بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ معنى الحديث الشريف أنّ له أنْ يتاجر بمال اليتيم وربحه يكون لليتيم لا أنّ رأس المال يكون له في مقابل الاتجار بالمال وجعل أرباحه لليتيم. بل الحديث يقول أنّه في حال خسرت تجارته فعليه ضمان رأس المال ويكون إرجاعه لليتيم في ذمته.

"ضمنه" لا تعني أنه ضمن بقاء رأس المال في حوزته بل تعني الضمان بمعنى التعويض. لنقرب الفكرة لك نقول أنّ الأمر كما هو متداول في الاسواق حيث بعض السلع يكون معها ضمان للمشتري بإصلاح العطل على نفقة جهة البيع.

جاء في تفسير نور الثقلين:

عن اسحق بن عمار عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) فقال: هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث او ماشية ويشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف، وليس ذلك له في "الدناير والدراهم" التى عنده موضوعة.

أما اذا لم يكن له عمل يعتاش منه وحبس نفسه فقط على رعاية مال اليتيم وحفظه واتخذ من هذه وظيفة فله أن يأخذ أجرة بقدر يكفيه أمر معاشه فقط.

جاء في تفسير العياشي:

عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: مال اليتيم إن عمل به من وضع على يديه ضمنه ولليتيم ربحه، قال: قلنا له قوله: " ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف "؟ قال: إنما ذلك إذا حبس نفسه عليهم في أموالهم فلم يتخذ لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 رجب 1433 هـ

شارك الإجابة على