هناك احاديث في الكافي تفيد بان الائمة لا يموتون الا باختيار منهم ويموتون متى يشاءون والوهابية تسخر منا في قنواتها (صفا ووصال والمستقلة) من هذا الكلام لان الله تعالى يقول: (اذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون). وهو كما همو معروف انا عمر الانسان كان عاديا او نبيا او اماما معلموم في علم الله ومحتوم فكيف ترد على هذا الشبهة لاننا لا نجد ردا مفحما علينا فقد تعبنا من هذا الموضوع ونرجو منكم الاجابة عليه وبسرعة باسلوب مفحم مع ادلة صحيحة كما هي عادتكم وشكرا جزيلا لكم.
أحمد عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا و مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام و أهل بيته و أنصاره و سبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة و السلام.
القول بأنّ الإمام المعصوم عليه السلام يموت باختيار منه لا يتنافى مع القضاء المبرم.
المرء باختياره في اليوم الفلاني يركب السيارة ويموت في حادث مروري ولكنه لا يعلم انّ ركوبه السيارة في ذلك اليوم وفي تلك الساعة سيفضي إلى موته.
الفرق هو أنّ الامام عليه السلام يقدم على الشهادة مقتولا أو مسموما "عارف وعالما" بنتيجة فعله "مختارا " لقاء ربه بكامل التسليم والرضا.
هنا قد يقول الاخرون أليس هذا انتحارا.
نقول لهم : كيف أقدم نبي الله إبراهيم (عليه السلام) على محاولة قتل ابنه إسماعيل (عليه السلام)؟ ألا يعدّ ذلك جريمة في إزهاق نفس بريئة؟
فإن قيل: كان بأمر الله تعالى.
قلنا: وكذلك كان ما أقدم عليه أئمتنا (عليهم السلام) فإنما هم يأتمرون بأمر الله تعالى، وقد شاء الله تعالى أن يراهم شهداء مقتولين مسمومين، فلا يحق لهم الوقوف في وجه قضاء الله تعالى، بل يسلمون أمرهم إليه صابرين محتسبين "مختارين" الامتثال لأمر الله تعالى ومشيئته.
وفقكم الله لمراضيه. والسلام.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
19 محرم 1432