1- ما هي عقيدة أهل البيت عليهم السلام في الله عز وجل بالدليل الصحيح؟
2- كيف نثبت بطلان عقيدة وحدة الوجود؟
3- كيف نثبت أن ما يتصور أنه كرامات من ما صدر من بعض العرفاء بأنه ليس بكرامه
4- ماذا تقولون في الحادثة المعروفة للسيد علي القاضي مع السيد الخوئي والسيد الخوئي ليس من العرفاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ج1 إن أردت الأدلة المفصلة راجع توحيد الصدوق
باختصار عقيدة الشيعة ترجمان لما وصف الله تعالى به نفسه
(قل هو الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يُولد, ولم يكن له كُفوا أحد)
ج2 الوحدة تختلف عن الوحدانية. الله تعالى موصوف بالوحدانية لا بالوحدة!. لفظ الوحدة يدل على التجانس والتناسب لذا هو مرفوض ولا تجدي كل محاولات أنصار الفلسفة والعرفان لتجميل الوجه القبيح لصفة الوحدة. ما الفرق بينهم وبين من يقول الله جسم لا كالأجسام؟
الوحدة بين شيئين تعني وجود نسبة وتناسب! تقول مثلا وحدة الطواريء. يقولون مثلا الوحدة الاسلامية.
فهل بين الله تعالى ومخلوقاته نسبة وتناسب بأي وجه من الوجوه والعياذ بالله؟
انها حرب صريحة مع الله ورسوله فإنّ الله تعالى قرن كل صفاته في كتابه "بالوحدانية" لا بالوحدة! فليس هناك خرافة اسمها وحدة في عين الكثرة وكثرة في عين الوحدة وكوسة في عين البطيخ وبطيخ في عين الكوسة!
كل الصفات التي يؤلونها ليبرهنوا بها على نظريتهم الكفرية تلك لا يمكنهم ربطها سوى بالوحدانية لا الوحدة! وسبحان الله تجد إحدى الآيات التي يؤلونها لتوافق زندقتهم قد جاءت في رواية شريفة مقرونة بالوحدانية لا بالوحدة.
قد وردت رواية تتنبأ بظهور هؤلاء المتأولين وسمتهم بالمتعمقين والمضحك أنّ عوام المطبلين لهم يتعاملون مع ذلك الوصف على أنه ثناء وأنّ هؤلاء عباقرة يعني.
عن عاصم بن حميد قال : قال : سئل علي بن الحسين عليه السلام عن التوحيد فقال : إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى قل هو الله أحد والآيات من سورة الحديد إلى قوله : " وهو عليم بذات الصدور " فمن رام وراء ذلك فقد هلك .
(الكافي:91/1)
بنص الإمام من قرن تلك الصفات الواردة في سورة الحديد بغير الوحدانية فهو هالك.
إنّ التفكر الذي يعني التأمل في ذات الله تعالى ليس إلا تزندقا كما قال امير المؤمنين عليه السلام:
(من تفكر في ذات الله تزندق)
إنّ المتأمل متعمق بلا شك ! وإذا ضممنا الحديث المروي عن الامام زين العابدين عليه السلام الى المروي عن أمير المؤمنين عليهما السلام نجد كلا منهما يفسر الآخر ويصدّقه.
التعمق في ذات الله هو الزندقة بعينها !
تَفَكَّرَ - [ف ك ر]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). تَفَكَّرْتُ، أَتَفَكَّرُ، تَفَكَّرْ، مص. تَفَكُّرٌ. "تَفَكَّرَ فِي شُؤُونِهِ" : تَأَمَّلَهَا (معجم الغنى)
أما التأمل فهذا معناه:
تَأَمُّلٌ - [أ م ل]. (مص. تَأَمَّلَ). "هُوَ دَائِمُ التَّأَمُّلِ" : دَائِمُ التَّفْكِيرِ العَمِيقِ فِي حَقَائِقِ الأُمُورِ.(معجم الغني)
لا وحدة وجود لأنّ وجود الله تعالى عين ذاته
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
وقال صلوات الله عليه: "لما شبّهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته، ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته، وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته" (توحيد الصدوق ص55)
لا وحدة موجود بتأويل الصفات والإلتواء على النصوص لأنّ كل صفات الله تعالى مرتبطة بالوحدانية وفقط الوحدانية.
وإن اصروا على تأويلاتهم السمجة فاصفعهم بهذه العبارة وقل لهم أنّ اقصى ما يمكن قوله في كل تخبطاتكم هو الحديث عن وحدة "مفاهيم" الصفات لا وحدة الوجود! ولن يستطيعوا إطلاقا أن يقروا لك بأنّ هناك شبها في المصداق بين صفات الله تعالى وصفات مخلوقاته وإلا أعلنوا زندقتهم بوضوح وإن فعلوا تكون أتيت عليهم بالضربة القاضية.
سيقولون لك نعني انّنا نرى الله تعالى في كل شيء ويأتونك بتعابير ملتوية. فقل لهم إنّ تلك كلها آيات الله تعالى أي علامات على صدق صفات ذاته وليست هي عين ذاته فإذاً لا وحدة.
ليس هناك نص واحد عن المعصومين او في الكتاب وصف الله بالوحدة مع مخلوقاته وحتى ما يؤولونه من روايات ليس فيها أنّ المخلوقات عين ذات الله تعالى كما يقول العرفاء الزنادقة بل هي تشير الى كون مافي الوجود آيات أي علامات دالة على الصفات العُلى لله تعالى.
هنا جواب سابق للشيخ يفيدكم الاطلاع عليه
ج3 تابع هذه المحاضرات للشيخ بعنوان " فتن العرفاء اختبار, إما الانحراف أو النجاة" وفيها تجد جوابا مفصلا على سؤالك
ج4 تلك القصة التي ينقلونها إن صحت فهي دليل ساطع على بطلان وفساد منهج العرفاء.
تقول القصة أنّ القاضي بعد أن عرض على السيد الخوئي برنامجا معينا يلتزم به العرفاء فإنّ السيد الخوئي قال ما مضمونه أني بعد أن هيأت جميع الشرائط وصممت على البدء في الساعة الثانية بعد الظهر في مكان مناسب وخال في حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام جلست نحو القبلة وأردت الشروع فنسيت الذكر الذي أعطانيه ، وكلما حاولت أن أتذكر ذلك لم أستطع ، فيئست وقلت في نفسي:
"يا أبا القاسم إنّ أهل البيت لا يريدونك لهذا العمل"
فهنا إشارة إلى كون الله تعالى قد نجّى السيد أبا القاسم من سلوك ذلك الطريق وعلِم السيد أنّ أهل البيت لا يريدون له سلوك ذلك الطريق الشيطاني المتلبس بعباءة الدين.
"هذ نقوله على فرض صحة تلك الحادثة"
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
11 جمادى الاخرة 1433 هـ