حول عصمة آدم عليه السلام

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اتذكر عندما تكلم الشيخ على عصمة الانبياء وانهم لا يخطئون ابداً. لكن هل جميع الانبياء معصومون عن كل الاخطاء؟
فالاية التي تقول: وعصى ادم ربه فغوى، صعب شرحها. لما قرأت كتاب الامام علي الرضا قال ان هذا امر ادم عليه السلام كان امر ارشادي ولا مولوي، وانه ادم لم يُخلق للجنة وانما خلق حجة على الارض والمعصية يجب ان تكول على الارض حتى يُقال عنه انه ليس معصوم. لكن عندما قرأت كتاب تفسير العسكري وجدت رأي آخر وكلام للرسول وهذا هو القول

- تفسير الامام العسكري (ع) من ص 391 سطر 1 الى ص 400 سطر 23

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : معاشر اليهود تعاندون رسول الله رب العالمين وتأبون الاعتراف بأنكم كنتم بذنوبكم من الجاهلين ، إن الله لا يعذب بهاأحدا
ولا يزل عن فاعل هذا عذابه أبدا ، إن آدم عليه السلام لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إلا بالتوبة ، فكيف تقترحونها أنتم مع عنادكم .

ـ ذكر توبة آدم وتوسله بمحمد وآله صلوات الله عليهم اجمعين : ـ
قيل : وكيف كان ذلك يا رسول الله ؟ ـ قال : ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
لما زلت الخطيئة من آدم عليه السلام واخرج من الجنة وعوتب ووبخ قال : يا رب
إن تبت وأصلحت أتردني إلى الجنة ؟ قال : بلى .
قال آدم : فكيف أصنع يا رب حتى أكون تائبا وتقبل توبتي ؟
فقال الله عزوجل : تسبحني بما أنا أهله ، وتعترف بخطيئتك كما أنت أهله ، وتتوسل
إلى بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم ، وفضلتك بهم على ملائكتي ، وهم محمد
وآله الطيبون وأصحابه الخيرون .
فوفقه الله تعالى فقال : يا رب لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا
وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين بحق محمد وآله الطيبين
وخيار أصحابه المنتجبين ـ سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت
نفسي ، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، بحق محمد وآله الطيبين وخيار

أصحابه المنتجبين ـ .
فقال الله تعالى : لقد قبلت ثوبتك ،
هنا الواضح ان ادم ليس مصوما وانه أخطاً لان الله عاتبه ولان القران يقول: ولم تجد له عزما
فما هو ردكم يا شيخ على هذا الشئ؟

والسلام عليكم
سارة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من جواب سابق للشيخ:

ما صدر من آدم عليه السلام لم يكن ذنبا أو معصية بالمعنى الاصطلاحي كما يفهم المخالفون الجهلة.

هنا جواب سابق للشيخ يتعلق بآدم عليه السلام والفهم الصحيح لقضيته

نضيف إلى ماسبق أنّ التوبة في اللغة تعني الرجوع, وتوبة الله تعالى على العبد تعني الرجوع عليه بالخير ورفع الدرجات والتوفيق, وهذا لا يستلزم أن يكون العبد عمل ذنبا. فالله يرجع بالفضل على عبده المؤمن وعبده المقلع عن الذنب على السواء.

فإذً التوبة التي طلبها آدم عليه السلام هي العودة من الله تعالى عليه برفع الدرجات وتوسل بمحمد وآله فرجع الله عليه بالفضل ورفع درجاته.

اما تسمية تركه للاولى خطيئة وذنبا فهو من باب كون حسنات الابرار سيئات المقربين.

المغفرة في اللغة تأتي بمعنى طلب اصلاح الامور.

وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه: أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به. (لسان العرب)

المؤمن لا يستغني عن طلب صلاح أموره من الله تعالى وطلب صلاح الامور لا يستلزم أن يكون العبد قد فعل معصية.

ثمّ إنّ مغفرة الله تعالى في حقيقتها ليست مجرد التجاوز عن الذنب وإنما في رفع الدرجات والأجر العظيم. الله تعالى إذا غفر لعبده أعطاه الأجر. الانبياء عندما يستغفرون يطلبون حقيقة المغفرة وهي رفع الدرجات والأجر.

قال تعالى: (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم)

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 رمضان 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp