتم بأنه لا يوجد في الكتاب دليل على المدعى!! فأحببت أن ألفت نظركم بما يخص بحث الشيخ نجاح الطائي حفظه الله..
أولاً: إن بحث الشيخ نجاح الطائي موجه لأهل السنة بالذات ولذلك كانت أدلته من كتب السنة وعلى الخصوص الكتب المعتمدة لديهم فهو يلزمهم بما ألزموا به أنفسهم..
ثانياً: أعتمد الدكتور على أقوال علمائهم في رفض قضية العنكبوت والحمامتين فهو يطرحها لكي تكون عليهم هم حجه وليس نحن.
أما عن الدليل بأن أبي بكر لم يكن مع النبي في الغار فهو دليل واضح وصارخ في صحيح البخاري وغيره من المصادر ويجب على أهل السنة بما أنهم ألتزموا أنفسهم بأن البخاري صحيح فعليهم أن يقولوا أن أبي بكر ليس هو صاحب الغار!!
روى البخاري في صحيحة ج1 ص 170 كتاب الأذان , باب إمامة العبد والمولى الحديث رقم 692:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ - مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ - قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا .
لاحظ مولانا بأن الرواية تتحدث عن أوائل المهاجرين إلى المدينة وكان من بينهم كما تشير الرواية عبد الله بن عمر راوي الرواية وسالم مولى أبي حذيفة الذي صلى بهم وكان ذلك (قبل مقدم رسول الله) وضع خطين عريضين تحت (قبل مقدم رسول الله) وتعال معي للرواية الثانية
الرواية الثانية في صحيح البخاري نفسه يروي نفس الرواية السابقة مع إضافات أخرى في ج8 ص115كتاب الأحكام باب استقصاء الموالي واستعمالهم الحديث رقم 7175:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَخْبَرَهُ قَالَ كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى مَسْجِدِ قُبَاءٍ ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ .
لاحظ مولانا إلى هذه الرواية وهي تتكلم عن نفس الحدث وهو قدوم المهاجرين الأولين إلى المدينة قبل مقدم رسول الله (ص) وفي المهاجرون أبو بكر وعمر !!
والرواية هي نفسها ولكن البخاري قطعها إلى قطعتين لكي يموه على الناس وقد جمعها غيره مثل أبو داود في سننه ج1 ص157 و 158 تحت رقم 588 ولكن النساخ حذفوا اسم أبي بكر من الرواية!!
وليس هذا خطأ مطبعي في صحيح البخاري بل أثبت ذلك غيره نذكر بعضهم بإختصار:
روى الحلبي في السيرة الحلبية ثلاث روايات تفيد وجود أبي بكر في المدينة قبل مقدم رسول الله (ص) إليها:
الرواية الأولى : وكان سالم مولى أبي حذيفة رضي الله تعالى عنه يؤمّ المهاجرين بقباء قبل أن يقدم رسول الله ، وكان مصعب يؤمّ القوم: أي الأوس والخزرج...)
المصدر : السيرة الحلبية ج2 ص12, طبعة دار الكتب العلمية بيروت 1422هـ .
الرواية الثانية للسيرة الحلبية : وكان سالم رضي الله تعالى عنه يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر.
المصدر : السيرة الحلبية ج2 ص128, طبعة دار الكتب العلمية بيروت 1422هـ .
الرواية الثالثة للسيرة الحلبية: وممن هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلّم سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أي لأنه لما أعتقته زوجة أبي حذيفة وكانت أنصارية تبناه أبو حذيفة، وكان يؤمّ المهاجرين بالمدينة فيهم عمر بن الخطاب ، لأنه كان أكثرهم أخذ للقرآن...)
المصدر : السيرة الحلبية ج2 ص31, طبعة دار الكتب العلمية بيروت 1422هـ .
لاحظ مولانا حذفوا اسم أبي بكر حينما ورد في الرواية (وممن هاجر قبل النبي) وحينما لا تذكر يضعوا اسمه !!! وقد فضحهم القرطبي في تفسيره والزركلي كتابه الأعلام حينما صرحا بالرواية كاملة!!!
قال القرطبي : لما قدم المهاجرون الاولون العصبة - موضع بقباء - قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا. وعنه قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الاولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر ...)
المصدر : تفسير القرطبي ,ج1 ص355.
قال الزركلي في الأعلام : كان (أي سالم مولى أبي حذيفة) يؤم المهاجرين الأولين، قبل الهجرة ، في مسجد قباء، وفيهم أبو بكر وعمر.
المصدر : الأعلام,الزركلي,ج3 ص73.
رواية ابن شبة في تاريخ المدينة : أن عبد الله بن عمر قال: وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه (آله) وسلم من الأنصار في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر...)
وقال أيضاً : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت سالما مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر ...)
المصدر : تاريخ المدينة, ج1 ص46.
والروايات السابقة ذات شقين
أحدهما : (قبل مقدم رسول الله) و(ممن هاجر قبل رسول الله) و(قبل الهجرة) و(قبل مقدم النبي)
والثاني : فيهم أبو بكر وعمر.
وهذا يعني بأن أبي بكر كان في المدينة قبل هجرة النبي (ص) إليها مما يستلزم عدم صحبته للنبي (ص) في الغار والهجرة,, والبخاري وغيره يكذبوا حضور أبي بكر في الغار بذكرهم هذه الرواية!!
وبهذا جعل الدكتور نجاح الطائي علماء السنّة أمام حلين لا ثالث لهما!!
إما أن يكذبوا البخاري الذي أجمعوا على صحته أو يكذبوا حضور أبي بكر في الغار!!
أما عن الحمامتين والعنكبوت يوجد كتاب تحت اسم (ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية) لأحد علماء الوهابية ينقل فيه أقوال علمائهم الكبار منهم ابن عثيمين وابن باز والألباني وغيرهم في رفض الروايات التي تتحدث عن الحمامتين والعنكبوت وقولهم بأنها كذب!!
وهذا ما قصده الدكتور نجاح الطائي في بحثه (صاحب الغار) فهو يلزمهم بما ألزموا به أنفسهم وبما قاله علمائهم!!
وقد صدر للشيخ نجاح الطائي كتابين آخرين في هذا الخصوص وهما:
الأول: دليل النبي (ص) صاحب الغار أم لا؟
الثاني: البخاري يكذب حضور أبي بكر في الغار!!
وفي الختام أسأل الله لي ولكم بالتوفيق والسداد بحق خير العباد محمد وآله
ولا تنسونا من صالح دعائكم ولكم تحياتي
أبو مهدي - القطيف
-----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد دعا لكم الشيخ، وأفاد بأن إنْ الكتاب المشار إليه نفى وجود أبي بكر (لعنه الله) في الغار بنحو مطلق، لا من باب الإلزام، وهو بذلك يغسل - من حيث لا يقصد - عار حرمان ابن أبي قحافة من السكينة الكاشف عن نفاقه وعدم إيمانه، وهذا محل الاعتراض أولاً.
وأما الدليل المذكور عن البخاري، فليس بشيء عندهم إذ هو لا ينهض لمقاومة المستفيض من رواياتهم التي تثبت وجوده (لعنه الله) مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار، ولذا فإنهم - كالبيهقي وتبعاً له ابن حجر - وجّهوا رواية إمامة سالم للقوم وفيهم أبو بكر إلى أن سالماً استمرّ في إمامتهم في مسجد قباء حتى بعد وصول النبي (صلى الله عليه وآله) حيث لم يُبنَ مسجده بعد.
وأما عند الشيخ فليس بشيء أيضاً، لا فحسب لروايات أئمتنا (عليهم السلام) الصريحة في كونه (لعنه الله) في الغار؛ بل لأن الثابت عند الشيخ أنه تقدّم وأوصل نفسه إلى المدينة قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان قد توقف وتأخر وأصرّ على عدم دخولها حتى يقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) فيدخلان معاً، وهو ما لم يحتمله أبو بكر فولّى صوب المدينة ودخلها وحده. وعليه فلو أخذ الشيخ برواية البخاري لقال بأن سالماً أمّه حينذاك قبل مقدم النبي صلى الله عليه وآله، أي في الأيام التي تأخر فيها النبي (صلى الله عليه وآله) منتظراً أخاه عليا عليه السلام، ولا يعني هذا أن أبا بكر لم يكن معه في الغار أصلاً، فقد كان معه، لكنه عند مشارف قباء والمدينة دخلها قبله. فلاحظ.
وأما عن العنكبوت والحمامة، فإن صاحب الكتاب نفاهما أيضاً بنحو مطلق، وأرجعهما إلى الإسرائيليات، ولا يصح لمن يروم أمراً كهذا من باب الإلزام إلا أن ينبّه عليه، لكنه لم يفعل، فالإشكال باقٍ.
ومهما يكن فإنه بغض النظر عن لغة البحث الضعيفة، فإنّ الشيخ كان مؤيّدا لحقه في طرحه وكان أول من ساعده على ذلك لتحريك النقاش العلمي في المسألة.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 21 ذي القعدة 1430