أرجوا منكم أن تفسروا قولكم ( ان الله في كل مكان) هل يعني أنه داخل المكان أم خارجه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وأل محمد

السلام عليكم سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله

1- سماحة الشيخ كثيرا ما يستدل البكريون بهذه الايات على ان الله سبحانه و تعالى في السماء

بسم الله الرحمن الرحيم

(أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )

( رافعك الي و مطهرك من الذين كفروا )

( اليه يصعد الكلم الطيب )

فما هو رد سماحتكم

2- سماحة الشيخ ارجوا منكم ان تفسروا قول ان الله في كل مكان هل يعني انه داخل المكان او خارجه

3- ماهو تفسير هذه الايه الكريمه

( الرحمن على العرش أستوى )

و ارجوا من سماجة الشيخ الاجابه لانني ارسلت اكثر من سؤال مهم و لم يجبني الى الان

و شكرا جزيلا و بارك الله فيكم و عذرا عن الاطاله

محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: ليس في هذه الآيات دلالة على ما يزعم أهل البدعة من وجود الله في السماء - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ولا أقل من أن هذه الآيات غير صريحة في ذلك.
أما الآية الأولى وهي قوله تعالى: "أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ" فالمراد بـ (من في السماء) إما الملائكة عليهم السلام، أو هو مجاز باعتبار أن الأوامر الإلهية تصدر من السماء كما قال سبحانه: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" وهذا ما وافقنا عليه بعض أعلام العدو أيضا، كأبي حيان الأندلسي حيث قال في تفسيره: "هذا مجاز ، وقد قام البرهان العقلي على أن تعالى ليس بمتحيز في جهة ، ومجازه أن ملكوته في السماء لأن في السماء هو صلة من ، ففيه الضمير الذي كان في العامل فيه ، وهو استقر ، أي من في السماء هو ، أي ملكوته ، فهو على حذف مضاف ، وملكوته في كل شيء . لكن خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأمره ونهيه ، أو جاء هذا على طريق اعتقادهم ، إذ كانوا مشبهة ، فيكون المعنى : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء؟ وهو المتعالي عن المكان . وقيل : من على حذف مضاف ، أي خالق من في السماء . وقيل : من هم الملائكة . وقيل : جبريل ، وهو الملك الموكل بالخسف وغيره . وقيل : من بمعنى على ، ويراد بالعلو القهر والقدرة لا بالمكان ، وفي التحرير : الاجماع منعقد على أنه ليس في السماء بمعنى الاستقرار ، لأن من قال من المشبهة والمجسمة أنه على العرش لا يقول بأنه في السماء". (تفسير أبي حيان ج10 ص308)
وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى: "إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا" فهذه أيضا لا تدل على أن الله تعالى في السماء وإنما غاية ما تدل عليه أنه سبحانه يشرّف ويرفع عيسى (عليه السلام) إلى حيث العلو الذي أضافه الله إلى نفسه كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" وهذه الإضافة لا تعني التحيز في جهة العلو أي السماء، وإلا لكان قولنا: "مكة بيت الله الحرام" أن الله تعالى يتحيز في مكة لأن هناك بيته! فهل يقول بهذا عاقل؟!
وأما الآية الثالثة وهي قوله تعالى: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" فهذه أيضاً لا دلالة فيها على أن الله في السماء أو جهة العلو، وإنما هذا مجاز معناه أن الله يتقبّل الكلم الطيب والعمل الصالح، وحيث أن الله هو العلي العظيم أي أنه سبحانه ذا العلو والقدرة على جميع خلقه؛ فإنه يُنسب ما يتقبله إلى العلو والرفعة والصعود.
ولو قلنا أن الله تعالى في السماء أو جهة العلو كما يزعم أهل البدعة لوجب أن نقول أننا جميعا حين نتوفى نصعد إلى السماء! لأن الله تعالى يؤكد في آيات كثيرة على أن الأموات يرجعون إليه، كما في قوله تعالى: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ومن الواضح أن هذا مجاز معناه أن أمرنا يكون بيد الله تعالى وحياتنا ومماتنا ترجع إليه بمعنى أنها تكون تحت تصرفه وقدرته، وإلا لا يقول عاقل بأن الأموات يرجعون إلى الله فيصعدون إلى السماء لأنه في السماء!

ج2: هو سبحانه خالق المكان، ولذا لا يخلو منه مكان، إلا أنه لا يشتغل أو يتحيّز في مكان، بمعنى أن مكاناً لا يحيط به فيخلو من مكان آخر، ولا يصح القول أنه موجود في مكان معين، بل لا يصح القول أنه في المكان بمجموعه، لأنه سبحانه خالق المكان، فكيف للمخلوق أن يحيط بالخالق؟
وللمزيد يمكنكم مراجعة الرابط التالي لإجابة سابقة للشيخ: (هنا)

ج3: (هنا)


شكرا لتواصلكم

مكتب شيخ الحبيب في لندن

ليلة 24 جمادى الاولى 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp