كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرف فخلقت الخلق!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله .
شيخنا الجليل انا من متابعيكم ومتابيعي اجوبتكم ..
لكن مالفت نظري جوابكم على سؤال حول الحديث ((كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرف فخلقت الخلق))
لكن كلما دققت رأيت ان الكثير الكثير من العلماء قد اخذوا بهذا الحديث ولم يقولو انه مو ضوع او انه من الاسرائيليات ابدا...
فاريد دليلكم على انه من الاسرائليات...
وجزاكم الله خير الجزاء

ميرزا عبدالله ملاهادي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

هذا الحديث لم يُروَ عن أحد من أئمتنا الأطهار عليهم الصلاة والسلام رغم اشتهاره على الألسن، وإنما هو في الواقع مما تسرّب إلينا من العدو، حيث إنك تجده في مصادرهم كما في تفسير الفخر الرازي (في تفسير قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وكما في الفتوحات المكية لابن عربي ج2 ص112 وكما في تاريخ ابن خلدون ج1 ص471 وغيرها من المصادر، وأصله هو من متصوفتهم كما يتضح لك من مراجعة ما قاله الآلوسي في تفسيره بهذا الخصوص حيث قال: "(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي ليعرفون، وهو عندهم إشارة إلى ما صححوه كشفا من روايته صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه أنه قال: "كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف " وفي كتاب (الأنوار السنية) للسيد نور الدين السمهودي بلفظ "كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت هذا الخلق ليعرفوني في عرفوني". وفي (المقاصد الحسنة) للسخاوي بلفظ: "كنت كنزا لا أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فعرفوني". إلى غير ذلك" انتهى.

وهذه الأحاديث المنتشرة عند البكريين مما يحمل هذا اللحن هو من جملة الأحاديث الإسرائيلية المنتشرة بكثرتهم عندهم، وهو على كل حال مما ليس له سند حتى عند البكريين.

نعم إن الحديث الذي رُوي عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) في المعنى الصحيح هو هذا: عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "إن الله تبارك وتعالى لا تقدر قدرته، ولا يقدر العباد على صفته ولا يبلغون كنه علمه ولا مبلغ عظمته، وليس شئ غيره، هو نور ليس فيه ظلمة وصدق ليس فيه كذب، وعدل ليس فيه جور، وحق ليس فيه باطل، كذلك لم يزل ولا يزال أبد الآبدين، وكذلك كان إذ لم يكن أرض ولا سماء ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب ولا مطر ولا رياح، ثم إن الله تبارك وتعالى أحب أن يخلق خلقا يعظمون عظمته ويكبرون كبرياءه ويجلون جلاله. فقال: كونا ظلين، فكانا كما قال الله تبارك وتعالى". (التوحيد للصدوق ص129)

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

20 شعبان 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp