شيء محير هذا الذي نسمعه ... فمن نصدق ... بدأ الشك يتسرب الى عقيدتي و بت أشك حتى في قيم هذا الدين ... كيف لا و الكل يلعن الكل ... والكل يغني على ليلاه ، هل هذا هو الدين الاسلامي ..
محمد بن علي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الذي تراه أخف بكثير مما كان يقع سابقاً! احمد ربك على أن طوائف هذه الأمة يلعن بعضها بعضا فقط، وإلا فقد كانت في ما مضى يقتل بعضها بعضاً في حروب أهلية، كحرب الجمل وحرب صفين وحرب النهروان ثم ما تلاها من حروب!
صورة مرعبة؟ نعم هي كذلك، لكن هذا هو الصراع الأبدي بين الحق والباطل، والخير والشر، والصدق والنفاق. وكل هذا يجري بتقدير الحكيم العليم سبحانه وتعالى، فإنه حيث ترك للبشر حرية الاختيار؛ يختبرهم.
ما عليك إلا أن تبحث وتفتش عمن معه الحق، وعمن يملك الدليل والبرهان، فتنحاز إليه.
تخيل نفسك وكأنك تعيش في الزمان الذي واجه فيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة والسلام) عائشة وطلحة والزبير، مع من كنت تقف وتقاتل؟!
إن قلتَ: أقف على الحياد. قيل لك: هذا مخالف لحكم القرآن الحكيم حيث قال سبحانه: ”وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ“. فلا بد لك من أن تقاتل الطائفة الباغية.
وعندئذ عليك أن تبحث هل أن ”الحق مع علي“ كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم الحق مع عائشة؟!
بحثك كفيل بأن يوصلك إلى علي عليه الصلاة والسلام. وكن شجاعاً حينها، فلا تقل: كيف أقاتل زوجة النبي وصاحبيه؟! وكيف يكون هؤلاء على باطل؟!
كن شجاعاً وقف مع الحق مهما كان.
جاء رجل إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قبيل معركة الجمل فقال له: ”يا أمير المؤمنين؛ ما أرى طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا إلا على حق“!
فقال عليه السلام: ”إنك ملبوس عليك! إن الحق والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق باتباع من اتبعه، والباطل باجتناب من اجتنبه“. (نهج السعادة للمحمودي ج1 ص298)
فاجعلها قاعدة لك، تصل إلى الحق إن شاء الله، ولا تستقبح صورة ما يجري من نزاعات بين الطوائف، ابحث فقط عن الحق، تعرف أهله، وعندها لن تشك في عقيدتك أبدا.
الإسلام هو آل محمد وآل محمد هم الإسلام.
مكتب الشيخ الحبيب في لند
ليلة 30 شهر شوال 1431