السلام عليكم شيخنا
ووفقنا الله وإياكم على رد البكريين وإشكالاتهم، حيث بات موقعكم المصدر الرئيسي لإعانة كل موالي للرد على هذه الشاكله من المخالفين.
هل هناك وصية رسمية، ومعتبرة من كتب المخالفين تذكر وصية رسول لله لعلي بن أبي طالب قبل مماته ووصاه أنه تنتهك الحرمة وعلى الإمام علي أن يصبر كما ذكرتم في موقعكم، أو هناك أي دليل من كتب المخالفين على وصيه النبي لحث الإمام علي للصبر على مصيبة الزهراء وعدم التعرض لأعدائها؟
والسلام عليكم و رحمه الله و بركاته
علي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
نعم ورد في مصادرهم ما يشير إلى الوصية بالصبر بعدما تغدر به الأمة، فمن ذلك ما أخرجه الهيثمي عن البزار وأبي يعلى وكذا الحاكم عن علي عليه السّلام قال: ”بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة، إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة! فقال: إنّ لك في الجنّة أحسن منها، ثمّ مررنا بأُخرى فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة! قال: لك في الجنّة أحسن منها، حتّى مررنا بسبع حدائق، كلّ ذلك أقول ما أحسنها ويقول: لك في الجنّة أحسن منها، فلمّا خلا لي الطريق اعتنقني ثمّ أجهش باكياً، قلت: يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي، قال: قلت يا رسول اللّه في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك“. (مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص118 ومستدرك الحاكم ج3 ص139)
وما أخرجه ابن عساكر عن أنس بن مالك وعمران بن حصين قال: ”مرض علي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعاده النبي صلى الله عليه وسلم وعدناه معه، فقال : يا رسول الله ما أرى علياً إلا لما به! فقال: والذي نفسي بيده لا يموت حتى يُملأ غيظاً ويوجَد من بعدي صابراً“! (تاريخ دمشق لابن عساكر ج42 ص422)
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقسم على ذلك وهو على المنبر حيث أخرج ابن عساكر عن ثعلبة الحماني قال: ”سمعت علياً على المنبر وهو يقول : والله إنه لعهد النبي الأمي إليّ أن الأمة ستغدر بك بعدي“. (المصدر نفسه ج42 ص447)
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 27 محرم الحرام 1431