بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلت رسالتكم للشيخ وقد سُرَّ بها كثيراً، وكتب لكم التالي:

«بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد الله إليكم أيها الدكتور الموقر، وأحمده تعالى على أن وصل الكتاب إلى يد باحث حر أبي مثل حضرتكم، وأسأله تعالى أن يحفظكم ويديم عليكم نِعَمه، ويزيد في توفيقكم لإكمال مسيرتكم، مسيرة تنقية عقيدة وثقافة هذه الأمة المخدوعة، وهي مسيرة الصالحين.
أما بخصوص ما تفضلتم بطلبه، فالذي أراه أن تطلعوا من المراجع التاريخية على بعض ما هو مُهمل الرجوع إليه عمداً من قبل أعداء الحقيقة، كتاريخ المسعودي، والفتوح لابن أعثم. كما وأرى أن تطلعوا على شرح النهج لابن أبي الحديد، وكامل البهائي، وإرشاد القلوب للديلمي، وفي هذا الأخير حديث طويل ومهم جدا لحذيفة بن اليمان رضوان الله تعالى عليه، يحكي تفاصيل خطيرة عمّا جرى بعيد شهادة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، ومعلومٌ أنه صاحب السر.
ثم لا بأس بأن تطالعوا أجزاء المطاعن من موسوعة بحار الأنوار، وهي الأجزاء 29 و30 و31، وفيها أيضاً جوانب كشفها الأئمة من آل محمد (صلوات الله عليهم) لم يكشفها غيرهم.
ومن كتب المعاصرين التحليلية، يعجبني إلى حد ما كتاب (المواجهة مع رسول الله وآله عليهم السلام) للمرحوم أحمد حسين يعقوب، المحامي الأردني الشهير الذي تشيّع، فإنه حلّل الأمور التي جرت من منظور المحامي المتخصص، المفتش عن الجريمة، جريمة قريش في إقصاء آل النبوة (صلوات الله عليهم) بل تحويل النبوة ذاتها، إلى مجرد ملك عضوض يتوارثه الطلقاء وأبناء الطلقاء.
كما أن كتب الباحث الشيخ حسن بن فرحان المالكي تفيدكم في هذا المضمار.
نحن حقاً بحاجة إلى غربلة بحثية حقيقية لمجريات الأحداث التي تلت شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله، علينا أولاً أن نركز في أنه (صلى الله عليه وآله) قد قُتِل بدسّ السم إليه، لا أنه مات حتف أنفه كما يتصوّر معظم هذه الأمة المخدوعة.
إن القضية تبدأ من هنا، عن تلك الأيادي التي حاكت مؤامرة كبيرة وخطيرة وسرية، لإزهاق روح رسول الله صلى الله عليه وآله، ومصادرة نبوته، وتلويث دينه وتحريفه، ومن أعظم الشخصيات التي لعبت دوراً في هذه المؤامرة هي عائشة بنت أبي بكر زاد الله عذابها.
لست أدري إن كان جنابكم تتابعون سلسلة محاضراتي بعنوان: كيف زُيِّف الإسلام؟ التي تعرضها قناة فدك حاليا، فقد وصلت معي في دورتها الثانية إلى أكثر من ثمانين حلقة، أجهدتُ نفسي فيها لأن أقدّم دراسة عن كيفية نشوء النسخة المزيفة من الإسلام، عارضاً الجذور والعوامل، واقفاً على الأحداث بإسهاب. أرجو أن تكون هذه الدراسة مساعدة لكم في تحقيق ما تصبون إليه.
هذا والمعوّل عليكم وعلى أمثالكم من الغيورين على دين الله تعالى، الذين تتألم قلوبهم لما حلّ بهذه الأمة المنكوبة، في أن يعيدوها إلى جادة الصواب، وإلى ذلك النور والطهر والنقاء.
بارك الله بجهودكم، ودعائي لكم، كما أرجو أن لا تنسوني من دعواتكم.
والسلام
. ليلة السابع عشر من شعبان المعظم لسنة 1432 من الهجرة النبوية الشريفة».

ليلة 17 شعبان المعظم 1432 هـ

شارك الإجابة على