هل وردت أحاديث نبوية شريفة بخصوصية وفضائل المحسن (عليه السلام)؟ وكيف يكون الإمام الحسن (عليه السلام) أفضل من الإمام الحسين (عليه السلام) وقد قال المعصومون أنهم في الفضل سواء إلا علي وشأنه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

سماحة المولى المجاهد الشيخ ياسر الحبيب (دام عزكم وأيدكم الله بنصره)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1).هل كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حامل بالمحسن عليه السلام وفي أحشائها في حادثة الكساء الشريف (حديث الكساء)؟ وهل هو سادس أهل الكساء ومنهم ؟

2). لو بقي المحسن عليه السلام على قيد الحياة هل سيكون من الأئمة المعصومين؟ وهل هو الآن معصوم وإمام؟

3). هل هناك أحاديث وردت من الرسول الأعظم بخصوصية وفضائل المحسن بن علي عليهما السلام؟

4). سمعت من سماحتكم ومن العلماء الأفاضل أن الإمام الحسن عليه السلام أفضل من الإمام الحسين عليه السلام كيف يكون ذلك؟ وأئمة أهل البيت عليهم السلام يقولون:(كلنا في الفضل سواء إلا علي وشأنه)، نرجوا من سماحتكم التوضيح؟


ولكم جزيل الشكر والتقدير، ونتمنى من العلي الأعلى أن يحفظكم بعينه التي لا تنام ويسدد خطاكم بحق محمد وآله الطاهرين ...... نســــــألــــكم الــــــدعـــــاء..

سيد عدنان سيد جعفر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: لا يعرف الشيخ دليلاً على ذلك.

ج2: كالسابق.

ج3: نعم، ومنها ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) له إذ سمّاه بهذا الاسم، كما عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في حديث قال: ”قد سمّى رسول الله صلى الله عليه وآله محسنا قبل أن يولد“ (الكافي ج6 ص18).

ومنها ما عن الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: ”وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ“ قال عليه السلام: ”الموءودة والله محسن، لأنه منّا لا غير، فمن قال غير هذا فكذّبوه“. (البحار ج53 ص23).

ومنها عنه (عليه السلام) أن المحسن (عليه السلام) أول من يُحكم فيه يوم القيامة، حيث قال عليه السلام: ”وأول من يُحكم فيه محسن بن علي، في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه فيُضربان بسوط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها! ولو وُضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا“! (المصدر السابق).

ومنها عنه (عليه السلام) أن التي تحمل محسناً (عليه السلام) يوم القيامة السيدتان الجليلتان خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد (عليهما السلام) حيث قال: ”ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وهنّ صارخات وأمه فاطمة تقول: هذا يومكم الذي كنتم توعدون“! (المصدر السابق).

ومنها أن صاحب العصر (صلوات الله عليه) سيقتص من أبي بكر وعمر (لعنهما الله) لأجله، ففي الحديث عن الصادق عليه السلام: ”ثم يأمر بإنزالهما فيُنزلان إليه، فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقصّ عليهم.. ضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفص بطنها، وإسقاطها محسناً.. كل ذلك يعدّده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقتصّ منهما“ (البحار ج53 ص14).

ومنها ما عن الصديقة الكبرى (صلوات الله عليها) حيث ذكرته وعلّقت على إسقاطه أمرها بمنع هذه الأمة الملعونة من الاشتراك في الصلاة عليها بعد استشهادها حيث قالت عليها السلام: ”وجاءني المخاض فأسقطتُ محسناً قتيلا بغير جرم! فهذه أمة تصلي عليَّ“؟! (البحار ج30 ص349).

ومنها أن مصيبته (عليه السلام) أعظم وأدهى وأمرّ مصيبة أصابت أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) بل هي أعظم من مصيبتهم بالحسين (صلوات الله عليه) كما ورد في الحديث عن الصادق عليه السلام: ”وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرُّ لأنه أصل يوم العذاب“. (الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي ص417).

ج4: مع ورود النص عن الحسين (صلوات الله عليه) في قوله: ”أبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني“ (الإرشاد للمفيد ج2 ص94) يُلتزم بأن الحسن أفضل من الحسين صلوات الله عليهما. ولئن احتُجّ بما ورد من نفي التفاضل بينهم عليهم السلام؛ احتُجَّ أيضاً بما ورد من ثبوته، كخبر مالك بن عطية قال: ”قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: الأئمة يتفاضلون؟ قال عليه السلام: أما في الحلال والحرام فعلمهم فيه سواء، وهم يتفاضلون فيما سوى ذلك“. (البحار ج25 ص360 عن بصائر الدرجات).

ويمكن حمل الروايات الدالة على وجود التفاضل أنه في المنزلة عند الله تعالى، أما الروايات التي تنفيه فيمكن حملها على أن منزلتهم في الفضل عند الأمة ينبغي أن تكون واحدة، فيُطاع أولهم كما يُطاع آخرهم، والله العالم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 12 شوال 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp