بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
كيف يكون الامام الحجة عليه السلام أفضل من أبيه الامام العسكري وبعض الروايات تشير إلى أن (الأول خبر من الآخر لأنه إمامه والآخر وصي الأول) عن كتاب سليم بن قيس ، أي كيف يكون المأموم خير من الامام والأرض لا تخلو من امام وعلى ذلك يكون آدم أفضل الأنبياء عليهم السلام (وهو غير صحيح طبعا) بناء على عدم خلو الأرض من امام ، كما أن هناك روايات أخرى أشارت إلى غير ذلك كالتي تقول بأفضلية الحجة أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء بأفضليته على بقية الأئمة دون الخمسة أصحاب الكساء عليهم السلام فكيف نوفق بين تلك الروايات؟
أفيدونا جزاكم الله عن محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين كل خير
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أحزان أهل البيت (عليهم السلام) في شهر صفر. جعلنا الله وإياكم ممن يثأر لهم مع ولدهم المنتقم الحجة أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
مما استُدل به على كون مولانا بقية الله الأعظم (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) أفضل من آبائه ما خلا الخمسة أصحاب الكساء (صلوات الله عليهم أجمعين) الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيها: "واختار (الله) من الحسين الأوصياء، ينفون عن التنزيل تحيف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم، ظاهرهم، قائمهم، وهو أفضلهم". (مقتضب الأثر للجوهري ص10 والغيبة للنعماني ص67 وغيرهما).
والتوفيق بين هذه الطائفة من الروايات وبين تلك التي تنص على كون الإمام السابق أفضل من اللاحق يقضي بالقول بأن الحجة (صلوات الله عليه) إنما صار في مرتبته أفضل من آبائه الثمانية بعد مضي أبيه الحسن العسكري (صلوات الله عليه) لا في حياته، وإلا لما جاز لأبيه أن يتولى الإمامة لأن إمامة الفاضل مع وجود الأفضل لا تجوز.
والأمر ذاته يجري مع الأنبياء (عليهم السلام) فأيّما نبي كان أفضل من سابقه ولم يكن هو المتولي للإمامة في زمانه؛ إنما يكون أفضل بعد رحيل سابقه لا في حياته.
فإن قيل: تغيّر المرتبة نزولا أو صعودا ينفي ثباتها، والنصوص توحي بالثبات والقطع بأن هذا أفضل من هذا. قيل: التغيّر ممكن وشهدت له نصوص من قبيل أنهم (سلام الله عليهم) يزدادون في كل جمعة فضلا وعلما، وما نطقت به الروايات من قطع بأن هذا أفضل من هذا إنما يكون بلحاظ النتيجة الكلية والمجموع، لا بلحاظ الزمن الخاص.
رزقكم الله تعالى تحصيل دقائق العلوم ببركة الولاية لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم. والسلام.
الخامس والعشرين من شهر صفر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.