بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدائمة الوبيلة على أعدائهم و ظالميهم أجمعين
سماحة الشيخ الفاضل سلام عليكم
إني عندما أقرئ هذه الآيات أراها لا تنطبق إلا على عائشة بحكم أنها خرجت و على رأس قوة عسكرية مستخدمة لقب أم المؤمنين للتسلط و الفتيا لبلوغ مآربها ، فهل وردت عن أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام في تفسير أو تأويل هذه الآية شيئا ، أو هل وردت في تفاسير و أحاديث أهل جماعة معاوية لعنة
الله عليهم ما يفيد بشأن ما أسلفناه من القول ، و الآية هي :
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
خصوصا و أن الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ هم أبوبكر و عمر و عثمان ( لا أعرف المصدر الآن و لكن حبذا تعطونني نماذج من الروايات بهذا الشأن )
ذكروا قبل آية عائشة التي ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) إلى إنتهاء الآيات الشريفة .
و كما أشار إليه الحديث النبوي صلى الله عليه و آله ما مضمونه يا علي أنت قاتل الناكثين و المارقين و القاسطين ، و الناكثين هم عائشة و طلحة و زبير و جماعتهم لعنة الله عليهم فقد قالت الآية ( مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) و كما قالت الآية قبلها عن نكث البيعة و نقض العهد و الإيمان ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا )
، و أميرالمؤمنين عليا عليه السلام يقاتل على التأويل كما قاتل رسول الله صلى الله عليه و آله على التنزيل .أرجوا أن تفيضوا البحث من هذا الجانب و تجعلوها محاضرة في سلسلة بيان آل محمد صلى الله عليه و آله في أعدائهم لعنة الله على أعدآء آل محمد صلى الله عليه و آله .
باسمه عز اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام محمد الباقر صلوات الله وسلامه عليه. جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاره مع ولده المنتظر المهدي الحجة أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وعجل الله فرجه الشريف.
أجل إن الآيات تنطبق على أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة (عليهم لعائن الله) وقد وردت إشارات إلى ذلك من قبل أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم. ومنها ما عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه) أنه قال: "لما سلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي بكر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: أمِنَ الله ومن رسوله يا رسول الله؟ فقال: نعم من الله ومن رسوله. ثم قال لصاحبه: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله؟ قال: نعم من الله ومن رسوله. ثم قال: يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام وسلم. ثم قال: قم يا سلمان وسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام وسلم.
حتى إذا خرجا (أي أبو بكر وعمر) وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبدا! فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) بقولكم أمن الله ومن رسوله، (ان الله يعلم ما تفعلون. ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم.." إلى نهاية الخبر. (تفسير العياشي ج2 ص268).
وكذا ورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" أنه قال: "العدل شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. (وينهى عن الفحشاء) أبو بكر (والمنكر) عمر (والبغي) عثمان". (المصدر نفسه).
وكذا ورد عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه) في تأويل الآية الشريفة: "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا" قوله عليه السلام: "عائشة هي نكثت أيمانها". (تفسير العياشي ج2 ص269).
أما عن ورود إشارات لذلك في مصادر المخالفين فإنّا لم نقف على ذلك في حدود علمنا.
وفقكم الله لرفع راية الولاية ولنصرة آل محمد والانتقام من أعدائهم وسندعو لكم على أن تبادلونا الدعاء لنا بالخير وحسن العاقبة. والسلام.
ليلة السابع من ذي الحجة لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.