السلام عليكم شيخنا العزيز أطال الله في عمركم ووفقكم لخدمة الإسلام الحقيقي ومنهج أهل البيت عليهم السلام
سؤالي هو هل الأرض كروية في القرآن الكريم؟
وَقَوْله : { وَإِلَى الْأَرْض كَيْف سُطِحَتْ }
والأرض وما طحاها.... الشمس
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا..نوح 19
فهل الأرض كروية أم مبسوطة في القرآن الكريم؟
أتمنى الرد بأسرع وقت لوجود نقاش حاد على هذه المسأله
وفقكم الله لخدمة الإسلام الحقيقي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه الآيات التي تعبّر عن دحو الأرض وطحوها وسطحها وبسطها ومدّها إنما تعبّر عن جعلها مهاداً للناس كما قال عزّ من قائل: ”أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا“ (النبأ: 7) أي أن الوصف إنما هو لسطح الأرض لا لشكلها وهيئتها، فسطحها غير وعر كبعض الأجرام السماوية الأخرى التي لا يمكن الحياة فيها بسبب عدم استواء سطوحها، أما الأرض فقد جعلها الله تعالى مدحوّة مُسطحة ممدودة بمعنى جعلها كالمِهاد للإنسان، له أن يستقرّ ويمشي عليها.
أما شكل وهيئة الأرض فقد دلّ القرآن الكريم على أنها كروية، وذلك كقوله عز من قائل: ”خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ“ (الزمر: 6) والتكوير هو اللفّ والليّ على المكوّر، كلفّ العمامة على الرأس، فلا بد أن تكون الأرض كروية حتى يصحّ معنى التكوير. و(على) هنا للتعاقب.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 14 ذي القعدة 1430