ما هو ردكم على قول الملحدين الذي مفاده أن الإسلام دين ذكوري ويظلم المرأة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

يشكل علينا الأخوة العلمانين الملحدين في مسألة الحور العين

لما هي للرجال فقط؟ هل نسى الله النساء؟ أليس للنساء ميل للرجال كميل الرجال للنساء؟ فلما لم يعدهن الله أيضا بحور عين كما فعل مع الرجال؟

ولا تقولوا لي وعدهم برجال الدنيا فالقرآن وعد أيضا الرجال بنساء الدنيا إضافة للحور العين، أليس هذا دليل على ذكورية القرآن على حد قولهم؟

ننتظر ردا شافيا ودمتم بود

العلوي الفاطمي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجاب الشيخ بالآتي:

أولا إن العلمانيين والملحدين ليسوا إخوة لنا!

وثانيا، إن الله تعالى خلق الخلق، وجعل لكل فرد من خلقه ما يلائمه ويوافقه ويسعد به، وقد كان من حكمته أن جعل للذكر من الإنسان إمكان الالتذاذ بأكثر من واحدة، وجعل للأنثى من الإنسان كفاية الالتذاذ بواحد، كما أنه جعل للذكر من النحل كفاية الالتذاذ بواحدة، وجعل للأنثى من النحل إمكان الالتذاذ بأكثر من واحد، ولذا يتناوب على ملكة النحل عدة من الذكور الذين يتناوبون على تلقيحها، وقد يصل عددهم في اليوم الواحد إلى سبعة عشر.

فليس للمعترض أن يطالب بمساواة ذكر الإنسان بأنثاه فيبيح للمرأة الزواج بأكثر من رجل ويطالب بأن يكون لها في الجنة أكثر من رجل بدعوى أن للرجل أن يتزوج في الدنيا أكثر من واحدة وله في الآخرة أكثر من واحدة فيما المرأة محرومة من ذلك وهذا إجحاف بحقها! كما ليس للمعترض أن يطالب بمساواة ذكر النحل بأنثاه فيدعو بأن يكون للذكر أكثر من أنثى يلتذ بها بدعوى أن للأنثى أكثر من ذكر تلتذ به فيما الذكر محروم من ذلك وهذا إجحاف بحقه! فإن أحدا لو شكّل جمعية للدفاع عن حقوق ذكور النحل وطالب بمثل ذلك لاستهزأ به النحل نفسه! إذ سيقول له: ”إن الله تعالى خلقنا هكذا، فأن يخرج ذكر النحل عن طوره ويجامع أكثر من أنثى هو أمر خارج عن طبيعته، مخلٌّ بتكوينه“! وكذا ينبغي للإنسانة أن تقول لهؤلاء الملحدين الحمقى: ”إن الله تعالى خلقنا نحن الإناث هكذا، فأن تخرج الإنسانة عن طورها ويتعدّد عليها الرجال هو أمر خارج عن طبيعتها، مخلٌّ بتكوينها“!

وإلى هذه الحقيقة - حقيقة الاختلاف التكويني بين الذكر والأنثى وأن ما يناسب الأول لا ضرورة لأن يناسب الثاني والعكس - أشار الله تعالى بقوله عز من قائل: ”وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ“!

ولا يعني ذلك أن القرآن أو الإسلام دين ذكوري كما يزعمون ويتخرّصون، وإنما هو دين يعطي كل ذي حق حقه، لا بما يخرجه عن فطرته التي فطره الله تعالى عليها.

وإلا فيمكن الادعاء أيضاً بأن الإسلام دين أنثوي! لأن للمرأة في أحكام الإسلام امتيازات لم ينلها الرجل! منها أنه أعفاها من العمل، فلها أن تتقاضى معاشها إن لم يكن أحدٌ يعولها وذلك من بيت مال المسلمين، وهو أمر تتمناه النساء الغربيات اليوم ويطالبن به في جمعياتهن الحقوقية؛ أن لا يُجبرنَ على العمل بل أن تُصرف لهن رواتب حكومية لا تقتصر على الحوامل والمربّيات منهن بل تشمل جميع النساء لأن عمل المرأة يفقدها جمالها وشبابها وأنوثتها ويكون ذلك على حساب اهتمام زوجها بها إذ يلتفت إلى غيرها! أما الرجل في الإسلام فليس له هذا الامتياز وإنما عليه أن يعمل ويكدّ على نفسه وعياله إلا أن يكون مريضاً مقعداً مثلاً.

ومنها أن للمرأة أن تطالب زوجها بأجر حتى على إعدادها الطعام له بل إرضاع أطفالها منه! أما الزوج فعليه تأمين كل الخدمات لها بلا أجر!

ومنها أن الزوج مأمور بأن يخلع خفّيها بنفسه ويغسل رجليها ويصبّ الماء إلى باب الدار ليطرد الله عنهما الفقر والمرض وتحل عليهما البركة! فهل رأيت ”دينا أنثوياً“ أقوى من هذا حيث يأمر الرجل بأن يطأطئ رأسه ويقوم بنفسه بخلع نعلي امرأته ثم يغسل رجليها وهي جالسة كالأميرات فيما زوجها كصبيٍّ خادم لها؟!

والموارد كثيرة.. لكن حماقة الملحدين والعلمانيين أعيت مَن يداويها!

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

3 شوال 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp