بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ الجليل
يقال أنكم ترون وجوب القيام بالسيف على الظالمين مع أن الإمام قال كما في الكافي أن جهاد المؤمن في دولة الباطل بالتقية وأن جهاده في دولة الحق بالسيف فكيف ترون أن القيام بالسيف في دولة الباطل وهو خلاف الرواية ؟
باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في المسألة فروع كثيرة ترتبط بظروفها الموضوعية، وليس صحيحا أننا نرى وجوب القيام بالسيف في دولة الباطل مطلقا، بل الذي نراه وجوب العمل على إسقاطها وقد يكون ذلك بالسيف أو بغيره من أدوات ووسائل وتحركات، كالعصيان المدني مثلا، حسب ما يقتضيه الحال وتسمح به الظروف ويكون هو الأجدى والأنفع والأقل ضررا للمؤمنين. أما ما ورد في الرواية فقد فهمتموه خطأ، فالمقابلة بين جهاد وجهاد، ومقصود الإمام (صلوات الله عليه) أنه بمثل ما يؤجر المؤمن على جهاد الكفار تحت راية المعصوم أي في دولة الحق فإنه يؤجر على العمل بالتقية تحت حكومة الجائر أي في دولة الباطل.
رعاكم الله لفعل الخير والدفاع عن الحق. والسلام.
التاسع عشر من شهر شوال لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.