الى هذا الحد تستهزؤن بعقول الناس!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

الله الرحمن الرحيم
الصلاة واللسلام على اشرف المرسلين سيدنا وحببنا محمد صلي الله عليه (واله) وسلم

هذا جوابك عن احد السالين اود ان استفسر ؟

أما جوابنا على الشق الثاني من سؤالكم فنقول فيه إنه قد وردت روايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه أمر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بتطليق أية زوجة تخرج عليه وتحاربه من زوجاته وإسقاط شرف أمهات المؤمنين عنها، فقد قال رسول الله لعلي صلوات الله عليهما وآلهما: \"ارفق بهن ما كان الرفق أمثل بهن، فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها، قال: وكل نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئا. فتكلمت عايشة فقالت: يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بشيء فنخالفه بما سواه! فقال لها: بلى يا حميراء! قد خالفت أمري أشد خلاف! وأيم الله لتخالفين قولي هذا ولتعصينه بعدي ولتخرجن من البيت الذي أخلفك فيه متبرجة قد حف بك فئام من الناس، فتخالفينه ظالمة له عاصية لربك ولتنبحنك في طريقك كلاب الحوأب ألا إن ذلك كائن\" (بحار الأنوار ج28 ص107).

وكذلك ورد أن رسول الله قال لأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام: \"يا أبا الحسن.. إن هذا شرف باقٍ ما دمن لله على طاعة، فأيّتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلّقها وأسقطها من شرف أمهات المؤمنين\" (بحار الأنوار ج32 ص267).

ومعلوم بالضرورة أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لا يتوانى عن تنفيذ أوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولذا تكون النتيجة أنه قد طلّق عائشة (عليها اللعنة والعذاب) بمجرّد خروجها عليه في يوم الجمل.
اعوذ بالله الى هذا الحد تستهزؤن بعقول الناس انت تستهزء بنفسك اولا قبل كل شيء
هل كان الرسول صلي الله عليه وسلم قاصر حتي يطلب من سيدنا علي تطليق عائشه وهو ادرى بذالك ويطلب سيدنا علي بتطليقها نيبتا عنه ؟
لم يكن جريء او كان خواف؟ خاف من ابيها ؟
لعنة الله عليك وعلى كل اتباعك
ولا تسمي لعنتي لك استفزاز هذا حوار بطريقتك يعني تعلمت منك


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.

ـ أولا : لعن المعين في دينك انت وفق رأي جمع من علمائكم لا يجوز. فصاحب المبدأ والعقيدة الراسخة ينطلق في تعامله مع الآخرين وفق مبادئه وأحكام دينه.
الأمر الآخر هو أنّ الشيخ الحبيب ليس يلعن عموم المخالفين بل يلعن رموز الانحراف كأبي بكر وعمر, كما انك لعنت خميني وخامنئي باعتبارهما رمزين منحرفين ونحن لا نختلف معك في استحقاقهما للعن لأنهما بالفعل منحرفان فالأول ينتحل عقائد ابن عربي المتصوف والآخر يروج لمسلك سالفه ويمارس الظلم والاستبداد في حكمه. هذا لتعلم أننا لسنا ننطلق في مواقفنا من الرجال من هوى أو نزعة نفسية أو عداء شخصي وإنما موقفنا هو موقف مبدئي.
على كل حال كان لعنك للشيخ وأتباعه في غير محله، لكننا نعاملك بالأحسن.

ـ ثانيا: ليس رسول الله صلى الله عليه وآله عاجزا حاشاه ولكن كان لابد أن تبقى عائشة زوجة لرسول الله لتكون ابتلاءا لهذه الأمة فلو كان رسول الله صلى الله عليه وآله طلقها في حياته لما وقعت فتنة الجمل التي هلك فيها من هلك الى نار جهنم مع عائشة ونجى اقوام آخرون.
قد تقول إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله عالما بأنها ستخرج على أمير المؤمنين وتتسبب في وقوع معركة الجمل فلماذا لم يطلقها؟
نجيبك بذات الكلام ونقول لك إن طلقها كيف تكون فتنة وابتلاءا للأمة؟ والأمر الآخر أنّ القصاص لا يكون قبل وقوع الجرم.

عائشة إذاً باب من أبواب الفتنة والابتلاء، وقد زوّجها الله تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله) لعلمه بأنها فيما بعد ستخرج وتتمرّد على وصيّه الشرعي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة والسلام) وستسلك بالأمة سبيل الكفر والشيطنة فيقع التنازع بين الفئتين، الفئة المؤمنة والفئة الكافرة، ويرى الله تعالى مَن مِن الناس يطيعه فيكون مع وليّه عليه السلام، ومَن مِن الناس يعصيه فيكون مع عدوّته عليها اللعنة.
ويعني ذلك أن من يطيع عائشة لا يكون مطيعا لله تبارك وتعالى.

وذلك مصداق لقول عمّار (رضوان الله تعالى عليه) للمسلمين الذي رواه المخالفون معترفين: "لكن الله عز وجل ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي"! (صحيح البخاري ج9 ص70).
وإنما تعلّم عمار هذا القول من أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) حيث ورد في وصفه لأمرها: "إن أمكم ابتلاكم الله بها ليعلم أمعه تكونون أم معها"! (كتاب سليم بن قيس الهلالي ص919).

ومعلوم أن عائشة لم تكن لتتمكن من تحريض الناس على الخليفة الشرعي (صلوات الله عليه) إذا لم تكن زوجة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنها استغلت موقعها هذا للتأثير على المسلمين وإغوائهم. وقد أتاح الله تعالى لها الوصول إلى هذا الموقع كما أتاح لزوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) الوصول إليه أيضا، بل كما أتاح لإبليس (عليه اللعنة) القدرة على البقاء إلى يوم الوقت المعلوم وأعطاه كثيرا من الإمكانات التي يستطيع بها التأثير على البشر وإغوائهم، وهذا جزء من فلسفة الابتلاء الإلهي، وبدونه لا يتحقق هذا الابتلاء فلا يتميز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي.
وقد حذّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا من عائشة وكشف حقيقة كونها رأسا للكفر وقرنا للشيطان وبابا للفتنة، فقد روى البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب ما جاء في أزواج الرسول، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: ”قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشه فقال: هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان“! ( صحيح البخاري ج‏4 ص‏100)! وفى حديث آخر رواه مسلم في كتاب الفتن - باب الفتنة من المشرق، قال: ”خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا! من حيث يطلع قرن الشيطان“! (صحيح مسلم ج2 ص560) ولا يخفى أن تأويلهم بأن مقصوده (صلى الله عليه وآله) هو وصف المشرق بالفتنة هو أسخف من أن يُردَّ عليه.

ـ ثالثا: رسول الله صلى الله عليه وآله يتصرف وفقا لتعاليم السماء. فهل كان قاصرا عن الانتصار على الكافرين في معاركه باستخدام المعجز بدلا من أن تُسفك دماء المسلمين؟ وهل كان جبانا أو خائفا من قريش حين فر ليلا من مكة؟
فإذاً لا يسعك الا أن تقول أنّ الله يجري الأمور على ذلك النحو لحكمة يعلمها سبحانه و لتجري سنته تعالى في خلقه بابتلاء عباده.

ـ قد تكون هناك أيضا بعض الاسئلة التي قد ترد على ذهنك لذا نحيلك إلى (هذه السلسلة) وفيها رد سماحة الشيخ على الضجة المفتعلة من انصار عائشة لعنها الله

شكرا لتواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

12 صفر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp