بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدائمة الوبيلة على أعدائهم و ظالميهم أجمعين
نبارك لبقية الله الأعظم المنتقم الثائر قائم آل محمد المهدي الحجة بن الحسن العسكري عليهما و على آبائهما الطاهرين أفضل الصلاة و السلام عيد الولاية الأكبر ، آملين منه العيدية بحق أمه الزهرآء ، بنظرة لطف و تسديد و تأييد لنا برحمته عجل الله تعالى فرجه الشريف و لعن و هلك أعداؤه .
سماحة الشيخ الفاضل أستاذي في التعرف على ديني و البرآءة من أعداء الله تعالى ، سماحة الشيخ الفاضل ياسر حبيب ، سلام عليكم:
إن من ألقاب سيدة نساءالعالمين فاطمة الزهرآء بنت خيرالخلائق أبولقاسم محمد صلى الله عليه و عليها و على آلهما هو لقب عصمة الله الكبرى ،ما معنى قولنا( السلام عليك يا عصمة الله الكبرى )؟ على ضوء روايات أهل بيت العصمة و الطهارة سلام الله عليهم ، و على ضوء هذا الحديث بالذات فاطمة حجة الله علينا و نحن حجج الله على الخلق ، و على ضوء مقالتكم الرائعة ، الزهرآء التي نطهر بولايتها ، و لكم الشكر لا تنسونا من خالص دعائكم لنا بالتوفيق لنيل رضى الإمام الحجة بن الحسن العسكري عليهما و على آبائهما الطاهرين أفضل الصلاة و السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف و لعن و هلك أعداؤه ، في دين و دنيا و الآخرة .
دمتم سالمين
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ونبارك لكم عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام.
لم يقع نظرنا على ما ينسب هذه العبارة إلى أحد من المعصومين (صلوات الله عليهم) كما في زياراتها (عليها السلام) المروية، والظاهر أنها من تعبير بعض العلماء استنادا إلى الحديث المشهور الذي أشرتم إليه، عن العسكري صلوات الله عليه، من أنهم حجج الله على الخلق وفاطمة حجة عليهم، صلوات الله عليهم أجمعين.
وعلى أية حال فإنه لا ريب في كونها (روحي فداها) عصمة الله الكبرى، كما أنه لا ريب في أنهم جميعا عصمة الله الكبرى، فلا فرق بين عصمتها وعصمتهم، ولا نجد في الروايات ما يشير إلى تفاضل في هذا الجانب بالنسبة إلى الذوات المقدسة الأربعة عشر عليهم الصلاة والسلام. نعم يُستشعر من بعض الأدلة أن هناك تفاضلا بين عصمتهم وبين عصمة بقية الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وقد رتّب بعضهم على ذلك القول أن الأنبياء غير معصومين من ترك الأولى بينما الأربعة عشر معصومين منه أيضا، فتكون عصمتهم أكمل. ونحن لا نوافق هذا القول بإطلاقه لأنّا نرى عصمة الأنبياء حتى من ترك الأولى، إلا أننا نقرّ بأن هناك تفاضلا بين عصمة الأربعة عشر وبين عصمة سائر الأنبياء، عليهم جميعا سلام الله وصلواته، وليس شأننا أن نعرف الفرق.
أما عن معنى كونها (صلوات الله عليها) عصمة الله الكبرى؛ فالمعاني متعددة، ومنها أنها بالغة أعظم درجات العصمة الذاتية والكمال الإيماني، ومنها أنها العاصمة لجميع شيعتها ومحبيها من النار، وإلى ذلك تشير الروايات من أنها سُميت فاطمة لأنها تفطم شيعتها ومحبيها من النار، كما قد ورد عنهم (عليهم السلام) أن الخلائق يوم القيامة يودّون لو كانوا جميعا "فاطميين" بعدما يروْن التقاطها لمحبيها في المحشر ودرأها عنهم العذاب.
ومن بين المعاني أيضا أنها المعصومة عن معرفة الخلائق كنه ذاتها المقدسة، وإلى ذلك تشير الروايات من أنها سُميت فاطمة لأن الخلق فُطموا عن معرفتها.
ومن بين المعاني أنها العاصمة بمعنى الحافظة للشريعة الإسلامية المقدسة، إذ لا يخفى أنه بغير تضحيتها الجسيمة لما استمرّ الإسلام الحقيقي ولظلّ محرّفا إلى يومنا هذا كما تروْن في النسخة المزيفة منه، والتي تروْن أيضا تلاشيها بفعل ذكر فاطمة البتول صلوات الله عليها، وذكر ظلامتها، فهي أس التغيير في النفوس.
ولا شك أن هناك آلاف المعاني الأخرى إلا أن المرء يحار كما قلنا عندما يتعلق الأمر بالزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها، وأنّى لعقولنا أن تستوعب عظمتها؟! وإني شخصيا وبالذات في ما يتصل بسيدة الكبرياء والعظمة (صلوات الله عليها) دون غيرها لا أعرف ماذا أقول ويكاد عقلي يتوقف! فخذوه مني اعترافا أني جاهل جاهل جاهل حتى عن معرفة سر قرط فاطمة بل تراب أقدام فاطمة فكيف بذاتها المقدسة!!
جعلنا الله وإياكم يوم القيامة فاطميين. والسلام.
27 من ذي الحجة لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.