اليماني الدجال!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليکم,

لقد خرج علينا من يدعي الوصية من الإمام المهدي ألا و هو أحمد الحسن الملقب نفسه باليماني و للأسف افتتن البعض بدعواه الباطلة. و ها أنا ذا أسألكم بعض الإيضاحات عن مثل هذه الدعوة عملا بي قوله تعالى ( فاسالو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ):
أولا : يدعي هذا الرجل أنه من ولد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. فهل هنالك دليل تاريخ على صحة هذه الدعوة من عدمها.
ثانيا: يستدل هذا الرجل و أتباعه على صحة دعواهم بي الرواية الوارده في (بحار الأنوار ج/53 ص147 – الغيبة للطوسي ص 150) ألا و هي :وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي(ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة و دواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول ألاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و المأمون و المهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا و من طلقتها فانا بريء منها لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها الي ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي اسم كأسمى و اسم أبي و هو عبد الله و أحمد و الاسم الثالث المهدي و هو أول المؤمنين.

أ) ما مدى صحة سند الرواية. ب) وعلى فرض صحتها، ما هي المدلولات التي يمكن الاستفاده منها. ج) ما المراد من قوله صلى الله عليه و أله من إثنا عشر مهديا بعد الإمام.

ثالثا: ما هي الطرق التي يمكن الاستدلال بها على اليماني الحق.

دمتم بخير


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي محمد الحسن المجتبى عليه السلام.

ـ فيما يتعلق برواية المهديين الإثنى عشر تجدون هنا إجابة سابقة للشيخ الحبيب: (هنا)

هنا ايضا جواب يتعلق بالدجال المدعو احمد الحسن: (هنا) و (هنا)

ـ لقد اطلعنا على بعض ما ساقه أنصار المدعو أحمد الحسن لإثبات صدق دعوته من أدلة خرقاء مثيرة للضحك والسخرية والأسى في وقت واحد.
كان من بين ما ساقوه من أدلة تهريجية نقطة حوت تأويلا سمجا ليس من العروبة في شيء وهي قولهم بما أنّ الأشراف من تهامة وتهامة من اليمن إذاً اليماني لا مانع أن يكون من تهامة! . هذا كلام ينطلي على الجهلة والمغفلين والحمقى!
عندما تقول العرب محمد اليماني على سبيل النسب فإنّ المقصود بهذا نسبته الى إقليم اليمن نفسه.
جزيرة العرب مقسمة إلى نجد والعروض وتهامة والحجاز واليمن. لذا إنك لن تجد نصا واحدا عندما يتحدث فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نسبه الشريف يقول فيه أنا النبي اليماني! وانت تعلم انّ رسول الله سيد العرب وقد أُعطي جوامع الكلِم.
إنظر هنا في دعاء أبي حمزة الثمالي مثلا كيف يصف مولانا زين العابدين عليه السلام جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
(وَ بِحُبِّيَ النَّبِيَّ الاْمِّيَّ الْقُرَشِيَّ الْهاشِمِيَّ الْعَرَبِيَّ التِّهامِيَّ الْمَكِّيَّ الْمَدَنِيَّ). هل وجدت من بينها التهامي اليماني؟

الامر الآخر هو ذلك الإسقاط السخيف الذي أتوا به على إحدى روايات الملاحم والفتن وفيها يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:(عبدا عنيفا خاملا أصله), حيث زعموا أنّ هذا يشير إلى نسب يمانيهم المنقطع الذي زيفوه.
ما يقرح القلب أن تنطلي مثل تلك الترهات على أبناء العراق بلد العشائر !
ما علاقة الأصل الخامل بالنسب المنقطع؟ الأصل الخامل لا يعني انقطاع النسب!
النسب "المنقطع" يطلق على النسب الذي انقطع عن الاتصال كأن يعرف الرجل ثمان أو عشر وسائط ويجهل الباقية.
الشخص الذي تصل بينه وبين جده سلسلة مرتبطة الحلقات يسمى نسبه "متصلا", أما عندما يقف نسبه عند جد قريب من دون اكتمال حلقات النسب وعدم معرفة تلك الحقات يكون النسب حينها "منقطعا"
مما يضحك عيون الثكلى أنهم يفتحون الباب للطعن في نسب صاحبهم الدجال والتشكيك فيه بإثباتهم انقطاع نسبه!
صدق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إذ قال: (إياك ومؤاخاة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك)
الأنساب المنقطعة أحد أبرز سلبياتها هو سهولة انضمام الدخلاء كالأحلاف مثلا. عدا عن ذلك فهي أنساب ثبوتها "ظني" يعتمد فقط على التواتر والشياع.
أما الاصل "الخامل" فليس المقصود به المنقطع! هناك كثير من الأنساب المتصلة لكنها خاملة الذكر بين القبائل.
مثلا : العُتُق من حجر حمير وهو حجر بن ذي رعين ، بطن خامل!
يذكر صاحب نهاية الأرب أنهم اجتمعوا لقتل النبي صلى الله عليه وآله فظفر بهم وأعتقهم فسُموا بالعُتُق.

ـ إنّ روايات الملاحم والفتن بحر لا قرار له وفيها من الاضطراب والتباين ما لا حصر له.
فيما يختص باليماني فإننا نلحظ ذلك التباين والاضطراب في الروايات التي تتحدث عنه وهذا امر طبيعي إذ هو الشخصية الأهم في حركة التمهيد المهدوية فكان الحفاظ على حياته يتطلب التمويه والتعتيم على التفاصيل المتعلقة بهويته واسمه وخططه وتحركاته وذلك لحفظه من كيد السلطات الجائرة.
ولكنّ صفات خصم اليماني وهو السفياني أكثر وضوحا وجلاءا, فإذا عرفنا صفات الخصم وهو (السفياني) عرفنا أنّ من سيقود حركةً ضده سيكون هو اليماني الذي تحدثت عنه الروايات.
فإذاً هناك سبيلان لمعرفة اليماني عليه السلام:
السبيل الأول: معرفة صفات خصمه السفياني فمن سيقف بوجه السفياني سيكون هو اليماني الذي تحدثت عنه الروايات
هذا ليس سبيلا استنبطناه من رؤوسنا ولكنّ له نظيرا في التاريخ أشار اليه القرآن الكريم
إنّ اليهود وهم من أهل الكتاب كانت كتبهم تخبرهم بنبي يأتي فيهزم " الكفار المشركين" ويستأصل شأفتهم فكانت هذه واحدة من العلامات البارزة عندهم و كانت كتبهم تذكر أنّ من سيطهر الارض من المشركين هو النبي المخلّص الموعود.
إذاً هم يعرفون جيدا "عقيدة" الخصم الذي سيخرج ذلك المخلص ليتصدى له وبالفعل كان صلى الله عليه وآله وسلم قد بدأ بمواجهة المشركين في مكة بينما آمن المشركون في المدينة فانقلب اليهود على أعقابهم.
لم يكونوا بحاجة للمناطقية إطلاقا بل كان يكفيهم ما عرفوه من عقيدة خصوم ذلك النبي الموعود, وبالمثل سنجد فيما سيأتي رواية تطلب من السائل عدم المبالاة باسم السفياني والتركيز على حركته السياسية لمعرفته وتشخيصه جيدا.
قال تعالى : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ) سورة البقرة, 89

الآن ننطلق للتعرف على السفياني..
أولا: يكون خروج اليماني مزامنا لخروج السفياني وليس قبله. الخروج هنا المقصود به الحضور والبروز على الساحة.
عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه قال: «خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه...» (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص232).
فهذا الدجال الحالي الذي يزعم أنه هو اليماني فليخبرنا أين هو السفياني خصمه اللدود الذي يكون ظهوره على الساحة مزامنا لظهور اليماني؟

ثانيا: حكومة السفياني ستشمل سوريا والأردن وفلسطين.
عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه عن اسم السفياني فقال: «وما تصنع باسمه، إذا ملك كور الشام الخمس دمشق، وحمص، وفلسطين، و الأردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما»
(راجع كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:ص651 -652).
لاحظ هنا عدم اكتراث الإمام عليه السلام بالإخبار عن اسمه لأنه قد يحاول في فترة ما التكتم على نسبه ولكنّ الامام أرشد السائل الى التركيز على الحركة السياسية للسفياني. فأين هو هذا الذي تقع تحت سلطته سوريا والأردن وفلسطين؟

ثالثا: إنه رجل لا يتزيا بعباءة الدين بل كفره بواح واضح يجاهر به وليس كهؤلاء الرؤساء الذين يبدون الحد الأدنى على الأقل من ملامح التسمي بالاسلام
الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار)(البحار:52/354)

رابعا: انه سفياني النسب..
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ) ( البحار:52/90 )

خامسا: انه رجل مجاهر بنصبه للشيعة وعدائه لهم ويسعى الى تصفيتهم ..
عن الإمام الباقر عليه السلام: «أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم. فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى. قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج، يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله»
(كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص311 – 312).
يستفاد من الراوية أنّ السفياني لعنه الله سينشغل عن الشيعة لمدة شهرين بسفك الدماء في مناطق أخرى وستكون تلك مدة كفيلة بكشفه ومعرفة حقيقة أمره فيدرك الشيعة أنه هو السفياني الذي تحدثت عنه الروايات فتكون لديهم فرجة زمنية كافية للخروج من الكوفة أو المدن والمناطق التي سيتوجه للاستيلاء عليها والفرار منه والخلاص بذلك من القتل.

السبيل الثاني: إنّنا عندما نتتبع التاريخ نجد كل المصلحين كانوا رجالا نشأت بينهم وبين المجتمع علاقات وروابط وعُرفوا بين افراد مجتمعهم بالاستقامة والصلاح فكان هذا عاملا في استجابة الناس لدعواتهم الاصلاحية ولم يكونوا فقعا خرج هكذا فجأة!
إنّ نبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وآله قبل بعثته النبوية الشريفة مكث في قومه اربعين سنة عرفوه فيها بالصدق والأمانة وكمال العقل والاخلاق فكانت هذه حجة على من كذبوه . هذا أحد سبل إتمام الحجة فالله سبحانه وتعالى لا يأخذ الناس بجرم قبل اتمام حجته عليهم.
كيف لي أن أتبع رجلا يخرج هكذا فجأة فيقول لي انا اليماني وعليكم اتباعي؟!
بل إنّ إمامنا المهدي عجل الله تعالى له الفرج مع ما لغرته الحميدة وطلعته الرشيدة من حجج باهرات إلا انّ خروجه فداه أرواحنا ستسبقه مقدمات ومنها حركة التمهيد على يد اليماني عليه السلام.
فإذاً لا يُتصور أنّ رجلا يقود حركة تمهيدية عالمية بحجم حركة اليماني يكون شخصا مجهولا يدعو الناس إلى نصرته هكذا بدون مقدمات وبدون أن يكون قد خالطهم وعرفوه باستقامته وصلاحه وبدون أن يكون رجلا صاحب برنامج إصلاحي واضح المعالم ونشاطٍ اجتماعي في أعلى مراتب التميز.
سيكون خروج اليماني على الساحة مزامنا لظهور وبروز السفياني وحينها لا شك ستبدأ المواجهة على ساحة القيم والمباديء بينهما قبل المواجهة العسكرية. سيكون لليماني دور في التحضير للمواجهة وسيبرز على الساحة.
جدير بالذكر أنّ من سيقتل السفياني هو الامام المهدي عليه السلام كما تذكر الروايات وما حركة اليماني ضد السفياني ومواجهاته معه سوى حركة تقديم وتمهيد
عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء)

فإذاً الرجل الذي سيحمل أهدى الرايات لن يكون رجلا عاديا بل سيراه الناس رجلا استثنائيا في استقامته وصدقه وصلاحه ومقومات شخصيته القيادية وسوف يسترعي انتباه جميع الناس ليلتف حوله على بينة من أمرهم جمع ممن امتحن الله تعالى قلوبهم للإيمان. جعلنا الله تعالى و إياكم من الملبين لدعوته والمستشهدين تحت راية مهدي آل عليهم السلام.

وفقكم الله لمراضيه. والسلام.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

7 صفر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp