ماذا يترتب على قول الملا صدرا بأن إرادة الله عين علمه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى
السلام عليكم
إلى الشيخ الفاضل الحبيب

الملا صدرا يصرّح في الأسفار أن إرادة الله عين علمه

ماذا يترتب على كون إرادة الله عين علمه؟

وهل هناك أحد من الفلاسفة غيره كالطباطبائي أو الخميني له تصريح مشابه بخصوص الإرادة؟

نسألكم الدعا شيخنا الفاضل بحسن العاقبة والخروج من الدنيا سالمين في ديننا

رضا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جواب الشيخ:

باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم بذكرى ميلاد مولانا السلطان أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه. جعل الله أيامنا وأيامكم وأيام الموالين كلها أيام فرح وسرور.

يترتّب على ذلك كون العالم واجباً وقديماً، وهو عين الشرك! وهذا خلاف ما جاء في تعاليم آل محمد عليهم السلام، فقد روى الصدوق عن بكير بن أعين قال: ”قلت لأبي عبد الله عليه السلام: علم الله ومشّيته هما مختلفان أم متفقان؟ فقال: العلم ليس هو المشية، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، ولا تقول: سأفعل كذا إن علم الله؟ فقولك: إن شاء الله؛ دليل على أنه لم يشأ، فإذا شاء كان الذي شاء كما شاء، وعلم الله سابق للمشيّة“. (التوحيد للصدوق ص146).

والقائل بهذه المقالة الفاسدة يجعل الإرادة والمشيّة كالعلم من صفات الذات، لا من صفات الأفعال، وهو بذلك خارج عن التوحيد بحكم الإمام الرضا عليه السلام حيث قال: ”المشيّة والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريداً شائياً فليس بموحّد“! (المصدر نفسه ص338).

والطباطبائي صرّح بتأييده لما ذهب إليه صاحب الأسفار البالية من حيث المعنى والمضمون، وإن أشكل فقط على إطلاق لفظ الإرادة على صفة العلم، فقال: ”إن ما ذكره صدر المتألهين وغيره من الحكماء المتقدّمين من أمر الإرادة الذاتية وأقاموا عليه البرهان فهو حق، لكن الذي تثبته البراهين أن ما سواه تعالى يستند إلى قدرته التي هي مبدئيته المطلقة للخير وعلمه بنظام الخير، وأما تسمية العلم بالخير أو الأصلح إرادة، أو انطباق مفهوم الإرادة بعد التجريد على العلم بالأصلح الذي هو عين الذات فلا. نعم قام البرهان على أنه واجد لكل كمال وجودي، وهذا لا يوجب تخصيص الإرادة من بينها بالذكر في ضمن الصفات الذاتية. وبالجملة ما ذكروه حق من حيث المعنى، وإنما الكلام في إطلاق لفظ الإرادة وانطباق ما جُرِّد من مفهومها على صفة العلم“! (حاشيته على الأسفار ج6 ص316).

أما الخميني فلم يسعنا الوقت للبحث عن مقالته في هذا.

وقد دعوت لكم بما طلبتم وألتمس منكم المقابلة بالمثل، والسلام. ليلة العاشر من ذي القعدة لسنة 1430 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp