إحتجاج المخالفين ببطلان حديث الغدير

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

هناك حديث وارد في صحيح البخاري رواه ابن عباس (راوي حديث رزية الخميس )طالما يستشكل فيه محمد الهاشمي صاحب قناة المستقلة على الشيعة والحديث هو أن العباس جاء إلى الإمام علي (ع) في مرض وفاة الرسول (ص) وقال له هلم نذهب الى النبي ص ونساله عن هذا الامر اذا كان فينا بايعتك فلا يختلف احد من الناس ويقولون عم النبي ص بايع ابن عمه والا فاننا بعد ثلاث عبد العصا........الى اخر الحديث ويستدل الهاشمي من هذا الحديث على بطلان او خطا فهم الشيعة لحديث الغدير وانها لا تعني امامة علي بن ابي طالب ع والا لما قال العباس عم النبي ما قاله في الحديث المذكور انفا ما هو تعليقكم سماحة الشيخ المكرم وارجو منك الرد لاهمية الموضوع علما اني بحثت عن هذا السؤال فلم اجده في موقعكم وشكرا

أبو حسن العراق


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا نخفيكم أنّ هذا الإشكال لا يبشر بخير أبدا إذ هو ينبيء عن تفاقم خطير في أزمة الغباء عند القوم ولاسيما أشباه الرجال منهم.
أولاً: من قال لذلك المتأنث أنّ الاختلاف منشؤه الاشتباه وعدم العلم؟

قال تبارك وتعالى" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)" سورة البقرة
إذاً هنا يبين الله تعالى أنّ الاختلاف ليس ناشئا من قصور في الحجج والبراهين أو اشتباه في فهم مقاصدها وإنما منشؤه البغي والحسد من الأطراف المنحرفة الضالة
قال تعالى"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)" سورة آل عمران.

ثانياً: إنّ هذه رواية واردة في كراس البخاري ولا حجة فيه على الشيعة ولكن بما أنهم قرروا الاحتجاج بهذه الرواية فنحن نريدهم أن يكونوا رجالا ولو لمرة واحدة في حياتهم ويتمسكوا بها حق التمسك..
حدثني إسحاق: "أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده العباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، واين والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم"

لننظر ما معنى قول ابن عباس "أنت والله بعد ثلاث عبد العصا"؟

(ويقال للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا ما هم إِلاَّ عبيدُ العَصَا؛ قال ابن سيده: وقولهم عبيدُ العَصا أَي يُضْرَبُون بها "لسان العرب"
فهذه بحد ذاتها تكفينا مؤنة كثرة الأخذ والرد لنسف أكذوبة عدالة الصحابة. أين هم هؤلاء الرحماء فيما بينهم؟ اي رحماء عدول هؤلاء الذين يحذّر واحدهم صاحبه من بطش وسطوة الآخر وإذلاله له؟
اليسوا مؤمنين؟ قال تعالى في وصف المؤمنين الذين يحبهم : "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " . المؤمن لا يُذل المؤمن بل المؤمنون خاضعون متواضعون لبعضهم. بهذا ثبت نفاق صحابتهم.

أخيرا: إنّ عليا عليه السلام في أكثر من موطن بعضها ورد في مصادر المخالفين كما في يوم الشورى وأيام خلافته عليه السلام كان قد احتج بحديث الغدير على حقه في الخلافة ولم يكذبه أحد’ فلو كانوا مشتبهين في فهم مقصد رسول الله بحديث يوم الغدير لاعترضوا وأخبروا عليا عليه السلام بذلك!
نذكر هنا ما ورد بشأن احتجاجه عليه السلام في يوم الشورى من مصادر الطائفة البكرية
1ـ نهاية العقول "مخطوط " ، الفخر الرازي ، وقد ورد فيه ما نصّه :
الثاني : إنّ علياً ذكره في الشورى ، عندما حاول ذكر فضائله ، ولم ينكره أحد ، فعدم إنكارهم لذلك مع توفّر الدواعي على القدح ، فيما يفتخر به الإنسان على غيره دليل صحّته
(نفحات الأزهار 9 / 36)
2ـ المناقب ، الخوارزمي الحنفي ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) ، وسمعته يقول لهم : ( ... فأنشدكم الله : هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه)
(المناقب : 313 ح 314 ، كتاب مناقب الإمام علي للمغازلي : 136 ح 155)
نقل هذا العلاّمة الأميني في الغدير ، وقال : وأخرجه الإمام الحمّوئي في فرائد السمطين في الباب الثامن والخمسين
(الغدير 1 / 328 ، عن فرائد السمطين للحموئي 1 / 319 ح 250 و 251)

3ـ الدر النظيم ، أبو حاتم الشامي ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت ، فسمعته يقول : ( ... أنشدكم بالله أمنكم من نصّبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري ؟)
(الدر النظيم 1 / 116)
4ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، وقد ورد فيه ما نصّه :
ونحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى ... ولكنّه قال لهم : ( ... أفيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا مولاه ، غيري ؟ )
(شرح نهج البلاغة 6 /167)
جدير بالذكر أنّ هذه المسرحيات التهريجية أقل مستوى من أن يُلتفت إليها أو تُعطى أكبر من حجمها.

شكرا على تواصلكم

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

9 ربيع الأخر 1433


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp