لم يخبرنا الله أنه لن يغفر لأبي بكر فما موقف شيخكم عندها وماذا يفيده السب والشتم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

سؤال : هل يوجد نص صريح من القرآن أو من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لن يغفر لأبي بكر ذكره بإسمه ؟

أنا أعرف أن الله غفور رحيم وقد يغفر لمن يشاء ولم يخبرني أنه لن يغفر لأبي بكر يعني قد ندخل بأخطائنا النار ويدخله الله بمغفرته ومشيئته الجنه ، فما موقف شيخكم عندها وما ذا يفيده السب والشتم ، الحمد لله الذي أمرنا في أكثر من آية أن نستخدم عقولنا وأنه لن ينفعنا أن نقول : اتبعنا ما قاله ياسر الحبيب هو يسب ونحن نقول آمين . لا عجب أن نرى العالم يتقدم ونحن فينا من يريد ان يقودنا بمثل هذا الفكر. اللهم ارحمنابرحمتك.

محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعتذر عن التأخير بسبب ضغط الأسئلة والرسائل.

إن الله تعالى لم يخبرك أنه لن يغفر لمسيلمة الكذاب (لعنه الله) فلماذا تلعنه وتذمه؟
إذا قلت: ثبت عندي أنه كان مرتدا ادعى النبوة ومات على ذلك فلذلك ألعنه وأذمه.. قلنا لك: وكذلك الشيخ الحبيب ثبت عنده أن أبا بكر كان مرتدا ادعى الإمامة ومات على ذلك فلذلك ألعنه وأذمه.
والشيخ ثبت عنده ذلك بدلالة أحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين يتعبد الله باتباعهم كما تتعبد أنت باتباع أئمتك مثل أبي بكر وعمر وعثمان وبعدهم أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل والألباني... الخ.
فقد قال الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام: "إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". (الكافي الشريف ج8 ص246)
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) في تفسير قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ" قال عليه السلام: "نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان، آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقرّوا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء". (الكافي الشريف ج1 ص420)
وقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) لمّا سُئل عن أبي بكر وعمر: "هما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان. كانا خدّاعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام". (الكافي الشريف ج8 ص125)

وعليه لا يمكن أن يغفر الله تعالى لأبي بكر لأن الأحاديث الشريفة كشفت عن حقيقة كونه منافقا مرتدا لم يبق فيه من الإيمان شيء ولن تقبل توبته على فرض أنه تاب والحال أنه لم يتب ولم يتذكر ما صنع بأمير المؤمنين (عليه السلام) من الظلم. وقد قال الله تعالى في المنافقين: "سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".
وهذه الحقيقة المذكورة في الأحاديث الشريفة المروية عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تساندها أحاديث وروايات وقرائن جاءت من طرق أعدائهم ومخالفيهم أيضاً كما أوضحه الشيخ في محاضراته الكثيرة، لذلك لا مجال للاشتباه في حقيقة استحقاق أبي بكر وعمر ونظرائهما من المنافقين الدجالين للعنة والعذاب الإلهي، ولا مجال للتردد في ضرورة براءة المسلم منهم.
وحتى لو افترضنا - من باب فرض المحال ليس بمحال - أن الشيخ اكتشف يوم القيامة أنه مخطئ فلن يناله عقاب من الله تعالى لأنه اجتهد فأخطأ كما تقولون! كما أنكم تقولون في معاوية وغيره من صحابتكم الذين كانوا يسبون أمير المؤمنين وإمام المتقين (عليه السلام) بأنهم اجتهدوا فأخطأوا! فهل السب من باب الاجتهاد حلال على معاوية بن أبي سفيان وحرام على الشيعة؟!

علما أن الشيخ عندما يقول أن أبا بكر كان طاغية منافقا مجرما.. فهذا لا يعتبر من السب والشتم كما تتوهم، بل هو وصف لحقيقته كما يصف أي باحث في التاريخ حقيقة الشخصيات التاريخية حسب استنتاجاته. فهل أنت على سبيل المثال عندما تصف أبا لهب وأبا جهل وأبا سفيان بالطغاة المجرمين الذين حاربوا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) تكون قد سببتهم وشتمتهم؟!
وحتى لو افترضنا أن ما يفعله الشيخ هو سب وشتم كما تتهمونه فإنه معذور في ذلك لأن السب والشتم وإن كان من سوء القول لكن الله أجازه واستحبّه إذا كان من المظلوم تجاه الظالم حيث قال سبحانه: "لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ".
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسب بعض أصحابه المنافقين الذين يعصون أوامره كما تروون أنتم في كتب الحديث عندكم، فقد أخرج إمام المالكية مالك بن أنس عن معاذ بن جبل في حديث تبوك أن النبي (صلى الله عليه وآله) سأل اثنين من أصحابه سبقا إلى عين الماء: "هل مسستما من مائها شيئاً؟ فقالا: نعم. فسبّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول". (كتاب الموطأ ج1 ص144) وعليه يكون الشيخ متبعا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك.
وإذا كان السب والشتم يؤدي إلى فضح الظالمين والمجرمين والمنافقين حتى لا تنخدع بهم الجماهير المسلمة فأهلا وسهلا به، ولذلك لما سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبي بكر وعمر قال: "نحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما". (رجال الكشي ص180)

وسب أبي بكر بالذات ليس جريمة شرعية لأنه لو كان كذلك لكان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى الرجال الذين سبوه، لكن النبي (صلى الله عليه وآله) في أكثر من موقف كان يبتسم عندما يسمع شتم أبي بكر! فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده في الجزء الثالث - الصفحة 167 عن أبي هريرة قال: «أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي يعجب ويتبسّم! فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس فلما رددتُ عليه بعض قوله غضبتَ وقمتَ! قال: إنه كان معك مَلَك يردّ عنك، فلما رددتَ عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان».
وأخرج ابن كثير في السيرة النبوية في الجزء الثاني - الصفحة 165 أن دغفل النسّابة قال لأبي بكر في محضر النبي صلى الله عليه وآله: «والله لو ثبتَّ لأخبرتك أنك من زمعات (أي: أراذل) قريش! أَوَما أنا بدغفل؟! فتبسّم النبي صلى الله عليه وسلم».

والشيخ الحبيب لا يطلب منكم إلا البراءة من الظالمين حتى تصححوا منهج هذه الأمة المرحومة وتتقدموا، فلا عجب أن نرى العالم يتقدم ونحن فينا من يريد أن يقودنا بفكر يقوم على تقديس واحترام الطغاة والمجرمين بدءا من أبي بكر إلى صدام! اللهم ارحمنا برحمتك!

وجاء في خطاب الشيخ بمناسبة محرم 1431:
”إن أهل بيت النبي (صلوات الله عليهم) هم القيادة الشرعية لهذه الأمة، ومشكلتكم يا معشر المخالفين، أنكم خُدعتم على مرّ الأزمنة فخذلتم هذه القيادة الشرعية وآمنتم بغيرها! ومن هنا ضللتم، ومن هنا ذللتم، ومن هنا هُزمتم، لأن منهج القيادة الشرعية هو منهج الله تعالى الذي فيه للمسلم العزة كل العزة، أما منهج القيادة المنحرفة فهو منهج الشيطان لعنه الله الذي فيه للإنسان الذلة كل الذلة، والنقمة كل النقمة.
إن الأمة التي مازالت توالي طغاة كأبي بكر وعمر؛ حقيق أن يتسيّدها طغاة كآل سعود وحسني مبارك. وإن الأمة التي خذلت أهل بيت نبيها (عليهم السلام) حقيق أن تُخذل. وإن الأمة التي قتلت عترة نبيها (عليهم السلام) كيف لا تتوقع أن تُقتل؟!
إن طريق العزة والنصر، والفوز بالجنة، إنما يكون بالعودة إلى سيد شباب أهل الجنة، الحسين بن علي، ابن فاطمة الزهراء، ابن رسول الله، الطيب بن الطيبين، بالعودة إلى هؤلاء الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين“.

وجاء في خطاب الشيخ بمناسبة محرم 1431:
”إن الذي ورثه الشيعة من إمامهم الحسين (عليه السلام) هو شعار: ”هيهات منا الذلة“! وشعار: ”إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما“! أما الذي ورثه من يسمون أنفسهم بأهل السنة من أئمتهم كالنووي هو قوله: ”وقال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل الحاكم بالفسق والظلم وتعطيل الحدود، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك“! وقوله أيضاً عن الحكام: ”وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين“!
ثم تساءل سماحته: ”أرأيتم الفرق؟! أرأيتم كيف يُشرعن للظلم والظالمين؟! أرأيتم كيف أوصلكم هؤلاء من أئمة الكفر والضلالة إلى ما تعيشونه اليوم من المصائب تحت رحمة الحكام الخونة الفسقة الظلمة “؟!
وقال:”إن الذي جعل الحكام يحاربون التشيع وانتشاره، ويجنّدون مشايخ السوء لتشويهه وتلويث سمعته والافتراء عليه، لأن التشيع خصمٌ لدود ومحارب عنيد للحكام الظالمين على طول التاريخ. إنهم يخشون التشيع لأن فيه الروح الحسينية العظيمة، التي علّمتنا أن نأبى الظلم ونرفض الظالمين، ولذا سُمّينا بالرافضة، ويحق لنا أن نفتخر بهذه التسمية“.
ونادى قائلا: ”أيها الناس! لقد خدعكم مشايخ السوء حين أفتوا لكم بوجوب الخضوع للظالمين والطاعة للأمراء والرؤساء والسلاطين وإن كانوا جائرين بدعوى أن الخروج عليهم هو شق لعصا هذه الأمة وإيقاع لها في الفتنة، إنهم بهذا يريدون سلب إرادتكم وتنويمكم، إنها الحجج الخدّاعة ذاتها التي كان معاوية بن أبي سفيان وأضرابه من الطغاة يسوقونها لكي يحفظوا عروشهم ويُبقوا أنفسهم ملوكاً على رقاب هذه الأمة المنكوبة. وإنكم لو رجعتم إلى حضارة وتعاليم الحسين (صلوات الله عليه) لعرفتم بطلان هذه الحجج الواهية، فإنه ما من فتنة أعظم على الأمة من أن يتولاها الجائرون، إنها للفتنة الأعظم وفيها سقطوا“.

نرجو أن تفتح عقلك وتبصر الحقيقة بعين البصيرة.
وفقك الله.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

21 جمادى الأولى 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp