الوهابيون يقولون أننا نطعن في الإمام علي (عليه السلام) ونصفه بالحذاء والعياذ بالله؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم شيخنا

يتبجح الوهابية كثيراً بقولهم انتم تطعنون في علي من خلال هذه الرواية

في البحار، قال إبن أبي الحديد، سئلت النقيب أبا جعفر يحيى بن زيد، فقلت له إني لأعجب من علي عليه السلام كيف بقي تلك المدة الطويلة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف ما اغتيل وفتك في جوف منزله مع تلظي الأكباد عليه، فقال: لو لا أنه أرغم أنفه بالتراب ووضع خده في حضيض الأرض لقتل، ولكنه أخمل نفسه واشتغل بالعبادة والصلوة والنظر في القرآن، وخرج عن ذلك الزي الأول وذلك الشعار ونسي السيف وصار كالفاتك، يتوب ويصير سايحا في الأرض أو راهبا في الجبال، فلما أطاع القوم الذين ولوا الأمر وصار أذل لهم من الحذاء تركوه وسكتوا عنه، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطاة من متولي الأمر وباطن في السر منه، فلما لم يكن لولاة الأمر باعث وداع إلى قتله وقع الأمساك عنه، ولولا ذلك لقتل

فما هو ردكم وشكرا

أبو محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اطلع الشيخ على سؤالكم وسخر من غباء الوهابيين، فإنهم أولاً لم ينتبهوا إلى أن هذا المنقول ليس رواية عن أحد من الأئمة عليهم السلام، إنما هو قول قائل!

وثانياً إن هذا القائل ليس شيعياً بل هو مخالف معتزلي! وهو النقيب يحيى بن زيد أستاذ ابن أبي الحديد.

وثالثاً إن العلامة المجلسي إنما نقل هذا القول في كتابه لأجل عرض ما يقوله المخالف في المسألة، وعلى فرض كون المنقول كفراً فإن من المعلوم أن ناقل الكفر ليس بكافر، كما نقل الله تعالى في كتابه المقدس كثيراً من أقوال الكفار والملاحدة والمنافقين، فهل يقول قائل بأن الله تعالى قد صحّح ما يقوله هؤلاء؟!

ورابعاً إذا كان الأمر يجري على هذا المنوال فالمخالفون يطعنون في إمامهم عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) لأنهم نقلوا قولاً - لا لمخالف لهم بل لأحد كبارهم - وهو الصنعاني يرمي به عمر بالحماقة ويصفه بأنه «أنوك»!

وتمام الرواية تجدها في سير أعلام النبلاء للذهبي ج9 ص573: «قال العقيلي: سمعت علي بن عبدالله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك قد لزم عبد الرزاق (أي الصنعاني) فأكثر عنه، ثم خرق كتبه ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عبد الرزاق، فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان.. (الحديث الطويل)، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته من أبيها؛ قال عبد الرزاق: انظروا إلى الأنوك! (أي الأحمق)! يقول: تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها! لا يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم».


مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 7 جمادى الاولى 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp