ماهو جوابك العلمي على هذا الكلام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله الاطياب الهداة
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و ارحمنا بهم
قال تعالى في كتابه الكريم (( إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا مهينا )) الاحزاب / 57
نشر أحد الجهلة من المحسوبين على الطائفة الشيعية مقالا رمى فيه عائشة زوج النبي بالفاحشة و الزنا و العياذ بالله ، و قد أثار المقال عاصفة من الردود و الهجمات من أهل السنة و لهم الحق في ذلك ، فإن الطعن في شرف زوجات الأنبياء أمر خطير جدا و بشع جدا .
و حيث أن الشيعة لا يقبلون ما ورد في المقال من طعن و قذف ، فقد آثرت الرد عليه و بيان بطلان ما استدل به الكاتب من روايات وجدها في بعض كتب الشيعة و كتب السنة
و نحن عندما ننفي تهمة الزنا عن عائشة فلا يعني هذا أننا ننفي عنها ما ارتكبته من مخالفات لأوامر الله عز و جل و تعاليم رسوله الكريم و معاداتها لعلي بن أبي طالب و محاربتها إياه ، و لكننا نتكلم هنا عن خصوص مسألة الزنــا
و سنضع ما استدل به كاتب المقال و نرد عليه و بالله التوفيق و عليه التكلان
استدل هذا الكاتب بروايات من كتب الشيعة و أهل السنة و هي روايات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وهي :
1- تفسير مولانا الإمام محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليهما) للآية الكريمة: \"ضربالله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْنفخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين\". (التحريم: 10) حيث فسّر الخيانة بالفاحشة بقوله صلوات الله عليه: \"ما يعني بذلك إلا الفاحشة\". (الكافي ج2 ص402
2- ورد في تفسير القمي أن عائشة عندما خرجت إلى البصرة لقتال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في حرب الجمل، أغواهاطلحة وقال لها: \"لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم\"! فزوّجت نفسها منه. (تفسير القمي ج2 ص377) ولذا فقد ورد أن إمامنا المهدي المفدّى(صلوات الله عليه) عندما يظهر فإنه سيُخرج عائشة من قبرها ويحييها ليقيم عليها الحدلأنها تزوّجت طلحة مع تحريم الرجال عليها كونها كانت زوجة سابقة لرسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) وبذا يكون حكمها حكم أمهات المؤمنين اللائي يحرم عليهن النكاحأبدا.
و من كتب أهل السنة نقل رواية و كتب معها تعليقه التالي((
3- 4 والظاهر عندي أن عائشة (لعنها الله) كانت تعيش عقدة نفسية جنسية بسبب عدم اهتمامرسول الله بها وانشغاله بالعبادة حتى في يومها وليلتها، وهذا هو ما يفسّر اختلاقهاعشرات الأحاديث المكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي زعمت فيهاأنه - حاشاه - كان مولعا بها ويمارس معها (كذا وكذا) من التفاصيل الزوجية التي يعفّلسان كل ذي أخلاق عن ذكرها، فكأنها كانت بذلك تريد ملء النقص الذي كانت تشعر به فيهذا الجانب، خاصة وأنها كانت قبيحة المنظر ومنفّرة لسوادها ولوجود أثر الجدريوالبثور الكثيرة في وجهها، فلا يرغب بها أحد من الرجال. (راجع لسان الميزان لابنحجر ج4 ص136).
وهذا - أي شعورها بالعقدة النفسية الجنسية - هو ما يفسّراهتمامها الزائد بالرجال بعد استشهاد نبينا العظيم (صلى الله عليه وآله) فكانت تفعلالمستحيل لجذب أنظارهم حتى ولو بإغرائهم بالجواري! ( أنظر مصنف ابن شيبة ج4 ص49وغيره )(
هذه أدلة الكاتب و سنرد عليها و نوضح بطلانها و نقول أن الشيعة لا يقبلون الطعن في زوجات الأنبياء عليهم السلام و بالخصوص زوجات سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و آله ، بل ان الطعن في عرض أي شخص يحتاج إلى أربعة شهود و ألا فيتم جلد المدعي الذي قذف الناس في أعراضهم
الرد على الرواية الأولى :
الرد :
هذا القسم من الرواية جـزء من رواية طويلة أوردها الشيخ الكليني ( أعلى الله مقامه ) في كتابه الكافي في الجزء 2 في باب الضلال ص 383 ، من طبعة دار التعارف في بيروت عام 1411هـ و قام بتصحيحها و التعليق عليها سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين .
و الكلام أولا في سند الرواية و هو كما يلي :
عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يـونــس عن رجـــل عن زرارة عن أبي جــعفـــر ( الامام الباقر ) عليه السلام
و العارفين بالأسانيد بمجرد أن يروا هذا الإسناد فإنهم يعرفون بأنه ( مرسـل ) و المرسل من أقسام الضعيف
فالإسناد فيه ( عن رجل ) و لا يذكر من هو هذا الرجل و لم يعرف !! فالإسناد غير مقبول لوجود شخص مجهول ، و الرواية ساقطة من الإحتجاج ، و الظاهر ان الكاتب ليس لديع علم بالحديث و مصطلحاته و مراتبه ، بل هو ليس فقط لا يعلم و لم يتعلم حتى يميز الأسانيد ، بل هو جاهل لا يقرأ لإنه لو كان يقرأ لقرأ ما كتبه العلامة المجلسي في مرآة العقول في ج 11 ص 192 من طبعة دار الكتب في طهران حيث نص العلامة المجلسي على أن هذه الرواية : ((مرسلة ))
فكاتب المقال لا يعلم و لا يقرأ ، ثم يأتي و يدعي لنفسه العلم و الاطلاع ؟!!
ثم نتكلم عن يونس ، المذكور في الاسناد ، فإن يونس غير محدد من هو ، و اسم يونس مشترك بين العديد من الرواة منهم من هو ثقة و منهم من هو غير ذلك ، ، و أكثر الروايات في الكتب الأربعة تنصرف إلى يونس بن عبد الرحمن ، إلا في بعض الموارد و التمييز يكون بالراوي عن يونس و المروي عنه على تفصيل ذكره علماء الرجال و الجرح و التعديل في كتبهم .
فالغالب( كما قال العلماء ) أن الرواي هنا هو يونس بن عبد الرحمن لأنه هو من يروي عن محمد بن عيسى ، و يونس بن عبد الرحمن ورد فيه المدح و ورد فيه الذم و نكـتفي بذكر ما نحتاجه هنا فقد :
(( قال أبو جعفر بن بابويه ( رحمه الله ) : سمعت أبن الوليد يقول : كتب يونس التي هي بالروايات كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عنه و لم يروه غيره ، فأنه لا يعتمد عليه و لا يفتى به))
راجع : الموسوعة الرجالية الميسرة ج2 ص 349 طبعة مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام ) في قم .
كما أن الرواي الآخر الوارد في الإسناد و هو محمد بن عيسى و هو اسم مشترك بين العديد من الرواة و الذي يروي منهم عن يونس بن عبد الرحمن هو محمد بن عيسى بن عبيد و قد نص على تضعيفه شيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله ) في كتابه الفهرست ص 216 طبعة مؤسسة نشر الفقاهة في قم عام 1422 هـ ، و في كتابه الرجال ص 422 من طبعة منشورات الرضي في قم ، و فيه تفصيل و بحث عند علماء الرجال و من أرد فليراجع الموسوعة الرجالية الميسرة ج 2 ص 191 ، و ليراجع معجم رجال الحديث للإمام السيد الخوئي ( قدس سره ) ج 18 ص 116 من الطبعة الخامسة المطبوعة عام 1413 هـ
و كلامنا عن يونس و عن محمد بن عيسى هو أمر ثانوي ، فحتى لو كانا من أهل الوثاقة ، فإن الرواية مرسلة لوجود رجل مجهول في السند كما ذكرنا أولا
ثم ما هي أقوال العلماء في هذه العبارة :
1- قال المحقق الشيخ محمد جعفر شمس الدين في تعليقته على الكافي في ج 2 ص 384 من نفس الطبعة المذكورة
(( المراد بالفاحشة هنا بمقتضى مناسبات الحكم و الموضوع و هو عائشة و حفصة ، المخالفة و الشقاق ))
2- قال الشيخ المولى محمد صالح المازندراني (رحمه الله ) ، في شرح أصول الكافي ج 10 ص 107: من طبعة دار احياء التراث العربي في بيروت عام 1421 هـ و هي من ضبط و تصحيح السيد علي عاشور
(( قال المفسرون فيه إشارة إلى أن سبب القرب والرجحان عند اللهتعالى ليس إلا الصلاح كائنا من كان وخيانة المرأتين ليست هي الفجور وإنما هينفاقهما وابطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين فامرأة نوح قالت لقومه أنه مجنونوامرأة لوط دلت قومه على ضيفانه ، وليس المراد بالخيانة البغى والزنا إذ ما زنتامرأة نبي قط ، وذلك هو المراد بقوله ( عليه السلام ) : (( ما ترى من الخيانة في قولالله عز وجل ( فخانتاهما ) ما يعني بذلك إلا الفاحشة ) هي كل ما يشتد قبحه منالذنوب والمعاصي والمراد بها هنا النفاق والمخالفة والكفر((
كما ننقل أقوال مفسري الشيعة في الآية المذكورة
1- شيخ الطائفة الطوسي ( أعلى الله مقامه ) قال في تفسيره التبيان في ج 10 ص 52 من طبعة مكتب الاعلام الإسلامي المطبوع عام 1409 هـ
قال (( قال ابن عباس كانت إمرأة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما ، و ما زنت إمرأة نبي قط لما في ذلك من التنفير عن الرسول و الحاق الوصمة به
فمن نسب أحدا من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأ عظيما ، و ليس ذلك قولا لمحصل ))
2- السيد المرتـضـى ( رحمه الله ) ، في كتابه الأمالي ج 2 ص 145:
((وأهلك إلا من سبق عليه القول ) ولان الأنبياء عليهم الصلاةوالسلام يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لانها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنبالله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيالكل ما ينفر عن القبول منهم ، وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على انتأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على ان الخيانة لم تكن منهمابالزنا بل كانت احداهما تخبر الناس بانه مجنون والاخرى تدل على الأضياف والمعتمدفي تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان. .))
3- للشيخ ملا محسن الفيض الكاشاني ( رحمه الله ) في تفسير الصافي ج 5 ص 197:من طبعة مكتبة الصدر في طهران
(( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحتعبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) بالنفاق والتظاهر على الرسولين مثل الله حالالكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم ولا يجابون بما بينهم وبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين من النسبة والوصلة بحال إمرأة نوحوإمرأة لوط وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله(بإفشاء سره ونفاقهما إياه وتظاهرهما عليه))
4- العالم الجليل الشيخ الطبرسي ( رحمه الله ) في تفسيره مجمع البيان ج10 ص 49 من طبعة دار الكتب العلمية في بيروت عام 1418 هـ
كرر ما ذكره السيد المرتضى من كلام ابن عباس رضي الله عنهما من انه ما بغت إمرأة نبي قط و إنما كانت الخيانة في الدين .
5- قال العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره) في تفسير الميزان ج 19 ص 343: من طبعة مؤسسة إسماعليان في قم
(( وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي صلى الله عليه وآله وسلمحيث خانتاه في إفشاء سره و تظاهرتا عليه و آذتاه بذلك))
6- قال المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي ( رحمه الله ) في تـفسير تقريب القرآن في ج 28 ص 163 من طبعة مؤسسة الوفاء في بيروت عام 1400هـ
(( فخانتاهما ) خيانة في الدين إذ كانتا تنافقان و تؤذيان زوجيهما))
7- قال المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي ( حفظه الله ) في تفسيره من هدى القرآن ج16 ص 119 من طبعة مكتب السيد المدرسي عام 1410 هـ
(( ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحتعبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا )
لأن الشفيع الحقيقي للإنسان عمله الصالح لا القرابات و لو كانت من الأنبياء و الأولياء ، و أعمالهما كانت سيئة لما انطوت عليه من خيانة لزوجيهما بإذاعة السر و التظاهر لجبهة الكفر و خيانة للرسالة و القيم التي جاءا بها .........
و لنا في الآية وقفة عند كلمة الخيانة فهي كما أعتقد خيانة بالمقياس الرسالي أي خيانة لحركة الرسول و مبادئه
و ليس كما يتقول البعض لما فيه من عقد جنسية أو لإعتماده على الإسرائيليات بأنها خيانة جنسية
كلا إنها خيانة في رسالة النبي بدليلين : الأول بدلالة السياق ، فقد وقع الحديث عن الخيانة في سياق الحديث عن إفشاء السر من قبل زوجات النبي ، و حينما تكلم عن زوجتي نوح و لوط ضربهما مثلا للجبهة المضادة للحق ( الذين كفروا ) و لو كانت الخيانة جنسية لضربهم مثلا للذين فسدوا مثلا أو للزناة
ثانيا : لأن تفسير الخيانة هنا بالخيانة الزوجية ليس يمس زوجات الأنبياء و حسب بل يمس الأنبياء أنفسهم و يصور بيوتهم محلاً للفاحشة و الدعارة ، حاشا الأنبياء عليهم السلام ))
هل قرأتم ... الذي يقول انها خيانة جنسية و زنا فإنه إما مصاب بعقد جنسية أو يعتمد على الروايات الإسرائيليات ، فأي واحد فيهما كاتب المقال و من حفر حفرة لأخيه وقع فيها .
8- الحجة الشيخ محمد السبزواري ( رحمه الله ) في التفسير الجديد طبعة دار التعارف في ج 7 ص 192
قال (( (فخانتاهما ) فلم تحفظا رسالتهما و لا عماتا بدينهما و كانتا كافرتين ، و قد قال ابن عباس : كانت إمرأة نوح كافرة تقول للناس انه مجنون و إذا آمن واحد بنوح تخبر الجبابرة من قومها ليعذبوه ، و كانت إمرأة لوط تدل على أضيافه ليقصدوهم بالفاحشة ، و هذه هي خيانتهما ، و ما بغت إمرأة نبي قط و إنما كانت الخيانة في الدين))
9- قال العلامة الكبير السيد عبدالله شبر ( رحمه الله ) في تفسيره الجوهر الثمين ج6 ص 247 من طبعة الألفين في الكويت (( ( فخانتاهما ) بنفاقهما و تظاهرهما عليهما))
10- قال السيد شرف الدين الحسيني الاسترابادي ( رحمه الله ) في كتابه تأويل الآيات في ص 676 من طبعة مؤسسة النشر الإسلامي في قم عام 1417 هـ
حيث قال ان الخيانة كانت بإفشاء السر (( و يؤيده ما روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : قوله تعالى ( ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح و إمرأة لوط ) مثلٌ ضربه الله سبحانه لعائشة و حفصة إذ تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أفشيا سره ))
كما تم توجيه سؤال للمرجع الديني آية الله الشيخ أبو طالب تجليل التبريزي ( حفظه الله ) عن رأي الشيعة في عائشة و حفصة و عن نسبة الفاحشة لهما ؟
(( فأجاب : هذا بهتان عظيم ، و متى نسب الشيعة عائشة و حفصة إلى الفحشاء ؟! كلا و حاشا .. )) و هذا في كتابه شبهات حول الشيعة ص 123 طبعة قم
و هكذا أسقطنا و لله الحمد الاستدلال بهذه الرواية سندا و متنا ، و أثبتنا جهل الكاتب .
الرد على الرواية الثانية :
أولا : اعتمد الكاتب المغمور على كتاب علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله ) ، و كل مبتدأ في طلب العلم يعلم أن هناك بحثاً و نزاعاً وقع بين العلماء عن النسخة الموجودة اليوم بين الأيدي من هذا الكتاب ، أنه هل هو نفسه تفسير علي بن إبراهيم ، أم هو تفسير تلميذه العباس بن محمد بن قاسم ؟؟!! و هو شخص لم يذكر في كتب الرجال و الرواة و الجرح و التعديل و لا يعرف حاله ؟؟!! فكيف نقبل روايته إن روى ؟؟!! و كيف نقبل رأيه إن كان الكتاب له ؟؟!!
كما أن التساؤل امتد في أن النسخة الموجودة اليوم هل هو تفسير علي بن إبراهيم وحده أن أنه تم دمج تفسير الجارودي معه و تم إضافة روايات في التفسير للعباس بن محمد ؟؟!
فكل هذا فيه بحث طويل بين العلماء و المحققيـن ، و كان على (الكاتب) أن يستند إلى ركن وثيق و دليل دامغ و ليس إلى كتاب لم يتفق العلماء على مصدره و كاتبه ، و كان عليه من باب الأمانة العلمية أن يقول انه يستند إلى كتاب لا يزال العلماء مختلفين فيه
ثانيا : نذكر نص الكلام الوارد عن القمي في التفسير ج2 ص 394 ط دار السرور في بيروت عام 1411هـ و هي من تصحيح السيد طيب الجزائري
قال علي بن إبراهيم في قوله ( ضرب الله مثلا ) ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال (ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوطكانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما)
فقال و الله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة و ليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق و كان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى ... قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان ))
فالكلام ليس عن إمام من أئمة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام ) ، و ليس هو رواية حتى نبحث في سندها و متنها ، إنما هو قول منسوب لعلي بن إبراهيم القمي ، و قوله ( سواء ثبت أم لا ) غير ملزم لأحد و لا حجية له ، بـل قد رده العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في موسوعته الكبرى بحار الانوار ،
ففي بحار الأنوار - ج 32 ص 106: من الطبعة التي حققها الشيخ المحمودي و مطبوعة في طهران ، حيث نقل الشيخ المجلسي ما جاء في تفسير علي بن إبراهيم و رد عليه و إليكم النص :
(( : قال علي بن إبراهيم في قوله : \" وضرب الله مثلا \" ثمضرب الله فيهما مثلا فقال : ( ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوطكانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) قال : والله ما عنا بقوله .. الخ
بيان : المراد بفلان طلحة وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعضالاصول ، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدل على أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلكلكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلاوعرفا وعادة وترك التعرض لامثاله أولى)) .
و أيضا في البحار في ج 22 ص 240 من طبعة مؤسسة الوفاء أثناء تعليقه على ما جاء في تفسير علي بن إبراهيم
(() فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخناعلي بن ابراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره ، لان التفسير الموجود ليس بتمامهمنه قدس سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمونباجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة اذيال أزواج النبي ( صلى اللهعليه وآله ) مما ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها امير المؤمنينعلى ( عليه السلام).))
و هكذا ألحقنا الدليل بصاحبه ، و أسقـطناه بقـربه
الرد على الرواية الثالثة و الرابعة من كتب أهل السنة :
و هذا الكلام المذكور لا دليل فيه على وقوعها في الزنا ، و لكننا نرد عليه لما فيه من تطاول و اتهام لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله بأنه لم يكن يقوم بواجباته الزوجيه مع عائشة مما أدى لانحرافها كما يدعي هذا الكاتب الجاهل ، و هذا اتهام واضح للنبي بأنه هو السبب في انحراف زوجته كما يدعي و العياذ بالله و هذا يكفي لإثبات مدى جهل الكاتب و انحرافه ، ان سلمان رشدي لم يصل به ضلاله إلى قول مثل هذا الكلام .
ثم نرد على الكاتب لنفضح كذبه و جهله أكثر و أكثر ، و لنبدأ بالرواية الأولى المنقولة من لسان الميزان حول انها كانت قبيحة و سوداء و منفرة و في وجهها أثر الجدري و البثور الكثيرة !! و قبل الكلام في الرواية
أقول : هل للإنسان دخل في جماله أو قبحه ، فهذا خلق الله و ليس بيد إنسان حتى نطعن في هذا الامر و نقول انها سوداء و قبيحة و منفرة ..... الخ
أما الرواية الاولى و الثانية فهي من طرق أهل السنة و من كتبهم فيجب أن نراجع مصادرهم و نرى مدى قبولهم لها ، و هل الرواة ثقاة أم غير ذلك ، و هذا ما تتطلبه الأمانة العملية و البحث الموضوعي و نأمل أن نوفق لذلك .
فالرواية الاولى في لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني ج4 ص 136 من طبعة الثالثة لمؤسسة الأعلمي في بيروت على نسخة مصورة من طبعة مجلس دائرة المعارف النظامية في الهند عام 1330 هـ
فهي مروية في ترجمة عثمان بن الخطاب ( الكذاب المعروف ) و المسمى بابن أبي الدنيا
و هو من الكذابين المعروفين و طعن فيه أهل العلم و النقد ، لدرجة أنه كان بعد عام 300 للهجرة و يقول : حدثني علي بن أبي طالب ، و سمعت من علي بن أبي طالب ، و رأيت علي بن أبي طالب و يروي القصص و الأخبار عنه ، بينما كان أمير المؤمنين قد استشهد في عام 40 للهجرة أي قبل 260 سنة من ظهور ابن أبي الدنيا و تحديثه للناس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام )
فهل يعتمد على كذاب كهذا ، يكذب بكل قوة بلا حياء أو خجل على رجل مات قبل 260 سنة !!
و قد نص ابن حجر على كذبه و عدم قبول روايته في نفس الموضوع و لا ادري هل غفل عنها الكاتب الكاذب أم تغافل عنها لحاجة في نفسه ؟؟!!
هذا أولا و هو كاف لإبطال الإستدلال برواياته ، و لكننا نستمر في نقد ما ذكره كاتب المقال المعتدي
و نص كلام ابن أبي الدنيا (( قال : و رأيت عائشة طويلة بيضاء بوجهها أثر جدري و سمعتها تقول لأخيها محمد يوم الجمل أحرقك الله بالنار في الدنيا و الآخرة))
أولا : فرواية ابن ابي الدنيا تتحدث عن عائشة في معركة الجمل ، أي بعد أكثر من 25 عاما على رحيل سيدنا رسول الله !! فكيف يتحول الاستدلال بها على انها في عهد رسول الله ؟!!
فهي في يوم الجمل كان شكلها كذا و كذا ، فهل يلزم أن تكون قبل 25 عاما على نفس الهيئة ؟!!
ثانيا : الرواية تقول (( بيضاء بوجهها أثر جدري )) فمن أين أتى الكاتب الكاذب بأنها (( قبيحة المنظر ومنفّرة لسوادها ولوجود أثر الجدريوالبثور الكثيرة في وجهها، فلا يرغب بها أحد من الرجال )) ؟؟!!! كيف زاد كل هذا الكلام و قلب البياض إلى سواد ، الا يعلم أن حبل الكذب قصير ، و أن الكاذب مفضوح في الدنيا و الآخرة .
أما الرواية الثانية فهي كبقية أدلته لا يمكن الاعتماد عليه و لا الاخذ بها
الرواية في المصنف لابن أبي شيبة ج4 ص 49 من طبعة دار الكتب العلمية في بيروت في عام 1426 هـ ، تصحيح محمد عبدالسلام شاهين ، في باب ما قالوا في الجارية تشوف و يطاف بها ، حديث رقم 17658
(( حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن العلاء بن عبدالكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن إمرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية و طافت بها و قالت : لعلنا نصطاد بها شباب قريش .))
فالرواية أيضا مرسلة ، ففي اسنادها ( عـن امـــــــراة ) و لا يعلم من هي تلك الراوية
كما أن في الإسناد راو مجهول هو ( عمار بن عمران رجل من زيد الله ) !! و هو لا ذكر له في كتب الرجال و الجرح و التعديل
أما وكيع المذكور في الاسناد فهو وكيع بن الجراح و هو ثقة عند أهل السنة رغم ورود طعون فيه فقد اتهم بأنه شيعي و رافضي ، و أنه كان يخطأ في الروايات ، و أخطأ في 500 حديث ، و كان بعض علماء السنة يصفه بالتــنيــن ، و كان يشرب المسكر و النبيذ ؟!!! ، و غيرها من الأمور القادحة فيه و لكنه رغم كل هذا يعتبر من ثقاتهم !!!
فالرواية ضعيفة و مطعون في سندها و لا يمكن قبولها و لا الاحتجاج بها
و بهذا نكون قد رددنا على أدلة هذا الكاتب ، و لولا أنه كتب ما كتب لما التـفـتنا إليه و لما رددنا عليه ، فهو من فضح نفسه و كشف عن عورته بيده ، و هناك شبهات و أضاليل أخرى وردت في المقال و لكننا أعرضنا عن ذكرها و الرد عليها لأنها مبنية في الأصل على الروايات المذكورة و التي فصلنا الكلام بها و أثبتنا بطلان الإستدلال بها ..
و هكذا رددنا و لله الحمد على أدلة الكاتب الكاذب المعتدي على عرض سيدنا النبي صلى الله عليه و آله ، و بينا جهله و كذبه و تحريفه في الكلام ، و بينا مدى الجهل الذي يتمتع به من أيده و سانده بدافع التعصب الحزبي ، و الوساوس الشيطانية التي جعلتهم يتجرأون على عرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله ، و نسوا أن الشيعة لا يطعنون في الأعراض و لا يرمون الناس بالفواحش و الخنا مهما اختلفوا معهم أو جاروا عليهم ، و كان الأولى بكاتب المقال و من ورائه أن يبرزوا الروايات السنية التي تتضمن مثل هذه الأمور و أن يحاسبوا أهل السنة على وجود مثل هذه الروايات في كتبهم ، بدلا من الاستناد إليها في الطعن في عرض زوجة النبي عليه و آله الصلاة و السلام
و أكرر أننا هنا نرد على هذه المسألة بالخصوص و لا ننفي عن عائشة ما قامت به من أمور و أفعال مخالفة لكتاب الله عز و جل و سنة رسوله الكريم صلوات ربي و سلامه عليه ، و قيامها بوجه سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
و الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ الرواية الأولى قد جاءت بسند حديدي من طريق آخر معتبر صحيح أورده العلامة البحراني في تفسيره البرهان بسند شيخنا الكليني رضوان الله عليه عن مُحمّد بن يحيى عن أحمد بن مُحمّد عن بن فضال عن بن بُكير عن زُرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام.
10897/ محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس، فإني قد بلغت ما ترى و ما تزوجت قط؟
قال: «و ما يمنعك من ذلك؟». قلت: ما يمنعني إلا أني أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم، فما تأمرني؟
فقال: «و كيف تصنع و أنت شاب أتصبر؟». قلت: أتخذ الجواري. قال: «فهات بما تستحل الجواري، أخبرني؟» فقلت: إن الأمة ليست بمنزلة الحرة، إن رابتني الأمة بشيء بعتها أو اعتزلتها. قال: «حدثني فبم تستحلها؟» قال: فلم يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك، أخبرني ما ترى، أتزوج؟ قال: «ما أبالي أن تفعل؟».
قال: قلت أ رأيت قولك: «ما أبالي أن تفعل» فإن ذلك على وجهين، تقول: لست أبالي أن تأثم أنت من غير أن آمرك، فما تأمرني، أفعل ذلك عن أمرك؟ فقال لي: «قد كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) تزوج، و قد كان من امرأة نوح و امرأة لوط ما قص الله عز و جل، و قد قال الله عز و جل: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما».
فقلت: إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) لست في ذلك بمنزلته، إنما هي تحت يديه و هي مقرة بحكمه مظهرة دينه. قال: فقال لي: «ما ترى من الخيانة في قول الله عز و جل: فَخانَتاهُما؟ ما يعني بذلك إلا الفاحشة، و قد زوج رسول الله (صلى الله عليه و آله) فلانا».
قلت: أصلحك الله، فما تأمرني، أنطلق فأتزوج بأمرك؟ فقال لي: «إن كنت فاعلا فعليك بالبلهاء، من النساء».
فقلت: و ما البلهاء؟ قال: «ذوات الخدور من العفائف».
فقلت: من هي على دين سالم بن أبي حفصة؟ فقال: «لا». فقلت: من هي على دين ربيعة الرأي؟ فقال: «لا»، و لكن العواتق اللواتي لا ينصبن و لا يعرفن ما تعرفون».
(تفسير البرهان:ج5,ص 430)
محمد بن عيسى المقصود هنا هو اليقطيني وأول من ضعفه كان ابن الوليد أستاذ الشيخ الصدوق وعلى ذلك سار جميع من ضعفوه والاتفاق بين الرجالين هو عدم الأخذ بتضعيفات ابن الوليد لكون تضعيفاته مبتنية على الأقيسة والظنون.
فإذاً الرواية التي طعن فيها من جهة الارسال يُجبر سندها بالرواية الوارد في تفسير البرهان.
إنّ قول الإمام عليه السلام (مايعنى بذلك إلا الفاحشة) لايقبل التأويل حيث يعني بها فاحشة الزنا.
وبصرف النظر عن كل ذلك فإنّ التشدد في الأسناد إنما يكون في الروايات المتعلقة بالأحكام كما هو مقرر في الأصول.
ـ تسطير أقوال العلماء وآرائهم هذا من سفه عقله فالعالم عندنا يُحتج له ولا يُحتج به. وقد سبق للشيخ التفصيل بهذا الشأن فراجع ما سنزودك به من وصلات لاحقا.
على كل حال أقوال علمائنا الماضين إجمالا إما ناشئة عن ضعف التحقيق في هذا المطلب أو لمحل التقية.
ـ الكلام ليس عن التفسير بأكمله رغم أنّ الشيخ أثبت في كتابه الفاحشة الوجه الاخر لعائشة أنّ التفسير هو للشيخ القمي بتمامه وبذلك قال المحقق الخوئي قدس سره ولكنّ الكلام هو عن تلك الرواية على وجه الخصوص والعلامة المجلسي لم يقل أنها ليست لعلي بن إبراهيم القمي وبصرف النظر عن الحماقة التي ساقها للتشكيك في صحة نسبة الزنا للحميراء لعنها الله بقوله أنّ الشيخ يحتكم إلى كتاب مُختلَف فيه. نقول ومن قال أنّ الكتب التي استدل بها هو متفق على صحة كل ما فيها؟!!
الحماقة تجعل صاحبها يبدع في اختراع استدلالات لابد أن تصرف الحوزات عمرا في الاستفادة منها والانتهال من نميرها.
ـ من أين جاء ذلك العبقري بأنّ الشيخ قال أنّ رسول الله سبب انحراف الحميراء لعنها الله ,ومتى قال الشيخ رسول الله لم يقم بوجباته الزوجية تجاه تلك المسخ؟! هذا تحليله الأعوج وفهمه السقيم هو لفحوى كلام الشيخ.
بل مضمون كلام الشيخ هو أنها هي تريد أن يخصها الرسول باهتمام يفوق الأخريات ورسول الله مشتغل بالدعوة والعبادة ناهيك عن أنها كانت نجسة كثيرة الحيض ورسول الله يتحرز من النجاسات.
ثم ليس لإتيان أي رجل زوجه من عدمه علاقة بعهر امرأته ودنسها!
المرأة الشريفة العفيفة بحق بحق لا شيء في الدنيا يدفعها للرذيلة. المرأة المؤمنة العفيفة الشريفة بحق يعصمها الإيمان الذي هو صنو الحياء. ضعيفة الإيمان التي لم تستحوذ العفة عليها يمكن أن تنساق للرذيلة لكون زوجها لا يقاربها.
الحياء هو ما كانت تفتقر إليه الحميراء وهو سبب عهرها لا عدم مقاربة رسول الله صلى الله عليه وآله لها لكثرة حيضها ونجاستها!
هي امرأة متبذلة قذرة وسخة عديمة الحياء.
عن الامام الصادق عليه السلام:
( فُضلت المرأة على الرجل بتسع وتسعين جزءا من اللذة ولكن الله عز وجل ألقى عليهن "الحياء" )
(مكارم الأخلاق للطبرسي)
فأي حياء عند الحميراء التي ما استحت من مولى الموحدين عليه السلام وخرجت لحربه؟ أي حياء عند من تفتي برضاع الكبير وتدخل الرجال عليها من ذلك الرضاع غير الشرعي وتختلي بهم؟
ـ ما يجهله ذلك الأحمق هو أنّ روايات المطاعن إذا وردت من طرق العدو تكون مقبولة ولكنّ حماقته تجعله يرد ما ورد في مصادر القوم من وصف لخلقة عائشة القبيحة مستشهدا بأقوالهم!.
يعني ماذا ينتظر منهم؟ طبيعي جدا أن يسموا تلك الروايات بالضعف فأمهم هي أوروبية شقراء وفق الصورة الافتراضية!
نعم ليس للانسان يد في خلقته ولكنه يملك تحسين أخلاقه وكلما حَسُنت أخلاقه أشرق بها وجهه في بصائر المؤمنين وإن كان عبدا حبشيا. أما الحميراء فقبحها الداخلي منعكس تماما على صورتها الخارجية.
إذا كان الشخص قبيح الافعال ناصبيا كالحميراء حينها يكون التعرض لقبح صورته مطلوبا لزيادة التنفير منه وإلا فليشكل على قول رسول الله صلى الله عليه وآله في وصف شمر لعنه الله بأنه أبقع أبرص له بوز كبوز الكلب وشعر كشعر الخنازير!
أما من أين أتي الشيخ بأنها سوداء شوهاء فمن روايات اخرى ذكرت ذلك في مصادر القوم
العجيب أنه نصب نفسه مدافعا حتى عن خلقة الحميراء المشوهة لا فقط عن فرجها الدنس؟ لا نعلم هل أنّه طلحة العصر الجديد هو الآخر؟
ـ الحميراء أرضعت شباب قريش وعلمتهم غسل الجنابة فهل يعتريها الحياء من التشويف بالجواري لاصطيادهم؟
ـ يا لضعف وسفه عقل هذا المهرج! أي وجه شبه بين الشيخ الحبيب وسلمان رشدي؟
سلمان رشدي لعنه الله طعن في عائشة الحميراء وفقا لما روته هي عن نفسها في صحاح القوم ليطعن في الرسول الكريم صلى الله عليه وآله والاسلام العظيم.
أما الشيخ الحبيب فأسقط عائشة وفضحها وأبرز مخازيها لتسقط هي فتسقط معها أكاذيبها التي بثتها على ساح النبوة. فالشيخ أسقطها وأثبت انحرافها الاخلاقي على جميع الاصعدة بغرض تنزيه رسول الله صلى الله عليه وآله عن تلك المنحلة. وتسقيطها يعني تسقيط دينها والهراء الذي جاءت به حتى لا تبقى معتبرة في الأمة ولا يؤخذ بأكاذيبها وفي هذا حفظ للدين وانتصار لنبينا الكريم صلى الله عليه وآله الذي حذر منها وأسماها قرن الشيطان ورأس الكفر.
هل الشيطان يتورع عن فاحشة دون أخرى؟ عائشة ليست الشيطان فحسب؟ بل هي قرنه!
ـ العجيب أنّ من يتحدث عن الأسناد ويتنطع بها هو نفسه لإنقاذ حميرائه يتمسك بقول لا سند له وهو قول ابن عباس ما زنت امرأة نبي قط!
ما قيمة هذا القول لابن عباس؟ هل هو حديث يرفعه لرسول الله صلى الله عليه وآله ليكون حجة على أحد؟ هو قول لابن عباس. فما قيمة سند هذا القول وما مدى اعتبار هذا القول وحجيته؟
بينما يرد كلام ثقتنا القمي رضوان الله تعالى عليه متوهما بجهله أنه ليس يرويه عن الامام المعصوم والحال أنّ تلك الرواية عن الشيخ القمي بحكم(المضمرة) فهي رواية يُحتج بها
لكن لو افترضنا أنّ ذلك قول القمي رضوان الله عليه وليس يرويه عن المعصوم عليه السلام.
فكيف تقدم كلام المنحرف بن عباس حبر أمة المخالفين على كلام ثقة الاسلام الشيخ القمي رضوان الله عليه؟!
في أي زمن رديء نعيش؟
تفضل لترَ من هو بن عباس هذا الذي يحتج بقوله في مقابل رواية شيخنا القمي رضوان الله عليه
ـ واضح أنّ هذا المهرج المتحاذق يستقي معلوماته من نجوم الشاشة الفضية!
لاحظ التدليس في نسبة هذا القول للعلامة المجلسي رضوان الله عليه:
(فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخناعلي بن ابراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره ، لان التفسير الموجود ليس بتمامهمنه قدس سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمونباجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة اذيال أزواج النبي ( صلى اللهعليه وآله ) مما ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها امير المؤمنين علي عليه السلام).
ليس ذلك القول للعلامة المجلسي بل هو كلام ورأي محقق الكتاب عبدالرحيم رباني الشيرازي (هنا)
ـ سيفيدكم الاطلاع على هذه الاجابة
ـ هنا رد على قوله أنّ الطعن في الاعراض يحتاج شهودا وإطلاقه القول بذلك
ـ بخصوص زنا عائشة تابعوا هذه السلسلة ففيها رد على كثير مما يطرحه انصار عائشة من إشكالات
ـ هنا إجابات سابقة مفصلة حول ارتكاب عائشة لعنها لفاحشة الزنا و(هنا ايضا)
مطالعة الاجابات السابقة لا تغني عن قراءة كتاب الشيخ الحبيب (الفاحشة الوجه الآخر لعائشة) وهناك عرض الأدلة والبراهين بالتفصيل على وقوع عائشة في فاحشة الزنا وأفرد لهذا فصلا كاملا تضمّن هذه العناوين
عَرَكيّة زانية سُلحوت ماجنة
• تتبرج بلبس ثوب أحمر وخواتم ذهب وهي محرِمة في مكة
• جَلِعَة متهتكة عديمة الحياء
• سيدة الفسق والمجون
• أم الشيطنة والتبذل
• رجال ينزلون عليها فيجنبون
• تتعرى وتتكشف أمام رجال لتعليمهم الوضوء والغسل
• وما أدراك ما رضاع الكبير
• قوّادة ديْبوبة تتصيد شباب قريش
• أول فرْج على سرج
• معاوية يشهد إنها فاجرة
• الطريق إلى البصرة .. طريق إلى الزنا
• طلحة بن الصعبة .. ما الحب إلا للحبيب الأول
• إلا الفاحشة .. لا تنزه عنها عائشة
• مؤيدات ومعضدات
• دفع ما قد يُتوهم من إشكالات
• ومع المخض يبدو الزُّبد
إذا أردتم الأدلة العلمية على وقوعها في الفاحشة والردود على جميع الأوهام التي أدت ببعض الناس إلى جحد هذه الحقيقة فننصحكم بالحصول على كتاب (الفاحشة الوجه الآخر لعائشة) وذلك بالاتصال علينا على ارقام المكتب هنا:
ـ أخير فإنّ ذلك البهلواني ما أسقط إلا عقله ولا فضح إلا جهله وكان هذا الرد منا على عجالة تطييبا لخاطركم وإلا فهذا طرح ساذج أقل من أن يُلتفت إليه.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
15 رجب 1433 هـ