بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد آل الله
و اللعنة الدائمة و الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أعدآء الله إلى يوم لقآء الله .
سلام عليكم
لدينا عدة أسئلة و إستفسارات نرجوا بيان الإجابة من سماحتكم شخصيا :
1) ورد في زيارة الإمام الهمام علي بن محمد الهادي النقي سلام الله عليه و على آبائه و أبنائه الطاهرين أفضل الصلاة و السلام ، هذه العبارة نرجوا شرح كل فقرة من هذه الفقرات خصوصا شرح معنى عبارة حق الله و آل الله و كذلك فقرة عنصر الأطهار ، و ركن الإيمان :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد الزَّكِيُّ الرّاشِدُ النُّورُ الثّاقِبُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الاَْنْوارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَليلَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الاْيمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْهُدى،
2) ورد في زيارة سيدة نسآء العالمين فاطمة الزهرآء بنت محمد المصطفى خير خلق الله صلى الله عليه و عليها و على آلهما الأطهار :
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ .
السؤال المطروح هنا هو كيفية وقع الإمتحان قبل الخلق ، و إن كنتم تقولون أن الإمتحان حصل قبل عالم الدنيا ، فنقول أن عالم ما قبل الدنيا ليست عالم إبتلآء فليس يعنى هنا الإمتحان إذ لا إبتلآء ، فالمقصود يكون غير هذا . نرجوا شرحه .
جزاكم الله خير الجزاء حفظكم الله وسدد خطاكم في خدمة الدين والمذهب والسلام عليكم
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين واستشهاد أهل بيته وأصحابه عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم السلام، جعلنا الله وإياكم من الثائرين الطالبين بدمائهم مع المنتقم لهم مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.
ج1: (السلام عليك) تحية الإسلام التشريفية عليك (يا أبا الحسن) كنية الإمام (علي بن محمد الزكي) ذو الرفعة المتنامية (الراشد) ذو العقل الكامل (النور الثاقب) يثقب كل حجب الضلالة بنور الهدى (ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا صفي الله) فأنت صفي نقي من كل رجس ودنس (السلام عليك يا سر الله) إذ أودع فيك أسرار العلوم اللدنية الإلهية (السلام عليك يا حبل الله) الذي من تمسك به نجا ووصل إلى مرضاة الله (السلام عليك يا آل الله) فأنت من خاصة أوليائه وأقرب الخلق إليه فصرت كأهله (السلام عليك يا خيرة الله) المختار المنتقى من بين الخلق (السلام عليك يا صفوة الله) إذ اصطفاك واختارك من بين خلقه لتكون إماما وحجة (السلام عليك يا أمين الله) المؤتمن على شريعته ودينه (السلام عليك يا حق الله) على العباد بأن يدينوا بإمامتك وطاعتك شكرا له فرضا مفروضا كالصلاة والزكاة (السلام عليك يا حبيب الله) الذي أحبّه من خلقه وقرّبه إليه (السلام عليك يا نور الأنوار) فنورك أعظم من سائر أنوار الأنبياء عليهم السلام إذ هو مشتق من النور المحمدي الأسمى (السلام عليك يا زين الأبرار) الذين إذا نُظر إليهم وأنت وسطهم زنتهم شرافة وفضلا (السلام عليك يا سليل الأخيار) من ذرية آل محمد الأطهار عليهم السلام (السلام عليك يا عنصر الأطهار) فأنت أصل من أصولهم صلوات الله عليهم (السلام عليك يا حجة الرحمن) بك يحتج على عباده بأن نصب لهم علما يرشدهم إليه فلا عذر للكافر أو الجاحد منهم (السلام عليك يا ركن الإيمان) بدونك يكون الإيمان بلا ركن ولا أساس فينهدم (السلام عليك يا مولى المؤمنين) الأولى بهم من أنفسهم في الطاعة والتسليم (السلام عليك يا ولي الصالحين) يتبعونك فتتولى قيادتهم دينا ودنيا (السلام عليك يا علم الهدى) رمزا للهدى متجسدا فيك.
ج2: في مقال لنا سابق (*) حول الزهراء (صلوات الله عليها) ذكرنا أننا عاجزون عن تفسير هذا المقطع من زيارتها (أرواحنا فداها) ولا نملك سوى الاحتمالات الظنية التي لا تورث علما ولا يقينا، فالزهراء (سلام الله عليها) سر الأسرار ولا يحيط بكنهها أحد سوى خالقها وأبيها وبعلها (صلوات الله عليهما) ولذا ورد أنها إنما سميت فاطمة ”لأن الخلق فُطموا عن معرفتها“! أما الاحتمالات التي طرحناها هناك فلعل أقواها ما ورد من أنهم (صلوات الله عليهم) قد امتُحنوا في عالم الذر بالإقرار بالوحدانية، فكانوا أول من أجاب النداء الإلهي ”ألست بربكم“ إذ قالوا: ”بلى“ وكانت الزهراء (صلوات الله عليها) ثالث من أجاب على القاعدة، فلعل ذلك يكون معنى الامتحان، إلا أنه مجرد احتمال والنص الوارد لا يشفع له إذ ورد: ”فوجدك لما امتحنك صابرة“ وهو ما يُشعر لمكان (الصبر) أنه كان ابتلاء خاصا فيه تحمّل ومشقة ويتطلب صبرا لمدة ليست بالقليلة، وليس طلب الإقرار بالوحدانية من جنسه، والله العالم، ولو جُمعت عقول الخلق كلهم من الأولين والآخرين بمن فيهم من الأنبياء والمرسلين والملائكة والصالحين لما تُمُكِّن من معرفة عشر معشار من شخصية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، فكيف بي أنا العاجز؟!
أنار الله دربكم بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم. والسلام.
الثاني من شهر صفر الأحزان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.
