السلام عليكم فضيلة الشيخ ،خالص دعائى لكم بالسداد ،
ورد فى اجابة فضيلتك لسؤال عن كيفية ارسال رسالة للامام المهدى ( ع س ) ان هناك نصا معينا ، وفى هذا النص انا وجدت هذه الجملة ( فلجأت فيها إليك وتوكلت في المسألة لله جل ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عني، ) ، يعنى هنا اللجوء للامام والتوكل لله وللامام !! ، يعنى حتى لم نقل لجأت الى الله متخذا فضيلتك سببا او لم نقل توكلنا على الله واتخذنا منك بابا الى استجابة الله ، انا اعلم ان التشيع يضع افعال وخصائص الالوهية والربوبية لله وحده ، اما الشرك القولى او الفعلى او الاعتقادى فهو ضد التشيع ، لكن هنا انا رأيت ما لا اطيق حتى ان اعد كتابته !!، لمن اللجوء !؟ على من التوكل !!؟؟ كيف نضع احدا مع الله فى تلك المنزلة !!؟؟ كيف حتى لا نفصل المنزلتين فنقول ثم عليك بل يقال عليه وعليك !!؟؟ لما مثلا لم نقل فلجأنا الى الله وحده وتوكلنا على الله وحده ولكن اتخذنا من دعاؤكم وشفاعتكم بابا الى الله الواحد الاحد !!؟؟ اليست هذه معنى وابتغوا اليه الوسيلة !!؟؟ اليست خصائص الامام مجرد وسيلة وليست منمنزلة الهية جديدة !!؟؟ رجاء تفضلوا بالتعليق .. نسأل الله لكم السداد.
حياة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
ـ ليس لاستنكاركم وهلعكم وجه أخي الكريم.
عندما تقول أنك التجأت بفلان من الناس فهل هذا يعني أنك تخليت عن الله؟ كلا أنت التجأت له بصفته وسيلة مباشرة تؤمن أنّ الله تعالى هو من أوجدها وسخرها لمعونتك بإرادته.
عندما تقول لأحدهم أوكلت إنجاز هذه المهمة لك أو اتكلت عليك في أداء هذا العمل فهل هذا يعني أنك تعتقد بأنّ لهذا الشخص قدرة ذاتية مستقلة عن إرادة الله تعالى وعطائه؟
ماهي مشكلتك في إقران التوكل على الامام بالتوكل على الله تعالى برابطة (الواو)؟ الدعوة لاستخدام (ثمّ ) هي لوثة بكرية.
إقران الله بأوليائه برابطة (الواو) هو أدب قرآني
لا شك لديك أنّ المنعم الأول هو الله تعالى ومع ذلك تجد القرآن الكريم يُقرن إنعامه بإنعام نبيه صلى الله عليه وآله وسلم برابطة (الواو)
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) (37) سورة الأحزاب
روى الكراجكي عليه الرضوان أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فلما رفع الصادق عليه السلام يده من أكله قال : "الحمد لله ربّ العالمين، اللهم هذا منك ومن رسولك صلى الله عليه وآله. فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله! أجعلت مع الله شريكاً؟! فقال له: ويلك! فإن الله تعالى يقول في كتابه: وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ! ويقول في موضع آخر: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ! فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت! فقال أبو عبد الله عليه السلام: بلى، قد قرأتهما وسمعتهما، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك: أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا! وقال: كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ". (كنز الفوائد ص196)
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
1 رمضان 1433 هـ