بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدائمة الوبيلة على أعدائهم و ظالميهم أجمعين
سماحة الشيخ الفاضل أستاذي في التعرف على ديني و البرآءة من أعداء الله تعالى ، سماحة الشيخ الفاضل ياسر حبيب ، سلام عليكم :
سيدي الكريم قد قلتم في جواب سابق أن عائشة خرجت لحرب إمام زمانها أميرالمؤمنين عليا عليه
السلام كما خرجت زوجة موسى صافورا بنت شعيب لحرب إمام أو حجة الله في ذلك الزمان يوشع بن نون ، و أتيتم برواية رويت على ما أظن كانت في كتاب علل الشرائع للصدوق رضوان الله تعالى عليه .
هنا أتسائل من جنابكم ، بأن في القرآن الكريم بعض الآيات التي أرى منها أن ظاهرها تشير إلى مدح زوجة موسى عليه السلام لشدة حياءها فلا يعقل خروجها على حجة الله تعالى و الآية هذه :
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ
وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
لا تنسونا من صالح دعائكم لنا بالتوفيق لنيل رضى الإمام الحجة عليه السلام و عجل الله فرجه الشريف ، في الدين و الدنيا و الآخرة .
حفظكم الباري من كل سوء
باسمه عز اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام محمد الباقر صلوات الله وسلامه عليه. جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاره مع ولده المنتظر المهدي الحجة أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وعجل الله فرجه الشريف.
حكى بعضهم أن التي خرجت على موسى (عليه السلام) هي زوجته الأخرى صافوراء وهي غير صفراء بنت شعيب عليه السلام، فيكون الأمر من باب تشابه الأسماء. إلا أن الوارد عندنا في الروايات هو أنها بنت شعيب عليه السلام. وعلى كل حال فإن ما ورد في الآيات الكريمة ليس من قبيل المدح، فإن الاستحياء صفة خجل من موقف، أما الحياء فيرادف العفة والشرف، وقد وُصفت المرأة بأنها تمشي على استحياء، لا أنها كانت على حياء، فانتبه. هذا أولا، وأما ثانيا فإنه لا يُعلم أن هذه الصفة كانت لمن من الأختين؟ هل التي تزوجها موسى (عليه السلام) أم الأخرى لأن الآيات لم تحدد. وأما ثالثا فلو تنزلنا وقلنا أن ذلك كان مدحا لها، فإنه لا مانع من أن تنقلب بعد ذلك على عقبيها وتغدو مذمومة، كما حصل بالنسبة إلى بلعم بن باعوراء الذي كان يملك الاسم الأعظم ثم أصبح مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. وكونها بنت نبي لا يستلزم تأكد صلاحها كما لا يخفى.
وفقكم الله لرفع راية الولاية ولنصرة آل محمد والانتقام من أعدائهم وسندعو لكم على أن تبادلونا الدعاء لنا بالخير وحسن العاقبة. والسلام.
ليلة السابع من ذي الحجة لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.