ما هي المنهجية الأفضل الأصولية أم الأخبارية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذه رسالة مهمة ارجو ايصالها للشيخ الرسالة هي طلب ان يوضح لنا المنهج الافضل هل هو الاخبارية ام الاصولية اذا كانت الاصولية كما يقول الشيخ فما هو البحث الذي يبرر ذلك

انا ارجو من المكتب ان لا يعطيني موضوع تمت الاجابة عليه سابقا في الموقع وهو الفرق لم يكن قصدي هكذا اريد اعرف الافضل وكيف ان الاصولية افضل والدلائل النقلية على ذلك

ننتظركم .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إذا أردت أن تعرف مدى صحة نظرية ما فانظر إلى مدى واقعيتها في حيز التطبيق ومدى انطباقها على الواقع.

نظرية عدالة الصحابة عندما تذهب لتبحث عن مدى انطباقها على الواقع فإنك تجد البون شاسعا بين النظرية و الواقع

الامر ذاته فيما يتعلق ببعض عناصر النظرية الاخبارية فإنك ستلحظ عدم انطباقها على الواقع العملي.

مثلا يجتهدون ولا يسمون ما يصلون إليه من رأي فقهي اجتهادا. غير أنك تجدهم يختلفون في آرائهم الفقهية والاختلاف أمارة الاجتهاد.

لماذا لايمكن أن نقول عن المعصومين مجتهدين؟ لانهم لا يختلفون.

لا يقولون بوجوب التقليد بل بعضهم يحرمه لكنك تجد أتباعهم يُلزمون أنفسهم بتقليد مشايخ الاخبارية كالشيخ يوسف البحراني والاسترابادي والعصفور بل إنّ تشبثهم بالمسلك الإخباري قائم على نظرية التقليد والمتابعة.

تجد عوامهم يجرون أصل البراءة في كثير من مستجدات العصر بدون أن يقروا به.

في الواقع الأصولي لم يلغِ المنهج الاخباري بل أبقى عليه ولكن لأنّ طبيعة العلم هي طبيعة توسعية هذا مالم يتمكن الاخباري من تقبله. تستطيع أن تقول أنّ كل أصولي إخباري لأنّ الاصوليين لم يلغوا المنهج الاخباري كما يتوهم العوام وإنما أبقوه وسدوا مافيه من ثغرات علمية بحيث غدت عملية الاستنباط أكثر دقة وعلمية ومتانة.

الرفض للمنهج الاصولي نشأ من وهم مفاده أنّ هذا علم جاء عن طريق العامة. ما قيمة هؤلاء الضياطرة؟ كل علوم الشريعة أسسها الشيعة

هذا الالتباس وقع لأنه لم يتم التفريق بين تدوين الشيعة لهذه العلوم واستخدامهم لها. رجال العامة كمالك وأبي حنيفة كان لهم اتصال بالامام الصادق وحضروا حلقات درسه واتصلوا برجال الشيعة فأخذوا عنهم تلك العلوم وبالتأكيد خلطوها بشيء من أباطيلهم ولكونهم لم يكونوا يؤمنون بالمعصوم فقد شرعوا في استخدامها وتوسعوا فيها بدعيا. أما الشيعة رغم انهم دونوا تلك العلوم الا أنهم لم يستخدموها لانهم لم يكونوا بحاجتها لكون المعصوم حاضرا بينهم. نعم استعمل شيئا من المبادئ الأصولية أولئك الذين كانوا في منأى عن المعصوم عليه السلام ولا يتيسر وصولهم إليه دائما، وكان هذا الاستعمال أساسا بتعليم من المعصوم عليه السلام.

في عصر الغيبة قد احتاج الشيعة لتلك العلوم في عملية الاستنباط فاستخدموها. والاصوليون قدموا أدلة على كون مبانيهم في الاستنباط شرعية صحيحة أصّل لها المعصومون عليهم السلام ويمكنك ملاحظة ذلك في كتبهم التي ردوا فيها على الاخباريين. يمكن أيضا للأصولي أن يتهم الاخباري بأنّ مسلكه مأخوذ عن العامة لأنّ مباني مدرسة أهل الحديث والحشوية من المخالفين تشابه إلى حد كبير مباني المدرسة الاخبارية عندنا.

فيما يتعلق بالشيخ الحبيب فمن يلاحظ جيدا منهجه يجده يجمع بين مسلك الإخباريين والأصوليين فيُغلّب العمل وفقا لمبنى أحدهما بحسب ما يقتضيه المقام ويفرضه المنهج العلمي.

في الواقع ما يفرض وجوده في النهاية هو الدليل العلمي سواءا مالت كفته إلى جانب المسلك الإخباري أو الأصولي.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 رجب 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp