نحن طلاب علوم دينية من مرحلة السطوح في حوزة النجف الاشرف متاثرين بخطابكم الاعلامي ومقتنعين بكل حرف تقولونه والسؤال باي شيء يمكننا مساعدتكم في داخل اوساطنا على الاقل لربما نكون غير بريئين الذمة من عدم خدمتكم وخصوصا اننا نعتبركم من انصار الحق وسكوتنا اوعدم الاستفسار من سماحتكم عن موقفنا ربما يجعلنا من المتخاذلين عن نصر قضية اهل البيت وفقكم الله وسدد خطاكم ونصركم انه ناصر اولياه والسلام عليكم ورحمة الله
الشيباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جواب الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلقيت رسالتكم شاكراً لكم هذه النصرة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها نصرة صادقة خالصة لآل محمد الأطهار صلوات الله عليهم، وأن ينتصر الله بكم لأوليائه على أعدائه.
إن خير ما تقومون به بعد الدعاء لنا تحت قبة المولى أمير المؤمنين صلوات الله عليه؛ إنهاض الأخوة الفضلاء والطلبة في الحوزة العلمية ليقوموا بدورهم الشجاع في تحرير هذه الأمة من قيود المعتقدات الزائفة ومن براثن التاريخ المزور، وذلك إنما يكون بالقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أكمل وجه، دون محاباة أو مجاملة لأحد.
إنه عصر أهل البيت صلوات الله عليهم، وأرى هذه الأمة مؤهلة لأن تعود إليهم وتتمسك بحبل ولايتهم، غير أن ذلك يتطلب أولاً هدم ما يحول بينها وبين ذلك، وهو بقاء احترام قتلة وأعداء ومناوئي أهل البيت كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة عليهم لعائن الله. ولا يخفى عليكم - وأنتم من أهل العلم والفضل إن شاء الله - أننا مهما بذلنا من جهود في تعظيم أهل البيت (عليهم السلام) في عيون أهل الخلاف وتقريبهم إليهم فإنه يبقى إيمانهم بمناوئيهم حابساً لهم عن اعتناق الولاية، إذ لا تتم الولاية إلا بالبراءة، وها أنتم رأيتم كيف أن جميع المتشيعين المهتدين إنما اهتدوا بعدما سقط احترام أمثال أبي بكر وعمر وعائشة عن أعينهم، ولولا ذلك لما اهتدوا مهما عظم شأن آل محمد (صلوات الله عليهم) في نفوسهم.
لذا لا مناص من بذل الجهد والتضحية بالغالي لهدم هذا الباطل، فالعصر عصرنا، ونحن الشيعة الذين تنعقد علينا الآمال في انتشال هذه الأمة من هذه الأوحال التي عطّلت تقدّمها وأرجعتها القهقرى وجعلت الطغاة والملحدين والمنافقين يتسيّدون عليها ويبعدونها عن آل محمد الأطهار صلوات الله عليهم.
هذا ومحط أنظار العالم إنما هو على عاصمة التشيع - النجف الأشرف - فإذا قام أهل العلم والفضيلة هناك بوثبة عقائدية شجاعة في هذا المضمار؛ راجعوا فيها بعض المفاهيم كمفهوم التقية مثلاً بغية ترشيدها؛ لما مضت إلا سنين قلائل حتى تتغير الخارطة العقائدية في الأمة اليوم ولسوف تصبح أكثرية هذه الأمة مشايعة لمحمد وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
هذا الذي نتأمله فيكم ونعتبره أعظم مساعدة لنا، وأنتم له أهل إن شاء الله تعالى. وسلامنا إلى جميع من في النجف الأشرف ونسألهم الدعاء.
الثامن من ذي الحجة لسنة إحدى وثلاثين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة.