كيف كان رسول الله يتعبّد بشرع إبراهيم قبل البعثة مع أنها شريعة منسوخة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم

لماذا كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأمير عليه السلام وأبو طالب رضوان الله عليه وغيرهم من المؤمنين قبل الاسلام على دين النبي ابراهيم سلام الله عليه وليس على دين عيسى أو موسى سلام الله عليهما لأنهما من أولي العزم وجاءوا بعد ابراهيم عليه السلام فشريعتهم تنسخ شريعته

أحد اخوانك الشيخية في البصرة


‏باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بمولانا الحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاراته مع ولي دمه مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.

لم يكن نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله) متعبدا بشرع أحد غيره، بل كان متعبدا بشرع نفسه، فإنه كان نبيا وآدم بين الروح والجسد كما ورد في الحديث الشريف. ويشهد له ما وثّقته السيرة من أنه (صلى الله عليه وآله) كان قبل بعثته يقوم بمناسك الحج والعمرة ويصلي ويتعبد في غار حراء. ثم إنه (صلى الله عليه وآله) لا يمكن أن يتعبد بشريعة من سبقه من الأنبياء (عليهم السلام) لأنه أفضل منهم، ولا يصح أن يقتدي الفاضل بالمفضول. والكلام نفسه يجري على أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ كان يتعبد بشريعة النبي صلى الله عليه وآله، وكذا أبو طالب (عليه السلام) بعد ولادة النبي الأكرم، أما قبل ولادته فكان يتعبد بما يؤمر به سواء كان اتباعا لجزئية في شريعة إبراهيم أو موسى أو عيسى (عليهم السلام) أم كان تشريعا جديدا، ذلك لأن أبا طالب (عليه السلام) كان من جملة أولياء الله تعالى وحججه على بريته، وكذا عبد المطلب (عليه السلام) وسائر آباء وأجداد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين، فهم جميعا محدّثون ملهمون يأتيهم أمر السماء. هذا والقول بعمومية الشرائع السابقة غير تام.

رزقكم الله من نعمائه ما أغناكم به عن خلقه. والسلام عليكم وعلى جميع إخواننا المؤمنين في البصرة وعموم العراق ورحمة الله وبركاته.

12 من شهر صفر الأحزان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp