السلام عليكم و الرحمة
لا بد و أنه لم يغب عنكم الموقف الأخير للشيخ حسن الصفار حيث استقبل الشيخ السلفي الناصبي في بيته و أكرمه و من ثم موقف السيد منير الخباز في الرد على موقف الشيخ حسن
فما هو موقفكم من هذا التكريم و الإستقبال الحاشد من قبل الشيخ الصفار و الشيخ فوزي السيف و الشيخ حسن الخويلدي ووكلاء السيد المرجع فما هو موقفكم منهم و من هذا الفعل بالأخص و أنه قد تسبب في حصول إنشقاق في المنطقة بين مؤيد للسيد منير و مؤيد للشيخ الصفار؟
أرجو التوضيح
شكرا
Kamal Jamri
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى وفاة عقيلة بني هاشم السيدة زينب الحوراء عليها الصلاة والسلام.
بمراجعة الشيخ،
قال إمامنا الرضا عليه السلام: ”مَن أكرم لنا مخالفاً فليس منا ولسنا منه“! (صفات الشيعة للصدوق ص8) وقال عليه السلام: ”إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال“! فقيل له: يابن رسول الله.. بماذا؟ فأجاب عليه السلام: ”بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يُعرَف مؤمن من منافق“! (الوسائل ج16 ص179).
وعن الأصبغ بن نباتة قال: ”سمعت مولاي أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من ضحك في وجه عدو لنا، من النواصب والمعتزلة والخارجية والقدرية ومخالف مذهب الإمامية ومن سواهم؛ لا يقبل الله منه طاعة أربعين سنة“. (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج12 ص322 وبحار الأنوار للعلامة المجلسي ج102 ص216).
وعليه فإن سامري القطيف ومن لف لفه ممن اشتركوا في هذا الخزي ووطأوا لهذا الذل والهوان، أهل البيت (عليهم السلام) بريئون منهم، وهم أشد فتنة من الدجال، ولا يقبل الله منهم طاعة أربعين سنة. حشرهم الله تعالى مع أبي بكر وعمر وعائشة وأتباعهم في أسفل درك من الجحيم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 15 رجب 1431
---------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين
و اللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
تحية الى سماحة الشيخ الحبيب و هيئة خدام المهدي عليه السلام و جميع الأخوة العاملين.
إن عدم علمكم بمقتضيات الأوضاع داخل ما يسمى بالسعودية قد لا يخولكم إتخاذ القرارات عوضا عن من هو في قلب الحدث
فما أدراكم عن سبب قيام الشيخ الصفار بكتابة هذا الجواب بأننا لا نلعن الصحابة و لا ننال من عائشة الملعونة أنه ليس من التقية؟؟
ألا يمكنكم أن ترو أن الجيش السعودي بجحافله قد عسكر حول القطيف و قد أمر قوات مكافحة الشغب بالقتل التدريجي لجس نبض الشارع.
إن الشيخ الصفار قد كان يفضح الظالمين أكثر مما يفعله الآن سماحة الشيخ الحبيب و ينال من رموزهم و الحكام الظالمين من أبو بكر و عمر الى حاكم زمانه. ولاكنه رأى من ردود الفعل في نفس الشارع الشيعي أنه لا يجوز له تجاوز التقية لأنه لا يتكلم عن نفسه فحسب بل باسم كل الشيعة في المنطقة بما فيهم من لا يوافق على المواجهة و تحمل الخسائر و حتى اتباع الضال فضل الله, و لعله بإسمهم استخدم التورية في هذا الخطاب.
فلربما اضطر أن يتحمل الاتهامات في سبيل رفع ظلم الحكومات الذي تسببه تصريحاته و لم يوافق عليه كل الشيعة في المنطقة و هم الموادعون للحكومات. فأي نفسية استطاعت تحمل اتهامات الخيانة مع ما يختلج في داخلها من ثورة ضد الظالمين من أبو بكر لعنه الله الى اليوم. و كلما نخشاه هو أن يزيد كلام شيخنا الحبيب من أوجاع هذا الشيخ الغير معصوم و إن أخطأ. بل إن كلام الشيخ الأخير يحتاج الى تبرير فقد أصبح الشيخ يكفر و يفسق و يرمي بالناس في جهنم وهو ما كنا نعيبه على الوهابيين و الارهابيين. فأين هي السبعين محمل من محامل الخير؟
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه
حسين العوامي
--------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ ثق أيها الكريم أن الشيخ لو وجد له محمل خير يحمله عليه لفعل. ثم الحمل على سبعين محمل ليس في مثل هذه الموارد المتعلقة بالعقائد وإنما في المعاملات. فيما يتعلق بالعقائد لا محاباة لمن ليس لديه عذر شرعي حقيقي أو يُحتمل منه الاشتباه أو حسن النية من خلال قرائن معينة تشير إلى ذلك
لقد غدت التقية شماعة يعلق عليها كل منحرف تسلقه على الدين في سبيل المصالح والمطامع الدنيوية.
الكف عن الجهر بالحق ليس كالجهر بالباطل بدون مبرر شرعي حقيقي.
سامري القطيف كان يكفيه أن يلزم الصمت. لم يكن مُجبراً على الرد ولم يكن ليصيبه أو يصيب المؤمنين شيء لو لزم الصمت. كثيرون هم المشايخ المنتسبون للتشيع الذين يلزمون الصمت في تلك البلاد ولم يصبهم شيء كما لم يصب المؤمنين شيء بسبب صمتهم، فما هو الداعي الخطير الذي جعله يتحدث بالباطل؟!
يتحدث وينصب من نفسه ناطقا باسم الشيعة فيتكلم بالباطل.. هذا ليس له دافع سوى التملق للمخالفين والسعي لنيل ودهم وكسب رضاهم والحظوة بشيء من حطام الدنيا الذي يرمون بفتاته له ولأمثاله.
الشيخ لا يُفسق إلا الفاسق, ومتى رأيتموه أيها الكريم اتخذ موقفاً من أحد بدون طرح أسبابه وعرض أدلته الشرعية؟
وأما الشبه من الوهابية فلا ندري ما المقصود به؟ نحن الشيعة ايضا نقول بضلال كل الفرق الأخرى وانحرافها وكفرها في (الموضوع) لكننا (نحكم) بإسلامهم في الدنيا غير أنهم في الآخرة يصيرون إلى النار ويُحشرون كفارا. أما الوهابي فيكفرنا ويُجري علينا أحكام الكفر فيستبيح دمنا ومالنا وعرضنا.
ـ قولك أنه كان فيما مضى يبدي العداء لأبي بكر وعمر وأيضا حكومة آل سعود ثم فجأة يتحول وينحرف مائة وثمانين درجة عما كان عليه.. هذا ينبيك أنّ هناك خللا حقيقيا وقع في نفس الرجل.
لو كان سليم النية يريد الإصلاح ما استطاع فإنه يبقى على مواقفه السابقة مع الكف عن كل ما من شأنه الإفضاء للمواجهة مع الآخر. فكيف تحول فجأة من مجاهر بالبراءة من الظالمين إلى مجاهر بالترضي عنهم والاحترام لهم؟
ثم نسألكم ما الذي استفدتموه أنتم في القطيف من تملق الصفار وأمثاله للسلطة؟ هل بنيتم قبور أئمة البقيع؟ هل توقف كلاب آل سعود من الوهابية عن إذلالكم ومضايقتكم في المدينة المنورة ومكة؟ لا زالوا يصبون عليكم الذل صبا.
هل كفوا عن معاملتكم كمواطنين من الدرجة الثانية؟
إن كنتم في تلك البلاد نلتم شيئا يسيرا من حقوقكم فهذا بعد فضل الله ومحمد وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كان بجدكم واستحقاقكم لأنكم أثبتم تفوقكم في شتى الميادين فلم تجد تلك السلطات بداً من الإذعان لذلك الواقع. فليس لآل سعود الخونة الأراذل ولا عملاؤهم كالصفار وأمثاله منّة أو فضل عليكم.
ثم هب وافرض جدلا أنّ تملق الصفار جرّ لكم شيئا من حطام الدنيا فما قيمته إذا كان ثمنه بيع مبادئك والتنازل عن ثوابتك العقائدية؟
لو أنّ أحدا قال لشيعة الجنوب هادنوا إسرائيل واسترجعوا حقوقكم واحفظوا أرواحكم في مقابل أن تقروا لتلك الدولة بالعدالة والاستقامة وتبدوا لها الاحترام والإجلال وانسوا كل ثاراتكم السابقة وقتلاكم, هل يقبلون؟ فكيف يتجاسر من يدعي التشيع أن يترضى على ظلمة البتول ويبدي لهم الاحترام بحجة أنّ الخطر يتهدد الشيعة ولا بد أن يخرج هو فيترضى على الشيخين وإلا سيفنى الشيعة عن آخرهم! بالله عليك أيها الأخ هل أنت مقتنع في أعماقك بحرف مما كتبت؟ لا تخدعوا أنفسكم فآل سعود لن يذبحوكم من أجل أبي بكر وعمر والمهم عندهم عدم التعرض لسلطتهم. ولن يفنوكم عن آخركم من أجل عين عمر وأبي بكر وإلا لكانوا فعلوا ذلك منذ سنوات فهم يعلمون أنّ الشيعة يبغضونهما ويلعنونهما وهذا ما تسطره كتبهم ولا قيمة لترهات الصفار وتملقاته عندهم.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
3 صفر 1433 هـ